رهان بـ260 مليون دولار: كيف تعيد دورة سينسيناتي تشكيل مستقبل التنس؟

مشروع توسعة وتجديد الملعب بلغت قيمته 260 مليون دولار (موقع دورة سينسيناتي)
مشروع توسعة وتجديد الملعب بلغت قيمته 260 مليون دولار (موقع دورة سينسيناتي)
TT

رهان بـ260 مليون دولار: كيف تعيد دورة سينسيناتي تشكيل مستقبل التنس؟

مشروع توسعة وتجديد الملعب بلغت قيمته 260 مليون دولار (موقع دورة سينسيناتي)
مشروع توسعة وتجديد الملعب بلغت قيمته 260 مليون دولار (موقع دورة سينسيناتي)

جلس بن نافارو على واحد من أكثر الأصول قيمة في عالم الرياضة: رخصة استضافة واحدة من ست بطولات مدمجة من أعلى مستوى في التنس خارج بطولات «غراند سلام» وذلك وفقاً لشبكة «The Athletic».

اشترى نافارو تلك الرخصة من الاتحاد الأميركي للتنس في عام 2022، وكانت مرتبطة بدورة سينسيناتي المفتوحة، التي تقام في موقع مختلف تماماً عن البطولات الخمس الأخرى. فبطولات ميامي، ومدريد، وروما، وتورنتو/مونتريال (بطولة كندا تُلعب في المدينتين بالتناوب)، كلها تقام في مدن كبرى ومواقع دولية. أما إنديان ويلز، في كاليفورنيا، فهي تقع في منتجع بمنطقة بالم سبرينغز، وتُعد ساحة خلفية لمدينة لوس أنجليس.

بطولة نافارو، على عكس ذلك، تُقام في جنوب أوهايو، ولا تُلعب حتى في مدينة سينسيناتي نفسها المدينة التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة. بل تُقام على بعد 30 دقيقة شمالاً، في مدينة ميسون الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 36 ألف نسمة، والمعروفة أكثر بمدن الملاهي والألعاب الدوّارة.

نافارو، الملياردير الذي جمع ثروته من قطاع تحصيل الديون والخدمات الائتمانية للمقترضين ذوي التصنيف الائتماني المنخفض، كانت أمامه خيارات عدة. شارلوت، كارولاينا الشمالية، مدينة تنمو بسرعة، وتفوق سينسيناتي بثلاثة أضعاف في الحجم، قدمت له عرضاً. كما أنه يمتلك بالفعل بطولة تشارلستون المفتوحة. ومدينة شيكاغو ثالث أكبر مدينة في الولايات المتحدة وسوق ضخمة لعشاق التنس، كانت خياراً منطقياً كذلك.

ومع ذلك، وبين كل هذا البريق والإغراءات، قرر نافارو المراهنة على مدينة ميسون. فقبل انطلاق بطولة أميركا المفتوحة بأسابيع، استقبل مجمّع ليندنر فاميلي للتنس أفضل لاعبي ولاعبات العالم بعد مشروع توسعة وتجديد بلغت قيمته 260 مليون دولار. غطّى نافارو نصف التكلفة تقريباً، فيما تكفّلت الحكومات المحلية بالباقي.

يقول بوب موران، مدير البطولة وأحد التنفيذيين في شركة «بيموك كابيتال» الاستثمارية التابعة لنافارو: «درسنا كل الخيارات. وبعد أن استثمرنا القليل فقط في عام 2024، رأينا تحولاً دراماتيكياً في التجربة مقارنةً بالسنة التي سبقتها. عندها بدأنا ندرك: نعم، يمكننا فعلاً أن نفعل ذلك هنا».

ويبدو أن اللاعبين يوافقون على ذلك.

قالت المصنفة الأولى عالمياً، أرينا سابالينكا، في طاولة حوارية قبل البطولة: «عندما جئت إلى هنا لأول مرة، كنت مثل من يقول: ما هذا؟ أين أنا؟»، وأضافت: «استغرقني الأمر وقتاً لأشعر بالراحة في المكان السابق، والآن نحن في بطولة مختلفة تماماً».

