التمارين الرياضية تُقلل خطورة 5 أمراض

أحد المرضى يمارس الرياضة بوصفها جزءاً من برنامج إعادة تأهيل القلب في مستشفى ديوك هيلث (شون روكو - مستشفى ديوك هيلث)
أحد المرضى يمارس الرياضة بوصفها جزءاً من برنامج إعادة تأهيل القلب في مستشفى ديوك هيلث (شون روكو - مستشفى ديوك هيلث)
TT

التمارين الرياضية تُقلل خطورة 5 أمراض

أحد المرضى يمارس الرياضة بوصفها جزءاً من برنامج إعادة تأهيل القلب في مستشفى ديوك هيلث (شون روكو - مستشفى ديوك هيلث)
أحد المرضى يمارس الرياضة بوصفها جزءاً من برنامج إعادة تأهيل القلب في مستشفى ديوك هيلث (شون روكو - مستشفى ديوك هيلث)

تلعب التمارين الرياضية دوراً فعالاً في إعادة تأهيل المرضى المصابين بالعديد من الأمراض، وتعجل في العديد من تلك الحالات من وتيرة العلاج وتزيد من كفائته. ويُمكن أن تُلقي الأمراض المزمنة بظلالها الثقيلة على حياة المرضى. أما الآن، فتُحدث إعادة التأهيل القائمة على التمارين الرياضية نقلة نوعية بوصفها عامل تغيير جذري.

نستعرض في النقاط التالية كيف تسهم التمارين الرياضية في التقليل من خطورة 5 أمراض.

1 - الرجفان الأذيني

أظهر تحليل بيانات مُجمّعة لعدد من الأبحاث، أجراه فريق من الباحثين بقيادة جامعة ليفربول الإنجليزية، ونشر في «المجلة البريطانية للطب الرياضي»، أن إعادة التأهيل القلبي بالتمارين الرياضية يخفف من شدة وتكرار حدوث أكثر أشكال اضطراب نظم القلب شيوعاً، وهو الرجفان الأذيني (AF). كما تُحسّن القدرة العامة على ممارسة التمارين الرياضية والصحة النفسية، دون التسبب في أي آثار جانبية خطيرة.

ووفق بيان صحافي نشر، الثلاثاء، يحدث الرجفان الأذيني عندما لا تنقبض حجرات القلب العلوية (الأذينين) بشكل صحيح، بل تنتفض، مما يُعطل الإشارات الكهربائية إلى الحجرتين السفليتين (البطينين). ويمكن أن تشمل الأعراض خفقان القلب، وألم الصدر، والتعب، والدوار، وضيق التنفس. ويرتبط الرجفان الأذيني بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وقصور القلب.

وأظهر تحليل البيانات المجمعة للنتائج أن هذا النوع من إعادة التأهيل قلل من شدة الأعراض بنسبة 39 في المائة، وتكرار ومدة نوبات الرجفان الأذيني بنسبة 43 في المائة، وخطر تكرارها بنسبة 32 في المائة.

كما حسّن بشكل ملحوظ القدرة على ممارسة الرياضة، وكانت التأثيرات متسقة، بغض النظر عن نوع الرجفان الأذيني، أو «جرعة» إعادة التأهيل، أو خصائص المريض، أو طريقة تقديم العلاج.

ويقول الباحثون: «يُعزّز التدريب على التمارين الرياضية إعادة تشكيل الأذين بشكل إيجابي، بما في ذلك تقليل تصلب الأذين وتليفه، مما قد يُساعد في الحدّ من الظروف المُؤاتية للرجفان الأذيني، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث».

ويضيفون: «من المعروف أن التدريب على التمارين الرياضية له فوائد نفسية، بما في ذلك تقليل القلق والاكتئاب، وهما أمران شائعان لدى الأفراد المُصابين بالرجفان الأذيني، ويمكن أن يُفاقما من إدراك الأعراض».

2 – مرض الكلى المزمن

من ناحية أخرى، أظهرت دراسة نشرت، سبتمبر (أيلول) 2023، في دورية «كارنت أوبنين إن نيفرولوجي أند هيبرتينشين». أن إعادة التأهيل القائمة على التمارين الرياضية يمكن أن تُبطئ مرض الكلى المزمن، وتُعزز الاستعداد للزراعة والتعافي، وتُحسّن جودة الحياة.

