3 أولويات فرنسية في سوريا لتجنب «الانزلاق إلى دوامة العنف والتفكك»

باريس ترى أن الشرع «لا يملك كل مفاتيح الحلول في بلاده»

الرئيس الفرنسي لدى استقباله الرئيس الانتقالي لسوريا أحمد الشرع في باريس (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي لدى استقباله الرئيس الانتقالي لسوريا أحمد الشرع في باريس (أ.ف.ب)
TT

3 أولويات فرنسية في سوريا لتجنب «الانزلاق إلى دوامة العنف والتفكك»

الرئيس الفرنسي لدى استقباله الرئيس الانتقالي لسوريا أحمد الشرع في باريس (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي لدى استقباله الرئيس الانتقالي لسوريا أحمد الشرع في باريس (أ.ف.ب)

تسعى باريس بما تيسر لها من أوراق للتأثير على مسار الأحداث الدراماتيكية التي تعيشها محافظة السويداء التي ترى فيها انعكاساً لهشاشة البينة السياسية للحكومة الانتقالية التي يقودها أحمد الشرع، كما تتخوف من الخطط الإسرائيلية، ومما ترمي إليه تل أبيب لجهة منع حكومة دمشق من إرساء قواعدها، والتغلب على الصعوبات العديدة التي تجهد لتجاوزها. ومؤخراً، تواصل جان نويل بارو، وزير الخارجية الفرنسي، مع نظيريه السوري أسعد الشيباني، والإسرائيلي جدعون ساعر. وقالت الخارجية الفرنسية إن بارو وسع دائرة اتصالاته، إقليمياً، ولكن أيضاً مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم براك مكرراً الرسالة نفسها، وهي الدعوة إلى التهدئة ودعم جهود الاستقرار في سوريا.

توم براك المبعوث الخاص إلى سوريا لدى زيارته الثلاثاء إلى رئاسة البرلمان اللبناني والتي استبقها بزيارة لدمشق (أ.ب)

والثلاثاء، قال بارو، في حديث لإذاعة «فرانس أنتير»، إن لبلاده ثلاث أولويات في سوريا، أُولاها «انطلاق الحوار بين الحكومة الانتقالية ومختلف مكونات المجتمع السوري لإيجاد حلول سياسية تضمن الأمن واحترام حقوق الجميع بدءاً بالأكراد».

أما الأولوية الثانية فعنوانها «مكافحة الإفلات من العقاب، بحيث تتعين معاقبة المسؤولين عن أعمال العنف والمجازر بلا هوادة». وفي هذا الخصوص، شدد مندوب فرنسا في الأمم المتحدة، السفير جيروم بونافون، على ضرورة «وضع حد للفظائع التي تستهدف المدنيين، والتي أدانتها فرنسا بشدة، ويجب تحديد هوية المسؤولين عنها وتقديمهم للعدالة، تماشياً مع الالتزام الذي قطعه الرئيس السوري، وبالتوازي، يجب استعادة وصول المساعدات الإنسانية وتوفير الخدمات الأساسية للسكان المعوزين».

تأمين خروج المدنيين والجرحى والمصابين من قبل السلطات السورية الاثنين بعد اتفاق وقف إطلاق النار عبر فتح معابر إنسانية بين محافظتي درعا والسويداء (أ.ف.ب)

وتتعلق الأولوية الثالثة بـ«الحفاظ على الاستقرار مكافحة الإرهاب»، محذراً من الدور الذي يقوم به اللاعبون من الخارج «في إشارة مباشرة إلى إسرائيل»، الذين حثهم على الحذر لنتائج «الأعمال أحادية الجانب التي من شأنها أن تؤدي إلى الفوضى وإغراق المنطقة في حالة من عدم الاستقرار».

قصي الضحاك ممثل سوريا في الأمم المتحدة خلال جلسة لمجلس الأمن حول سوريا 17 الحالي (لقطة من فيديو)

وفيما خص إسرائيل، كان مندوب فرنسا أكثر وضوحاً؛ إذ دعا مجلس الأمن إلى التنبه لممارسات إسرائيل، وقال ما حرفيته: «تدعو فرنسا إسرائيل إلى الامتناع عن القيام بإجراءات أحادية الجانب من شأنها أن تُزعزع استقرار سوريا».

