ضغوط ترمب تُحرك مفاوضات «هدنة غزة» قدماً

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: اتفاق من دون حسم في بعض النقاط العالقة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب وإلى جانبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي يوم الأربعاء (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب وإلى جانبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي يوم الأربعاء (د.ب.أ)
TT

ضغوط ترمب تُحرك مفاوضات «هدنة غزة» قدماً

الرئيس الأميركي دونالد ترمب وإلى جانبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي يوم الأربعاء (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب وإلى جانبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي يوم الأربعاء (د.ب.أ)

حرّكت ضغوط إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مسار المفاوضات غير المباشرة بين حركة «حماس» وإسرائيل، التي تستضيفها الدوحة، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة لمدة شهرين وبدء اجتماعات حول إنهاء الحرب.

وقالت مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط» إن «تقدماً» حدث في المفاوضات بعد لقاء ترمب ونتنياهو في البيت الأبيض، فيما رأى نتنياهو، في مقطع دعائي، بُث الأربعاء، لمقابلة أجراها مع قناة «فوكس نيوز»، أن «هناك احتمالاً كبيراً للتوصل إلى صفقة جزئية لوقف النار».

توازياً، قال ترمب إن هناك «فرصة جيدة جداً» لوقف إطلاق النار في غزة هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل. وتعوِّل «حماس» على ضغوط واشنطن على نتنياهو لإحراز الاتفاق الذي تشترط أن يكون مشمولاً بضمانة لوقف الحرب كلياً.

والتقى ترمب نتنياهو مرتين في يومين متتاليين (الاثنين والثلاثاء) وكان اللقاء الثاني، الذي استمر 90 دقيقة في البيت الأبيض، مخصصاً لملف غزة.

نتنياهو يتحدث خلال مأدبة عشاء مع ترمب في البيت الأبيض مساء الاثنين (إ.ب.أ)

وقبيل اجتماع الثلاثاء، الذي حضره أيضاً نائب الرئيس جي دي فانس، قال ترمب إنه ونتنياهو يرغبان في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وأضاف أنه يعتقد أن حركة «حماس» ترغب في ذلك أيضاً.

وفي وقت سابق، وصل وفد قطري إلى البيت الأبيض وأجرى محادثات استمرت عدة ساعات مع كبار المسؤولين، وفق موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي. وتتولى قطر ومصر والولايات المتحدة الوساطة بين إسرائيل و«حماس».

تقدُّم لكن من دون حسم

ومع تأكيد المصادر من «حماس» على «إحراز تقدم في كثير من النقاط العالقة»؛ فإنها حذرت من أنها «لم تُحسم بشكل نهائي، وأن المفاوضات ما زالت مستمرة، ويبذل الوسطاء جهوداً كبيرة لمحاولة تقريب وجهات النظر».

ورفضت المصادر الكشف عن تفاصيل النقاط التي أُحرز فيها «التقدم»، مكتفيةً بتأكيد أن «الأمر مرهون بإسرائيل التي ما زالت تماطل في حسم بقية القضايا المختلَف عليها بشكل نهائي».

وشرحت المصادر أنها «تريد إبقاء التفاصيل قيد الكتمان مؤقتاً، منعاً لإفشال المفاوضات من الطرف الإسرائيلي كما فعل سابقاً في عدة مرات». وفق قولها.

وقال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن الإدارة الأميركية تأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً بحلول نهاية الأسبوع.

أين نقاط الخلاف؟

وتتركز القضايا الإشكالية في آلية إدخال المساعدات الإنسانية، وتطبيق البروتوكول الإنساني المعتمد في اتفاق يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث ترفض إسرائيل إدخال مساعدات من جهات بخلاف مؤسسة غزة التي تدعمها مع أميركا.

كما تتملص إسرائيل من تحديد أماكن انسحاب الجيش الإسرائيلي ومواعيد عملية الانسحاب، إلى جانب ضمانة وقف الحرب بشكل نهائي.

انهيار شاب فلسطيني خلال تشييع جثمانِ أشخاصٍ قُتلوا خلال انتظارهم المساعدات خارج مستشفى الشفاء في غزة (أ.ف.ب)

لكن صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» نقلت، مساء الأربعاء، عن دبلوماسي عربي ومصدر مطلع، أن إسرائيل «قدمت مجموعة خرائط جديدة للوسطاء في الدوحة تُظهر انسحاباً جزئياً للجيش من قطاع غزة خلال الهدنة المقترحة الممتدة لفترة 60 يوماً». وذكر المصدران، اللذان لم تسمهما الصحيفة، أن هذه الخطوة جاءت عقب ضغوط من الولايات المتحدة للحد من الوجود الإسرائيلي في قطاع غزة.