قام باحثون في جامعة برونيل بلندن ومؤسسة مستشفى كينجز كوليدج التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية بتحليل أدلة حديثة محورية حول تأثير التمارين الرياضية على صحة الأشخاص المصابين بأمراض الكلى.

وقالت الدكتورة شارلين غرينوود، استشارية العلاج الطبيعي في مستشفى كينجز كوليدج: «تتوفر الآن مجموعة من الأدلة والمبادئ التوجيهية الخاصة بالكلى تدعم بقوة إطلاق تدخلات عملية وقابلة للتطوير قائمة على التمارين الرياضية للأشخاص الذين يُعانون من أمراض الكلى المزمنة».

وتكتسب تدخلات الإدارة الذاتية التي تُركز على النشاط البدني زخماً متزايداً في رعاية مرضى الكلى المزمن، مما يتطلب تطبيقاً مبكراً.

ووفق نتائج الدراسة، يُعد التحضير لجراحة زراعة الكلى والتعافي بعدها مرحلتين أساسيتين يمكن أن تُحدث فيهما إعادة التأهيل القائمة على التمارين الرياضية، مثل المشي والسباحة وركوب الدراجات، فرقاً حيوياً لمرضى الكلى المزمن.

3- سرطان الثدي

يمكن دمج التمارين الرياضية وإعادة التأهيل في رعاية سرطان الثدي، وفقاً لتجربة سريرية نُشرت نتائجها في دورية «كانسر»، بدءاً من التشخيص وطوال فترة الرعاية. وقد أبدى المشاركون آراءً إيجابية حول البرنامج، داعمين بذلك الجهود المبذولة لدمج خدمات التمارين الرياضية وإعادة التأهيل كجزء من الرعاية الروتينية لمرضى السرطان.

وأفادت النتائج بأن خدمات إعادة التأهيل تُعالج الاختلالات العصبية والعضلية الهيكلية، مثل ضعف نطاق حركة الكتف وإصابة الأعصاب الطرفية. وحسب مرحلة المريض في برنامج رعاية السرطان، قد يحتاج إلى كلتا الخدمتين في وقت واحد أو بالتزامن

ساعد الارتباط بخدمات التمارين الرياضية وإعادة التأهيل بشكل كبير في علاج أعراضهم بعد علاج السرطان. كما أفادوا بأن خدمات التمارين الرياضية وإعادة التأهيل طوال فترة رعايتهم كان لها تأثير إيجابي على مشاركتهم في النشاط البدني ووظائفهم البدنية.

4 - التصلب المتعدد

يوصي فريق من الخبراء في أبحاث التصلب المتعدد باتباع نهج منظم لدراسة آليات التدريب الرياضي لتحسين نتائج مرضى التصلب المتعدد.

في مقالة مراجعة نُشرت في مجلة التصلب المتعدد والاضطرابات ذات الصلة، في 16 أبريل (نيسان) 2024، أكد الباحثون أهمية اعتماد إطار عمل طبي تجريبي لتحسين تطوير وتقييم وتطبيق تدخلات التمارين الرياضية في إعادة تأهيل مرضى التصلب المتعدد.

التصلب المتعدد مرض مزمن، وغالباً ما يُسبب الإعاقة، يصيب الجهاز العصبي المركزي، ويُضعف الوظائف الحركية والإدراكية، ويُصيب ملايين الأفراد حول العالم. على الرغم من فعالية العلاجات الدوائية في الوقاية من انتكاسات التصلب المتعدد، فإنها ليست مصممة لتحسين الوظائف التي تتأثر سلباً بالمرض.

وكما صرح الباحث الرئيسي، الدكتور برايان ساندروف، المدير المساعد لمركز أبحاث علم النفس العصبي وعلم الأعصاب في مؤسسة كيسلر، ومدير مختبر أبحاث إعادة التأهيل العصبي بالتمارين الرياضية التابع للمركز: «من خلال فهم كيفية تأثير التمارين الرياضية على وظائف الجهاز العصبي المركزي في مرض التصلب العصبي المتعدد، يُمكننا تصميم وتحسين التدخلات التي تُحسّن الحركة والإدراك ونوعية الحياة».

5 - المصابون بالتهاب مفاصل الركبة

عادةً ما يُكلف العلاج الطبيعي لالتهاب مفاصل الركبة المرضى أكثر من غيرهم، وينطوي على عناء أكبر بكثير من حقنة الستيرويد السريعة لتسكين ألم المفصل.

