قال شهود ومسعفون اليوم (الثلاثاء) إن الطائرات والدبابات الإسرائيلية واصلت قصف المناطق الشرقية من مدينة غزة خلال الليل، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً على الأقل.
وقتل 24 فلسطينياً في ضربات جوية وبنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وفق ما ذكر الدفاع المدني الذي أشار إلى تكثيف القصف على مدينة غزة منذ 3 أيام. وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يكثّف الاحتلال الإسرائيلي ولليوم الثالث على التوالي الغارات على منطقتي الزيتون والصبرة» في مدينة غزة. وأضاف أن هذا الواقع «خطير جداً»؛ مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي استخدم «قنابل شديدة الانفجار بعضها أدى إلى تدمير 5 منازل دفعة واحدة».
وقال ماجد الحصري، وهو من سكان حي الزيتون: «القصف عنيف جداً منذ يومين. في كل ضربة، الأرض تتزلزل. هناك شهداء تحت الأنقاض لا أحد يصل إليهم؛ لأن القصف لا يتوقف»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي وقت سابق اليوم، قُتل ما يقرب من 12 شخصاً وأصيب آخرون، غالبيتهم من الأطفال، من جرَّاء القصف الإسرائيلي على خان يونس ومدينة غزة.
وأفادت المصادر الطبية في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب القطاع، بوصول جثامين 5 قتلى، وعدد من الجرحى، جرَّاء استهداف الجيش الإسرائيلي خيمة في منطقة المجايدة بمواصي خان يونس، غالبيتهم من الأطفال، صباح اليوم، وفقاً لما ذكرته وكالة «وفا» الفلسطينية.
كما أعلنت المصادر الطبية في مستشفى المعمداني بمدينة غزة وصول جثامين 7 قتلى وعدد من المصابين، نتيجة قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة الحصري، قرب مسجد الفاروق في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة.
توقف المحادثات
يأتي هذا بينما وصل وفد من حركة «حماس» برئاسة خليل الحية إلى مصر للتشاور بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.وتجري مصر تجري جهودا مكثفة واتصالات مع جميع الأطراف لتجاوز الخلافات من أجل التوصل إلى هدنة في القطاع.وانهارت أحدث جولة من المحادثات غير المباشرة في قطر، بعدما وصلت إلى طريق مسدود في أواخر يوليو (تموز)، مع تبادل إسرائيل و«حماس» الاتهامات بالمسؤولية عن عدم إحراز تقدم بشأن اقتراح أميركي لوقف إطلاق النار مدة 60 يوماً واتفاق لتحرير الرهائن. ومنذ ذلك الحين تقول إسرائيل إنها ستشن هجوماً جديداً وتسيطر على مدينة غزة التي اجتاحتها بعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ثم انسحبت منها. وأعاد المسلحون بعد ذلك تنظيم صفوفهم وشنوا هجمات تشبه إلى حد بعيد حروب العصابات.
خطة نتنياهو
ومن غير الواضح كم من الوقت يمكن أن يستمر التوغل العسكري الإسرائيلي الجديد في المدينة مترامية الأطراف الواقعة في شمال القطاع، والتي تحولت بشكل كبير إلى ركام، أو كيف سيختلف هذا التوغل عن العملية السابقة؛ لكن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتوسيع نطاق السيطرة العسكرية على غزة، والمتوقع إطلاقها في أكتوبر المقبل، أدت لتفاقم الغضب العالمي بسبب الدمار واسع النطاق الذي لحق بالقطاع، وأزمة الجوع التي تنتشر بين سكانه الذين يتجاوز عددهم مليونَي نسمة، ومعظمهم الآن دون مأوى.
وأثارت الخطة أيضاً انتقادات في إسرائيل؛ حيث حذَّر رئيس أركان الجيش من أنها قد تعرض الرهائن الذين لا يزالون أحياء للخطر، وتصبح فخاً مميتاً للجنود الإسرائيليين. وقادت الخطة إلى مخاوف من التسبب في مزيد من النزوح والمصاعب للفلسطينيين الذين يقدر عددهم بمليون شخص في منطقة مدينة غزة.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه على قطاع غزة، ما أسفر حتى الآن عن مقتل 61 ألفاً و499 مواطناً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة ما يقرب من 153 ألفاً و575، في حصيلة غير نهائية، مع استمرار وجود ضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، وسط عجز طواقم الإسعاف والإنقاذ عن الوصول إليهم.