وتابع أن «المعلومات التي تفيد بإعادة انتشار القوات الإسرائيلية في هضبة الجولان، تدفعنا إلى دعوة إسرائيل، كما جميع الأطراف، إلى احترام وقف إطلاق النار، واغتنام الفرصة التاريخية التي تتيحها رغبة سوريا في تهدئة علاقاتها مع جيرانها. ولذا، يجب على إسرائيل أن تُنهي أنشطتها العسكرية على الأراضي السورية، وأن تنسحب من منطقة الفصل التي أُنشئت بموجب اتفاق فك الاشتباك لعام 1974. على سوريا وإسرائيل أن تأخذا في الاعتبار هواجس كل منهما الأمنية، بحيث تبذل كل الجهود لمساعدة سوريا على أن تصبح محوراً للاستقرار في الشرق الأوسط».

ورحب المندوب الفرنسي بـ«باستئناف الحوار بين السلطات السورية وقادة منطقة السويداء، الذي يجب أن يدعمه مجلس الأمن من أجل التوصل إلى اتفاق دائم لتعزيز وحدة سوريا واستقرارها وسيادتها، وكذلك أمن جميع السوريين».

ورغم أن باريس كانت من أوائل الدول الغربية التي فتحت باب التواصل مع السلطات الانتقالية الجديدة في دمشق، بل إن الرئيس إيمانويل ماكرون كان أول زعيم غربي يدعو أحمد الشرع لزيارة بلاده رسمياً، مستبقاً ذلك بتنظيم مؤتمر دولي في باريس لدعم سوريا، فإن فرنسا تفتقد، حقيقة، للأوراق الضاغطة التي من شأنها إبطاء أو فرملة التوجه الانحداري للأوضاع في سوريا. فإسرائيل، من جهة، لا تعير اهتماماً لما يصدر عن باريس التي تقيم معها علاقات متوترة بسبب مواقف ماكرون من سياستها إزاء غزة ومساعيه لإعادة إطلاق مسار سياسي - دبلوماسي يعيد إحياء حل الدولتين مقروناً بالعزم على الاعتراف بالدولة الفلسطينية بمناسبة مؤتمر نيويورك.

قصف إسرائيلي على مقر قيادة الأركان في دمشق 16 يوليو (رويترز)

كذلك تعي باريس أن ممارسات إسرائيل، إن من خلال قصفها لمواقع ذات أهمية رمزية أو أخرى استراتيجية كما حصل مؤخراً في قصف مقر القيادة العامة في دمشق، أو استهداف، للمرة الثانية، مواقع قرب القصر الرئاسي في دمشق، بما ينسف دعائم الحكم الجديد ويظهره عاجزاً ومرتبكاً، لا بل يضرب «السلاسة» التي يتعامل بموجبها مع إسرائيل، بما في ذلك الاتصالات والمحادثات المباشرة وتصريحاته المتكررة التي يؤكد فيها أنه لا يسعى للحرب معها. كل ذلك يبدو أنه غير كاف ليأمن شرها.

ووفقاً لمسؤول فرنسي، كانت إسرائيل مستعدة لشن حملة عسكرية ضد دمشق لمدة أسبوع لو لم تمارس الولايات المتحدة، الحريصة على تجنب اندلاع حريق إقليمي، ضغوطاً لثنيها عن القيام بذلك. وتعتبر فرنسا أن أحمد الشرع «لا يملك كل مفاتيح الحلول في بلاده»، وأن الأزمات التي تتراكم بوجهه؛ من اندلاع العنف الطائفي المتنقل، والانتهاكات التي ترتكبها القوات السورية التي خلعت ثيابها الميليشياوية وارتدت اللباس العسكري الرسمي، معطوفة على الخطط الإسرائيلية غير الواضحة، كل ذلك يدفع سوريا نحو مرحلة رمادية شديدة الخطورة.

مقاتلون من العشائر البدوية ينتشرون يوم 18 الحالي في بلدة المزرعة ذات الغالبية الدرزية في ريف السويداء في جنوب سوريا (إ.ب.أ)

بناء على ما سبق، تنظر باريس بكثير من القلق إلى الأحداث الدامية المتنقلة بين المناطق السورية، والتي ترى فيها «مؤشرات تعكس نقاط الضعف الهيكلية التي تعاني منها الحكومة الانتقالية» التي يقودها أحمد الشرع منذ انهيار نظام الرئيس بشار الأسد.

