قالت الفنانة المصرية سماح أنور إنها استعانت بملابس والدتها الفنانة الراحلة سعاد حسين في تصوير مسلسل «كتالوج»، وعبَّرت عن سعادتها للتأثير اللافت الذي تركته شخصيتها في المسلسل «أم هاشم» لدى الجمهور، وهي مربية أطفال استطاعت أن تجمع أبطال العمل حولها، مشيدة ببراعة الكتابة لأيمن وتار، وعبقرية المخرج وليد الحلفاوي في جميع تفاصيل العمل.
وأكدت سماح أنور، في حوارها مع «الشرق الأوسط»، أنها محظوظة بالأعمال الجيدة التي شاركت فيها، ولم تشعر في أي وقت بأنها تعرضت لظلم. وشددت على أنها لا تحب أن تتقمص دور الضحية، رغم غيابها الطويل عن التمثيل الذي استمر لنحو 22 عاماً، وفق قولها.
وتُبرر سماح التجاوب الكبير الذي قُوبل به مسلسل «كتالوج» على منصة «نتفليكس»، قائلة: «لأنه عمل حقيقي يتناول حياتنا العادية التي وجد المُشاهد فيها نفسه ورأى أن كل شخصية في المسلسل تمسه، في ذاته أو في قريب له أو شخص يعرفه، بعيداً عن السائد في الدراما من عنف وخيانة وغدر وكأنه لا يوجد أشخاص أسوياء بيننا».

تتذكر الفنانة حين قرأت السيناريو: «جذبني العمل كثيراً، وشعرت بأن شخصية (أم هاشم) من الأدوار التي حلمت بها. فقد تمنيت دائماً أن أؤدي دوراً يشبهني وفي الوقت نفسه يختلف عني، وهو ما وجدته في (أم هاشم). فهي تحمل ملامح من شخصيتي، مثل أنني قد أكون حادة مع شخص أحبّه لمصلحته».
في تعاملها الأول مع المخرج وليد الحلفاوي تصفه بأنه «مخرج عبقري» وتقول: «هو من المخرجين الذين كنت أتطلع للعمل معهم، وأتابع أعماله بشغف، كما أنه بالنسبة لي (من رائحة الحبايب)، فقد عملت مع والده الفنان الراحل نبيل الحلفاوي، وكان لي الشرف أن أكون من دائرة أصدقائه في وقت من الأوقات، واستفدت منه إنسانياً وفنياً، أما موهبة وليد الحلفاوي فتظهر منذ التحضير لاختيار النص وفريق الممثلين، لأسلوب تعامله مع الممثل وفي تفاصيل عديدة لا حصر لها».
وتضيف: «كنت ولا أزال مؤمنة بأنه لا يمكن أن نتقابل بوصفنا فريق عمل عند التصوير فقط، ولا بد من وجود علاقة إنسانية بيننا، فهي تصل إلى المتفرج واضحة على الشاشة، وقد حرص المخرج على هذا التحضير، وأجرينا بروفات وسط الديكور لنعتاده مثل بيتنا، ونشعر وكأننا عائلة بالفعل».
وعن عمل أبناء الفنانين في الفن تقول سماح: «هناك تعبير يطلقه بعضهم علينا بنوع من الاستهانة، حين يلقبوننا بـ(أبناء العاملين)، وكأننا نعمل في مصلحة حكومية. هذا الوصف ينطبق على مَن يدفع بابنه غير المؤهل لينخرط في مهنته نفسها، لكن في مجال الفن لا وجود للواسطة. فالموهبة الحقيقية هي التي يصدق عليها الجمهور، لا المنتج أو المخرج. ولا يمكن لأي شخص أن يستمر دون موهبة حقيقية، فهو حتماً سيختفي مع مرور الوقت».

لم تتوقع سماح أنور كل هذا التأثير الذي تركته (أم هاشم) المرتبط بأدائها اللافت، حسب نقاد، وتقول: «توقعتُ نجاح المسلسل، لكن لم أتوقع أن تحظى شخصية (أم هاشم) بكل هذا التأثير وردود الفعل، ما أثار فيّ الدهشة والفرحة معاً».
وعن أسباب تأثير الشخصية، تعتقد أنها «تركيبة العمل كله، وليس الدور الذي أؤديه فقط، لكنني ممتنة لهذا النجاح الذي جعلني أشعر بعرفان وجميل تجاه (أم هاشم). أحببت اسمها وتفاءلت به، فقد كان يتردد على لسان أمي كثيراً خلال زياراتها لمسجد السيدة زينب رضي الله عنها».
واستعانت سماح بدولاب والدتها لأجل «أم هاشم» مثلما تقول: «بعض تفاصيل شخصية (أم هاشم) جاءت من دولاب أمي، مثل (القبعات التريكو) التي كانت تضعها أمي، والنظارة المرصعة بحبات اللولي، وهناك ملامح كثيرة في (أم هاشم) تشبه أمي، كما أعترف لـ(استايلست المسلسل) أمينة بتفردها في تركيب ملابس الشخصية رغم أنني لم أكن أشعر بارتياح للأزياء أثناء التصوير لغرابة الألوان، لكنها كانت أحد عوامل نجاح الشخصية».
وترى الفنانة المصرية أن مسلسل «كتالوج» أنصفها، لكنها لا تحب أن تعيش دور الضحية: «رغم غيابي عن التمثيل لمدة 22 عاماً بسبب الحادث الذي تعرضت له ثم فترة ثورة يناير (كانون الثاني) 2011، فإنني اكتشفت أن ذلك كان تدبيراً من الله. ففي ذلك الوقت، لم أكن مناسبة لأدوار الأم أو الفتاة، فاستثمرت وقتي في أشياء مفيدة. وخلال هذه الفترة، ظهرت أجيال جديدة لا علاقة لها بالقرن الذي جئت منه، كما تبدّل شكل الشاشة إلى الأفضل، من حيث الصوت والصورة، وحتى أداء الممثلين أصبح أكثر سلاسة وطبيعية. لذلك أحببت هذه الفترة الجديدة، وهم فقط بحاجة إلى نصوص جيدة وكتاب موهوبين، بعيداً عن الورش التي تصلح فقط لحلقات (السيت كوم)».
وتعترف سماح بوجود تقصير من الفنانين أنفسهم، قائلة: «لا بد أن نُعطي اهتماماً كبيراً لصناعة السينما والدراما. في الماضي، كان الفنان يُعيد استثمار ما يكسبه في الفن نفسه ويتجه إلى الإنتاج، لأن الصناعة كانت تعنيه حقاً. لم يكن هناك من يفتتح مطعماً أو مشروعاً تجارياً كما هو شائع اليوم».
وانتهت سماح أنور من تصوير فيلم «إن غاب القط» مع آسر ياسين وأسماء جلال، الذي تقول عنه: «هو فيلم جميل يجمع بين الكوميديا والدراما والأكشن»، مؤكدة أنها من المحظوظين في الوسط الفني: «دائماً تُعرض عليّ أعمال جيدة ومع شركات محترمة. أما قلة الشغل فهي مسألة نسبية تختلف من فنان إلى آخر. أنا مثلاً لا أستطيع الجمع بين عملين في وقت واحد، بل أنهي عملاً وأحصل بعدها على إجازة شهرين لاستعادة لياقتي».