وتقول المصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط» إن قضايا «المساعدات والانسحاب ووقف الحرب، طالب بها الوفد الفلسطيني المفاوض بالنيابة عن كل فصائل المقاومة، بإجراء تعديلات عليها، وحصل (تقدم كبير) في بعضها، لكنها تحتاج إلى وضع لمسات نهائية تُفضي إلى الانتهاء منها بشكل كامل».

وقدرت المصادر أن «الضغط الأميركي زاد للدفع إلى اتفاق، خصوصاً بعد اللقاء الأول الذي جمع ترمب ونتنياهو»، مشيرةً إلى أن «هذه الضغوط قد تُفضي إلى نتيجة أكبر».

وحسب هيئة البث الإسرائيلية العامة، فإنه «تم حل قضيتي المساعدات الإنسانية وضمانة إنهاء الحرب، فيما ما زال الخلاف قائماً بشأن إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي إلى مواقع محددة». ووفقاً للهيئة، فإن مؤسسات دولية ستتولى توزيع المساعدات في المناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي، في حين أن ضمانة إنهاء الحرب تتعلق باستمرار وقف إطلاق النار، ما دامت المفاوضات مستمرة.

وبيَّنت أن إسرائيل تصر على بقاء قواتها في محور «موراغ» الفاصل بين خان يونس ورفح جنوبي قطاع غزة، في محاولة منها لتنفيذ مخطط حشر السكان في رفح دون الخروج منها.

فلسطينية تبكي إلى جوار جثث ضحايا غارة إسرائيلية يوم الأربعاء في مستشفى بخان يونس جنوب غزة (رويترز)

ويدفع بهذا المخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، في محاولة منهما لإقناع وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بالاستمرار في الحكومة مقابل تنفيذ هذه الخطة التي تهدف إلى الاستمرار في مخطط تهجير سكان قطاع غزة.

لكنَّ «حماس» تصر على انسحاب القوات الإسرائيلية بشكل تدريجي من محاور قلب القطاع (نتساريم وموراغ) خلال الهدنة المؤقتة، والبقاء في المحاور الحدودية مثل فيلادلفيا (بين غزة ومصر)، على أن تنسحب منه إسرائيل أيضاً في نهاية الحرب.

إحباط وقلق في إسرائيل

وفي إسرائيل، وعلى الرغم من تصريحات نتنياهو بوجود «احتمال كبير» لإبرام صفقة جزئية؛ فإن الإسرائيليين والفلسطينيون يشعرون بأنهم يقعون ضحية لحرب أعصاب تبدد الفرحة بوقف النار، وسط تساؤلات عن سبب امتناع ترمب عن إعلان وقف النار ما دامت المفاوضات إيجابية.

وتبرز في تفاصيل المفاوضات، على نحو واضح الصراعات الحزبية الإسرائيلية المرتبطة بمحاكمة نتنياهو والخلافات في الائتلاف الحكومي حول خدمة الشبان الحريديم (المتشددين) في الجيش، وتهديدات الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، بالانسحاب من الحكومة وفشل الجهود، حتى الآن، في ضم حزب بيني غانتس إلى الحكومة بديلاً عنهما.

ونُشرت في تل أبيب، الأربعاء، تصريحات لمقربين من نتنياهو وغيره من قوى اليمين تنتقد الرئيس ترمب لأنه يتباطأ في تنفيذ خطته لترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة، منذ عودته من جولته الخليجية.

هل تراجع ترمب عن التهجير؟

وتحدثت مصادر إسرائيلية، قالت صحيفة «معاريف» إنها رسمية، بشأن «الخشية من أن يكون ترمب قد تراجع عن خطته بسبب ضغوط (عربية)». مؤكدةً أن «نتنياهو كان يؤكد هذه الخطة في واشنطن، أيضاً خلال اللقاءين مع ترمب، وأنه كان قد وضع خططاً لتنفيذها فصادق عليها رسمياً الحكومة والكابينت».