مدينة سينسيناتي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة (رويترز)

وأوضحت سابالينكا أن اللاعبين كانوا متكدسين في الأيام الأولى من البطولة سابقاً. أما الآن، فهناك مساحة كافية في كل جانب. فقد تم تحويل ساحات انتظار السيارات والممرات الأسفلتية إلى نادٍ ضخم بمساحة 56 ألف قدم مربعة، وجناح خارجي بمساحة 16 ألف قدم، ومركز تنس داخلي يحتوي على ستة ملاعب (53 ألف قدم)، ومركز عمليات بمساحة 20 ألف قدم مربعة.

أُضيفت 13 ملعباً جديداً، من بينها ملعب غائر يتسع لـ2300 متفرج. وارتفعت مساحة الموقع من 20 إلى 40 فداناً. تنتشر المساحات الخضراء والزهور في أرجاء المجمّع بفضل زراعة أكثر من 40 ألف نبتة موسمية محلياً في دفيئات تمتد على مساحة 3.3 فدان. كما زُرعت أكثر من 2000 شجرة وشجيرة جديدة ستنمو لتجعل المكان أشبه بمنتزه مفتوح تحيط به ملاعب التنس.

الأمر الأجمل هو أن معظم هذه المرافق متاحة للعامة على مدار السنة، بما في ذلك النادي، الذي سيتحول إلى مطعم وبار خارج وقت البطولة.

وربما الأهم، أن تلك الأرصفة السوداء التي كانت تحوّل أرضية البطولة إلى فرن خلال الصيف اللاعب في جنوب أوهايو، قد جرى استبدال عشب طبيعي وأرضيات حجرية خفيفة بها الآن.

يتماشى هذا النمو مع مكانة بطولة سينسيناتي ضمن روزنامة التنس العالمية. تماماً كبطولة كندا، أصبحت سينسيناتي هذا العام بطولة تمتد على 12 يوماً بدلاً من أسبوع واحد، مع سحب قرعة يتضمن 96 لاعباً/لاعبة بدلاً من 56. وهذا يعني المزيد من تذاكر الدخول، وفرص رعاية إضافية، وأياماً أكثر من البث التلفزيوني. لكنه يعني أيضاً أن نهائيات بطولة كندا تتداخل مع الجولة الأولى في سينسيناتي، مما يجعل اللعب في البطولتين صعباً على كبار اللاعبين.

وقد تغيب عدد من النجوم عن بطولة كندا لهذا السبب، من بينهم: سابالينكا، ويانيك سينر، وكارلوس ألكاراس، ونوفاك ديوكوفيتش، وجاك درايبر. ديوكوفيتش ودرايبر لن يشاركا في سينسيناتي أيضاً، لكن بقية الأسماء موجودة هناك الآن.

هذا التمديد في بطولات الماسترز من فئة 1000 واجه انتقادات من اللاعبين والجماهير بسبب بطئه أحياناً وازدحام جدول المباريات أكثر مما يحتمل. لكن الرابطة ترى أن هذه التضحيات ضرورية لزيادة قيمة الجوائز، وهي الزيادة التي يطالب بها اللاعبون أنفسهم. ومع ذلك، لم تصل سينسيناتي بعد إلى مساواة الجوائز بين الجنسين.

فبطلة فردي السيدات ستحصل هذا العام على 752.275 ألف دولار -أي بزيادة 43 في المائة عن العام الماضي. بينما سيحصل بطل الرجال على 1.124.380 مليون دولار، بزيادة نحو 375 ألف دولار. وقد وعدت رابطة لاعبات التنس بالوصول إلى المساواة الكاملة في الجوائز ببطولات الماسترز المدمجة بحلول عام 2027. ومن بين ست بطولات من هذه الفئة، لم تحقق المساواة بعد كل من روما، كندا، وسينسيناتي.