ولكن على المدى الطويل، يُعد العلاج الطبيعي فعالاً من حيث التكلفة على الأقل مثل حقن الستيرويد، ومن المرجح أن يوفر راحة أطول أمداً، وفقاً لدراسة جديدة. وأوضح الباحث الرئيسي دانيال رون، مدير مركز أبحاث الجهاز العضلي الهيكلي للرعاية الأولية ومركز العلوم السريرية لـ «إنتريبيد» في مركز بروك الطبي العسكري في سان أنطونيو: «على الرغم من أن التكاليف الأولية للعلاج الطبيعي قد تكون أعلى قليلاً على مدار العام، فعند النظر إلى جميع التكاليف المتعلقة بالركبة على مدار العام، فإن مقدار الفائدة التي حصلت عليها من العلاج الطبيعي جعله أكثر فعالية من حيث التكلفة».

وأضاف رون أن المصابين بالتهاب مفاصل الركبة لديهم عادةً خياران رئيسيان للعلاج خارج الجراحة، إما الحصول على حقنة ستيرويد لتخفيف التورم والألم، أو الخضوع لجولة من العلاج الطبيعي والتأهيل الرياضي. وقال رون: «عندما تخضع لتدخل فعّال مثل التمارين الرياضية، فإن آثاره تدوم لفترة أطول لأنه يقوي ركبتك، مما يزيد من قدرتها على أداء وظائفها». وأضاف: «الحقنة لا تُغير قوة ركبتك، وبمجرد زوال الألم، لن تعمل ركبتك بالضرورة بشكل أفضل إذا لم تُقوِّها».


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وأميركا يبحثان التطورات في اليمن

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وأميركا يبحثان التطورات في اليمن

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيريه الأميركي ماركو روبيو، والباكستاني محمد إسحاق دار، الثلاثاء، تطورات الأوضاع في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ مصنع «باوغانغ شينلي» لمعالجة العناصر الأرضية النادرة لا يزال قيد الإنشاء في مقاطعة جيانغشي بشرق الصين (أ.ف.ب)

الصناعات الدفاعية الأميركية تتجاوز «أزمة» المعادن النادرة بعد القيود الصينية

لم تكن القيود التي فرضتها الصين على تصدير بعض المعادن النادرة في ربيع هذا العام مجرد خطوة عابرة، بل شكّلت اختباراً حقيقياً لقطاع الصناعات الدفاعية الأميركية.

إيلي يوسف (واشنطن)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (أ.ف.ب)

بولسونارو يخضع لإجراء طبي لعلاج الفواق

قالت ميشيل بولسونارو ​زوجة الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو إنه خضع «لإجراء طبي لإحصار العصب الحجابي»، أمس السبت، لعلاج فواق مستمر يعاني منه.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو )
آسيا رئيسة حزب رواد الشعب في ميانمار، ثيت ثيت خين، تُظهر إصبعها الملطخ بالحبر بعد الإدلاء بصوتها في مركز الاقتراع رقم 1 في بلدة كاماوت خلال الانتخابات العامة في يانغون (رويترز)

ميانمار: إقبال خجول على أول انتخابات تشريعية بعد 5 سنوات من الحرب الأهلية

شهدت مراكز الاقتراع في ميانمار اليوم (الأحد) إقبالاً خجولاً من الناخبين في انتخابات تشريعية يعتبرها المجلس العسكري الحاكم عودة إلى الديمقراطية.

«الشرق الأوسط» (رانغون (بورما))
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (أرشيفية - د.ب.أ)

مصر: اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» يزعزع استقرار القرن الأفريقي

أكد وزير الخارجية المصري، اليوم (السبت)، على دعم مصر الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية ومؤسساته الشرعية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر: الكشف عن ورش أثرية لتجهيز السمك المملح وجبّانة رومانية في البحيرة

منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)
منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن ورش أثرية لتجهيز السمك المملح وجبّانة رومانية في البحيرة

منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)
منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة، بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة بادوفا الإيطالية، الثلاثاء، اكتشاف عدد من الورش الصناعية التي ترجع إلى العصر المتأخر وبدايات العصر البطلمي، إلى جانب الكشف عن جزء من جبانة رومانية تضم أنماطاً متنوعة من الدفن، أثناء أعمالها بموقعي كوم الأحمر وكوم وسيط بمحافظة البحيرة (غرب الدلتا).

