بعد أكثر من 3 عقود من الغياب، عادت زهور اللوتس لتتفتح مجدداً في بحيرة وولار، التي كانت سابقاً من كبرى بحيرات المياه العذبة في آسيا، وتقع شمال غربي سريناغار في وادي كشمير.
يقول بشير أحمد (65 عاماً)، وهو صياد أسماك في البحيرة: «ألقينا البذور مئات المرات، لكن لم ينبت شيء. وفقط بعد إزالة الطمي، بدأت الزهور الظهور مجدداً بعد نحو 33 عاماً».
اشتهرت البحيرة سابقاً بنباتات اللوتس عالية الجودة، وكانت توفر مصدر دخل لأكثر من 5000 شخص من خلال بيع ساق اللوتس الصالح للأكل، المعروف محلياً بـ«نادرو»، والمحبوب في المطبخ الكشميري.

لكن فيضانات عام 1992 غمرت البحيرة بطبقات كثيفة من الطمي، ما أدّى إلى اختفاء نباتات اللوتس، ودفع مئات العائلات إلى الفقر، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وفي عام 2020، أطلقت هيئة وولار لحفظ البيئة (WUCMA) مشروعاً لإعادة تأهيل البحيرة، شمل إزالة 7.9 مليون متر مكعب من الطمي، واقتلاع أكثر من مليوني شجرة صفصاف كانت تعوق تدفق المياه. وبعد 5 سنوات، عادت الزهور للإزهار مجدداً، في مشهد وصفه السكان بـ«المعجزة الطبيعية».
يقول أحمد: «كنا قد فقدنا كل أمل. بعضنا لجأ إلى أعمال شاقة للبقاء، لكننا انتظرنا». ويضيف شقيقه، تافير أحمد: «عودة اللوتس تعيدنا إلى جذورنا... نطبخ اليوم كما كانت تفعل جداتنا: ببساطة وحنين».
من جهته، يرى شوكت أحمد، المسؤول في الهيئة البيئية، أن جذور اللوتس ربما ظلّت كامنة تحت الطمي، ومع إزالته، بدأت النباتات بالظهور من جديد. كما عادت البحيرة لتوفر سبل العيش لمجتمعات الصيد، فضلاً عن استقطابها للطيور المهاجرة مثل الكركي السيبيري.
وتؤكد الناشطة البيئية، ميرا شارما، أن ما حدث «ليس مجرد إحياء لنبات، بل هو إحياء لنظام بيئي وثقافي بأكمله، وتذكير عميق بأن استعادة الطبيعة تُعيد إحياء سبل العيش، والتقاليد، والارتباط البشري بالأرض».