لورا سيغموند ستشارك في الدورة (رويترز)

وسط هذه الإشكاليات، يبدو أن مشروع التجديد الضخم يقدم رسالة واضحة: هذه النسخة الممتدة من البطولات أصبحت الواقع الجديد -شئنا أم أبينا.

يقول سايمون هيغسون، المتحدث باسم رابطة اتحاد التنس العالمي: «كل بطولة على روزنامتنا تقدم شيئاً مختلفاً، وهذا أمر جيد». ويضيف عن سينسيناتي: «اللاعبون يحبونها، وهي تتماشى بشكل ممتاز مع الجدول الزمني الذي يسبق نيويورك. والاستثمارات الضخمة والتجديدات ستعزز من مكانة البطولة، سواء من حيث تجربة اللاعبين أو الجماهير».

يعود أول ظهور لبطولة تنس في سينسيناتي إلى عام 1899، حين أقيمت في نادٍ ريفي على أرض أصبحت لاحقاً جزءاً من جامعة كزافييه، مما يجعل بطولة سينسيناتي أقدم بطولة تنس تُلعب في موقعها الأصلي في الولايات المتحدة -حتى بطولة أميركا المفتوحة بدأت في نيوبورت، رود آيلاند، قبل أن تنتقل إلى نيويورك.

ويشارك 1600 متطوع سنوياً في تنظيم البطولة، بحماس واضح في هذه المدينة الصغيرة التي أنجبت بطل «غراند سلام»، توني ترايبرت، في خمسينات القرن الماضي، وكذلك اللاعبات الحاليات مثل بيتون ستيرنز وكاتي ماكنالي.

دراكسل خلال دورة سينسيناتي (رويترز)

خلال حفل افتتاح يوم الأحد، استعاد بن نافارو ذكريات زيارته الأولى للبطولة حين كان يفكر في شرائها. نشأ في إنديانا، وكان يملك ميولاً عاطفية نحو منطقة الغرب الأوسط. قال: «كل شخص كنت أقابله كان يتحدث معي باحترام، ويقول: سمعت أنك ستكون المالك الجديد للبطولة. ثم يبدأون في رواية قصة عائلية عن أهمية هذه البطولة لهم: حضرت مع والدي. أحضرت أولادي. والدتي كانت تعشق هذه البطولة... 125 سنة من التقاليد ليست شيئاً بسيطاً، أليس كذلك؟».

أما مدير البطولة بوب موران، فقد أقر بأنه كان متشككاً في البداية عندما زار المكان لأول مرة في 2023 بعد أن أصبح نافارو المالك. وكان يدير بطولة تشارلستون (التي يملكها نافارو أيضاً) لأكثر من عقد. عند وصوله إلى سينسيناتي، شعر كأنها «نائمة».

قال: «بدأت مباشرة بمحاولة فهم منطقة سينسيناتي الكبرى قدر الإمكان. وما اكتشفته كان مذهلاً: قاعدة تطوعية لا تصدق. جماهير شغوفة تهتم بهذه البطولة بشدة».

أجرى موران دراسة لفهم الجماهير أكثر. واكتشف أنهم يأتون من أماكن بعيدة، حتى من شيكاغو التي تبعد خمس ساعات. وأن ثلثي مبيعات التذاكر تأتي من خارج المنطقة. هناك أيضاً قاعدة شركات قوية، لكنها بحاجة إلى مزيد من الاستفادة.

«الشرق مليء بالبطولات. الغرب لديه إنديان ويلز. أما سينسيناتي، فلديها 125 سنة من التاريخ. لماذا ننتقل إلى مكان آخر ونحاول إعادة اختراع العجلة؟».

موران يعلم أن سينسيناتي لن تكون مدريد أو روما. لكنهم يعملون بجهد أكبر.

