كييف تُصدر أوامر إخلاء لأربع قرى مع تزايد الضغط العسكري عليها

تستهدف منشآت نفطية روسية بعيدة عن الجبهة قبل انعقاد قمة ألاسكا بقليل

صورة وزّعتها حكومة منطقة كورسك لبناية تعرّضت لهجوم بالمسيّرات الأوكرانية (أ.ب)
صورة وزّعتها حكومة منطقة كورسك لبناية تعرّضت لهجوم بالمسيّرات الأوكرانية (أ.ب)
TT

كييف تُصدر أوامر إخلاء لأربع قرى مع تزايد الضغط العسكري عليها

صورة وزّعتها حكومة منطقة كورسك لبناية تعرّضت لهجوم بالمسيّرات الأوكرانية (أ.ب)
صورة وزّعتها حكومة منطقة كورسك لبناية تعرّضت لهجوم بالمسيّرات الأوكرانية (أ.ب)

تواجه أوكرانيا ضغوطاً عسكرية متزايدة على الجبهة؛ حيث أصدرت مزيداً من أوامر الإخلاء في شرق البلاد، شملت بلدة تقع على مقربة من قطاع حقّقت فيه مؤخراً القوات الروسية اختراقاً، وذلك عشية قمة مرتقبة بين روسيا والولايات المتحدة ستبحث النزاع.

وقال حاكم دونيتسك، فاديم فيلاشكين: «بدأنا الإجلاء الإلزامي من بلدة دروجكيفكا للعائلات التي تضم أطفالاً»، مضيفاً أن أوامر إخلاء صدرت لأربع قرى قريبة من البلدة. ولفت إلى أن عدد الأطفال في البلدة والقرى يبلغ 1879.

صورة وزّعتها حكومة منطقة كورسك لبناية تعرّضت لهجوم بالمسيّرات (أ.ب)

في وقت سابق الخميس، قالت القوات الروسية إنها سيطرت على قرية إيسكرا وبلدة شيربينيفكا الصغيرة في منطقة دونيتسك الأوكرانية التي أعلن الكرملين ضمّها في سبتمبر (أيلول) 2022. لكن من الصعب التأكد من صحة التقارير الواردة من ساحة المعركة بشكل مستقل.

وحقّقت القوات الروسية تقدّماً ميدانياً سريعاً، يوم الثلاثاء، بعمق 10 كيلومترات في قطاع ضيّق من خط الجبهة بالقرب من بلدتي دوبروبيليا ودروجكيفكا. وكان ذلك أكبر تقدّم للقوات الروسية خلال 24 ساعة في الأراضي الأوكرانية منذ أكثر من عام، وفق تحليل أجرته «فرانس برس» لبيانات معهد دراسات الحرب الأميركي. وكانت أوكرانيا قد أصدرت، يوم الأربعاء، أوامر إخلاء لبلدة بيلوزيرسكي غير البعيدة من القطاع الذي حقّقت القوات الروسية تقدّماً فيه.

بدورها، قالت كييف إن جيشها شنّ هجمات بمسيرات على منشآت بنية تحتية نفطية استراتيجية لروسيا قبل ساعات من قمة ألاسكا. وأفادت قنوات، عبر تطبيق «تلغرام» من روسيا وأوكرانيا، باندلاع حريق كبير في مصفاة نفط سيزران بمنطقة سامارا المطلة على نهر فولغا. واكتفى حاكم سامارا، فياتشيسلاف فيدوريتشيف، بتأكيد تعرّض المنطقة لهجوم بشكل عام. وكتب عبر «تلغرام»: «تشير التقارير الأولية إلى أنه تم إسقاط 13 مسيرة للعدو». وتقع مصفاة سيزران النفطية على بُعد نحو 800 كيلومتر من الحدود الأوكرانية.

وأكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن «مصفاة سيزران للنفط الواقعة في منطقة سامارا الروسية التي تُعدّ من بين الأكبر ضمن شبكة (روسنفت)، استُهدفت»، وذلك في إشارة إلى المنشآت التابعة لشركة النفط الروسية الرسمية العملاقة. وذكرت أن المنشأة تنتج الوقود من أجل الطيران، كما تزود به الجيش الروسي. وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي، لم يتم التحقق من صحتها، حرائق عدة والدخان يتصاعد من الموقع فجر الجمعة.

واستهدفت كييف مستودعات ومصافي النفط الروسية بهجمات بعيدة المدى بالمسيّرات، فيما تقول إنها ضربات هدفها الرد على هجمات موسكو الليلية ضد المدن الأوكرانية وشبكة الطاقة.

وأفاد مسؤولون روس محليون بأن ضربة أوكرانية منفصلة بمسيّرة استهدفت مبنى سكنياً في منطقة كورسك الحدودية الروسية، وأسفرت عن مقتل امرأة وإصابة 45 بجروح. وكتب حاكم منطقة كورسك، ألكسندر خينشتاين، على «تلغرام»: «هاجمت طائرة مسيرة معادية مبنى ليلاً» في أحد أحياء مدينة كورسك، مما أدى إلى اشتعال النيران في طوابقه العليا. وأضاف أن امرأة تبلغ 45 عاماً قُتلت جراء الهجوم، وأُصيب 10 أشخاص بينهم فتى، مشيراً إلى تضرر مدرسة والكثير من المباني المجاورة.

وكانت منطقة كورسك هدفاً لهجوم شنته القوات الأوكرانية صيف عام 2024؛ حيث استولت على أكثر من ألف كيلومتر مربع من الأراضي الروسية قبل إجبارها على الانسحاب نهائياً في أبريل (نيسان) 2025.

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، ردّت كييف بهجمات بواسطة طائرات مسيرة استهدفت البنية التحتية الروسية على مسافة مئات الكيلومترات من حدودها.

كما تواصلت الهجمات الروسية، فيما ذكر مسؤولون أوكرانيون على خط الجبهة في منطقتي خاركيف ودونيتسك بأن ستة مدنيين قُتلوا في ضربات خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

وتعهّدت كييف في السابق بتكثيف ضرباتها بعيدة المدى ضد روسيا، فيما أطلقت موسكو أعداداً قياسية من الصواريخ والمسيرات باتّجاه أوكرانيا في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز).

ويعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب قمة، الجمعة، في ألاسكا، يقول الكرملين إن التركيز فيها سينصب على «تسوية الأزمة الأوكرانية».

وتقدّمت روسيا ميدانياً قبيل المحادثات، في حين طرح ترمب علانية فكرة تبادل الأراضي بين طرفَي النزاع، وهو أمر استبعده الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي لم يُدع إلى قمة ألاسكا. وأفاد الجيش الروسي بأن أوكرانيا أطلقت 53 مسيّرة خلال الليل، فيما أكد سلاح الجو الأوكراني أن موسكو أطلقت 97 مسيّرة.


مقالات ذات صلة

اشتعال خزانين للمنتجات النفطية بعد هجوم أوكراني على ميناء تيمريوك الروسي

أوروبا أرشيفية لشاحنة استعملت لإطلاق مسيرات أوكرانية هاجمت القواعد الجوية الروسية بمنطقة إيركوتسك (أ.ب)

اشتعال خزانين للمنتجات النفطية بعد هجوم أوكراني على ميناء تيمريوك الروسي

اشتعلت النيران، اليوم (الخميس)، في خزانين للمنتجات ‌النفطية ‌في ‌ميناء ⁠تيمريوك ​بجنوب ‌روسيا بعد ما قالت السلطات المحلية في ⁠منطقة كراسنودار ‌إنه ‍هجوم ‍أوكران

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي صورة منشورة على وسائل التواصل لعراقي يبلغ من العمر 24 عاماً فقدت عائلته الاتصال به بعد سفره إلى روسيا للانضمام إلى قواتها المسلحة (أ.ف.ب)

العراق يلاحق «مجندين» في حرب أوكرانيا

كثّف العراق ملاحقته القضائية لمواطنين تورطوا في القتال ضمن الحرب الروسية – الأوكرانية، محذّراً من عقوبات بحق من يلتحق بقوات عسكرية أجنبية من دون موافقة رسمية.

