مقتل ضابطين وإصابة 14 شخصاً إثر انفجار قنبلة في سيارة للشرطة بباكستان

في معقل سابق لحركة «طالبان» بشمال غرب البلاد المضطرب

صورة أرشيفية لجنود من الجيش الباكستاني يقفون عند نفق تعرض فيه قطار جعفر إكسبريس للهجوم من قبل مسلحين انفصاليين في بولان، بلوشستان، باكستان، 15 مارس 2025 (رويترز )
صورة أرشيفية لجنود من الجيش الباكستاني يقفون عند نفق تعرض فيه قطار جعفر إكسبريس للهجوم من قبل مسلحين انفصاليين في بولان، بلوشستان، باكستان، 15 مارس 2025 (رويترز )
TT

مقتل ضابطين وإصابة 14 شخصاً إثر انفجار قنبلة في سيارة للشرطة بباكستان

صورة أرشيفية لجنود من الجيش الباكستاني يقفون عند نفق تعرض فيه قطار جعفر إكسبريس للهجوم من قبل مسلحين انفصاليين في بولان، بلوشستان، باكستان، 15 مارس 2025 (رويترز )
صورة أرشيفية لجنود من الجيش الباكستاني يقفون عند نفق تعرض فيه قطار جعفر إكسبريس للهجوم من قبل مسلحين انفصاليين في بولان، بلوشستان، باكستان، 15 مارس 2025 (رويترز )

انفجرت قنبلةٌ قويةٌ كانت مزروعةً على جانب الطريق، الأربعاء، في سيارة للشرطة الباكستانية، ما أسفر عن مقتل ضابطين على الأقل، وإصابة 14 شخصاً آخرين، أغلبهم من المارة، حسب ما أعلنه مسؤولون في باكستان.

بائع يبيع شارات العلم الوطني الباكستاني في أحد الأسواق قبل احتفالات يوم الاستقلال، في بيشاور، باكستان، 7 أغسطس 2025. تحتفل باكستان بيوم استقلالها في 14 أغسطس إحياءً لذكرى نهاية الحكم البريطاني في أغسطس 1947 (إ.ب.أ)

وقع الانفجار في معقل سابق لحركة «طالبان» الباكستانية، بشمال غرب البلاد المضطرب، على الحدود مع أفغانستان.

وقال قائد الشرطة المحلية آدم خان إن الهجوم وقع في مدينة وانا بمنطقة جنوب وزيرستان في إقليم خيبر باختونخوا.

جدير بالذكر أن أعمال العنف التي تشهدها المنطقة على أيدي عناصر مسلحة، تصاعدت في الأسابيع الأخيرة، ما أسفر عن مقتل العشرات من أفراد الأمن.

ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم على أفراد الشرطة بشكل فوري، إلا أن من المرجح أن تتجه الشكوك نحو حركة «طالبان» الباكستانية، التي تستهدف قوات الأمن والمدنيين بشكل متكرر في أنحاء المنطقة.

وفي كويتا (باكستان) قالت الحكومة الباكستانية ومسؤول إن البلاد علّقت خدمات الإنترنت في الهواتف المحمولة لمدة ثلاثة أسابيع في إقليم بلوشستان المضطرب في محاولة لقطع الاتصالات بين متمردين انفصاليين يقفون وراء تصاعد الهجمات في الآونة الأخيرة.

يقوم بائع بترتيب العلم بينما يتسوق الناس لشراء العناصر الزخرفية بألوان العلم الوطني الباكستاني في السوق قبل احتفالات يوم الاستقلال، في بيشاور، باكستان، 7 أغسطس 2025. تحتفل باكستان بيوم استقلالها في 14 أغسطس، إحياءً لذكرى نهاية الحكم البريطاني في أغسطس 1947 (إ.ب.أ)

وكثف مسلحون انفصاليون يطالبون بحصة أكبر من أرباح موارد الإقليم الغني بالمعادن في جنوب غرب باكستان هجماتهم في الأشهر القليلة الماضية، خصوصاً على الجيش الباكستاني الذي شن هجوماً عليهم بناء على معلومات مخابرات.

