بخيال فكاهي «سوشيالي»، نقل مصريون الشيف شربيني، أحد أشهر الطهاة في الوطن العربي، من عالم الطهي إلى عالم التكنولوجيا، لكي يشرح لهم طريقة تحضير «الإنترنت المجاني»، مع انقطاع الاتصالات والإنترنت في عدد من المحافظات المصرية، في أعقاب حريق «سنترال رمسيس» بوسط العاصمة المصرية القاهرة.
وقُتل 4 أشخاص وأصيب 27 إثر حريق كبير اندلع، الاثنين الماضي، في «سنترال رمسيس»، مركز الاتصالات الرئيسي في مصر، حسبما أفادت وزارة الصحة المصرية. بينما تجدد اشتعال النيران أعلى المبنى الخلفي للسنترال، مساء الخميس، وقامت قوات الحماية المدنية بإخماد الحريق.
وتسبب الحريق في انقطاع كبير في خدمات الهاتف والإنترنت، بحسب ما أعلنت السلطات المصرية، وشهدت بعض المحافظات اضطراباً في خدمات الإنترنت خلال الساعات الماضية، وفق وسائل إعلام محلية، لافتة إلى شكاوى متزايدة من مصريين حول ضعف الاتصال أو انقطاعه بشكل كامل في بعض المناطق، وهو ما أثار حالة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبينما انتظر الملايين عودة الاتصال بالعالم الرقمي، استغل البعض الفرصة لإطلاق العنان لخيالهم الفكاهي وإبداعاتهم الكوميدية للتندر على غياب الإنترنت، حيث تداول مستخدمو منصات «السوشيال ميديا» صوراً وعبارات و«كوميكس»، في إبداعات كوميدية حولت الأزمة إلى مادة خصبة للتهكم.
سرسوب النتماكنش عندي ولا نقطه https://t.co/rS5I6OKaxD
— S&A (@Elsayed82113718) July 8, 2025
ووصف بعض المُستخدمين حال الإنترنت لديهم بـ«السرسوب»، الذي «يشير إلى الخيط الرفيع من المياه التي تنزل من الصنبور»، في إشارة إلى ضعف الشبكات الشديد. وبينما أثار تجدد الحريق بمبنى «سنترال رمسيس» قلقاً لدى البعض، تفاعل البعض الآخر مع الأمر بسخرية، لافتين إلى معاناتهم من أعطال الإنترنت منذ الحريق الأول.
الانترنت لسة قاطع من المرة الأولى ♂️♂️ https://t.co/rCCZs8HYXr
— Mohamed Sayed (@mohamedmsayed) July 10, 2025
كما تهكم مستخدمون، معبرين عن اشتياقهم إلى رؤية إشارات و«لمبات الراوتر» تعمل من جديد.
وتواصلت الإبداعات الكوميدية بشكل واسع مع تحرك الشركة المصرية للاتصالات، التي تدير البنية التحتية لقطاع الاتصالات في مصر، وإعلانها عبر الصفحة الرسمية لها عن حزمة تعويضات لعملائها، في محاولة لاحتواء حالة الغضب التي تصاعدت مع طول مدة الانقطاع.
وأوضحت الشركة، في بيانها، مساء الخميس، أن عملاء الإنترنت الأرضي الذين تأثرت خدمتهم خلال الفترة الماضية سيحصلون على حزمة مجانية إضافية بسعة 10 غيغابايت، تُضاف تلقائياً إلى باقاتهم، دون الحاجة لأي إجراءات من جانبهم، وجاءت هذه الخطوة استجابة للمطالب المتزايدة التي عبّر عنها المستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي بعد أن طالتهم آثار العطل المفاجئ.
وتبعاً لذلك، وظّف العديد من المستخدمين المشاهد الدرامية للسخرية والتفاعل مع الإنترنت المجاني الذي سيحصلون عليه.
https://t.co/0jlG9Csew0 pic.twitter.com/Qi71YhrHzj
— JUBA (@ZiadOmarr) July 11, 2025
وظهر مشهد للفنان عادل إمام من مسلسله «العراف»، وهو يقوم بتوزيع المساعدات، للتشبيه بينه وبين ما سوف تقوم الشركة بتقديمه للعملاء.
انا مخدتش جيجات https://t.co/S2AoBnB8g6 pic.twitter.com/iSrVQkeTi2
— Mustafa Mohamed Ali (@mustafamali89) July 11, 2025
ولم يقتصر تعويض الشركة على مستخدمي الإنترنت المنزلي فقط، بل امتد أيضاً إلى عملاء الهاتف المحمول، حيث أعلنت «المصرية للاتصالات» عن إضافة 1 غيغابايت مجاناً لكل عميل تأثر بالخدمة، ما يعكس اعترافاً ضمنياً من الشركة بحجم الأزمة التي أثرت على تجربة المستخدم.
بس وحياة ابوكم ما يوكنش ٥٠ ميجا بس، https://t.co/bnNMNbVwJM pic.twitter.com/ayrPUXghkM
— بتاع سفارى (@magdy_elhawy3) July 10, 2025
وكان الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر قرر، الخميس، إلزام جميع شركات الاتصالات باتخاذ إجراءات فورية لتعويض المستخدمين عن تأثر الخدمة نتيجة الحريق، سواء مستخدمو الهاتف المحمول أو الإنترنت الثابت، وهو ما أثار الحس الساخر أيضاً لدى بعض المتضررين من توقف وتأثر الخدمة بالسلب.
يا سيدي خلي ال٥ جيجا اللي هتذلونا بيهم احنا مش بنشحت https://t.co/3tHcW08Huj pic.twitter.com/rvrfd7ZjPB
— Nora (@NoraHO17) July 10, 2025
ووفقاً لبيان «الجهاز»، تم إقرار تعويض لمستخدمي خدمات الهاتف المحمول بـ1 غيغابايت مجاناً، وتعويض مستخدمي خدمات الإنترنت الثابت بـ10 غيغابايت مجانية على الخط الثابت أو 5 غيغابايت مجانية على الهاتف المحمول في حالة عدم انتظام الخدمة على الخط الثابت.
وهو ما جعل بعض المستخدمين يتفاعلون بتوظيف «الكوميكس»، منها الإشارة بشكل ساخر إلى أن المصريين سيستهدفون «سنترال رمسيس» مجدداً، بعدما عرفوا طريقة الحصول على الإنترنت المجاني.
المصريين عند سنترال رمسيس بعد ما عرفوا طريقة النت المجاني pic.twitter.com/zye1v8YqrB
— mohamed osman (@theonlyosman) July 10, 2025
وبحسب الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، فإن القرار يأتي في إطار متابعته لتأثير العطل الفني الذي طرأ على بعض خدمات الاتصالات نتيجة الحريق الذي نشب في «سنترال رمسيس»، وحرصه على التخفيف من آثار عدم انتظام خدمات الاتصالات وضمان الحفاظ على حقوق المستخدمين.




