ثورة «كوميت»: كيف يغير متصفح الذكاء الاصطناعي الجديد قواعد التصفح؟

يُدرك محتوى الصفحات، ويقدم مقترحات مرتبطة بالتبويبات المختلفة... ويساعد في كتابة ردود البريد الإلكتروني، وتخطيط الرحلات، والشراء من المتاجر الرقمية.

متصفح «كوميت» مبني على الذكاء الاصطناعي لتطوير تجربة التصفح بشكل ثوري
متصفح «كوميت» مبني على الذكاء الاصطناعي لتطوير تجربة التصفح بشكل ثوري
TT

ثورة «كوميت»: كيف يغير متصفح الذكاء الاصطناعي الجديد قواعد التصفح؟

متصفح «كوميت» مبني على الذكاء الاصطناعي لتطوير تجربة التصفح بشكل ثوري
متصفح «كوميت» مبني على الذكاء الاصطناعي لتطوير تجربة التصفح بشكل ثوري

​يمثل متصفح «كوميت» (Comet) المقبل من «بيربلكستي» (Perplexity) قفزة نوعية في عالم تصفح الإنترنت، ذلك أنه يدمج الذكاء الاصطناعي بشكل جذري في المتصفح، ليحول تجربتنا الرقمية من مجرد تصفح إلى تفاعل معرفي.

ويستهدف المتصفح الجديد المستخدمين الذين يتطلعون إلى مستويات غير مسبوقة من الكفاءة والذكاء في تعاملهم مع المحتوى الرقمي. وبدلاً من الحاجة المستمرة للتنقل بين علامات التبويب (Tabs) المتعددة ومحركات البحث والتطبيقات المتنوعة، يقدم المتصفح واجهة موحدة ومتكاملة تتيح للمستخدمين طرح الأسئلة، وتلخيص المحتوى الطويل، وإتمام المهام المعقدة، ومتعددة الخطوات، كل ذلك دون مغادرة الصفحة التي يتفاعلون معها.

ويبرز المتصفح بكونه الأول الذي يعتمد بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي التفاعلي، متجاوزاً بذلك مفهوم المتصفح التقليدي، ليعمل على أنه وكيل ذكي متكامل. هذه القدرة الفريدة تمكنه من أداء مجموعة واسعة ومتنوعة من المهام التي تتجاوز مجرد عرض صفحات الإنترنت، وهو تكامل عميق بين وظائف المتصفح، ومساعد الذكاء الاصطناعي يجعله أداة قوية للغاية، وقادرة على فهم السياق، وتقديم المساعدة الفورية، ما يمهد الطريق لتجربة تصفح أكثر سلاسة، وفعالية.

تصفح ذكي لمستقبل إنترنت أكثر تفاعلاً وسلاسة

مهام «كوميت» المتعددة: من التلخيص إلى الشراء

وتتمحور قوة المتصفح حول مساعده الذكي المدمج الذي يبقى بمتناول اليد في جميع الأوقات. ويمكن للمستخدمين طرح الأسئلة مباشرة حول المحتوى الذي يقرأونه في أي صفحة، ومقارنة المعلومات من مصادر متعددة دون عناء، وأتمتة مهام معقدة تتطلب عادة التنقل بين تطبيقات مختلفة.

ويقدم المتصفح مزايا ثورية للتصفح، تشمل:

- تلخيص عروض «يوتيوب» والمقالات الطويلة، وإنشاء جداول مقارنة مفصلة للمنتجات المرغوبة، أو البحث عن منتج ما عبر المتاجر الإلكترونية، وطلبه نيابة عن المستخدم.

- القدرة على العمل بوصفه خبيراً في تحسين مشاهدة محركات البحث لمحتوى الصفحات «Search Engine Optimization» -أو (SEO)- من خلال تحليل الأوصاف التعريفية (Meta Tags)، والكلمات الرئيسة، ونقاط القوة والضعف للصفحات، ما يوفر رؤى قيمة في الوقت الفعلي.

- تحليل ذكي للخرائط؛ حيث يمكن طلب اختيار أفضل طريق للوصول إلى متجر أو مكان ما وفقاً لموقع المستخدم، أو من موقع ما في أي بلد يرغب فيه، ليحلل المتصفح الطرق المختلفة، ويقترح الأفضل من بينها.