تنتشر المساحات الخضراء والزهور في أرجاء المجمّع (موقع دورة سينسيناتي)

«ما ميزتنا؟ اللمسات الشخصية»

يستأجرون ملعب الغولف المجاور خلال البطولة حتى يتمكن اللاعبون من اللعب متى أرادوا. كارلوس ألكاراس اختار ملعباً أفخم لكن هذا أسلوبه. موران يتناول العشاء مع اللاعبين، قبل البطولة جلس مع ماريا ساكاري ودونا فيكيتش ولاعبين آخرين ليلة الثلاثاء. اصطحب فرنسيس تيافو إلى مطعم ستيك فاخر في وسط المدينة بعد خسارته النهائي أمام سينر العام الماضي. ويمنح اللاعبين تذاكر لحضور مباريات البيسبول ومباريات إف سي سينسيناتي.

«نريد أن يشعر اللاعبون كأنهم في مكان مرح، وكأنهم في بيوتهم».

أما فينوس ويليامز، التي زارت كل ركن في عالم التنس خلال مسيرتها الممتدة لأكثر من 30 عاماً، فقد قدمت شهادة قد تكون الأهم صباح الأربعاء، حين قالت: «أعتقد أن هذه البطولة تمثل جوهر ما يجب أن تكون عليه رياضة التنس».


مقالات ذات صلة

مباراة افتتاح مكررة بين مفارقات عديدة حملتها قرعة المونديال

رياضة عالمية قرعة المونديال حملت العديد من المواجهات المتكررة (إ.ب.أ)

مباراة افتتاح مكررة بين مفارقات عديدة حملتها قرعة المونديال

تحددت بشكل رسمي مباراة الافتتاح لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2026، والتي ستجمع منتخب أحد البلدان الثلاثة المضيفة للبطولة (المكسيك) مع نظيره الجنوب أفريقي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية رودري لاعب مان سيتي يستعد للعودة للملاعب (رويترز)

غوارديولا يرفض التسرع في عودة رودري

أكد جوسيب غوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، إن رودري على بعد "أسابيع قليلة" من العودة.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية كارلو أنشيلوتي المدير الفني للمنتخب البرازيلي وزوجته في قرعة المونديال (إ.ب.أ)

أنشيلوتي يثير الشكوك حول مشاركة نيمار في المونديال

أثار كارلو أنشيلوتي، المدير الفني للمنتخب البرازيلي لكرة القدم، شكوكاً حول ما إذا كان نيمار سيكون ضمن تشكيلته في كأس العالم 2026 من عدمه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية الفرنسي هيرفي رينارد مدرب المنتخب السعودي حضر قرعة المونديال بواشنطن (أ.ب)

المنتخبات الآسيوية تشعر بالحماس الشديد بعد قرعة المونديال

تشعر المنتخبات الآسيوية التي تأهلت لبطولة كأس العالم لكرة القدم التي تقام العام المقبل في أميركا وكندا والمكسيك بالحماس الشديد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية ليونيل سكالوني مدرب الأرجنتين في قرعة المونديال (أ.ب)

مواجهة الأرجنتين والجزائر تعيد الذكريات بين سكالوني وبيتكوفيتش

ستعيد مباراة الأرجنتين والجزائر في كأس العالم ذكريات المدرب ليونيل سكالوني، الذي قاد بلاده للفوز باللقب في النسخة الماضية، مع مدربه السابق فلاديمير بيتكوفيتش.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مباراة افتتاح مكررة بين مفارقات عديدة حملتها قرعة المونديال

قرعة المونديال حملت العديد من المواجهات المتكررة (إ.ب.أ)
قرعة المونديال حملت العديد من المواجهات المتكررة (إ.ب.أ)
TT

مباراة افتتاح مكررة بين مفارقات عديدة حملتها قرعة المونديال

قرعة المونديال حملت العديد من المواجهات المتكررة (إ.ب.أ)
قرعة المونديال حملت العديد من المواجهات المتكررة (إ.ب.أ)

تحددت بشكل رسمي مباراة الافتتاح لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2026، والتي ستجمع منتخب أحد البلدان الثلاثة المضيفة للبطولة (المكسيك) مع نظيره الجنوب أفريقي.