وقالت الحكومة في أمر أصدرته الأربعاء واطلعت عليه «رويترز»، إنها ستعلق الخدمات حتى نهاية الشهر بسبب الأوضاع الأمنية في الإقليم، الذي تقام فيه مشروعات في إطار «مبادرة الحزام والطريق» الصينية.

وقال شهيد ريند المتحدث باسم حكومة الإقليم اليوم الجمعة: «تم تعليق الخدمة لأنهم يستخدمونها في التنسيق وتبادل المعلومات» في إشارة للمسلحين.

وذكر مسؤولون أن هناك 8.5 مليون مشترك في خدمات الهواتف المحمولة في بلوشستان، أكبر أقاليم باكستان من حيث المساحة، الذي يقع على الحدود مع أفغانستان وإيران، لكن لا يوجد به إلا عدد قليل من السكان يبلغ نحو 15 مليون نسمة فقط من أصل 240 مليوناً تقريباً في البلاد.

ووردت هذه الأنباء بعدما حظرت باكستان السفر براً إلى إيران في أواخر الشهر الماضي، وأرجعت ذلك إلى التهديدات الأمنية.

ويعاني بلوشستان منذ عقود من تمرد الانفصاليين الذين يتهمون الحكومة الباكستانية بحرمانهم من حصتهم في موارد الإقليم.


مقالات ذات صلة

الإرهاب يهز سيدني... وإدانات عالمية

العالم نقل أحد المصابين في هجوم شاطىء بونداي إلى المستشفى في سيدني أمس (أ.ب)

الإرهاب يهز سيدني... وإدانات عالمية

هزّ هجوم إرهابي مدينة سيدني الأسترالية، وخلّف قتلى ارتفع عددهم إلى 16 شخصاً وإصابات تجاوز عددهم 30 على الأقل، في واقعة إطلاق نار استهدفت احتفالات بعيد يهودي.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
المشرق العربي عناصر من قوات الأمن السورية (أ.ف.ب)

توقيف عناصر أمن بعد «هجوم تدمر»

أطلقت إدارة مكافحة الإرهاب والوحدات الأمنية المختصة في سوريا، أمس، عمليةً أمنيةً واسعةً استهدفت أفراداً ينتمون لتنظيم «داعش» في مناطق الفرقلس والقريتين.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز خلال زيارته موقع الهجوم (إ.ب.أ) play-circle

رئيس الوزراء الأسترالي يتعهد بالقضاء على «معاداة السامية» بعد هجوم سيدني

أعلنت الشرطة الأسترالية، اليوم (الأحد)، أن المسلّحَين اللذين قتلا 16 شخصاً أثناء احتفال بعيد يهودي في سيدني، هما رجل في الخمسين من عمره، ونجله البالغ 24 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
تحليل إخباري رجال شرطة بعد حادث إطلاق نار في شاطئ بوندي بمدينة سيدني الأسترالية يوم الأحد (أ.ف.ب) play-circle 00:36

تحليل إخباري حكومة نتنياهو تُوزع الاتهامات عن هجوم سيدني... وتستثني نفسها

في الوقت الذي ترفض فيه دول العالم، بما فيها العربية والمسلمة، الهجوم على الاحتفال اليهودي في سيدني الأسترالية، تصرّ الحكومة الإسرائيلية على استغلاله سياسياً.

نظير مجلي (تل أبيب)
آسيا تعمل الشرطة المسلحة في موقع الحادث بعد إطلاق نار على شاطئ باوندي في سيدني (أستراليا ) بتاريخ 14 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

(تسلسل زمني) الهجمات المرتبطة بمعاداة السامية في أستراليا منذ بداية حرب غزة

شهدت أستراليا سلسلةً من الهجمات المرتبطة بمعاداة السامية على عدد من المعابد اليهودية والمباني والسيارات منذ بداية حرب إسرائيل على قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (سيدني )

شرطة كوريا الجنوبية تداهم مكاتب «كنيسة التوحيد»

مدخل مقر كنيسة التوحيد في كوريا الجنوبية (إ.ب.أ)
مدخل مقر كنيسة التوحيد في كوريا الجنوبية (إ.ب.أ)
TT

شرطة كوريا الجنوبية تداهم مكاتب «كنيسة التوحيد»

مدخل مقر كنيسة التوحيد في كوريا الجنوبية (إ.ب.أ)
مدخل مقر كنيسة التوحيد في كوريا الجنوبية (إ.ب.أ)

قالت الشرطة في كوريا الجنوبية إنها داهمت، اليوم (الاثنين)، مكاتب ومجمعات كنيسة التوحيد في العاصمة سيول ومحيطها، بما في ذلك قصر فخم شمال شرق العاصمة يُستخدم كمقر دولي لها، مشيرة إلى أن التفتيش يجري في عشرة مواقع تابعة للكنيسة.