وفي الرؤية الفرنسية، فإن التطورات الأخيرة وما قبلها، تبين عدم قدرتها على الإمساك بالملف الأمني، وطمأنة السوريين وغياب التنسيق بين قوات الدولة والمجموعات المحلية، وغياب السيطرة على الميليشيات، وعدم القدرة على منع الخطاب الطائفي عن حدود سلطة لا تزال قيد الإنشاء.

وتعتبر مصادر فرنسية، إزاء التحديات التي تواجهها سوريا وليس أسهلها خطر انجرار البلاد إلى الاضطرابات الإقليمية، فإن مسؤولية مجلس الأمن مزدوجة: أولاً، مساعدة سوريا على بناء دولة جامعة ومحايدة بأسرع ما يمكن، مع احتكار استخدام القوة. وثانياً، مناشدة دول المنطقة، بدءاً بإسرائيل، الامتناع عن التدخل واللجوء إلى القوة ضد دمشق.

بالنظر لهذه التحديات، فإن باريس ترى، من جهة، أنه يتعين تجنب «انزلاق سوريا إلى دوامة العنف والتفكك». ومن جهة ثانية، ضرورة أن تسعى السلطات لاستعادة السلم الأهلي عن طريق بذل أقصى الجهود لإرساء الوئام بين مكونات المجتمع السوري، ووضع حد للتهديد الإرهاب والمحافظة على وحدة البلاد.


مقالات ذات صلة

«البنتاغون» يعلن إطلاق عملية ضد «داعش» في سوريا رداً على هجوم تدمر

المشرق العربي عناصر من الجيش الأميركي في ريف الرميلان بمحافظة الحسكة شرق سوريا (أرشيفية - أ.ف.ب)

«البنتاغون» يعلن إطلاق عملية ضد «داعش» في سوريا رداً على هجوم تدمر

أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، الجمعة، إطلاق عملية عسكرية ضد تنظيم «داعش» في سوريا رداً على هجوم في تدمر أودى بحياة ثلاثة أميركيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي الرئيس السوري أحمد الشرع (أ.ف.ب)

الرئيس السوري يهنئ الشعب برفع عقوبات «قيصر» ويؤكد بدء مرحلة البناء

رحّب الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، الجمعة، برفع الولايات المتحدة نهائياً العقوبات المفروضة على سوريا، في خطوة تمهّد لعودة الاستثمارات إلى البلاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الخليج فتاة تحمل العلم السوري خلال الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى للإطاحة بالنظام السابق في دمشق (أ.ب)

السعودية ترحب بإلغاء أميركا عقوبات «قانون قيصر» ضد سوريا

رحبت السعودية، الجمعة، بقرار الولايات المتحدة إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا، بموجب «قانون قيصر».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رجلان يرتديان زي سانتا كلوز في أحد شوارع دمشق (أ.ب)

دمشق ترحّب برفع العقوبات الأميركية

رحّبت سوريا، الجمعة، برفع الولايات المتحدة نهائياً العقوبات المفروضة عليها، في خطوة تمهّد لعودة الاستثمارات إلى البلاد بعد سنوات من الحرب.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي مواطنون سوريون يلوّحون بأعلامهم الوطنية خلال احتفالات الذكرى السنوية الأولى لإطاحة الرئيس السابق بشار الأسد في دمشق (أ.ب)

بريطانيا تفرض عقوبات على مرتكبي أعمال عنف بحق المدنيين في سوريا

فرضت بريطانيا، الجمعة، ​عقوبات على أفراد ومنظمات قالت إنهم مرتبطون بأعمال عنف ارتكبت بحق المدنيين في سوريا، وبعضهم كان يدعم حكومة الرئيس السابق بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (لندن )

كييف تنقل معركة المسيرات إلى البحر المتوسط وتستهدف ناقلة للنفط الروسي

صورة نشرها جهاز الأمن الأوكراني للحظة استهداف ناقلة في البحر الأسود (أ.ف.ب)
صورة نشرها جهاز الأمن الأوكراني للحظة استهداف ناقلة في البحر الأسود (أ.ف.ب)
TT