ويساهم هذا الكشف في تعميق فهم طبيعة الحياة والنشاط البشري في مناطق غرب دلتا النيل والمناطق الداخلية المحيطة بمدينة الإسكندرية، وفق الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل خالد، موضحاً في بيان للوزارة، الثلاثاء، أن «هذه الاكتشافات تمثل إضافة علمية مهمة لدراسة أنماط الاستيطان والممارسات الجنائزية والأنشطة الصناعية في غرب الدلتا، كما تسهم في تقديم رؤى جديدة حول شبكات التواصل الإقليمي منذ العصر المتأخر وحتى العصرين الروماني والإسلامي المبكر».

وتتكون الورش الصناعية المكتشفة من مبنى كبير مقسّم إلى ما لا يقل عن ست غرف، خُصصت اثنتان منها لمعالجة الأسماك، حسب تصريحات رئيس قطاع الآثار المصرية، محمد عبد البديع، حيث عثرت البعثة على نحو 9700 عظمة سمك، بما يشير إلى وجود نشاط واسع لصناعة السمك المملح في تلك الفترة.

الكشف عن جبانة رومانية بمصر (وزارة السياحة والآثار)

ويرجح تخصيص الغرف الأخرى لإنتاج الأدوات المعدنية والصخرية، وتمائم الفيانس، إذ عُثر على عدد من التماثيل الجيرية غير المكتملة، إلى جانب قطع أخرى في مراحل تصنيع مختلفة.

وأسفر الكشف أيضاً عن العثور على جرار أمفورا مستوردة وقطع من الفخار اليوناني، الأمر الذي يؤرخ نشاط هذه الورش إلى القرن الخامس قبل الميلاد.

وأسفرت أعمال الحفائر كذلك عن اكتشاف جزء من جبانة رومانية تضم عدة دفنات بثلاثة أنماط رئيسية، شملت الدفن المباشر في الأرض، والدفن داخل توابيت فخارية، بالإضافة إلى دفنات أطفال داخل أمفورات كبيرة، وفق بيان الوزارة.

فيما أوضحت رئيسة البعثة من جامعة بادوفا الإيطالية، الدكتورة كريستينا موندين، أن فريق العمل يجري حالياً عدداً من الدراسات البيو - أثرية على الهياكل العظمية المكتشفة، بهدف تحديد النظام الغذائي، والعمر، والجنس، والحالة الصحية للمدفونين بالموقع، والبالغ عددهم 23 شخصاً من الذكور والإناث والأطفال والمراهقين والبالغين.

وأشارت إلى أن النتائج الأولية لهذه الدراسات تشير إلى أن هؤلاء الأفراد عاشوا في ظروف معيشية جيدة نسبياً، دون وجود دلائل واضحة على إصابتهم بأمراض خطيرة أو تعرضهم لأعمال عنف.

وعدّ عالم الآثار المصرية، الدكتور حسين عبد البصير، هذه الاكتشافات، تمثل إضافة نوعية لفهم تاريخ غرب الدلتا خلال العصر الروماني، إذ تكشف بوضوح عن تداخل الحياة الاقتصادية مع الممارسات الاجتماعية والدينية في تلك المنطقة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «ورش تجهيز السمك المملح تعكس نشاطاً صناعياً منظماً يعتمد على استغلال الموارد الطبيعية، ما يدل على أهمية غرب الدلتا بوصفها مركزَ إنتاجٍ غذائي وتجاري مرتبط بشبكات أوسع داخل مصر وخارجها».

من القطع المكتشفة في الجبانة (وزارة السياحة والآثار)

كما رأى عبد البصير أن «الكشف عن الجبانة الرومانية يقدّم مادة علمية ثرية لدراسة المعتقدات الجنائزية والبنية الاجتماعية للسكان، من خلال تنوع طقوس الدفن واللقى المصاحبة».

ونجحت البعثة في الكشف عن عشرات الأمفورات الكاملة (جرار خزفية)، بالإضافة إلى زوج من الأقراط الذهبية يعود لفتاة شابة، وقد نُقلت هذه القطع الأثرية إلى المتحف المصري في القاهرة، تمهيداً لإجراء أعمال الدراسة والترميم اللازمة لها، وفق بيان الوزارة.

وقال الخبير الآثاري والمتخصص في علم المصريات، أحمد عامر، إن «هذا الاكتشاف الأثري في غرب الدلتا يفتح آفاقاً جديدة لفهم فترة حكم العصور المتأخرة وما تلاها من حقب تعاقبت على الحضارة المصرية القديمة، بل وتعيد قراءة التاريخ المصري القديم من منظور جديد».