وذكرت وكالة «يونهاب» للأنباء، أن عملية التفتيش تتعلق باتهامات حول تلقي بعض أعضاء الحكومة ونواب حاليين وسابقين تمويلاً سياسياً غير قانوني من الكنيسة. وتشمل الاتهامات زعيمة الكنيسة هان هاك- جا.

وكان وزير المحيطات والمصايد السمكية جون جيه-سو، استقال الأسبوع الماضي للتركيز على دحض هذه الادعاءات، التي وصفها بأنها كاذبة، وتجنباً لتأثير هذه القضية على عمل حكومة الرئيس لي جيه ميونج.

إن هاك جا زعيمة كنيسة التوحيد تصل إلى المحكمة لحضور جلسة استماع لمراجعة مذكرة التوقيف الصادرة بحقها بناء على طلب المدعين الخاصين في سيول (أرشيفية - رويترز)

وأصدرت الكنيسة بياناً الأسبوع الماضي تنفي فيه أي ضلوع لها فيما وصفتها «بتجاوزات» ارتكبها مسؤول كنسي سابق واحد.

وتُحاكم هان زعيمة كنيسة التوحيد بتهمة تقديم رشاوى للسيدة الأولى السابقة كيم كيون هي مقابل خدمات تجارية. وقد نفت هان هذه الادعاءات.


(تسلسل زمني) الهجمات المرتبطة بمعاداة السامية في أستراليا منذ بداية حرب غزة

تعمل الشرطة المسلحة في موقع الحادث بعد إطلاق نار على شاطئ باوندي في سيدني (أستراليا ) بتاريخ 14 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
تعمل الشرطة المسلحة في موقع الحادث بعد إطلاق نار على شاطئ باوندي في سيدني (أستراليا ) بتاريخ 14 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

(تسلسل زمني) الهجمات المرتبطة بمعاداة السامية في أستراليا منذ بداية حرب غزة

تعمل الشرطة المسلحة في موقع الحادث بعد إطلاق نار على شاطئ باوندي في سيدني (أستراليا ) بتاريخ 14 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
تعمل الشرطة المسلحة في موقع الحادث بعد إطلاق نار على شاطئ باوندي في سيدني (أستراليا ) بتاريخ 14 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

شهدت أستراليا سلسلةً من الهجمات المرتبطة بمعاداة السامية على عدد من المعابد اليهودية والمباني والسيارات منذ بداية حرب إسرائيل على قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

أقامت الشرطة مسرح جريمة في منزل أحد المشتبه بهم في ضاحية بونيريج عقب حادث إطلاق نار على شاطئ باوندي في سيدني نيو ساوث ويلز - أستراليا في 14 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وفيما يلي بعض الوقائع الرئيسية:

* 25 مايو (أيار) 2024: رسوم جرافيتي على جدران في أكبر مدرسة لليهود بأستراليا في ملبورن.

* 13 أكتوبر (تشرين الأول) 2024: رسوم جرافيتي معادية للسامية على جدران مخبز لليهود في سيدني، مع ترك رسالة لصاحب المخبز تقول «كن حذراً».

* 17 أكتوبر: إحراق مدخل مصنع «كيرلي لويس» للجعة في منطقة بونداي بسيدني.

* 20 أكتوبر: إضرام النار في مطعم «لويس كونتيننتال كيتشن» اليهودي المجاور في بونداي.

وجه فريق عمل يحقق في الهجمات المعادية للسامية لعضو سابق في عصابة لراكبي الدراجات النارية في مارس (آذار) تهمة تحريض رجلين على إضرام النار في واقعتي مصنع الجعة والمطعم من أجل تشتيت جهود الشرطة. وأنكر التهم الموجهة إليه وأطلق سراحه بكفالة.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي لاحقاً إن معلومات من وكالة المخابرات الوطنية أظهرت أن الحكومة الإيرانية كانت وراء الهجوم على المطعم.