- تنفيذ الإجراءات المعقدة؛ حيث يمكن للمستخدمين أن يطلبوا منه حجز اجتماع مباشرة من صفحة إنترنت، أو صياغة وإرسال بريد إلكتروني بناء على محتوى معين، أو حتى شراء منتج نسوه في أثناء تصفحهم سابقاً. هذه القدرة على تحويل البحث إلى فعل هي السمة المميزة للمتصفح، ما يجعل الإنترنت امتداداً طبيعياً للعقل البشري؛ حيث تتحول الأفكار إلى مهام منجزة بسلاسة.

الارتقاء بتجربة التصفح

ويتميز المتصفح بقدرات متقدمة في كثير من المجالات التي تشمل:

- إدارة علامات التبويب (Tabs) وتنظيمها: بدلاً من الغرق في عشرات علامات التبويب المفتوحة؛ حيث يمكن للمتصفح تجميع علامات التبويب ذات الصلة تلقائياً، وحفظها عبر جلسات التصفح المتعددة. وهذه الميزة مفيدة بشكل خاص للباحثين، أو المتسوقين الذين يفتحون كثيراً من الصفحات في وقت واحد، ما يحررهم للتركيز على المهام الأساسية.

- الوصول إلى المعلومات من علامات التبويب غير النشطة: تسهل هذه القدرة مقارنة المنتجات، أو العثور على مرجع سريع دون الحاجة إلى التبديل بين التبويبات يدوياً.

وتتجاوز وظيفة المتصفح مجرد البحث التقليدي؛ حيث يدمج محرك بحث «بيربلكستي» الخاص به على أنه خيار افتراضي، وهو لا يقدم فقط إجابات سريعة ودقيقة؛ بل يدعمها أيضاً بمصادر موثوقة، ومقتبسة بشكل مباشر. هذه المنهجية تختلف جذرياً عن محركات البحث التقليدية التي غالباً ما تقدم قائمة طويلة من الروابط، ذلك أنه يقدم إجابات مباشرة، ومفصلة مع القدرة الفورية على استكشاف المصادر الأصلية. وتخفض هذه الميزة بشكل كبير من الوقت المستغرق في البحث، وتزيد من فعالية الحصول على المعلومات الموثوقة. هذا، ويمكن التفاعل مع المتصفح نصياً بكتابة رغبة المستخدم، أو من خلال الإملاء الصوتي لتسهيل العملية، وخصوصاً في أثناء القيادة، أو الانشغال بأمر ما.

«كوميت» يتعلم ويتكيف: قدرات وكيلة وتخصيص متقدم

وتُعد خصوصية المستخدم جانباً محورياً في تصميم المتصفح، وهو ما يميزه عن كثير من المتصفحات الأخرى. وتؤكد الشركة المطورة أن المتصفح يخزن بيانات المستخدم محلياً على جهازه الشخصي، وهو لا يستخدم المعلومات الشخصية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة به، ما يوفر طمأنينة كبيرة للمستخدمين المهتمين بحماية بياناتهم. يضاف إلى ذلك أن المتصفح مزود بمانع إعلانات مدمج، ما يضمن تجربة تصفح أكثر تركيزاً، وخالية من التشتيت الإعلاني.

ومن أبرز مزاياه الفريدة هي قدراته الوكيلة (Agentic Capabilities) التي تتجلى في نمطين رئيسين، هما «نمط المراقبة» (Headed Mode)، و«النمط الخالي من المراقبة» (Headless Mode).

- نمط المراقبة: يمكن للمستخدمين في نمط المراقبة مشاهدة المتصفح وهو ينفذ الإجراءات نيابة عنهم بشكل مرئي؛ حيث يعرض المتصفح النقرات، وتعبئة النماذج خطوة بخطوة، ما يبني الثقة في عملية الأتمتة.