وحسبما أفادت به صحيفة «معاريف»، فإن «إسرائيل لا ترى في هذه المرحلة التزاماً عملياً من جانب واشنطن لدفع الخطة قدماً». وقالت الصحيفة إن مسؤولين في إسرائيل «يشعرون بخيبة أمل إزاء ما يعدونه تراجعاً أميركياً عن الاندفاع المتوقع لتنفيذ الخطة»، رغم أن ترمب لم يتخلّ عنها رسمياً، بل عاد وتحدث عنها بلهجة جديدة «من يريد أن يغادر سيغادر، ومن يريد أن يبقى سيبقى».

وحسب التقرير؛ «رغم التصريحات العلنية الداعمة لفكرة الهجرة، فإن الولايات المتحدة تتباطأ في الخطوات العملية المطلوبة، ولم تُظهر الالتزام الذي كانت إسرائيل تأمل أن تبديه، وتحديداً في إقناع دول باستقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين (الراغبين) في مغادرة قطاع غزة».

المعارضة تريد حسماً من واشنطن

وفي المعارضة الإسرائيلية انتقدوا ترمب لأنه لم يضرب بما يكفي على الطاولة أمام نتنياهو. وكتبت خبيرة الشؤون الأميركية، لورلي أزولاي، في «يديعوت أحرونوت»: «90 دقيقة في البيت الأبيض... لا تصريحات بعد اللقاء، ولا صور مشتركة، ولا حتى جدول مُعلن مسبقاً، لكن خلف الأبواب المغلقة كانت الملفات مشتعلة... الاجتماع تناول سيناريوهات (اليوم التالي) في غزة بعد الحرب، وكيف سيتم إنهاء المعركة دون السماح لـ(حماس) بالعودة؟».

عناصر من «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» في رفح جنوب غزة فبراير 2025 (رويترز)

وقالت أزولاي إن «ما نشهده في البيت الأبيض هو مسرح للعبث، حيث طغت البلادة السياسية واحتفالات لا مبرر لها، فيما الدماء ما زالت تُراق في غزة. القمة التي تم تسويقها على أنها (سياسية مهمة) في واشنطن وأورشليم (القدس)، لم تكن في حقيقتها سوى (حفل نصر وهمي)، فلا نصر تحقق ولا سبب يدعو للاحتفال، بينما دائرة الدم في غزة تتسع بلا نهاية».

واختتمت: «ترمب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب، إلا أنه لم يطرق الطاولة بقوة كافية أمام نتنياهو -على الأقل ليس بعد».


مقالات ذات صلة

نائب الرئيس الفلسطيني التقى الصفدي في عمّان لمناقشة أوضاع غزة والضفة

المشرق العربي جانب من شمال قطاع غزة (رويترز)

نائب الرئيس الفلسطيني التقى الصفدي في عمّان لمناقشة أوضاع غزة والضفة

قال حسين الشيخ، نائب الرئيس الفلسطيني، إنه التقى، الثلاثاء، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وأجريا محادثات ركزت على جهود تثبيت وقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (عمان)
المشرق العربي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال استقباله نظيره التركي هاكان فيدان بالقاهرة أغسطس الماضي (الخارجية التركية)

وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره التركي أهمية الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة

قالت وزارة الخارجية المصرية، اليوم، إن الوزير بدر عبد العاطي أكد في اتصال هاتفي مع نظيره التركي هاكان فيدان، أهمية الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا الناشطة السويدية غريتا تونبرغ بجوار عَلم فلسطين (أرشيف - رويترز)

اعتقال غريتا تونبرغ في مظاهرة داعمة للفلسطينيين بلندن

​قالت جماعة «ديفيند آور جوريز»، ​الثلاثاء، ‌إن الشرطة البريطانية اعتقلت الناشطة السويدية غريتا تونبرغ في لندن خلال مظاهرة ⁠داعمة للفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي أطفال ينظرون من ملجأ في مخيم النصيرات للنازحين الفلسطينيين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

غزيّون تحت القصف يخشون تهجيراً جديداً شرق «الخط الأصفر»

شنّ الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على المناطق الشرقية من خان يونس، أي تلك الواقعة شرق الخط الأصفر، حيث يعيش عشرات آلاف الفلسطينيين في خيام أو منازل تضررت.

«الشرق الأوسط» (غزة)
خاص ترمب في ميامي في 10 ديسمبر 2025 (د.ب.أ)

خاص ترمب بين إنهاء «حروب أبدية» وتسخين جبهات باردة

لا للحروب الأبدية، هكذا بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب عهده الثاني، متعهداً بإنهاء حرب روسيا وأوكرانيا في 24 ساعة، ووضع أميركا أولاً.

