موسكو تتهم الغرب بأن السلام في أوكرانيا ليس على «جدول أعمالهم الحقيقي»

زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا اتفقوا على ضرورة مواصلة الضغط على بوتين لوقف إطلاق النار

قوات الطوارئ تصارع النيران في منطقة دنيبرو بعد استهدافها بمسيرات روسية (رويترز)
قوات الطوارئ تصارع النيران في منطقة دنيبرو بعد استهدافها بمسيرات روسية (رويترز)
TT

موسكو تتهم الغرب بأن السلام في أوكرانيا ليس على «جدول أعمالهم الحقيقي»

قوات الطوارئ تصارع النيران في منطقة دنيبرو بعد استهدافها بمسيرات روسية (رويترز)
قوات الطوارئ تصارع النيران في منطقة دنيبرو بعد استهدافها بمسيرات روسية (رويترز)

اتهمت موسكو حلفاء كييف الغربيين بأنهم غير معنيين بالسلام في أوكرانيا أو العمل على إيجاد تسوية للنزاع القائم بين الطرفَين منذ أكثر من ثلاث سنوات. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، السبت، إن جدول الأعمال الحقيقي للغرب لم يتضمّن قط محادثات السلام وإيجاد التسوية في أوكرانيا، وذلك في أول تعليق لها على المفاوضات منذ إجراء مسؤولين روس وأوكرانيين محادثات يوم الأربعاء الماضي.

وأضافت زاخاروفا، في تصريحات نقلتها وكالة «تاس» الروسية للأنباء، أن الغرب إذا أراد «سلاماً حقيقياً» في أوكرانيا، فعليه أن يتوقف عن تزويد كييف بالأسلحة.

وكانت زاخاروفا أحجمت عن التعليق على المحادثات خلال إفادتها الأسبوعية يوم الخميس.

صورة تُظهر سيارات محترقة في موقع غارة طائرة مسيّرة وسط هجوم روسي على أوكرانيا في دنيبرو (رويترز)

اتفق زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا، السبت، خلال اتصال، على ضرورة مواصلة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتفاوض مع أوكرانيا، كما نقلت «سكاي نيوز» عن متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية.

ويتمسك الرئيس الروسي بمطالبه لا سيما تنازل كييف عن المناطق الأوكرانية التي ضمتها بلاده، وتخلي أوكرانيا عن رغبتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهي شروط تعدّها أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون غير مقبولة.

رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي أمام طاقمه (إ.ب.أ)

من جهتها، تريد أوكرانيا انسحاباً كاملاً للقوات الروسية من أراضيها التي تصل إلى نحو 20 في المائة من مساحتها الإجمالية قبل بدء الهجوم الروسي. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تصريحات نُشرت الجمعة، إن مفاوضين من كييف وموسكو بحثوا في إمكان عقد لقاء بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال محادثاتهم في إسطنبول هذا الأسبوع. لكن الكرملين استبعد، الجمعة، عقد لقاء مماثل خلال 30 يوماً.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في القطار المتجه إلى كييف مساء 9 مايو 2025 (أ.ب)

تبادلت روسيا وأوكرانيا الهجمات الجوية بالمسيرات، مما أسفر عن مقتل شخصَيْن في كل منهما، حسب مسؤولين. وأصبحت الطائرات المسيرة تلعب دوراً متزايد الأهمية في العمليات القتالية للطرفَيْن المتحاربَيْن في أوكرانيا، حيث يتم استخدامها على الجبهات وفي شن هجمات على المناطق الخلفية.

ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها السبت، إن قواتها سيطرت على قريتَيْن في شرق أوكرانيا، وهما: زيليني هاي في منطقة دونيتسك، ومالييفكا في منطقة دنيبروبيتروفسك. ويمثّل أي تقدم روسي حقيقي في منطقة دنيبروبيتروفسك قيمة استراتيجية ميدانية، في خضم تعثر المحادثات الدبلوماسية الرامية إلى حل النزاع بين الجانبَيْن.

