وجدت دراسة حللت بيانات أكثر من 10 آلاف مشترك نمطاً واضحاً حول العلاقات، يفيد بأن الرضا عن العلاقة لا ينخفض فجأةً في النهاية، بل يمر بمرحلة «تدهور نهائي». ويبدأ هذا التدهور قبل سنوات من الانفصال الفعلي، بانخفاض بطيء قبل النهاية، يليه انهيار حادّ قبل أشهر من الانفصال.
ووفق ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المعني بالصحة النفسية والعقلية، اكتشفت الدراسة أيضاً أن الرضا عن العلاقة ينخفض بشكل أكثر حدةً من الرضا العام عن الحياة. ومع أن البحث يشير إلى مسار واضح للتدهور، فإن معظم الناس لا يرون العلامات على أنهم على وشك الانفصال إلا بعد فوات الأوان.
وهناك 3 علامات قد تشير إلى أنك قد وصلت بالفعل إلى مرحلة ما قبل الانفصال، وهي:
تشعر بالراحة عندما تتخيل الحياة دون شريكك
غالباً ما تظهر «أحلام الحرية» قبل الانفصال، ليس لأنك تريد أن تؤذي شريكك، بل لأنك تريد أن تشعر بأنك على سجيتك مرة أخرى. وفي هذه المرحلة ستجد أنك لم تعد تتخيل مستقبلاً مشتركاً مع الطرف الآخر، بل تجد نفسك تحلم بحياة تعيشها بشروطك الخاصة، وتتساءل كيف سيكون شعورك عندما تستيقظ يوماً دون أن تُثقلك العلاقة أو تضغطك نفسياً.
وعندما يبدأ الإرهاق العاطفي، ستتوقف عن الشجار لأنك لم تعد تملك الطاقة لمواصلة المحاولة، ولن تبادر بالمحادثات، أو تحاول إصلاح ما انكسر، أو تعزيز الروابط التي تبدو وكأنها تنهار.
تشعر بالإرهاق طوال الوقت دون معرفة السبب
عندما تُكثر من اختلاق الأعذار أو التفكير في كل المرات التي كان بإمكانك فيها قول أشياء ولم تفعل، يبدأ جسدك بالحزن قبل أن يستوعبه عقلك. هذا يعني أن الجهد العاطفي بدأ يفوق التواصل الذي تحاول جاهداً الحفاظ عليه. لأنك في هذه المرحلة، لا ترغب حتى في محاولة إصلاح الأجزاء المكسورة. كل ما يهمك هو الاستيقاظ وأنت تشعر بالراحة الكافية لمواصلة يومك.
ويمكن أن يتجلى «التعب العاطفي» علامة فسيولوجية. تتبعت دراسة نُشرت عام 2018 مستويات التوتر والإرهاق لدى الأزواج في الوقت الفعلي على مدار 5 أيام. ووجدت أنه بعد التفاعلات المتوترة عاطفياً، خصوصاً تلك التي صُنفت على أنها سلبية، أفاد كلا الشريكين بشعورهما بتعب أكبر، حتى عندما لم تظهر أي خلافات على السطح.
فإذا سئمت من التظاهر بأن كل شيء على ما يرام، خصوصاً عندما يعلم جسمك مسبقاً أنه ليس كذلك، فقد يكون ذلك علامة على أن العلاقة تقترب من نهايتها.
تتساءل باستمرار: هل يجب عليك الرحيل؟
في مرحلة ما قبل الانفصال، قد تجد نفسك تُفكّر ملياً في سبب اختيارك البقاء مع شريكك من البداية. تبدأ بمقارنة اللحظات الجميلة باللحظات السيئة المتزايدة، وخططك المستقبلية بأخطائهم الماضية.
تبدأ بالشعور بأنك الوحيد في العلاقة الذي يُحاول باستمرار، ويزداد شعورك بالوحدة يوماً بعد يوم. قد لا يكون هناك حتى سبب واضح للرحيل. لكن ببساطة، فلن تجد أيضاً أسباب وجيهة كافية للبقاء.
ووجدت دراسة أجريت عام 2024 أن الأشخاص الذين شعروا بصراع داخلي تجاه شريكهم غالباً ما يعانون من صدمة نفسية. لذا، إذا ظلّ السؤال يتردد في ذهنك: «هل عليّ المغادرة؟»، فهو لم يعد سؤالاً، ومن المرجح أنه أصبح إجابة تحاول تجاهلها.




