أضاف تألق كاتي ليديكي المتواصل وحماس زميلاتها في الفريق للفوز بالذهب في اللحظات الأخيرة، بريقاً للمسيرة المخيبة للآمال للفريق الأميركي في بطولة العالم للسباحة في سنغافورة.
وتعرضت استعدادات الفريق لإصابات بالتهاب المعدة والأمعاء خلال المعسكر التدريبي في تايلاند، لكنه تمكن من تصدر جدول الميداليات بتسع ذهبيات بفارق ميدالية ذهبية واحدة فقط عن المنافسة القوية أستراليا.
لكن قبل ثلاث سنوات من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجليس، حيث ستكون السباحة الحدث الأبرز في الأسبوع الثاني من حيث توزيع الميداليات، بدأت أجراس الإنذار تدق للدولة المضيفة.
وفاز لوكا أورلاندو باللقب الفردي الوحيد للفريق الأميركي للرجال في سباق 200 متر فراشة، وهو السباق الذي غاب عنه بطل الأولمبياد الفرنسي ليون مارشان.
ولم تكن هناك ألقاب تتابع للرجال لتعزيز عدد الميداليات، لكن كان هناك الكثير من الاستفسارات حول الاختيارات والاستراتيجيات من قبل الخبراء والمشجعين.
وكما حدث في أولمبياد باريس العام الماضي، تعين على السيدات حفظ ماء وجه الفريق وإنقاذه من الخسارة؛ إذ أكدت ليديكي عظمتها بفوزها بذهبية أخرى في سباقي 800 متر و1500 متر حرة.
وكان فوز غريتشن والش بذهبيتي سباقي 50 و100 متر فراشة بمثابة دفعة هائلة أخرى بين الألقاب الستة الفردية التي فاز بها الفريق الأميركي للسيدات.
وأعطت هذه الميداليات بعض الذخيرة للرد على المنتقدين مثل رايان لوكتي ومايكل فيلبس عندما أبدى اثنان من أعظم سباحي الولايات المتحدة من الرجال خيبة أملهما على وسائل التواصل الاجتماعي.
ووصف بوبي فينك، البطل الأولمبي في سباق 1500 متر حرة للرجال والذي حصد البرونزية في سنغافورة، بعض الانتقادات بأنها «ضعيفة» و«غبية».
وقال فينك: «لن تتمكن أبداً من الفوز مع هؤلاء الأشخاص. لديّ الكثير من الأفكار. عقلي خارج عن السيطرة. أشعر بخيبة أمل، لكنني سأدعم هؤلاء الشباب مهما قيل».
وربما كان شغف فينك بمثابة راحة لزملائه في الفريق نظراً لغياب أي دفاع قوي من جانب إدارة الفريق أو المدربين.
وقال مدير المنتخب الوطني جريج ميهان لشبكة (إن بي سي) التلفزيونية في اليوم الثاني من البطولة إنه فخور بالسباحين والفريق المعاون لعملهم خلال تفشي التهاب المعدة والأمعاء، وقال إن «الأجواء العامة» كانت رائعة.
وأغلق الفريق المعاون أبوابه، ورفض تسليط الضوء على المشاكل في معسكر تايلاند أو التعليق على لياقة السباحين الفردية في سنغافورة.
بعد مرور عام على أولمبياد باريس، حيث تراجعت الولايات المتحدة إلى أدنى حصيلة من الميداليات في السباحة منذ أولمبياد أثينا 2004، لا تزال هناك الكثير من الأسئلة.
حملت ليديكي، بطلة الأولمبياد تسع مرات والسباحة الأكثر تتويجاً بالألقاب على الإطلاق، الفريق على كتفيها لأكثر من عقد من الزمان.
لكنها ستكون في الحادية والثلاثين من عمرها في لوس أنجليس، وأظهرت بطولة سنغافورة أن المنافسة تقترب منها.
ويواصل النظام الأميركي تطوير السباحين المتفوقين عالمياً، لكن بين الرجال على الأقل، فإن الأوروبيين هم من يستفيد من موارد الكليات الأميركية والمنافسة.
ويفتخر بوب بومان، المدرب السابق لفيلبس، بوجود مارشان بطل الأولمبياد أربع مرات والروماني ديفيد بوبوفيتشي ضمن فريقه في جامعة تكساس.
وحصد الثنائي الأوروبي أربعة ألقاب فردية للرجال في سنغافورة.
وستنضم الكندية سمر ماكنتوش، التي فازت بأربعة ألقاب فردية للسيدات وتنافست مع ليديكي على ذهبية 800 متر حرة، إلى فريق بومان خلال أسابيع.
وتشتعل المنافسة في الخارج أيضاً، مع عودة السباحين الروس بقوة إلى بطولة العالم والفوز بالميداليات تحت علم محايد.
وفي ظل التوتر الجيوسياسي الناجم عن غزو أوكرانيا، شارك سباح روسي واحد فقط تحت علم محايد في أولمبياد باريس، لكن الروس فازوا بثلاث ميداليات ذهبية في سنغافورة، فيما احتل الفريق المحايد المركز الخامس في جدول الميداليات.
وبغض النظر عن قوة المنافسة، فإن التوقعات الكبيرة ستلاحق الولايات المتحدة حتى استاد سوفي في إنجلوود، الذي من المقرر أن يكون أكبر مركز للسباحة في تاريخ الألعاب الأولمبية عام 2028.
وأمام الفريق الأميركي ثلاث سنوات حافلة بالعمل على كيفية الارتقاء إلى مستوى التوقعات.