رنا أبتر (واشنطن)

ما تكاليف رحلات نتنياهو الخارجية في 2025؟

نتنياهو يصعد إلى الطائرة التي أقلته إلى الولايات المتحدة فبراير 2025 (د.ب.أ)
نتنياهو يصعد إلى الطائرة التي أقلته إلى الولايات المتحدة فبراير 2025 (د.ب.أ)
TT

ما تكاليف رحلات نتنياهو الخارجية في 2025؟

نتنياهو يصعد إلى الطائرة التي أقلته إلى الولايات المتحدة فبراير 2025 (د.ب.أ)
نتنياهو يصعد إلى الطائرة التي أقلته إلى الولايات المتحدة فبراير 2025 (د.ب.أ)

بينما يتجهز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى زيارة جديدة للولايات المتحدة نهاية الشهر الحالي، للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب، كُشف النقاب عن تكاليف الرحلات الجوية التي قام بها خلال عام 2025، والتي وصل عددها 4 مرات، وذلك على الرغم من صدور مذكرة اعتقال بحقه من قِبل «المحكمة الجنائية الدولية» التي تتهمه بارتكاب جرائم حرب في غزة.

وكشفت «حركة حرية المعلومات» الإسرائيلية، عن تكاليف السفر كاملة، بما فيها ما يتعلق بحجز أجنحة للمبيت، وتكلفة غرفة كل فرد من حاشيته، وتكلفة رحلة الطائرة الخاصة المسماة «جناح صهيون» الخاصة برئيس الوزراء الإسرائيلي، والتي غادر على متنها نتنياهو إلى واشنطن في فبراير (شباط) الماضي.

وكانت أولى رحلات نتنياهو إلى واشنطن في الفترة من 2 إلى 9 فبراير، والتقى خلالها ترمب في البيت الأبيض، حيث رافقه خلال الرحلة 40 فرداً من حاشيته، بالإضافة إلى حراس أمن، لم يُكشف عن عددهم لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

وبلغت تكلفة الغرفة الفندقية الواحدة 415 دولاراً، بينما أقام نتنياهو في فندق ويلارد إنتركونتيننتال واشنطن في جناح بلغت تكلفته 5000 دولار لليلة الواحدة، أي ما مجموعه 25000 دولار، أما تكلفة الرحلة على متن طائرة «جناح صهيون» فبلغت 434 ألف دولار، وهي الرحلة الوحيدة التي تم الكشف عن تكلفتها، بينما رد مكتب نتنياهو بأنه ما زالت تجري عمليات مراجعة بشأن التكاليف المتعلقة بالرحلات الأخرى على الطائرة نفسها.

وفي الثالث من أبريل (نيسان) الماضي، انطلق نتنياهو في رحلة استغرقت أربعة أيام إلى المجر، ورافقه 36 شخصاً من حاشيته، وبلغت تكلفة الغرفة الواحدة 417 دولاراً لليلة الواحدة، بينما أقام نتنياهو وزوجته في جناح بفندق فور سيزونز غريشام بالاس، بتكلفة 4632 دولاراً أميركياً لليلة الواحدة، أي ما يعادل 18528 دولاراً للجناح طوال فترة الزيارة.

طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مدرج مطار بودابست في المجر أبريل الماضي (أ.ف.ب)

ومن المجر، توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى واشنطن، حيث أقام من 6 إلى 9 أبريل (نيسان)، بصحبة 36 شخصاً من حاشيته، وبلغت تكلفة الغرفة في فندق ويلارد إنتركونتيننتال واشنطن 520 دولاراً، بينما أقام نتنياهو وزوجته في مركز ضيافة بلير هاوس (مقر ضيافة الرئيس الأميركي)، وكانت الإقامة في الجناح ونحو 14 غرفة على نفقة المضيفين، وفقاً لما ذكره مكتب نتنياهو.

في السادس من يوليو (تموز) الماضي، انطلق نتنياهو في زيارة أخرى إلى واشنطن للقاء ترمب، واستمرت الزيارة خمسة أيام، ورافقه خلالها 41 شخصاً من حاشيته، حيث بلغت تكلفة الغرفة الفندقية العادية 375 دولاراً.