* 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024: إحراق سيارات وتخريب مبان، شرق سيدني، وهي منطقة يسكنها عدد كبير من اليهود.

* 6 ديسمبر (كانون الأول) 2024: إضرام النار في كنيس «أداس إسرائيل» في جنوب ملبورن، وتعاملت الشرطة مع الواقعة على أنها هجوم إرهابي محتمل.

وجه فريق عمل لشرطة مكافحة الإرهاب في ولاية فيكتوريا في أغسطس (آب) 2025 اتهامات إلى رجلين على صلة بالهجوم. بعد ذلك بأيام، أعلن ألبانيزي أن الحادث كان بتحريض من الحكومة الإيرانية أيضاً.

* 6 ديسمبر 2024: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول إن الهجمات المعادية للسامية في أستراليا مرتبطة بدعم حكومتها لقرار للأمم المتحدة يؤيد قيام دولة فلسطينية.

وصل ضباط الشرطة إلى مستشفى سانت فنسنت عقب حادثة إطلاق نار في شاطئ بوندي بمدينة سيدني أستراليا في 15 ديسمبر 2025 (رويترز )

* 9 ديسمبر 2024: إطلاق فرقة عمل تابعة للشرطة الاتحادية للتصدي للجرائم المرتبطة بمعاداة السامية.

* 11 ديسمبر 2024: إحراق سيارات وتخريب مبانٍ في شرق سيدني.

* 7 يناير (كانون الثاني) 2025: توجيه اتهام لرجل بعد أن تردد أنه هدد مصلين بالقرب من كنيس في شمال سيدني.

* 10 يناير 2025: رسوم جرافيتي تشمل الصليب المعقوف على جدران كنيس في جنوب سيدني.

* 11 يناير 2025: رسوم جرافيتي على جدران كنيس في غرب سيدني ومحاولة لإضرام النار به.

وصف كريس مينز رئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويلز الهجوم بأنه تصعيد في الجرائم المعادية للسامية.

وتعرضت سيارات ومنازل في غرب سيدني للتخريب برسوم جرافيتي معادية للسامية.

* 16 يناير 2025: فريق العمل الاتحادي المعني بمعاداة السامية ينفذ أول عملية اعتقال، موجهاً الاتهام إلى رجل من سيدني بإصدار تهديدات بالقتل والتخريب.

* 17 يناير 2025: إضرام النار في سيارات وتعرض منزل في شرق سيدني كان يملكه أحد زعماء الجالية اليهودية للتخريب.

* 19 يناير 2025: مينز يعلن قوانين لتعزيز الحماية من خطاب الكراهية وحظر الاحتجاجات خارج دور العبادة.

* 21 يناير 2025: وضع رسوم جرافيتي على جدران مركز لرعاية الأطفال في شرق سيدني وإضرام النار فيه.

الشرطة توجه اتهاماً لامرأة فيما يتعلق بهجوم وقع في 11 ديسمبر، وألبانيزي يعلن عقد اجتماع للحكومة رداً على تصاعد معاداة السامية.

* 29 يناير 2025: شرطة نيو ساوث ويلز تقول إنها عثرت على مقطورة مليئة بالمتفجرات في شمال غرب سيدني. السلطات تقول في وقت لاحق إنها كانت خطة زائفة وضعتها شبكة للجريمة المنظمة لمهاجمة كنيس يهودي في سيدني، بهدف تشتيت موارد الشرطة.

* 12 فبراير (شباط) 2025: السلطات الأسترالية تعلن إيقاف ممرض وممرضة في مستشفى بسيدني عن العمل بسبب تهديدهما بقتل مرضى يهود ورفض علاجهم بحسب مقطع على تطبيق «تيك توك»، مما دفع الشرطة إلى فتح تحقيق.