فاضل النشمي (بغداد)
أوروبا 
مواطن أوكراني يتفقد نتائج ضربة روسية في زابوريجيا جنوب شرقي أوكرانيا يوم 19 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

انفتاح أوكراني مشروط على تسوية في دونباس

في تطوّر لافت على مسار مفاوضات إنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، أكّد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، استعداده لسحب القوات من منطقة دونباس،

«الشرق الأوسط» ( لندن)
أوروبا عمال يزيلون الأنقاض من سطح مبنى سكني متضرر بشدة عقب غارة جوية بطائرة مسيرة في كييف (أ.ف.ب) play-circle

استطلاع: غالبية الروس يتوقعون انتهاء حرب أوكرانيا في 2026

كشف «المركز الروسي لدراسات الرأي العام» لاستطلاعات الرأي، اليوم (الأربعاء)، أن غالبية الروس يتوقعون انتهاء الحرب في أوكرانيا عام 2026.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا زيلينسكي داخل مكتبه الرئاسي في كييف يوم 23 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

زيلينسكي «منفتح» على إنشاء منطقة اقتصادية حرة بشرق أوكرانيا

أكّد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، استعداده لسحب القوات من منطقة دونباس إذا سحبت روسيا قواتها أيضاً، وإذا تحوّلت إلى «منطقة منزوعة السلاح».

«الشرق الأوسط» (كييف)

ألمانيا تصف حرب السودان بـ«أسوأ أزمة إنسانية في العالم»

 وزيرة التنمية الألمانية ريم العبدلي رادوفان تتحدث في البرلمان الألماني (د.ب.أ)
وزيرة التنمية الألمانية ريم العبدلي رادوفان تتحدث في البرلمان الألماني (د.ب.أ)
TT

ألمانيا تصف حرب السودان بـ«أسوأ أزمة إنسانية في العالم»

 وزيرة التنمية الألمانية ريم العبدلي رادوفان تتحدث في البرلمان الألماني (د.ب.أ)
وزيرة التنمية الألمانية ريم العبدلي رادوفان تتحدث في البرلمان الألماني (د.ب.أ)

دعت وزيرة التنمية الألمانية ريم العبدلي رادوفان إلى تكثيف الجهود الدولية لإنهاء الصراع في السودان، واصفة إياه بأنه «أسوأ أزمة إنسانية في العالم»، ومحذرة من أنه يجب ألا يغفل أو يهمل.

وقالت رادوفان، في تصريحات لمجموعة «فونكه» الإعلامية الألمانية، نُشرت الأربعاء: «التقارير والصور التي تصلنا مقلقة ومفزعة للغاية».

وأشادت بالدول المجاورة لدعمها ملايين الأشخاص الذين فروا من السودان منذ اندلاع القتال، لكنها شددت على أن المساعدات الإنسانية وحدها غير كافية.

وأضافت، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية: «نحن بحاجة ملحة إلى حل سياسي، يبدأ بوقف إطلاق نار مستقر... هذا لن يتحقق من تلقاء نفسه في هذه الحرب الأهلية المروعة، بل يتطلب دعماً فورياً وأكبر من المجتمع الدولي». وحذرت من أن الصراع يجب ألا يُنسى.

ويشهد السودان حرباً منذ أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» شبه العسكرية. ووصفت الأمم المتحدة هذا النزاع بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث نزح نحو 12 مليون شخص، ويواجه نصف السكان خطر الجوع.

وعلى الرغم من حجم الكارثة، حظي السودان باهتمام دولي أقل بكثير مقارنة بنزاعات أخرى مثل الحرب في غزة.