ووفقاً لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فقد تكفل المضيفون تكاليف الجناح ونحو 14 غرفة أخرى في ضيافة بلير هاوس طوال فترة الزيارة.

«إخفاء ممنهج للتكلفة»

وكانت الرحلة الأخيرة إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث زار نتنياهو نيويورك بين 23 و30 سبتمبر (أيلول) الماضي، برفقة 38 عضواً من وفده، وبلغ سعر الغرفة العادية في فندق لويز ريجنسي 1199 دولاراً أميركياً لليلة الواحدة، بينما بلغ سعر الجناح 5999 دولاراً لليلة الواحدة، بمجمل تكلفة 41993 دولاراً طوال الزيارة. وأكد مكتب نتنياهو أن «تكلفة الغرف مرتفعة للغاية نظراً لتزامن الحجز مع موعد الانعقاد السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة؛ إذ يتم حجز الغرف مسبقاً».

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك سبتمبر الماضي (رويترز)

ومن المقرر أن يغادر رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأسبوع المقبل في زيارة أخرى إلى الولايات المتحدة، ولم يفصح عن تكاليف الرحلة إلى فلوريدا، حسبما أفادت «حركة حرية المعلومات».

واتهمت المحامية هايدي نيغيف، الرئيسة التنفيذية لـ«حركة حرية المعلومات»، مكتب نتنياهو بأنه «يخفي بشكل ممنهج تكاليف السفر إلى الخارج، ولا سيما حين يستخدم طائرة (جناح صهيون)»، مشيرةً إلى أن «المعلومات التي وصلت إليها الحركة بعد تقديم التماس أمام المحكمة المختصة، مليئة بالثغرات التي تثير الحيرة».

وأكدت الحركة أنها ستواصل «نضالها القانوني لاسترداد جميع الأموال العامة التي تم إنفاقها».

وكثيراً ما تعمل «حركة حرية المعلومات» على تقديم التماسات للكشف عن مصاريف نتنياهو وعائلته ونفقة منازله وسفره، وكثيراً ما كُشف عن نفقات عالية رغم أنه في فترات لم يستخدم تلك المنازل كما جرى خلال الحرب.


أوجلان يطالب «قسد» بالتخلص من عناصرها الأجنبية

عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
TT

أوجلان يطالب «قسد» بالتخلص من عناصرها الأجنبية

عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)

بعث زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين في تركيا عبد الله أوجلان، برسالة إلى قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، طالبه فيها بإنهاء وجود العناصر الأجنبية ضمن صفوفها.

وحسبما ذكرت صحيفة «تركيا» القريبة من الحكومة، الثلاثاء، ناقشت السلطات التركية مع أوجلان مسألة «طرد العناصر الأجنبية من (قسد)»، وهو شرط تتمسك به أنقرة وتعده «غير قابل للتفاوض»، ضمن تنفيذ اتفاقية اندماج «قسد» في الجيش السوري، الموقَّعة بين عبدي والرئيس أحمد الشرع في دمشق في 10 مارس (آذار) الماضي، والتي كان يُنتظر الانتهاء من تنفيذها بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع.

وكرر وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في تصريحات، الأسبوع الماضي، مطالبة أنقرة بترحيل العناصر غير السورية في «قسد»، وإزالة جميع العناصر المنتشرة بطريقة تتعارض مع مصالح تركيا وأمنها، محذراً من أن صبر تركيا والأطراف المعنية باتفاق 10 مارس بدأ ينفد.

خطوة مهمة

ووفقاً للصحيفة، فإن تركيا ستعد طرد العناصر الأجنبية في «قسد»، خطوة مهمة تدفع إلى اتخاذ إجراءات قانونية من أجل تنفيذ مبادرة «تركيا خالية من الإرهاب»، التي يسميها أوجلان والجانب الكردي «عملية السلام والمجتمع الديمقراطي»، وسيكون بإمكان المواطنين الأتراك المنتمين إلى «هذه المنظمة» (قسد)، العودة إلى تركيا إذا رغبوا في ذلك، وأن هذه المجموعة قد تستفيد أيضاً من اللوائح القانونية المزمع سنّها في إطار عملية حل حزب العمال الكردستاني والمجموعات المرتبطة به، وبينها وحدات حماية الشعب الكردية، التي تقود «قسد»، ونزع أسلحتها.