* 4 يوليو (تموز) 2025: فرار 20 يهودياً خلال عشاء السبت في كنيس شرق ملبورن من حريق وصفته الشرطة بأنه متعمد. وألقي القبض على رجل وجرى اتهامه بارتكاب جرائم مختلفة، وتزامن ذلك مع تحقيق السلطات فيما إذا كانت الواقعة مرتبطة بمشكلة وقعت في الليلة نفسها بمطعم إسرائيلي في المدينة.

* 14 ديسمبر: قتل ما لا يقل عن 12 شخصاً وأصيب أكثر من 10 بعد أن فتح مسلحان النار خلال أول ليلة احتفال بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا) على شاطئ بونداي في سيدني.


اتساع المعارك بين تايلاند وكمبوديا مع دخول النزاع أسبوعه الثاني

جنود يحملون نعش متطوع في القوات الخاصة قضى خلال اشتباكات على طول الحدود الكمبودية- التايلاندية في مقاطعة ناراثيوات جنوب تايلاند الأحد (أ.ف.ب)
جنود يحملون نعش متطوع في القوات الخاصة قضى خلال اشتباكات على طول الحدود الكمبودية- التايلاندية في مقاطعة ناراثيوات جنوب تايلاند الأحد (أ.ف.ب)
TT

اتساع المعارك بين تايلاند وكمبوديا مع دخول النزاع أسبوعه الثاني

جنود يحملون نعش متطوع في القوات الخاصة قضى خلال اشتباكات على طول الحدود الكمبودية- التايلاندية في مقاطعة ناراثيوات جنوب تايلاند الأحد (أ.ف.ب)
جنود يحملون نعش متطوع في القوات الخاصة قضى خلال اشتباكات على طول الحدود الكمبودية- التايلاندية في مقاطعة ناراثيوات جنوب تايلاند الأحد (أ.ف.ب)

أعلنت تايلاند حظر تجول في إقليم ترات بجنوب شرقي البلاد، الأحد، مع امتداد القتال مع كمبوديا إلى أماكن ساحلية في منطقة حدودية متنازع عليها، وذلك بعد يومين من قول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الجانبين اتفقا على وقف القتال، الأمر الذي نفته بانكوك لاحقاً.

ولجأ البلدان إلى حمل السلاح مرات عدة العام الحالي، منذ مقتل جندي كمبودي في مناوشات وقعت في مايو (أيار)، ما أدى إلى تجدد صراع أدى إلى نزوح مئات آلاف الأشخاص على جانبي الحدود.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التايلاندية، الأميرال سوراسانت كونجسيري، في مؤتمر صحافي في بانكوك، بعد إعلان حظر التجول: «بشكل عام، هناك اشتباكات مستمرة» منذ أن أكدت كمبوديا مجدداً انفتاحها على وقف إطلاق النار السبت.

وأضاف أن تايلاند منفتحة على حل دبلوماسي؛ لكن «على كمبوديا أن توقف العمليات القتالية أولاً، قبل أن نتمكن من التفاوض».

ويشمل حظر التجول الذي فرضته تايلاند 5 أحياء في إقليم ترات المجاور لكوه كونغ، باستثناء جزيرتي كوه تشانغ وكوه كود السياحيتين.

وفرض الجيش في وقت سابق حظر تجول في إقليم ساكيو شرق البلاد، ولا يزال سارياً.

وأفادت وزارة الصحة التايلاندية بأن مدنياً يبلغ 63 عاماً قُتل الأحد، خلال اشتباكات حدودية مع كمبوديا، في أول وفاة لمدني في البلاد منذ تجدُّد النزاع قبل أسبوع. وبالتالي، ارتفعت حصيلة قتلى الاشتباكات التي اندلعت في 7 ديسمبر (كانون الأول) إلى 26 شخصاً على الأقل، بينهم 14 جندياً تايلاندياً و11 مدنياً كمبودياً على الأقل، حسب مصادر رسمية، إضافة إلى نزوح نحو 800 ألف شخص على جانبي الحدود.

ومن مخيم لإيواء النازحين في مقاطعة بانتاي مينتشي الكمبودية الحدودية، قال شون ليب (63 عاماً) الأحد: «أنا هنا منذ 6 أيام، وأنا حزين لاستمرار القتال. أقلق على منزلي وماشيتي. أريد أن يتوقف هذا»، حسبما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية» في تقرير لها الأحد.