قاذفات روسية تنفّذ رحلة «مقررة» شمال إسكندنافيا

قاذفات القنابل الاستراتيجية الروسية من طراز «توبوليف تو - 95 إم إس» تحلق فوق الكرملين والساحة الحمراء في وسط موسكو في 9 مايو 2020 (أرشيفية - أ.ف.ب)
قاذفات القنابل الاستراتيجية الروسية من طراز «توبوليف تو - 95 إم إس» تحلق فوق الكرملين والساحة الحمراء في وسط موسكو في 9 مايو 2020 (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

قاذفات روسية تنفّذ رحلة «مقررة» شمال إسكندنافيا

قاذفات القنابل الاستراتيجية الروسية من طراز «توبوليف تو - 95 إم إس» تحلق فوق الكرملين والساحة الحمراء في وسط موسكو في 9 مايو 2020 (أرشيفية - أ.ف.ب)
قاذفات القنابل الاستراتيجية الروسية من طراز «توبوليف تو - 95 إم إس» تحلق فوق الكرملين والساحة الحمراء في وسط موسكو في 9 مايو 2020 (أرشيفية - أ.ف.ب)

أجرت قاذفات روسية ذات قدرات نووية رحلة «مقررة» فوق بحري النرويج وبارنتس، ما دفع «طائرات مقاتلة تابعة لبلدان أجنبية» لمرافقتها، بحسب ما نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع.

ولم يتضح تاريخ تحليق قاذفات «تو – 95» ولا البلدان التي نشرت طائرات للمراقبة.

وقالت الوزارة إن «قاذفات (تو – 95 إم إس) الاستراتيجية الروسية وناقلات صواريخ نفّذت رحلة مقررة فوق المياه المحايدة لبحري بارنتس والنرويج»، في إشارة إلى البحرين الواقعين شمال إسكندنافيا وشمال غربي روسيا، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضافت: «في مراحل معيّنة من الطريق، رافقت طائرات مقاتلة تابعة لبلدان أجنبية القاذفات بعيدة المدى».

وذكرت الوزارة أن رحلات من هذا النوع تجري مراراً في العديد من المناطق وهي متوافقة مع القانون الدولي.

وفي وقت سابق هذا الشهر، انتقدت كوريا الجنوبية واليابان رحلات قامت بها طائرات عسكرية روسية وصينية قرب أراضيها ودفعتها لإطلاق مقاتلات.

وبحسب طوكيو، حلّقت قاذفتان روسيتان من طراز «تو – 95» من بحر اليابان ورافقتا قاذفات صينية من طراز «إتش – 6» في بحر الصين الشرقي في رحلة مشتركة حول البلاد.


اشتعال خزانين للمنتجات النفطية بعد هجوم أوكراني على ميناء تيمريوك الروسي

أرشيفية لشاحنة استعملت لإطلاق مسيرات أوكرانية هاجمت القواعد الجوية الروسية بمنطقة إيركوتسك (أ.ب)
أرشيفية لشاحنة استعملت لإطلاق مسيرات أوكرانية هاجمت القواعد الجوية الروسية بمنطقة إيركوتسك (أ.ب)
TT

اشتعال خزانين للمنتجات النفطية بعد هجوم أوكراني على ميناء تيمريوك الروسي

أرشيفية لشاحنة استعملت لإطلاق مسيرات أوكرانية هاجمت القواعد الجوية الروسية بمنطقة إيركوتسك (أ.ب)
أرشيفية لشاحنة استعملت لإطلاق مسيرات أوكرانية هاجمت القواعد الجوية الروسية بمنطقة إيركوتسك (أ.ب)

اشتعلت النيران، اليوم (الخميس)، في خزانين للمنتجات ‌النفطية ‌في ‌ميناء ⁠تيمريوك ​بجنوب ‌روسيا بعد ما قالت السلطات المحلية في ⁠منطقة كراسنودار ‌إنه ‍هجوم ‍أوكراني بمسيرات.

وذكرت السلطات ‍في مقر قيادة العمليات في ​كراسنودار، عبر تطبيق «تيليغرام»، أن ⁠ألسنة اللهب انتشرت على مساحة تبلغ حوالي ألفي متر مربع.