كييف تنقل معركة المسيرات إلى البحر المتوسط وتستهدف ناقلة للنفط الروسي

صورة نشرها جهاز الأمن الأوكراني للحظة استهداف ناقلة في البحر الأسود (أ.ف.ب)
صورة نشرها جهاز الأمن الأوكراني للحظة استهداف ناقلة في البحر الأسود (أ.ف.ب)

في ضربة هي الأولى من نوعها، نقلت كييف معركة المسيرات إلى «المياه المحايدة» في البحر الأبيض المتوسط. وأفاد مصدر أوكراني أن «جهاز الأمن استخدم طائرات مسيرة لاستهداف ناقلة نفط تابعة لما يُسمى الأسطول الشبح الروسي، هي الناقلة قنديل». وأكد أن «روسيا كانت تستخدم هذه الناقلة للالتفاف على العقوبات» وتمويل «حربها ضد أوكرانيا».

وأعلن المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لـ«فرانس برس»، أن «عملية جديدة خاصة لا سابق لها» نفّذت على مسافة نحو ألفي كيلومتر من أوكرانيا. ولم يقدّم أيّ تفاصيل إضافية بشأن الموقع الذي نفّذت منه العملية والبلدان التي حلّقت فوقها المسيرات.

مجموعة من الأشخاص يقفون بجوار طائرة مسيرة يعتقد أنها روسية من نوع «أورلان 10» سقطت في قوجه إيلي بشمال غربي تركيا (وكالة الأنباء التركية - أ.ف.ب)

وانطلقت هذه السفينة، التي ترفع علم سلطنة عمان، من سيكا في الهند باتّجاه أوست - لوغا في روسيا، بحسب بيانات «بلومبرغ». ويشير مسارها الذي يتطابق وصور الأقمار الاصطناعية التي اطلعت عليها وكالة «فرانس برس» إلى أنها التفت لتعود أدراجها، ليل الخميس - الجمعة، عندما كانت على مسافة أكثر من 250 كيلومتراً من السواحل اليونانية والليبية. وصباح الجمعة، بدا أن السفينة كانت تتّجه شرقاً. وكانت السفينة فارغة وقت الضربة، التي لم تشكّل أيّ تهديد للبيئة، بحسب المصدر الذي أشار إلى تعرّضها «لأضرار جسيمة» حالت دون «مواصلتها أهدافها».

النيران تتصاعد من ناقلة نفط بعد أن هزت انفجارات سفينتين من أسطول الظل الروسي في البحر الأسود بالقرب من مضيق البوسفور التركي (رويترز)

وقال المصدر: «ينبغي للعدوّ أن يفهم أن أوكرانيا لن تتوقّف، وستوجّه إليه الضربات أينما كان في العالم». وأضاف مسؤول في ‌جهاز الأمن ‌الأوكراني، ⁠الجمعة، ​إن ‌طائرات مسيرة وجّهت ضربة أخرى لمنصة نفط روسية ⁠مملوكة ‌لشركة «لوك أويل» في بحر قزوين. وقال إن هذه ​ثالث منصة نفطية ⁠تهاجمها أوكرانيا في بحر قزوين خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وكانت تركيا قد حذّرت روسيا وأوكرانيا بضرورة توخي مزيد من الحذر بشأن أمن البحر الأسود، بعدما أسقطت قواتها الجوية مسيرة دخلت المجال الجوي التركي، بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع التركية، الخميس. ودفعت هذه الهجمات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى التحذير الأسبوع الماضي، من تحول البحر الأسود إلى «منطقة مواجهة».

وذكرت تقارير إعلامية أن السلطات التركية فتحت تحقيقاً الجمعة بشأن طائرة غير مأهولة تحطمت شمال غربي تركيا بعد أيام من إسقاط البلاد لمسيرة أخرى دخلت المجال الجوي من البحر الأسود. وأوضحت قناة «إن تي في» الإخبارية أن سكان ولاية قوجه إيلي اكتشفوا طائرة غير مأهولة في أحد الحقول، ما دفع إلى فتح تحقيق رسمي بشأن الحطام. وما زال مصدر المسيرة غير واضح إلا أن بعض التقارير الإعلامية أشارت إلى أنها روسية الصنع.