متطوعان أمنيان يقومان بدورية لحماية السكان ومواشيهم في منطقة تايلاندية قرب الحدود مع كمبوديا السبت (أ.ف.ب)

ويتبادل البلدان الاتهامات بإشعال المواجهات واستهداف المدنيين. وأعلن الرئيس ترمب، الجمعة، أن تايلاند وكمبوديا وافقتا على وقف الاشتباكات الحدودية، بعد اتصال هاتفي برئيسَي وزراء البلدين، إلا أن الحكومة التايلاندية نفت ذلك، بينما تواصلت المعارك السبت والأحد.

موقف ترمب

وقال ترمب إنه تحدث إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال في تايلاند، أنوتين تشارنفيراكول، ورئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت يوم الجمعة، وإنهما اتفقا على «وقف إطلاق النار» كلياً.

وتعهد أنوتين السبت بمواصلة القتال «حتى نشعر بأن أرضنا وشعبنا لن يتعرضا لمزيد من الأذى والتهديدات».

وقال متحدث باسم البيت الأبيض في وقت لاحق، إن ترمب يتوقع من الطرفين احترام الالتزامات، و«سيحاسب أي شخص عند الضرورة لوقف القتل وضمان السلام الدائم».

وأفاد مسؤول عسكري تايلاندي بأن كمبوديا قصفت عدداً من المقاطعات الحدودية مساء السبت ويوم الأحد.

ومن جهتها، أكدت المتحدثة الكمبودية مالي سوتشياتا أن القوات التايلاندية واصلت القصف وإطلاق قذائف «الهاون» في المناطق القريبة من الحدود، منذ منتصف ليل السبت- الأحد.

سكان جرى نقلهم إلى مخيم داخل منطقة كمبودية حدودية مع تايلاند وسط تجدد الاشتباكات مع تايلاند (رويترز)

مهاجرون عالقون

وأغلقت كمبوديا السبت كافة المعابر الحدودية مع تايلاند، ما أدى إلى عرقلة عبور مهاجرين على جانبي الحدود. وتحت خيمة مؤقتة في مخيم بانتاي مينتشي، روَت تشيف سوكون (38 عاماً) أنها وابنها غادرا تايلاند مع عشرات الآلاف من المهاجرين الكمبوديين عند اندلاع القتال، بينما بقي زوجها -وهو بستاني- في تايلاند، للعمل لدى «رب عمل تايلاندي طيب». وقالت: «طلب مني أن أعود أولاً. وبعد ذلك أُغلقت الحدود ولم يعد قادراً على العودة». وأضافت: «أقلق عليه، وأطلب منه ألا يتجول... نخشى أن يتعرض للاعتداء إذا عرفوا أنه كمبودي».

وعلى الجانب الآخر من الحدود، في مقاطعة سورين التايلاندية، قال واتثاناتشاي كامنام، إنه شاهد آثار صواريخ في السماء المظلمة فجر الأحد، وسمع انفجارات بعيدة. ومنذ موجة أولى من الاشتباكات في يوليو (تموز) الماضي، يعمل أستاذ الموسيقى البالغ 38 عاماً على رسم مشاهد ملوَّنة على جدران الملاجئ، لدبابات وأعلام تايلاندية وجنود يسعفون جرحى. وقال: «أعيش القتال، وأريد فقط توثيق هذه اللحظات، لإظهار أن هذا واقعنا فعلاً».

خلفيات النزاع

وتتنازع تايلاند وكمبوديا السيادة على مناطق تضم معابد تعود إلى إمبراطورية الخمير، على امتداد حدودهما البالغ طولها نحو 800 كيلومتر، والتي رُسمت مطلع القرن العشرين خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية. وكانت موجة عنف سابقة في يوليو قد أودت بحياة 43 شخصاً خلال 5 أيام، وأجبرت نحو 300 ألف شخص على النزوح، قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار برعاية الولايات المتحدة والصين وماليزيا. وفي 26 أكتوبر (تشرين الأول) توصَّل البلدان إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار برعاية الرئيس ترمب، غير أن بانكوك علَّقته بعد أسابيع إثر انفجار لغم أدى إلى إصابة عدد من جنودها.