وتقام المباراة حسبما تم الإعلان عنه في القرعة التي أجريت مساء الجمعة في مركز كيندي للفنون بواشنطن، على ملعب أزتيكا الشهير بالمكسيك يوم 11 يونيو (حزيران).

ولم يكن يظن منظمو مونديال 2010 بجنوب أفريقيا أن المواجهة الافتتاحية بين منتخبهم ونظيره المكسيكي ستتكرر بعد أكثر من 15 عاماً، ونفس التاريخ أيضاً.

تلك المواجهة التي أقيمت على ملعب سوكر سيتي في جوهانسبورغ بحضور 84 ألف متفرج، انتهت بالتعادل 1-1 بعدما سجل تشابالالا هدفاً أيقونياً لأصحاب الأرض، لكن القائد ماركيز أحبط تقدم منتخب جنوب أفريقيا بالتعادل قبل 11 دقيقة من النهاية.

وستتجه أنظار المتابعين إلى ملعب أزتيكا الذي يتسع لنحو 83 ألف متفرج، جميعهم متحمسون لرؤية منتخبهم يحاول التقدم في مجموعة قد تبدو في المتناول، إذ تضم أيضاً كوريا الجنوبية، وأحد المنتخبات المتأهلة عن الملحق الأوروبي (إيطاليا، ويلز، آيرلندا الشمالية، البوسنة).

ولن تكون هذه هي المفارقة الوحيدة بين المونديال القادم والنسخ السابقة، إذ إن هناك أكثر من مجموعة متشابهة مع بطولات أقيمت في السنوات الماضية.

ويقع المنتخب الجزائري مع النمسا ضمن المجموعة العاشرة التي تضم أيضاً بطل العالم، المنتخب الأرجنتيني، بالإضافة إلى الأردن.

وسبق أن لعب منتخب الجزائر إلى جوار النمسا بنفس المجموعة، وذلك في نسخة مونديال إسبانيا 1982، لكن المواجهة هذه المرة ستكون ثأرية بالنسبة للمنتخب العربي.

فبعد 44 عاماً ستكون الفرصة سانحة لمنتخب الجزائر لرد الدين لما فعله المنتخب النمساوي الذي خسر في مباراته الثالثة بدور المجموعات أمام ألمانيا الغربية، ليفوت الفرصة على المنتخب العربي في التأهل رغم الفوز على تشيلي بالجولة ذاتها.

منتخب الجزائر كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل عن هذه المجموعة الصعبة، والتي قاده فيها جيل مميز بقيادة رابح ماجر، ولخضر بلومي، لانتصار تاريخي على ألمانيا بوجود كارل هاينز رومينيغه.

ثم خسرت الجزائر في الجولة الثانية من النمسا، التي كانت قد هزمت تشيلي في الجولة الأولى، ومن ثم لم يعد المنتخب النمساوي بحاجة لنقاط مباراته الأخيرة ضد جاره منتخب ألمانيا، ما جعل المباراة الأخيرة بين ألمانيا والنمسا أشبه بسيناريو مثير للشكوك بالنسبة للمنتخب الجزائري الذي ودع المسابقة من الدور الأول، وتأهل المنتخبان الألماني، والنمساوي.

ومن بين المفارقات أيضاً أن منتخب المغرب سيواجه مجموعة مقاربة إلى حد كبير جداً من تلك التي لعب فيها بنسخة فرنسا 1998.

وأوقعت القرعة المغرب في المجموعة الثالثة رفقة البرازيل، واسكوتلندا، وكذلك هايتي.

وباستثناء هايتي، فإن نفس المجموعة تكررت في مونديال 98 بوجود المنتخب الرابع وهو النرويج.

وواجه المنتخب المغربي سيناريو خروج مبكر مشابه أيضاً، فقد تعادل المغرب مع النرويج، في جيل ضم المدرب الحالي للمنتخب الاسكندنافي، وهو ستوله سولباكن، بالإضافة إلى توريه أندريه فلو، وأولي غونار سولشاير.