أوجلان وجه نداءً لحل حزب العمال الكردستاني في 27 فبراير الماضي تؤكد أنقرة أنه يشمل «قسد» (إ.ب.أ)

وتتمسك أنقرة بأن نداء «دعوة إلى السلام والمجتمع الديمقراطي»، الذي وجهه أوجلان إلى حزب العمال الكردستاني في 27 فبراير (شباط) الماضي، يشمل جميع المجموعات المرتبطة بالحزب، بما في ذلك «وحدات حماية الشعب» الكردية، لكن عبدي صرح بأن النداء لا يعنيهم، ثم عاد وقال في تصريحات، قبل أسبوعين، إن هناك ضرورة لإجراء محادثات مباشرة مع أوجلان بشأن العملية الجديدة، لافتاً إلى أنه قد يزور تركيا أيضاً «إذا كان هذا الوضع سيسهم إيجاباً في الحل».

قائد «قسد» مظلوم عبدي (رويترز)

ولفت عبدي إلى أنهم تبادلوا وجهات النظر مع أوجلان عبر الرسائل، وهناك حديث عن وجود مسلحين من حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا، مشدداً على «أن هذه القضايا لن تُحل إلا مع أوجلان، ونريد أن نكون طرفاً داعماً وليس عائقاً».

وسبق أن طالب أوجلان تركيا بالتعامل بحساسية أكبر مع سوريا كونها دولة مستقلة، وبعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وإجراء حوار مباشر مع «قسد».

رسائل سابقة

وفي رسالة سابقة، مؤرخة في 28 يوليو (تموز)، بعث بها أوجلان إلى زعماء ووجهاء العشائر العربية في الجزيرة ودير الزور والرقة والطبقة، قُرئت عليهم في اجتماعات معهم في سبتمبر (أيلول) الماضي، دعا إلى تعزيز روابط الأخوّة مع الأكراد ودعم «قسد» في مواجهة التحديات.

وذكر أوجلان أن «العلاقة التاريخية بين العرب والأكراد تشكل الضمانة الأساسية لوحدة سوريا واستقرارها»، مشدداً على مشروع «الأمة الديمقراطية» كإطار جامع لبناء «دولة آمنة وديمقراطية».

الرئيس السوري أحمد الشرع خلال لقائه وفداً تركياً ضم وزيري الخارجية والدفاع ورئيس المخابرات في دمشق 22 ديسمبر (وزارة الدفاع التركية - «إكس»)

جاء الإعلان عن رسالة أوجلان لـ«قسد» بعد الاشتباكات الدامية التي وقعت في حلب بين قوات تابعة لوزارة الدفاع السورية و«قسد» في حلب، الاثنين، بالتزامن مع زيارة وفد تركي رفيع المستوى ضم وزيري الخارجية هاكان فيدان، والدفاع يشار غولر، ورئيس المخابرات إبراهيم كالين، إلى دمشق، ولقائه الشرع لبحث آخر التطورات في سوريا، وتنفيذ اتفاق 10 مارس، والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

وأصدرت وزارة الدفاع السورية و«قسد»، ليل الاثنين - الثلاثاء، أوامر بوقف إطلاق النار، بعد الاشتباكات التي أوقعت 4 قتلى، فيما تبادل الطرفان الاتهامات حيال التسبب باندلاعها.

موقف تركي - سوري

وأكد وزيرا الدفاع التركي هاكان فيدان، ونظيره السوري أسعد الشيباني، في مؤتمر صحافي في دمشق، أنه لا توجد مؤشرات على نية «قسد» إحراز أي تقدم في تنفيذ اتفاق 10 مارس، وأنها تماطل في هذا الأمر، وهو ما أرجعه فيدان إلى مباحثاتها مع إسرائيل.

فيدان والشيباني خلال مؤتمر صحافي في دمشق 22 ديسمبر (إ.ب.أ)

وقال فيدان إنه «من المهم أن يتم دمج (قسد) في الإدارة السورية من خلال الحوار والمصالحة، وبشكل شفاف، وألا تعود تشكّل عائقاً أمام وحدة الأراضي السورية واستقرارها على المدى الطويل».

وذكر الشيباني أن دمشق تلقت، الأحد، رداً من «قسد» على صيغة اقتراح قدمته لها وزارة الدفاع السورية من أجل دمج مسلحيها في صفوف الجيش السوري، تجري دراسته وكيفية استجابته للمصلحة الوطنية في أن يحقق الاندماج ويحقق أرضاً سورية واحدة موحدة، وأنه سيتم إبلاغ الجانب الأميركي بالرد في القريب العاجل.