وأكدت وزارة الداخلية التركية، الجمعة، أنها ‌عثرت ‌على ‌طائرة مسيرة ⁠روسية ​المنشأ ‌من طراز «أورلان-10» في ولاية قوجه ⁠إيلي، بشمال غربي ‌البلاد. وذكرت الوزارة أن التقييمات ‍الأولية تشير إلى أن الطائرة المسيرة ​كانت تستخدم لأغراض الاستطلاع والمراقبة، ⁠مضيفة أن التحقيق في الواقعة لا يزال جارياً.

وجاء هذا الإسقاط عقب سلسلة من الضربات الأوكرانية ضد ناقلات «أسطول الظل» الروسي قبالة الساحل التركي، ما زاد من المخاوف في تركيا بشأن خطر امتداد الحرب في أوكرانيا إلى المنطقة.

ناقلة نفط روسية تابعة لشركة «روسنفت» تعبر مضيق البوسفور في إسطنبول (أرشيفية - رويترز)

وتم إرسال طائرات مقاتلة من طراز «إف-16»، يوم الاثنين الماضي، بعدما اقتربت مسيرة «خارجة عن السيطرة» آتية من البحر الأسود، من المجال الجوي التركي. وأفاد مسؤولون بإسقاط المسيرة في منطقة آمنة لحماية المدنيين وحركة الطيران. وحضّت الحكومة التركية بعد ذلك روسيا وأوكرانيا على الالتزام بأكبر قدر من الحذر فوق البحر الأسود.

ويأتي الحادث في أعقاب غارات شنّتها أوكرانيا مؤخراً على ناقلات تابعة لـ«أسطول الظل» الروسي قبالة السواحل التركية، إلى جانب تحذيرات من مسؤولين أتراك بشأن خطر وصول حرب أوكرانيا إلى المنطقة. وقالت وزارة الدفاع التركية: «نظراً للحرب القائمة بين أوكرانيا وروسيا، تم تحذير نظرائنا بضرورة توخي مزيد من الحذر من الجانبين، بشأن الوقائع التي قد تؤثر سلباً على أمن البحر الأسود». ولم تكشف السلطات التركية عن مصدر المسيرة.

وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت أوكرانيا مسؤوليتها عن هجمات بمسيّرات بحرية ضد ناقلات نفط مرتبطة بروسيا في البحر الأسود. كما هاجمت مواني روسية، بما فيها نوفوروسييسك، ما أجبر محطة نفطية رئيسية تقع قربه على تعليق عملياتها في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني). من جهتها، تقصف روسيا بانتظام ميناء أوديسا الأوكراني حيث تضررت سفن نقل تركية في الأيام الأخيرة.


أوكرانيا تقصف بالمُسيرات ناقلة نفط روسية للمرة الأولى في البحر المتوسط

يعمل رجال الإنقاذ الأوكرانيون بموقع غارة روسية استهدفت مبنى خاصاً في زابوروجيا (إ.ب.أ)
يعمل رجال الإنقاذ الأوكرانيون بموقع غارة روسية استهدفت مبنى خاصاً في زابوروجيا (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تقصف بالمُسيرات ناقلة نفط روسية للمرة الأولى في البحر المتوسط

يعمل رجال الإنقاذ الأوكرانيون بموقع غارة روسية استهدفت مبنى خاصاً في زابوروجيا (إ.ب.أ)
يعمل رجال الإنقاذ الأوكرانيون بموقع غارة روسية استهدفت مبنى خاصاً في زابوروجيا (إ.ب.أ)

أعلن مسؤول في جهاز الأمن الأوكراني، اليوم الجمعة، أن أوكرانيا قصفت بالطائرات المُسيرة ناقلة نفط ضِمن ما يسمى ​أسطول الظل الروسي في البحر المتوسط، وذلك في أول هجوم من نوعه، مما يعكس ازدياد حدة هجمات كييف على شحنات النفط الروسية.

وقال المسؤول، في بيان، إن الناقلة (قنديل) لم تكن محملة بالنفط عندما أصابتها طائرات مُسيرة في المياه المحايدة على بُعد أكثر من 2000 ‌كيلومتر من أوكرانيا، ‌وأن الهجوم ألحق بها ‌أضراراً جسيمة.