وفازت البرازيل في نفس الجولة على اسكوتلندا 2/1، وفي الجولة الثانية تعادلت اسكوتلندا مع النرويج 1/1، بينما خسر المغرب من البرازيل كما كان متوقعاً.

أصبح منتخب البرازيل، حامل اللقب، ليس بحاجة لنقاط مباراته ضد النرويج، لكن رغم ذلك منح المنتخب الأوروبي نقطة تعادل مثيرة للجدل، وهو ما تسبب في إقصاء المغرب، رغم فوز المنتخب العربي على اسكوتلندا بنفس الجولة بثلاثية، إلا أن النرويج تأهلت في الوصافة بفارق نقطة.

كذلك ستكون فرنسا في مواجهة بذكريات غير سعيدة ضد السنغال، إذ إن بطل نسخة 1998 بدأ حملة الدفاع عن لقبه في 2002 بكوريا الجنوبية، واليابان، بخسارة غير متوقعة ضد المنتخب السنغالي.

فريق المدرب الراحل برونو ميتسو فاجأ الجميع بالفوز على فرنسا بطل العالم بهدف للنجم الراحل أيضاً بابا بوبا ديوب.

وفي هذه البطولة لم يتأهل المنتخب الفرنسي حتى عن مجموعته، بينما سيكون هناك طرف قوي آخر بنسخة مونديال 2026 بجانب فرنسا، والسنغال، وهو المنتخب النرويجي في المجموعة التاسعة، التي تنتظر أيضاً الفائز عن الملحق العالمي ما بين منتخب العراق والفائز من بوليفيا وسورينام.

كذلك ستكرر السعودية المواجهة مع أوروغواي، بعد صدام في دور المجموعات بنسخة 2018 التي أقيمت في روسيا، وانتهت المواجهة بينهما بفوز المنتخب اللاتيني 1/صفر.

وسيأمل منتخب بنما في سيناريو مغاير لذلك الذي حملته مباراته ضد إنجلترا، والخسارة 1/6 في نسخة 2018، عندما يكرر المنتخبان المواجهة في البطولة القادمة أيضاً ضمن المجموعة الثانية عشرة، والتي تضم كذلك كرواتيا، وغانا.

وغانا.


غوارديولا يرفض التسرع في عودة رودري

رودري لاعب مان سيتي يستعد للعودة للملاعب (رويترز)
رودري لاعب مان سيتي يستعد للعودة للملاعب (رويترز)
TT

غوارديولا يرفض التسرع في عودة رودري

رودري لاعب مان سيتي يستعد للعودة للملاعب (رويترز)
رودري لاعب مان سيتي يستعد للعودة للملاعب (رويترز)

أكد جوسيب غوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، أن رودري على بُعد «أسابيع قليلة» من العودة، وتقبل أن اللاعب قد يعود لمستواه في الموسم المقبل.

ومع ذلك، يعتقد مدرب مانشستر سيتي أن لاعب خط الوسط سيحدث فرقاً كبيراً لفريقه عندما يستعيد لياقته، بمجرد وجوده فقط.

وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) أن اللاعب الفائز بجائزة الكرة الذهبية في عام 2024 غاب عن أغلب مباريات الموسم الماضي، بعدما تعرَّض لإصابة خطيرة في الركبة، وقوبلت محاولاته للعودة هذا الموسم بإحباط متكرر.

وتم استبعاد اللاعب الإسباني الدولي من مباراة الفريق المقرر إقامتها السبت أمام سندرلاند، ويبدو أنه لن يغيب فقط عن رحلة دوري أبطال أوروبا، الأسبوع المقبل، إلى ريال مدريد، بل عن مباريات عدة أخرى أيضاً، إذ يجري التعامل مع عودته بحذر شديد.

وقال غوارديولا: «إنه أكثر حذراً قليلاً بعد ما حدث في المرات السابقة عندما تراجع خطوة إلى الوراء. علينا أن نكون أكثر حرصاً لضمان أن يكون الأمر آمناً».