- أما النمط الخالي من المراقبة، فهو أكثر قوة للأتمتة في الخلفية؛ حيث يقوم المتصفح بإنشاء وكلاء فرعيين متعددين لتنفيذ المهام بالتوازي، والتنقل في صفحات الإنترنت، وتحليلها، واتخاذ القرارات بشكل مستقل عن واجهة المستخدم، ما يفتح آفاقاً جديدة للأتمتة الذكية.

هذا، ويتكيف المتصفح مع عادات المستخدمين وأنماط تفكيرهم بمرور الوقت، ما يجعله مساعداً شخصياً يتطور باستمرار. ويتعلم المتصفح من سلوكيات التصفح السابقة، ويتذكر الاستعلامات السابقة، ويعدل الاقتراحات بناء على اهتمامات كل مستخدم. هذه القدرة على التخصيص تجعل تجربة التصفح أكثر فعالية، وتلبي الاحتياجات الفردية بدقة، ما يحول المتصفح إلى شريك ذكي يفهم المستخدم، ويسانده في رحلته الرقمية عبر الإنترنت.

تجربة مألوفة بقدرات جديدة

- واجهة استخدام مألوفة: تجدر الإشارة إلى أن المتصفح يعتمد على منصة «كروميوم» من «غوغل»، ما يوفر واجهة مستخدم مألوفة وسهلة الاستخدام تشبه متصفح «كروم». هذا الأمر يضمن توافقاً واسعاً مع جميع الإضافات الموجودة في متصفح «كروم»، ما يخفض بشكل كبير من عوائق الانتقال إلى متصفح جديد للمستخدم.

ويمكن للمستخدم استيراد إعداداته، وإشاراته المرجعية، وإضافاته الحالية بسلاسة، ما يجعل الانتقال إلى المتصفح تجربة خالية من المتاعب مع الاستفادة الفورية من قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

- جيل جديد من المتصفحات الذكية: ويُحدث المتصفح تحولاً جذرياً في كيفية تفاعلنا مع الإنترنت؛ حيث يأخذنا من مجرد «التنقل» بين الصفحات إلى «الإدراك» الفعلي للمحتوى. وبدلاً من البحث اليدوي عن المعلومات وجمعها، يمكن للمستخدم «التفكير بصوت مرتفع» مع المتصفح الذي ينفذ مهام سير العمل الكاملة، مع الحفاظ على السياق المثالي. هذا الأمر يعني أن البحث أصبح محادثة، والتحليل أصبح طبيعياً، مع اختفاء المهام الروتينية، ما يحرر المستخدم للتركيز على الجوانب الأكثر أهمية وإبداعاً في عمله.

ويساهم المتصفح بشكل كبير في زيادة الإنتاجية، والكفاءة الرقمية من خلال تبسيط المهام المعقدة، وتقليل الاحتكاك في سير العمل، ما يسمح للمستخدمين بإنجاز المزيد في وقت أقل. ويعني مفهوم «التصفح السلس» (Vibe Browsing) الذي يقدمه المتصفح، أن المستخدمين يمكنهم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لإدارة الجوانب الروتينية للتصفح، ما يتيح لهم التركيز بشكل أعمق على المحتوى، والتفاعل معه بطرق أكثر إبداعاً، وتحليلية.

- توافر الاستخدام: المتصفح غير متوفر للجميع حالياً؛ بل يجب التسجيل بقائمة الانتظار، أو الاشتراك بالخدمة المدفوعة لـ«بيربلكستي» من خلال الرابط التالي:

comet.perplexity.ai

وتجدر الإشارة إلى أن شركة «أوبين إيه آي» المطورة لخدمة «تشات جي بي تي» تعمل على تطوير متصفح مبني على الذكاء الاصطناعي أيضاً، مع توقعات بعمل «غوغل» على دمج ذكاء «جيميناي» في متصفحها «كروم» بشكل جذري أيضاً، وليس على شكل ميزة إضافية، ووجود شركات أخرى تعمل على الأمر نفسه، مثل متصفح «ديا» (Dia Browser): www.DiaBrowser.com.