وفي أنقرة، دعا المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، عمر تشيليك، «قسد» إلى الإسراع في تنفيذ بنود اتفاق 10 مارس، لافتاً إلى أن تركيا مستعدة دائماً عسكرياً (حال عدم تنفيذ الاتفاق) لاتخاذ ما يلزم لضمان أمنها القومي.

واستدرك، خلال تصريحات مساء الاثنين، عقب اجتماع للجنة المركزية للحزب: «لكننا نريد ألا تصل الأمور إلى هذه المرحلة، وعندما تدعو الحاجة بطبيعة الحال فسيتم التنفيذ دون تردد».


مستوطنون إسرائيليون يرشون أطفالاً فلسطينيين بالغاز المسيل للدموع

مئات المستوطنين الإسرائيليين (أرشيفية - أ.ف.ب)
مئات المستوطنين الإسرائيليين (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

مستوطنون إسرائيليون يرشون أطفالاً فلسطينيين بالغاز المسيل للدموع

مئات المستوطنين الإسرائيليين (أرشيفية - أ.ف.ب)
مئات المستوطنين الإسرائيليين (أرشيفية - أ.ف.ب)

قال مسؤول فلسطيني، اليوم الثلاثاء، إن مستوطنين إسرائيليين هاجموا منزلاً فلسطينياً في جنوب الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل خلال الليل، ورشوا الغاز المسيل للدموع على الأطفال وقتلوا أغناماً.

وكان هذا أحدث هجوم في سلسلة من الهجمات المتصاعدة التي يشنها المستوطنون ضد الفلسطينيين في المنطقة في الأشهر الأخيرة.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت خمسة مستوطنين، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

بينما قال أمير داود، الذي يدير مكتباً لتوثيق مثل هذه الهجمات ضمن هيئة حكومية فلسطينية تسمى «هيئة مقاومة الجدار والاستيطان»، إن المستوطنين حطموا باباً ونافذة للمنزل، وأطلقوا الغاز المسيل للدموع في الداخل، ما أدى إلى نقل ثلاثة أطفال فلسطينيين دون سن الرابعة إلى المستشفى.

وأضاف أن المستوطنين دخلوا أيضاً حظيرة الأغنام الخاصة بالعائلة، وقتلوا ثلاث أغنام وأصابوا أربعاً أخرى.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت المستوطنين الخمسة للاشتباه في تعديهم على أراضٍ فلسطينية وإلحاق أضرار بالممتلكات واستخدام رذاذ الفلفل، مشيرة إلى أنها تجري تحقيقاً في الواقعة.

وأظهر مقطع فيديو من كاميرات المراقبة للهجوم الذي وقع في بلدة السموع، نشرته الهيئة، خمسة مستوطنين ملثمين يرتدون ملابس داكنة، وبعضهم يحمل هراوات، وهم يقتربون من المنزل ويبدو أنهم يدخلونه.

وتسمع في الفيديو أصوات تحطيم بالإضافة إلى أصوات حيوانات. ويظهر فيديو آخر من الداخل شخصيات ملثمة يبدو أنها تضرب الأغنام في الحظيرة.

وتظهر صور لما بعد الهجوم، نشرتها الهيئة أيضاً، نوافذ سيارات محطمة وباباً أمامياً مهشماً. كما تظهر أغنام غارقة في الدماء ملقاة على الأرض بينما تقف أخرى وبقع الدماء تلطخ صوفها.

وداخل المنزل، تظهر الصور زجاجاً محطماً وأثاثاً مبعثراً.

وقال داود إن هذا كان الهجوم الثاني للمستوطنين على العائلة في أقل من شهرين، واصفاً إياه بأنه «جزء من نمط منهجي ومستمر لعنف المستوطنين الذي يستهدف المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم ووسائل عيشهم، وينفذ بإفلات من العقاب تحت حماية الاحتلال الإسرائيلي».

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا المزيد من العقوبات على «الجماعات الإسرائيلية المتطرفة» بسبب العنف ضد المجتمعات الفلسطينية في الضفة الغربية.

ويعيش نحو 500 ألف إسرائيلي، في مستوطنات بالضفة الغربية يعتبرها المجتمع الدولي في معظمه أنها غير قانونية وتمثل عقبة كبرى أمام تحقيق السلام.