وأضاف: «هذا ليس تراجعاً. عملية التعافي تسير بشكل جيد. لقد بدأ بالفعل خوض حصص تدريبية في الملعب. لذلك نأمل أنه في غضون بضعة أسابيع يمكنه أن يبدأ في الوجود معنا».

وأكد: «أرغب بشدة في عودته، في مدريد وفي المباريات التالية، ولكن ليس أن يغيب بعدها لـ6 أسابيع أخرى. هذا لا معنى له. أريد أن أتأكد أولاً».

وأكمل: «في بعض اللحظات يكون حزيناً، ولن أكون سعيداً إذا كان حزيناً أو قلقاً، لكنني قلت له: هذه هي الخطوة الأخيرة، أنت على وشك العودة، فلا تتقدَّم خطوةً واحدةً لتتراجع ألف خطوة إلى الوراء».

وأوضح: «لديه كأس عالم والموسم المقبل، ثم الموسم الذي يليه والذي بعده. كلما استعجلنا في استعادته، فلن يكون ذلك من أجل الآن فقط، بل من أجل نهاية الموسم والموسم المقبل. هذا هو الأمر الأهم».


أنشيلوتي يثير الشكوك حول مشاركة نيمار في المونديال

كارلو أنشيلوتي المدير الفني للمنتخب البرازيلي وزوجته في قرعة المونديال (إ.ب.أ)
كارلو أنشيلوتي المدير الفني للمنتخب البرازيلي وزوجته في قرعة المونديال (إ.ب.أ)
TT

أنشيلوتي يثير الشكوك حول مشاركة نيمار في المونديال

كارلو أنشيلوتي المدير الفني للمنتخب البرازيلي وزوجته في قرعة المونديال (إ.ب.أ)
كارلو أنشيلوتي المدير الفني للمنتخب البرازيلي وزوجته في قرعة المونديال (إ.ب.أ)

أثار كارلو أنشيلوتي، المدير الفني للمنتخب البرازيلي لكرة القدم، شكوكاً حول ما إذا كان نيمار سيكون ضمن تشكيلته في كأس العالم 2026 من عدمه، ولم يقم المدرب الإيطالي باستدعاء القائد السابق منذ أن تولى المهمة في مايو (أيار) الماضي.

وقال أنشيلوتي، في مؤتمر صحافي في واشنطن، الجمعة عقب قرعة المونديال: «إذا كان نيمار يستحق الوجود في القائمة، وإذا كان أفضل من الآخرين، فسيلعب في كأس العالم وهذا كل شيء. أما أنا فلا أجامل أحداً».

وأوقعت قرعة كأس العالم المنتخب البرازيلي في المجموعة الثالثة مع المغرب وهايتي واسكوتلندا.

وأضاف أنشيلوتي: «إذا تحدثنا بشأن نيمار، فعلينا أن نتحدث عن لاعبين آخرين. يجب أن نفكر في البرازيل مع أو دون نيمار، مع أو دون لاعبين آخرين. قائمتنا النهائية سنقررها عقب نهاية فترة المباريات الدولية في مارس (آذار) المقبل».

ولم يتعافَ نيمار (33 عاماً) بشكل كامل من إصابته بقطع في الرباط الصليبي التي تعرَّض لها في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 خلال مباراة في التصفيات أمام أوروغواي. ولكنه كان لاعباً رئيسياً لفريق سانتوس في صراعه لتفادي الهبوط في الدوري البرازيلي.

وبسؤاله عن المجموعة التي يوجد فيها في كأس العالم، قال أنشيلوتي يمكن للمنتخب البرازيلي أن يحتل صدارتها.

وقال: «يمكننا الفوز بالمباريات الـ3، هدفنا واضح للغاية. يجب أن نكون تنافسيين طوال مباريات كأس العالم. هدفنا هو اللعب في النهائي ولكي يحدث هذا تحتاج لمواجهة الفرق القوية بطبيعة الحال».

وكان اللقب الذي تُوِّج به المنتخب البرازيلي في نسخة 2002 هو آخر لقب من الألقاب الـ5 التي تُوِّج بها المنتخب البرازيلي.