وذكر مسؤولون محليون أن منطقتَي دنيبرو جنوب أوكرانيا وسومي شمال شرقي البلاد تعرضتا لهجمات صاروخية وهجمات بطائرات مسيرة. وذكر رئيس الإدارة الإقليمية في دنيبرو، سيرهي ليساك، أن شخصَين على الأقل قُتلا وأُصيب خمسة آخرون في القصف. وفي مدينة دنيبرو، تضرر مبنى مكون من طوابق عدة خلال القصف، وفي المنطقة دمر حريق مركزاً للتسوق.

طاقم المفاوضات الأوكراني (أ.ب)

وفي سومي، ذكرت الإدارة العسكرية أن ثلاثة أشخاص أُصيبوا. وكان عمدة خاركيف، إيهور تيريخوف، قد أفاد بسقوط إصابات بالمدينة عبر تطبيق «تلغرام»؛ لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل. وقبل ساعات، كان قد أعلن أضراراً لحقت بمبانٍ سكنية ومستودعات ومركبات. وواجهت المدينة التي تقع على بُعد 25 كيلومتراً فقط من الحدود الروسية، قصفاً متكرراً في الأيام الأخيرة، مما أسفر عن إصابة العشرات.

وفي روسيا، ذكر مسؤولون أن طائرات مسيرة أوكرانية استهدفت الكثير من المناطق الليلة الماضية. وأسفر هجوم بطائرة مسيرة على منطقة روستوف على الحدود مع أوكرانيا عن مقتل شخصَيْن، طبقاً لما ذكره القائم بأعمال الحاكم يوري سليوسار.

وفي منطقة ستافروبول المجاورة، استهدفت طائرات مسيرة منشأة صناعية غير محددة، طبقاً لما ذكره حاكم المنطقة فلاديمير فلاديميروف على تطبيق «تلغرام». وأضاف أن الهجوم تسبّب في نشوب حريق، لكنه لم يحدد مكانه تحديداً.

بدوره قال مسؤول من جهاز الأمن الأوكراني لـ«رويترز»، إن طائرات مسيرة أوكرانية قصفت مصنعاً لمعدات الاتصالات اللاسلكية وعتاد الحرب الإلكترونية في منطقة ستافروبول الروسية في هجوم خلال الليل. وذكر المسؤول أن منشأتَين في مصنع «سيغنال» في مدينة ستافروبول، التي تبعد نحو 540 كيلومتراً عن الحدود الأوكرانية، تضررتا في الهجمات. ونشر المسؤول عدة مقاطع مصورة قصيرة تُظهر انفجاراً وعموداً كبيراً من الدخان الكثيف يتصاعد في السماء. وأضاف أن المصنع من المنشآت الرائدة في إنتاج عتاد الحرب الإلكترونية، بما في ذلك الرادار ومعدات الملاحة اللاسلكية ومعدات الاتصالات اللاسلكية.

جنود أوكرانيون يطلقون رشقة من الصواريخ باتجاه مواقع روسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

وأردف المسؤول: «في هذه الليلة، قصفت طائرات مسيّرة بعيدة المدى تابعة لجهاز الأمن الأوكراني منشآت الإنتاج في مصنع ستافروبول اللاسلكي (سيغنال)». وتابع: «يوقف كل هجوم من هذا القبيل عمليات الإنتاج ويقلّل من الإمكانات العسكرية للعدو. وسيستمر هذا العمل». ولم تعلّق وزارة الدفاع الروسية على الهجوم. قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه المصور بتقنية الفيديو، الجمعة، إن أوكرانيا تخطط لزيادة إنتاجها من الطائرات المسيرة الاعتراضية بشكل كبير لمواجهة الهجمات الروسية المتواصلة بالطائرات المسيرة. وأوضح زيلينسكي أن هناك خطة مؤكدة لإنتاج ما بين 500 و1000 طائرة مسيرة اعتراضية يومياً، رغم اعترافه بصعوبة هذه المهمة. وقد تم تحديد موعد نهائي محدد، وأصبح المسؤولون المعنيون يتحملون بشكل شخصي مسؤولية تنفيذ الخطة.