مقالات ذات صلة

دراسة: 20 % من فيديوهات «يوتيوب» مولّدة بالذكاء الاصطناعي

تكنولوجيا محتوى على «يوتيوب» تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يصوّر قطاً يتم القبض عليه بواسطة رجال الشرطة

دراسة: 20 % من فيديوهات «يوتيوب» مولّدة بالذكاء الاصطناعي

أظهرت دراسة أن أكثر من 20 % من الفيديوهات التي يعرضها نظام يوتيوب للمستخدمين الجدد هي «محتوى رديء مُولّد بالذكاء الاصطناعي»، مُصمّم خصيصاً لزيادة المشاهدات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)

الصين تصدر مسوّدة قواعد لتنظيم الذكاء الاصطناعي المحاكي للتفاعل البشري

أصدرت هيئة الفضاء الإلكتروني الصينية مسودة ​قواعد لتشديد الرقابة على خدمات الذكاء الاصطناعي المصممة لمحاكاة الشخصيات البشرية والتفاعل العاطفي مع المستخدمين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
تكنولوجيا سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

ما الاختراق القادم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتوقعه رئيس «أوبن إيه آي»؟

توقع سام ألتمان، رئيس شركة «أوبن إيه آي»، أن يكون الإنجاز الكبير التالي نحو تحقيق ذكاء اصطناعي فائق القدرة هو اكتساب هذه الأنظمة «ذاكرة لا نهائية، ومثالية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار شركة «أوبن إيه آي» في رسم توضيحي (رويترز)

حمّى الذكاء الاصطناعي... مليارات الدولارات تُعيد تشكيل صناعة التكنولوجيا

يشهد قطاع التكنولوجيا العالمي أضخم موجة استثمارية في تاريخه الحديث؛ إذ تحولت حمى الذكاء الاصطناعي من مجرد ابتكارات برمجية إلى معركة وجودية على البنية التحتية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد منتزه على نهر هان في سيول (أرشيفية - رويترز)

اقتصاد كوريا الجنوبية 2026: رهان «أشباه الموصلات» في مواجهة الحمائية العالمية

مع توقع استمرار حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي وتأثيرها على رابع أكبر اقتصاد في آسيا خلال عام 2026، من المتوقع أن تسعى كوريا الجنوبية لمواجهة هذه التحديات.

«الشرق الأوسط» (سيول)

دراسة: 20 % من فيديوهات «يوتيوب» مولّدة بالذكاء الاصطناعي

محتوى على «يوتيوب» تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يصوّر قطاً يتم القبض عليه بواسطة رجال الشرطة
محتوى على «يوتيوب» تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يصوّر قطاً يتم القبض عليه بواسطة رجال الشرطة
TT

دراسة: 20 % من فيديوهات «يوتيوب» مولّدة بالذكاء الاصطناعي

محتوى على «يوتيوب» تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يصوّر قطاً يتم القبض عليه بواسطة رجال الشرطة
محتوى على «يوتيوب» تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يصوّر قطاً يتم القبض عليه بواسطة رجال الشرطة

أظهرت دراسة أن أكثر من 20 في المائة من الفيديوهات التي يعرضها نظام يوتيوب للمستخدمين الجدد هي «محتوى رديء مُولّد بالذكاء الاصطناعي»، مُصمّم خصيصاً لزيادة المشاهدات.

وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد أجرت شركة تحرير الفيديو «كابوينغ» استطلاعاً شمل 15 ألف قناة من أشهر قنوات يوتيوب في العالم - أفضل 100 قناة في كل دولة - ووجدت أن 278 قناة منها تحتوي فقط على محتوى رديء مُصمم بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وقد حصدت هذه القنوات مجتمعةً أكثر من 63 مليار مشاهدة و221 مليون مشترك، مُدرّةً إيرادات تُقدّر بنحو 117 مليون دولار سنوياً، وفقاً للتقديرات.

كما أنشأ الباحثون حساباً جديداً على «يوتيوب»، ووجدوا أن 104 من أول 500 فيديو تم التوصية به في الصفحة الرئيسية لهذا الحساب كانت ذات محتوى رديء مولد بالذكاء الاصطناعي، تم تطويره بهدف الربح المادي.

وتُقدّم هذه النتائج لمحةً عن صناعةٍ سريعة النمو تُهيمن على منصات التواصل الاجتماعي الكبرى، من «إكس» إلى «ميتا» إلى «يوتيوب»، وتُرسّخ حقبةً جديدةً من المحتوى، وهو المحتوى التافه الذي يحفز على إدمان هذه المنصات.