وأظهرت ⁠بيانات ​موقع ‌«مارين ترافيك» رصد ناقلة النفط قبالة الساحل الليبي، الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش. ولم يفصح المسؤول الأوكراني، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، عن الموقع الدقيق للناقلة عند الهجوم أو توقيته.

وأظهرت لقطات من أعلى قدَّمها المصدر انفجاراً صغيراً على سطح الناقلة. وتحققت «رويترز» ⁠من أن السفينة التي ظهرت في المقطع المصوَّر هي الناقلة ‌قنديل، لكن لم يتسنّ بعدُ التحقق من توقيت أو موقع الهجوم.

ودأبت أوكرانيا على مهاجمة مصافي النفط الروسية على مدى عاميْ 2024 و2025، لكنها وسّعت حملتها، بشكل واضح، في الأسابيع القليلة الماضية، إذ قصفت منصات نفط في بحر قزوين، وأعلنت مسؤوليتها عن هجمات بطائرات ​مُسيرة على ثلاث ناقلات نفط في البحر الأسود.

وتلك الناقلات، بالإضافة إلى الناقلة قنديل ⁠التي ترفع عَلم سلطنة عمان، من بين ما يسمى أسطول الظل الروسي، وهي سفن غير خاضعة للرقابة تقول كييف إنها تساعد موسكو على تصدير كميات كبيرة من النفط وتمويل حربها في أوكرانيا رغم العقوبات الغربية.

وشهدت موانٍ روسية سلسلة من الانفجارات الغامضة منذ ديسمبر (كانون الأول) 2024.

ولم تؤكد أوكرانيا أو تنفِ تورطها في هذه الانفجارات، لكن مصادر أمنية بحرية تشتبه في وقوف كييف وراءها. وجرى تنفيذ بعض ‌الهجمات باستخدام ألغام لاصقة على متن سفن في البحر المتوسط.


الجيش الألماني يفتح تحقيقاً في تشغيل مقطع محظور من نص النشيد الوطني

جنود ألمان في برلين (أرشيفية - رويترز)
جنود ألمان في برلين (أرشيفية - رويترز)
TT

الجيش الألماني يفتح تحقيقاً في تشغيل مقطع محظور من نص النشيد الوطني

جنود ألمان في برلين (أرشيفية - رويترز)
جنود ألمان في برلين (أرشيفية - رويترز)

أطلق الجيش الألماني تحقيقاً بعد قيام منسق أغانٍ (دي جيه) بعزف المقطع الأول من النشيد الوطني لألمانيا والمعروف بـ«أغنية ألمانيا» خلال حفلة عيد الميلاد في ثكنة بمدينة دليتسيش.

وقال متحدث باسم الجيش لوكالة الأنباء الألمانية إن «تحقيقات تأديبية شاملة» بدأت وستشمل مقدم الخدمة المدني. وأوضح أن «تشغيل نص المقطع الأول من النشيد الألماني لا يتوافق بأي شكل من الأشكال مع قيمنا».

وكان الشاعر أوغوست هاينريش هوفمان فون فالرسليبن (1798 - 1874) قد كتب نص «أنشودة الألمان» في عام 1841، واستخدم النازيون في القرن العشرين المقطع الأول من النشيد «ألمانيا، ألمانيا فوق كل شيء».

ويقتصر النشيد الوطني المعتمد اليوم على المقطع الثالث الذي يتضمن كلمات «الوحدة والعدل والحرية». ومع ذلك، فإن المقاطع الأخرى ليست محظورة قانونياً.

وأضاف المتحدث باسم القوات البرية: «في 11 ديسمبر (كانون الأول) 2025، وخلال حفلة عيد الميلاد في ثكنة مدرسة صف الضباط التابعة للقوات البرية في دليتسيش، خالف منسق موسيقي مدني التكليف وشغّل المقطع الأول من (أنشودة الألمان)».

وأوضح أن قائد مدرسة صف الضباط أمر فور وقوع الحادث بتشغيل النشيد الوطني، كما أنه أوضح على نحو لا لبس فيه الخطأ في تشغيل المقطع الأول، وأنه أبلغ رؤساءه بالواقعة في المساء نفسه.

وحضر الاحتفال الذي أقيم في المدينة الواقعة في ولاية سكسونيا بشرق ألمانيا أكثر من ألف ضيف.