مقالات ذات صلة

أكثر من مليون منزل دون كهرباء في كييف ومحيطها بعد ضربات روسية

أوروبا العاصمة الأوكرانية كييف تغرق في الظلام بعد انقطاع الكهرباء عن أكثر من مليون منزل جراء غارات روسية (رويترز)

أكثر من مليون منزل دون كهرباء في كييف ومحيطها بعد ضربات روسية

انقطعت الكهرباء عن أكثر من مليون منزل في العاصمة الأوكرانية كييف ومحيطها، اليوم (السبت)، بعد غارات روسية جديدة، وفق ما أعلنت شركة «دتيك» الخاصة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا رجل يخرج من منزل دُمّر بعد غارة روسية على كييف (أ.ب)

روسيا: نفذنا «ضربة واسعة النطاق» بأسلحة موجهة على منشآت البنية التحتية الأوكرانية

ذكرت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (السبت)، أنها نفذت «ضربة واسعة النطاق» الليلة الماضية، على منشآت البنية التحتية للطاقة التي تستخدمها القوات المسلحة الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف - موسكو )
الاقتصاد منظر عام للعاصمة الألمانية برلين (رويترز)

مطالب في ألمانيا بإصلاحات مالية لتجنب أزمة اقتصادية طويلة

طالب رئيس اتحاد أرباب العمل الألماني، راينر دولجر، الحكومة بإجراء إصلاحات جذرية خلال العام المقبل، محذراً من استمرار الأزمة الاقتصادية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
آسيا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يزور منشأة صناعية جديدة بمقاطعة هوانغهاي يوم 18 ديسمبر الجاري (أ.ف.ب)

كيم جونغ أون مهنئاً بوتين برأس السنة: تشاركنا الدماء في أوكرانيا

قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في تهنئته للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة رأس السنة إن بلديهما تشاركا «الدماء، والحياة، والموت» في حرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (سيول)
أوروبا مواطنون يلجأون إلى محطة مترو الأنفاق خلال الغارات الجوية الروسية على كييف (أ.ف.ب) play-circle

هجوم روسي واسع على أوكرانيا عشية لقاء زيلينسكي وترمب

أعلن ​الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت أن روسيا هاجمت أوكرانيا بما يقرب من ‌500 ‌طائرة ‌مسيَّرة و40 ⁠صاروخاً خلال ​الليل.

«الشرق الأوسط» (كييف)

هجوم روسي واسع على كييف عشية «لقاء فلوريدا»

فريق إنقاذ يحمل جثمان أحد ضحايا الهجوم الروسي على كييف يوم 27 ديسمبر (أ.ف.ب)
فريق إنقاذ يحمل جثمان أحد ضحايا الهجوم الروسي على كييف يوم 27 ديسمبر (أ.ف.ب)
TT

هجوم روسي واسع على كييف عشية «لقاء فلوريدا»

فريق إنقاذ يحمل جثمان أحد ضحايا الهجوم الروسي على كييف يوم 27 ديسمبر (أ.ف.ب)
فريق إنقاذ يحمل جثمان أحد ضحايا الهجوم الروسي على كييف يوم 27 ديسمبر (أ.ف.ب)

استبقت روسيا لقاء الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فلوريدا، اليوم، بهجوم واسع على العاصمة الأوكرانية كييف، أسفر عن قتيل واحد على الأقل وأكثر من 20 إصابة.

وأعلن زيلينسكي أنَّ روسيا هاجمت أوكرانيا بما يقرب من ‌500 ‌طائرة ‌مسيَّرة و40 صاروخاً خلال الليل، ‌مستهدفة البنية التحتية للطاقة، والبنية التحتية المدنية.

وحرص زيلينسكي على التنسيق مع حلفائه في أوروبا وكندا قبل لقاء فلوريدا الذي يهدف من خلاله إلى إقناع واشنطن بخطّة السلام المنقّحة لوقف حرب بلاده مع روسيا.

من جهته، توقع الرئيس الأميركي عقد لقاء «جيد» مع زيلينسكي، مرجحاً أن يتحدث قريباً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.


بريطانيا تبرم اتفاقاً مع أنغولا وناميبيا لإعادة المهاجرين

وزيرة الداخلية البريطانية شابانا محمود (رويترز)
وزيرة الداخلية البريطانية شابانا محمود (رويترز)
TT

بريطانيا تبرم اتفاقاً مع أنغولا وناميبيا لإعادة المهاجرين

وزيرة الداخلية البريطانية شابانا محمود (رويترز)
وزيرة الداخلية البريطانية شابانا محمود (رويترز)

قالت وزارة الداخلية البريطانية، في ​وقت متأخر من يوم أمس (السبت)، إن أنغولا وناميبيا وافقتا على قبول عودة المهاجرين غير الشرعيين والمجرمين، بعد أن هددت الحكومة البريطانية بفرض عقوبات تتعلق بتأشيرات الدخول على الدول التي ترفض التعاون في ‌هذا الصدد.