وسبق أن كشف تحليل أجرته صحيفة «الغارديان» هذا العام أن ما يقرب من 10في المائة من قنوات «يوتيوب» الأسرع نمواً هي قنوات مُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، حيث حققت ملايين المشاهدات رغم جهود المنصة للحد من «المحتوى غير الأصلي».

وتُعدّ القنوات التي رصدتها شركة كابوينغ عالمية الانتشار وتحظى بمتابعة واسعة من ملايين المشتركين في مختلف أنحاء العالم.

وتعتبر قناة «بندر أبنا دوست»، هي القناة الأكثر مشاهدة في الدراسة، ومقرها الهند، ويبلغ عدد مشاهداتها حالياً 2.4 مليار مشاهدة. وتعرض القناة مغامرات قرد ريسوس وشخصية مفتولة العضلات مستوحاة من شخصية «هالك» الخارقة، يحاربان الشياطين ويسافران على متن مروحية مصنوعة من الطماطم. وقدّرت كابوينغ أن القناة قد تُدرّ أرباحاً تصل إلى 4.25 مليون دولار.

أما قناة «بوتى فرينشي»، ومقرها سنغافورة، والتي تروي مغامرات كلب بولدوغ فرنسي، فقد حصدت ملياري مشاهدة، ويبدو أنها تستهدف الأطفال. وتشير تقديرات كابوينغ إلى أن أرباحها تقارب 4 ملايين دولار سنوياً.

كما يبدو أن قناة «كوينتوس فاسينانتس»، ومقرها الولايات المتحدة، تستهدف الأطفال أيضاً بقصص كرتونية، ولديها 6.65 مليون مشترك.

في الوقت نفسه، تعرض قناة «ذا إيه آي وورلد»، ومقرها باكستان، مقاطع فيديو قصيرة مُولّدة بالذكاء الاصطناعي عن الفيضانات الكارثية التي ضربت باكستان، تحمل عناوين مثل «الفقراء»، و«العائلات الفقيرة»، و«مطبخ الفيضان». وقد حصدت القناة وحدها 1.3 مليار مشاهدة.

وتعليقاً على هذه الدراسة، صرح متحدث باسم «يوتيوب» قائلاً: «الذكاء الاصطناعي التوليدي أداة، وكأي أداة أخرى، يمكن استخدامه لإنتاج محتوى عالي الجودة وآخر منخفض الجودة. نركز جهودنا على ربط مستخدمينا بمحتوى عالي الجودة، بغض النظر عن طريقة إنتاجه. يجب أن يتوافق المحتوى المرفوع على (يوتيوب) مع إرشاداتنا، وإذا وجدنا أن المحتوى ينتهك أياً من سياساتنا، فسنحذفه».


الصين تصدر مسوّدة قواعد لتنظيم الذكاء الاصطناعي المحاكي للتفاعل البشري

امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)
امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)
TT

الصين تصدر مسوّدة قواعد لتنظيم الذكاء الاصطناعي المحاكي للتفاعل البشري

امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)
امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)

أصدرت هيئة الفضاء الإلكتروني الصينية، اليوم (السبت)، مسودة ​قواعد لتشديد الرقابة على خدمات الذكاء الاصطناعي المصممة لمحاكاة الشخصيات البشرية والتفاعل العاطفي مع المستخدمين.

وتؤكد هذه الخطوة ما تبذله بكين من جهود للسيطرة على الانتشار السريع لخدمات ‌الذكاء الاصطناعي ‌المقدمة للجمهور ‌من ⁠خلال ​تشديد معايير ‌السلامة والأخلاقيات.

وستطبق القواعد المقترحة على منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي المقدمة للمستهلكين في الصين، والتي تعرض سمات شخصيات بشرية وأنماط تفكير وأساليب تواصل تتم محاكاتها، وتتفاعل ⁠مع المستخدمين عاطفياً من خلال النصوص ‌أو الصور أو الصوت أو الفيديو، أو غيرها من الوسائل.