من القطع الأثرية المكتشفة (وزارة السياحة والآثار)

ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الكشف سوف يضيف لنا علمياً كثيراً عن تلك الحقبة، كما أنه معروف أن الأمفورات كانت تستخدم في عمليات التجارة الخارجية، وكان يوضع بها النبيذ، وأحياناً في نقل السمك المملح، وهذه ليست المرة الأولى في العثور على الأمفورات، حيث كانت متداولة في التجارة الخارجية للدولة المصرية مع اليونان في فترات كثيرة».


للمرة الأولى عالمياً... نحل الأمازون يحصل على حقوق قانونية

مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)
مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)
TT

للمرة الأولى عالمياً... نحل الأمازون يحصل على حقوق قانونية

مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)
مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)

يواجه أحد أقدم أنواع النحل على كوكب الأرض، والمُلقِّح الأساس في غابات الأمازون، تهديدات متزايدة نتيجة إزالة الغابات، والتغيرات المناخية، وتلوث المبيدات، والمنافسة من نحل العسل الأوروبي العدواني.

في خطوة تاريخية، أصبح نحل الأمازون غير اللاسع، أي الذي لا يلسع على عكس نحل العسل الأوروبي «النحل العدواني»، أول الحشرات في العالم التي تُمنح حقوقاً قانونية، تشمل الحق في الوجود، والازدهار، والحماية القانونية في حال التعرض للأذى.

وقد أُقرّت هذه القوانين في بلديتين في بيرو هما: ساتيبو وناوتا، بعد سنوات من البحث وجهود الضغط التي قادتها روزا فاسكيز إسبينوزا، مؤسسة منظمة «أمازون ريسيرتش إنترناشيونال».

يُربي السكان الأصليون هذا النوع من النحل منذ عصور ما قبل كولومبوس، ويُعد مُلقحاً رئيسياً يساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي وصحة النظم البيئية، إذ يلقح أكثر من 80 في المائة من النباتات، بما في ذلك محاصيل الكاكاو، والقهوة، والأفوكادو. وأظهرت أبحاث إسبينوزا، التي بدأت عام 2020، أن عسل هذا النحل يحتوي على مئات المركبات الطبية المضادة للالتهاب والفيروسات والبكتيريا، كما وثقت المعرفة التقليدية في تربيته وجني عسله.

أفاد السكان الأصليون بتراجع أعداد النحل وصعوبة العثور على الأعشاش، كما كشف التحليل الكيميائي للعسل عن آثار المبيدات حتى في المناطق النائية. وأظهرت الدراسات صلة بين إزالة الغابات وتراجع أعداد النحل، بالإضافة إلى المنافسة المتزايدة من نحل العسل الأفريقي المهجن، الذي بدأ في إزاحة النحل غير اللاسع من موائله الطبيعية منذ القرن الـ20.

وفقاً لكونستانزا برييتو، مديرة قسم شؤون أميركا اللاتينية في «مركز قانون الأرض»، تمثل هذه القوانين نقطة تحوُّل في علاقة البشر بالطبيعة، إذ تعترف بالنحل غير اللاسع بوصفه من الكائنات الحاملة للحقوق وتؤكد أهميته البيئية.

وأوضح زعيم السكان الأصليين آبو سيزار راموس أن القانون يحتفي بالمعرفة التقليدية ويعترف بالدور الحيوي للنحل غير اللاسع في دعم نُظم الأمازون البيئية وثقافات الشعوب الأصلية.

تتطلب هذه القوانين، حسبما ذكرت «الغارديان» البريطانية، استعادة المَواطن البيئية، وتنظيم استخدام المبيدات، واتخاذ تدابير للحد من آثار تغيُّر المناخ، وقد اجتذبت عريضة عالمية مئات الآلاف من التوقيعات، في حين أبدت دول أخرى اهتماماً بتطبيق نموذج بيرو لحماية المُلقِّحات المحلية.


«قصر القطن» بالإسكندرية... لتوديع الظلام واستقبال السائحين

المبنى يطل على البحر مباشرة في منطقة المنشية بالإسكندرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
المبنى يطل على البحر مباشرة في منطقة المنشية بالإسكندرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

«قصر القطن» بالإسكندرية... لتوديع الظلام واستقبال السائحين

المبنى يطل على البحر مباشرة في منطقة المنشية بالإسكندرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
المبنى يطل على البحر مباشرة في منطقة المنشية بالإسكندرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

يشكل إعلان الحكومة المصرية على لسان وزير قطاع الأعمال العام المصري المهندس محمد شيمي، عن سعيها للاستحواذ على مبنى قصر القطن في مدينة الإسكندرية المجاور للنصب التذكاري للجندي المجهول طاقة نور لإخراج المبنى من حالة الجمود واستغلاله سياحياً بعد تحويله إلى فندق.

ويعود المبنى لفترة الثمانينات، وأقيم مكان قصر القطن التاريخي زمن السادات، ويعدُّ أكبر منشأة في منطقة المنشية تطل على البحر مباشرة وسط مدينة الإسكندرية، ويتميز «قصر القطن» بطرازه المعماري ما جعله فريداً بين المنشآت والبنايات الموجودة في المنطقة من حيث الارتفاع والضخامة والعناصر الهندسية والمعمارية.

وقال الفنان فتحي بركات، رئيس جمعية الفنانين والكتاب «أتيليه الإسكندرية»، إن مبنى «قصر القطن» كان في البداية مملوكاً لشركة الأقطان الشرقية بالإسكندرية، وكانت هناك محاولة لأن يكون أعلى مبنى في المدينة ليتشكل من 45 طابقاً، لكن لم يتم الموافقة على مخطط بنائه، واقتصر على 22 طابقاً فقط، ومنذ إنشائه زمن السادات في موقع قصر القطن التاريخي لم يُستغل بشكل مثالي. «والآن تشغل جزءاً منه جامعة سنجور الفرنسية، بالإضافة إلى طابقين حكوميين، لكن تظل باقي الأدوار بلا أي نوع من الإشغال، وفق كلام بركات الذي أضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «المبنى محاط بمنطقة مزدحمة بالبائعين، منطقة المنشية، ويجاور النصب التذكاري للجندي المجهول وإعادة الحياة له ربما يعيد الهدوء مرة أخرى للمكان، ويضفي طابعاً مختلفاً لها يعيدها للزمن الجميل، وهو يمتلك إمكانات تؤهله للاستغلال الفندقي، حيث يتضمن جراجاً في الدور الأرضي، بالإضافة لإجراء الكثير من التغييرات الداخلية لاستغلال مكوناته، أما عن شكله الخارجي فلا توجد هناك مساحة لأي تغييرات، لأن واجهته زجاجية، ولا يمكن تغييرها».

المبنى المراد تحويله إلى فندق (تصوير: عبد الفتاح فرج)

كان المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، قال خلال لقائه عدداً من الصحافيين بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، الثلاثاء، إن الحكومة المصرية تعمل حالياً على خطة تهدف إلى إعادة إحياء الأصول التاريخية وتعظيم الاستفادة منها، من بينها أحد القصور الأثرية المميزة بمدينة الإسكندرية، وهو «قصر القطن» الواقع بجوار النصب التذكاري، مشيراً إلى أنه من المستهدف تطوير القصر وإعادة تشغيله فندقاً سياحياً متميزاً.

وأضاف شيمي أن المشروع المقترح يتضمن إنشاء فندق بارتفاع 22 طابقاً، يسهم في دعم الطاقة الفندقية بالإسكندرية وتعزيز المنتج السياحي، والحفاظ على الطابع التراثي وتحقيق عوائد اقتصادية مستدامة، ولتحقيق ذلك أجرت الوزارة دراسة استغلال المبنى بوضع تصور شامل لتحقيق الاستغلال الأمثل له، وتحويله إلى مركز استثماري متعدد الاستخدامات الفندقية والإدارية والتجارية، وتسهم في تعظيم العائد منه، وتنشيط ودعم الحركة السياحية والتجارية في الإسكندرية وتوفير فرص عمل إضافية.

من جهته قال الباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان إن «اتجاه مصر لتطوير واستغلال قصر القطن وتحويله إلى فندق سياحي، سيُعيد صياغة المكان، عبر إزالة الكثير من الساحات التي تشوه المنطقة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المنطقة صارت مزدحمة جداً، فضلاً عن عشوائيتها، لذا سيكون مشروع الفندق بمثابة رئة تعيد ساحة النصب التذكاري ومنطقة المنشية لسماتها السياحية والتراثية التي فقدتها منذ سنين».