وأضافت ‌وزارة الداخلية ‌أنه ⁠تم ​حرمان ‌جمهورية الكونغو الديمقراطية من خدمات التأشيرات السريعة والمعاملة التفضيلية لكبار الشخصيات وصناع القرار، لعدم استيفائها متطلبات بريطانيا لتحسين التعاون.

وقالت وزيرة الداخلية شابانا محمود، إن بريطانيا قد تُصعِّد الإجراءات إلى ⁠وقف كامل للتأشيرات لجمهورية الكونغو الديمقراطية ‌ما لم «يتحسن التعاون ‍بشكل سريع».

وأضافت «نتوقع من الدول الالتزام بالقواعد. ‍إذا لم يكن لأحد مواطنيها الحق في البقاء هنا، فيجب عليها إعادته».

وتمثل هذه الاتفاقيات أول تغيير جوهري ​في إطار الإصلاحات التي أُعلن عنها الشهر الماضي لجعل وضع ⁠اللاجئ مؤقتاً وتسريع ترحيل من يصلون إلى بريطانيا بطريقة غير شرعية.

وقالت وزيرة الخارجية إيفيت كوبر، إن المملكة المتحدة «رحّلت أكثر من 50 ألف شخص لا يحق لهم البقاء» منذ يوليو (تموز) من العام الماضي، بزيادة قدرها 23 في المائة عن الفترة السابقة، ‌وأصدرت تعليماتها للدبلوماسيين بجعل عمليات الإعادة أولوية قصوى.


نقل منفذ حادث الطعن في «مترو باريس» إلى مستشفى للامراض النفسية

إحدى محطا مترو باريس الذي يربط العاصمة الفرنسية بمطار أورلي (إ.ب.أ)
إحدى محطا مترو باريس الذي يربط العاصمة الفرنسية بمطار أورلي (إ.ب.أ)
TT

نقل منفذ حادث الطعن في «مترو باريس» إلى مستشفى للامراض النفسية

إحدى محطا مترو باريس الذي يربط العاصمة الفرنسية بمطار أورلي (إ.ب.أ)
إحدى محطا مترو باريس الذي يربط العاصمة الفرنسية بمطار أورلي (إ.ب.أ)

أعلنت السلطات الفرنسية نقل المشتبه بتنفيذه حادث الطعن الذي طاول ثلاث نساء في مترو باريس، من مكان احتجازه لدى الشرطة إلى مستشفى للأمراض النفسية.

وأُلقي القبض على الرجل للاشتباه بطعنه ثلاث نساء في ثلاث مواقع مختلفة على خط المترو رقم 3 الذي يعبر في وسط المدينة.

وتلقت اثنتان من الضحايا العلاج من فرق الطوارئ لكن إصابتيهما لم تكن خطيرة، بينما توجهت الثالثة إلى المستشفى بنفسها، بحسب الشرطة.

وأفاد مكتب المدعي العام، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن استمرار احتجاز المشتبه به لدى الشرطة غير مناسب، لأن ذلك «لا يتوافق مع حالته الصحية».

وتم التعرف بفضل كاميرات المراقبة على المشتبه به، وهو مواطن مالي يبلغ 25 عاماً، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه مساء الجمعة في فال دواز في شمال غرب باريس.

وهو كان معروفا لدى الشرطة سابقا لتنفيذه جرائم مختلفة، من بينها إتلاف ممتلكات.

والأسبوع الماضي، دعا وزير الداخلية لوران نونيز مسؤولي الأمن إلى توخي أقصى درجات اليقظة قبيل احتفالات رأس السنة.

وصرح حينها بأن «مستوى التهديد الإرهابي مرتفع للغاية» وأن «مخاطر الاضطرابات العامة» عالية. وطلب تحديداً إيلاء «اهتمام خاص» لوسائل النقل العام.