وتحدد المسودة نهجاً تنظيمياً يلزم مقدمي الخدمات بتحذير المستخدمين من الاستخدام المفرط، وبالتدخل عندما تظهر على المستخدمين ​علامات الإدمان.

وبموجب هذا المقترح، سيتحمل مقدمو الخدمات مسؤوليات ⁠السلامة طوال دورة حياة المنتج، ووضع أنظمة لمراجعة الخوارزميات وأمن البيانات وحماية المعلومات الشخصية.

وتحدد هذه الإجراءات الخطوط الحمراء للمحتوى والسلوك، وتنص على أنه يجب ألا ينشئ مقدمو الخدمات محتوى من شأنه تهديد الأمن القومي، أو نشر الشائعات، أو الترويج ‌للعنف أو الفحشاء.


ما الاختراق القادم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتوقعه رئيس «أوبن إيه آي»؟

سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
TT

ما الاختراق القادم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتوقعه رئيس «أوبن إيه آي»؟

سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

توقع سام ألتمان، رئيس شركة «أوبن إيه آي»، أن يكون الإنجاز الكبير التالي نحو تحقيق ذكاء اصطناعي فائق القدرة هو اكتساب هذه الأنظمة «ذاكرة لا نهائية، ومثالية».

وقد ركزت التطورات الأخيرة التي حققها مبتكر «تشات جي بي تي»، بالإضافة إلى منافسيه، على تحسين قدرات الذكاء الاصطناعي على الاستدلال، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

لكن في حديثه ضمن بودكاست، قال ألتمان إن التطور الذي يتطلع إليه بشدة هو قدرة الذكاء الاصطناعي على تذكر «كل تفاصيل حياتك»، وأن شركته تعمل على الوصول إلى هذه المرحلة بحلول عام 2026.

شرح ألتمان: «حتى لو كان لديك أفضل مساعد شخصي في العالم... فلن يستطيع تذكر كل كلمة نطقت بها في حياتك».

وأضاف: «لا يمكنه قراءة كل وثيقة كتبتها. ولا يمكنه الاطلاع على جميع أعمالك يومياً، وتذكر كل تفصيل صغير. ولا يمكنه أن يكون جزءاً من حياتك إلى هذا الحد. ولا يوجد إنسان يمتلك ذاكرة مثالية لا متناهية».

وأشار ألتمان إلى أنه «بالتأكيد، سيتمكن الذكاء الاصطناعي من فعل ذلك. نتحدث كثيراً عن هذا الأمر، لكن الذاكرة لا تزال في مراحلها الأولى جداً».

تأتي تصريحاته بعد أسابيع قليلة من إعلانه حالة طوارئ قصوى في شركته عقب إطلاق «غوغل» لأحدث طراز من برنامج «جيميناي».

وصفت «غوغل» برنامج «جيميناي 3» بأنه «عهد جديد من الذكاء» عند إطلاقها تطبيق الذكاء الاصطناعي المُحدّث في نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث حقق النموذج نتائج قياسية في العديد من اختبارات الأداء المعيارية في هذا المجال.

قلّل ألتمان من خطورة التهديد الذي يمثله مشروع «جيميناي 3»، مدعياً ​​أن ردّ شركة «أوبن إيه آي» الحازم على المنافسة الجديدة ليس بالأمر غير المألوف.

وقال: «أعتقد أنه من الجيد توخي الحذر، والتحرك بسرعة عند ظهور أي تهديد تنافسي محتمل».

وتابع: «حدث الشيء نفسه لنا في الماضي، حدث ذلك في وقت سابق من هذا العام مع (ديب سيك)... لم يكن لـ(جيميناي 3) التأثير الذي كنا نخشى أن يحدث، ولكنه حدد بعض نقاط الضعف في منتجاتنا واستراتيجيتنا، ونحن نعمل على معالجتها بسرعة كبيرة».

يبلغ عدد مستخدمي «تشات جي بي تي» حالياً نحو 800 مليون، وفقاً لبيانات «أوبن إيه آي»، وهو ما يمثل نحو 71 في المائة من حصة سوق تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ويقارن هذا الرقم بنسبة 87 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي.