ريال مدريد ليس فريقاً إسبانياً... بل فريق الأميركتين!

لاعبو الريال يحتفلون كأنهم على ملعبهم في مدريد (إ.ب.أ)
لاعبو الريال يحتفلون كأنهم على ملعبهم في مدريد (إ.ب.أ)
TT

ريال مدريد ليس فريقاً إسبانياً... بل فريق الأميركتين!

لاعبو الريال يحتفلون كأنهم على ملعبهم في مدريد (إ.ب.أ)
لاعبو الريال يحتفلون كأنهم على ملعبهم في مدريد (إ.ب.أ)

كان سائق سيارة الأجرة يرتدي قميصاً أسود قديماً لريال مدريد. على ظهره اسم زين الدين زيدان ورقمه بخط يشبه «ملصقات المطلوبين». كان من السلفادور، وفي أثناء قيادته باتجاه ملعب «هارد روك» في ميامي غاردنز، شرح سبب كونه مدريدياً. سأل بحماس: «هل شاهدت فيلم Goal؟».

حسب شبكة «The Athletic»، تروي سلسلة أفلام «غول» قصة مهاجر مكسيكي غير موثّق يُكتشف في أثناء لعبه كرة القدم في شوارع لوس أنجليس، لينتقل إلى نيوكاسل يونايتد ويبدأ رحلته الاحترافية. وفي الجزء الثاني، الذي حمل عنوان «يعيش الحلم»، يواصل مسيرته بالانتقال -وأي وجهة أرقى من ريال مدريد؟ حيث يحقق دوري أبطال أوروبا إلى جانب ديفيد بيكهام.

لم تحقق الأفلام نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر، ولم تتحول إلى ظاهرة ثقافية مثل مسلسل «Ted Lasso». في الواقع، الفيلم الذي ظهر فيه ريال مدريد جنى أقل من 8 ملايين دولار، أي أقل من راتب لاعب متوسط في النادي. ومع ذلك، فقد لامس وجدان سائق التاكسي وأسهم في جعله مشجعاً مدريدياً.

أن تقول إن ريال مدريد واحد من أكبر أندية العالم، إن لم يكن الأكبر، فهذا أمر بديهي. ومع ذلك، يبقى من المدهش أن تلمس ذلك على أرض قارة ليست قارتهم.

الأطفال ينجذبون نحو ريال مدريد (إ.ب.أ)

في كأس العالم للأندية، بدا تأثير مدريد واضحاً بلا منازع. المباراة الافتتاحية لبوكا جونيورز ضد بنفيكا في «هارد روك» عُدَّت أول مباراة لها أجواء حقيقية في البطولة، حيث جلب أنصار بواكا الضوضاء والأصالة، وعُدّوا منقذي البطولة. لكن تلك المباراة كانت الأقل حضوراً على الإطلاق هناك (55.574 ألف متفرج).

أما الحضور الذي كان شبه مضمون، فلم يكن لبوكا ولا لميسي، بل كان لريال مدريد. في بطولة كان كثير من الحديث فيها عن ضعف الحضور الجماهيري، جلب مدريد متوسط حضور بلغ 67.247 ألف متفرج. في «بنك أوف أميركا ستاديوم» في شارلوت، حضر 70.248 ألف، لمشاهدة مدريد أمام باتشوكا، بينما كان متوسط الحضور في هذا الملعب 37 ألفاً فقط. أما ربع النهائي أمام بروسيا دورتموند في «ميت لايف» فقد استقطب 76.611 ألف مشجع -ضِعف متوسط الحضور المعتاد هناك تقريباً.

قال تشارلي ستيلليتانو، المسؤول التنفيذي الذي وثق به ريال مدريد لتنظيم مبارياتهم الودية المليونية في أميركا: «لا شيء يشبه مدريد، ولا نادٍ في العالم». وتابع: «منذ 2010 أصبح جمهور الكرة في أميركا منجذباً بشدة للدوري الإنجليزي الممتاز، وهذا يعود عليهم بفوائد كبيرة. لكنَّ مدريد لديه عنصر آخر استثنائي».

يشير إلى أن 20 في المائة من سكان الولايات المتحدة في 2023 كانوا من أصول لاتينية، أي نحو 65 مليون شخص. وبرشلونة حاول استغلال هذه السوق أيضاً، لكنه لم يفز بدوري الأبطال منذ عقد. أما مدريد، فرفع الكأس أربع مرات في هذه الفترة، والحضور المستمر في النهائيات يعزز مكانتهم بقدر تاريخهم.

يضيف ستيلليتانو: «يمكنك أن تسأل أي شخص في المكسيك: ما فريقك المفضل؟ قد يقولون أميركا أو تشيفاس. لكن عندما تسأله عن فريقه الثاني، سيقول ريال مدريد أو برشلونة».

في مدريد يتحدثون عن «هرم الانخراط» لتقييم جماهيرهم. يقول مسؤول في النادي: «هناك جماهير تستيقظ صباحاً والتفكير الأول لها هو النادي. ثم تتذكر عائلاتها وأطفالها. وهناك من لا يتابع الكرة كثيراً لكن إذا سألته يجيب: لو كان عليّ الاختيار، فهو بين مدريد وبرشلونة». ويضيف: «في أميركا، هناك مزيد من الناس يدخلون قاعدة الهرم، وهناك من يصعدون إلى القمة ويصبحون أكثر ارتباطاً. لهذا هي سوق استراتيجية مهمة للغاية».

مبابي أحد نجوم الريال الذين تعشقهم الجماهير (أ.ف.ب)

حتى مدريد فوجئ بنفسه أحياناً. رامون كالديرون، رئيس النادي السابق، يتذكر عندما لعبوا أمام ريال سالت ليك، النادي الأميركي الذي سُمّي تكريماً لهم، بحضور جماهيري كامل. قال: «ساعدنا في تدشين ملعبهم الجديد. أعتقد أنه كان أول ملعب مخصص لكرة القدم فقط. جاء توم كروز لمشاهدة المباراة، وأدركت من اهتمام الإعلام أننا علامة تجارية مهمة حقاً».

الكثير يظن أن مدريد كان دائماً بهذا التأثير. لكنهم قضوا 32 عاماً دون الفوز بدوري الأبطال بين 1966 و1998. قال ستيلليتانو: «في بداية القرن، كان مانشستر يونايتد الفريق رقم 1 هنا، ثم يوفنتوس وميلان، وربما مدريد رابعاً. ما حدث لاحقاً كان مقصوداً واستراتيجياً، بفضل فلورنتينو بيريز».

كأس العالم للأندية تشبه إلى حد كبير فلسفة بيريز. فحتى المؤتمر الصحافي قبل نصف النهائي ألغته مدريد في آخر لحظة بسبب تأخر رحلتهم الجوية.

بيريز كان وراء مشروع «الغالاكتيكوس» الشهير، الذي رغم أنه لم يكن الأفضل كروياً دائماً، فإنه رفع شعبية النادي لأقصى درجاتها مع فيغو، وزيدان، ورونالدو، وأخيراً بيكهام. يقول كالديرون: «حفل تقديم بيكهام كان ثاني أكبر حدث تلفزيوني مباشر بعد جنازة الأميرة ديانا. كان نقطة تحول في شعبيتنا».

شعبية الريال في الولايات المتحدة كبيرة جداً (أ.ف.ب)

ومع ذلك، تردد مدريد في البداية في اللعب ضد كبار أوروبا ودياً في أميركا، خوفاً من أن يتعلم خصومهم شيئاً يمكن أن يستخدموه ضدهم لاحقاً. قال بيريز لستيلليتانو ذات مرة: «لا أريد أن تلعب ضد فريق إيطالي كبير. أريدك أن تواجه فرقاً محلية ليأتي الجميع لرؤية مدريد».

لاحقاً، ومع انفجار وسائل التواصل الاجتماعي وصراع كريستيانو رونالدو وميسي، أخذت شعبية مدريد وبرشلونة بعداً آخر. لعبوا الكلاسيكو في ميامي عام 2017 أمام 64 ألف متفرج في مباراة ودية جمعت 35.5 مليون دولار من الإيرادات.

مدريد أسس أيضاً أكاديميات في أميركا، وعقد شراكات مع علامات تجارية أميركية، ولديه الآن أكثر من 40 رابطة جماهيرية هناك.

رئيس ريال مدريد فلورينتينو بيريز خلال حضوره مباراة ريال مدريد وبروسيا دورتموند (أ.ف.ب)

اليوم، مع غياب برشلونة وليفربول وآخرين عن كأس العالم للأندية، كاد مدريد وحده يحمل البطولة على كتفيه. قال بيريز قبل مباراتهم الأولى: «لقد حققنا شيئاً كنا نقاتل من أجله منذ زمن طويل».

إذا لم تكن البطولة دوري السوبر، فهي في نظره أفضل شيء تالٍ: كأس عالم للأندية. الفوز بها سيمنحها شرعية كما فعلوا مع كأس أوروبا عام 1956. وسيؤكدون أيضاً ما بنوه طوال 25 عاماً: ريال مدريد ليس مجرد فريق إسباني. إنه فريق الأميركتين... وفريق أميركا.


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

الولايات المتحدة​ المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

يعقد مفاوضون أوكرانيون ومبعوثو الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوماً ثالثاً من المحادثات في ميامي السبت، مؤكدين أن إحراز أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
المشرق العربي السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز (أ.ف.ب)

تقرير: سفير أميركا لدى الأمم المتحدة يبدأ غداً جولة تشمل إسرائيل والأردن

أوردت وكالة «بلومبرغ» أن السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز سيبدأ غدا السبت جولة في الشرق الأوسط تستمر أربعة أيام تشمل إسرائيل والأردن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز) play-circle

تحليل إخباري انقسام غربي وتخوّف أوروبي من «سلام أميركي متسرّع» في أوكرانيا

يتعاظم القلق الأوروبي من النهج الأميركي في إدارة مفاوضات السلام مع موسكو. فالتسارع عزَّز مخاوف من «اتفاق متعجِّل» قد يدفع أوكرانيا إلى تقديم تنازلات غير مضمونة.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل في «معهد الولايات المتحدة للسلام» في العاصمة الأميركية واشنطن في 4 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب) play-circle

استراتيجية ترمب الجديدة تقوم على تعديل الحضور الأميركي في العالم

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي ترمب في استراتيجية جديدة أن دور الولايات المتحدة على الصعيد الدولي سينتقل إلى التركيز أكثر على أميركا اللاتينية ومكافحة الهجرة.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)

اعتقال أستاذ جامعي في أميركا استخدم بندقية خرطوش قرب كنيس يهودي

ألقت سلطات الهجرة الأميركية القبض على أستاذ زائر في كلية الحقوق بجامعة هارفارد هذا الأسبوع، بعد أن اعترف باستخدامه بندقية خرطوش خارج كنيس يهودي في ماساتشوستس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

قرعة المونديال: مجموعات متباينة للمنتخبات العربية

قرعة المونديال: مجموعات متباينة للمنتخبات العربية
TT

قرعة المونديال: مجموعات متباينة للمنتخبات العربية

قرعة المونديال: مجموعات متباينة للمنتخبات العربية

بحضور الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ورئيسة المكسيك كلوديا شينباوم ورئيس وزراء كندا مارك كارني، سحبت في واشنطن أمس قرعة مونديال 2026 التي ستقام مبارياتها في الدول الثلاث.

وأوقعت القرعة المنتخب السعودي في المجموعة الحديدية «الثامنة» إلى جانب إسبانيا والأورغواي بالإضافة إلى الرأس الأخضر.

وحلت مصر في المجموعة السابعة إلى جانب بلجيكا وإيران ونيوزيلندا.وجاء المغرب في المجموعة الثالثة ليصطدم بالبرازيل أولاً، ثم يلاعب اسكوتلندا وهايتي. ووضعت القرعة منتخب قطر في المجموعة الثانية مع كندا وسويسرا ومنتخب من الملحق العالمي.

وأوقعت القرعة منتخب تونس في السادسة مع هولندا واليابان ومنتخب من الملحق العالمي. وجاءت الجزائر في المجموعة العاشرة مع الأرجنتين «حاملة اللقب» والنمسا ومنتخب عربي آخر هو الأردن.

وساهم في سحب القرعة نجوم كبار مثل أسطورة كرة القدم الأميركية توم بريدي، وأيقونة هوكي الجليد الكندي واين غريتسكي، والنجم السابق في دوري السلة الأميركي شاكيل أونيل، ونجم الكرة الإنجليزية ريو فيرديناند.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم، منح جائزته الأولى من نوعها التي تحمل اسم «جائزة فيفا للسلام»، للرئيس ترمب.

وقال رئيس «الفيفا» جياني إنفانتينو إن ترمب «استحق جائزة فيفا للسلام بكل تأكيد».


في الطريق إلى نهائي كأس العالم 2026… هل سنشهد مواجهة بين ميسي ورونالدو؟

رونالدو وميسي هل يلتقيان مجدداً ؟(رويترز)
رونالدو وميسي هل يلتقيان مجدداً ؟(رويترز)
TT

في الطريق إلى نهائي كأس العالم 2026… هل سنشهد مواجهة بين ميسي ورونالدو؟

رونالدو وميسي هل يلتقيان مجدداً ؟(رويترز)
رونالدو وميسي هل يلتقيان مجدداً ؟(رويترز)

أسفرت قرعة كأس العالم، التي أُجريت الجمعة، عن رسم خارطة 72 مباراة موزعة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، في أكبر نسخة بتاريخ البطولة، عقب تقسيم المنتخبات إلى 12 مجموعة.

ورغم أن بعض مباريات دور المجموعات جذبت الانتباه منذ اللحظة الأولى، فإن العيون لدى المرشحين الحقيقيين للمنافسة على اللقب اتجهت مباشرة نحو ما بعد ذلك: الطريق المؤدي إلى النهائي في ملعب «ميتلايف» في يوليو المقبل.

ومع وضوح صورة مباريات الأدوار الإقصائية والخصوم المحتملين، اختارت «شبكة The Athletic» عشرة من أبرز المنتخبات المرشحة للبطولة، لتستعرض المسارات التي قد تواجهها.

مدرب الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

الولايات المتحدة

التوقع الأكبر أن يتأهل أصحاب الأرض من المجموعة الرابعة بدافع أفضلية اللعب في الوطن. ويتحدد مسار المنتخب الأميركي بحسب ترتيبه في المجموعة.

تصدر المجموعة يعني مواجهة فريق ثالث في سان فرانسيسكو ضمن دور الـ32، ثم مباراة محتملة أمام متصدر المجموعة السابعة غالباً بلجيكا في دور الـ16 بمدينة سياتل.

بعد ذلك؟ قد تكون إسبانيا بانتظارهم.

أما في حال احتلال المركز الثاني، فستكون مواجهة دور الـ32 أمام وصيف المجموعة السابعة في دالاس، وربما مصر هي الأكثر ترجيحاً. هذا الطريق قد يضعهم أمام الأرجنتين وليونيل ميسي في دور الـ16، في مواجهة مثيرة لمدرب المنتخب الأميركي، الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو.

رئيسة المكسيك لحظة إعلان بلادها في المجموعة (أ.ب)

المكسيك

لو كان المتأهل الأوروبي في المجموعة الأولى هو جمهورية إيرلندا، فإن المكسيك ستظل مرشحة لتصدر المجموعة.

تصدر المجموعة سيبقي «إل تري» في مكسيكو سيتي خلال دور الـ32 أمام منتخب ثالث، ثم قد تلتقي إنجلترا في دور الـ16 داخل ملعب الأزتيكا، في مواجهة مرتقبة.

بعد ذلك، وإذا سمح الخيال بالتمدد، قد تكون البرازيل بانتظارهم في ميامي.

أما إذا أنهت المكسيك المجموعة وصيفة، فإنها ستخسر ميزة اللعب على أرضها، وتخوض مواجهة في لوس أنجليس أمام وصيف المجموعة الثانية، التي تضم كندا وسويسرا، ثم مواجهة محتملة مع هولندا.

لذلك، تصدر المجموعة يمنحهم أفضلية هائلة.

رئيس وزراء كندا يحمل بطاقة بلاده (أ.ف.ب)

كندا

تعتمد صعوبة المجموعة الثانية على هوية المتأهل الأوروبي، حيث تُعد إيطاليا أبرز المرشحين. وجود سويسرا أيضاً يجعل مهمة الصدارة معقدة.

الصعود في المركز الأول يعني خوض مباراتي دور الـ32 ودور الـ16 في فانكوفر أمام منتخب ثالث، ثم مواجهة قد تكون أمام البرتغال.

أما احتلال المركز الثاني فيضع كندا أمام وصيف المجموعة الأولى ربما كوريا الجنوبية ثم مواجهة محتملة أمام هولندا أو المغرب في هيوستن.

وعلى غرار المكسيك، الصدارة هي الطريق الوحيد للبقاء في الديار حتى ربع النهائي.

سكالوني لحظة تسليمه الكأس (أ.ب)

الأرجنتين

حصلت حاملة اللقب على مجموعة مريحة نسبياً، وستكون مرشحة للصدارة.

تصدر المجموعة العاشرة يعني مباراة دور الـ32 في «منزل ميسي الجديد» في ميامي، وقد تكون أمام أوروغواي إذا أنها الأخيرة مجموعتها ثانية.

النجاح في هذه المباراة سيقود إلى مواجهة محتملة أمام وصيفي المجموعتين الرابعة والسابعة، ثم احتمال كبير لمواجهة البرتغال في ربع النهائي.

هل نشهد آخر مواجهة بين ميسي ورونالدو؟

ربما... في كانساس سيتي.

احتلال المركز الثاني في المجموعة العاشرة سيجعل الطريق أصعب بكثير، حيث تنتظر إسبانيا في لوس أنجليس.

توخيل مدرب إنجلترا (أ.ف.ب)

إنجلترا

على إنجلترا تجنب «منزلقات» محتملة أمام كرواتيا وغانا وبنما، لكن الصدارة تظل الهدف الواضح.

مواجهة فريق ثالث في أتلانتا ستكون محطة دور الـ32، قبل مباراة كلاسيكية ضد المكسيك في ربع النهائي على ملعب الأزتيكا، تذكيراً بمواجهة 1986 الشهيرة.

وإذا واصل المنتخب الإنجليزي طريقه، فقد يواجه البرازيل في نصف النهائي.

أما المركز الثاني فسيضعه أمام وصيف المجموعة الحادية عشرة في تورونتو — ربما كولومبيا — ثم إسبانيا في أرلينغتون.

أنشيلوتي خلال القرعة (د.ب.أ)

البرازيل

وجود المغرب وهايتي واسكوتلندا يجعل خروج البرازيل من المجموعة الثالثة صدمة كبرى.

تصدر المجموعة يعني مواجهة في هيوستن أمام تونس أو أحد المتأهلين الأوروبيين، ثم مواجهة محتملة مع وصيفي المجموعتين الخامسة أو التاسعة (ساحل العاج، الإكوادور، السنغال، النرويج).

أما الوصافة فتعني مواجهة هولندا في غوادالاخارا، ثم إمكانية مواجهة ألمانيا أو فرنسا.

لافوينتي مدرب إسبانيا (أ.ف.ب)

إسبانيا

بصفتها بطلة أوروبا 2024، تدخل إسبانيا البطولة كمرشحة قوية.

تصدر المجموعة الثامنة أمام أوروغواي يقود المنتخب إلى لوس أنجليس لمواجهة وصيف المجموعة العاشرة — بين الجزائر أو النمسا غالباً.

ثم تتوالى مواجهات أمام وصيفي مجموعات أخرى، ما قد يمنح إسبانيا مساراً أقل قسوة حتى نصف النهائي.

لكن الصعود ثانياً في المجموعة الثامنة يضعها مباشرة أمام الأرجنتين.

ناغلسمان مدرب ألمانيا (أ.ب)

ألمانيا

لا أعذار أمام ألمانيا إذا أخفقت في تجاوز المجموعة الخامسة التي تضم ساحل العاج والإكوادور وكوراساو.

تصدر المجموعة يقودها إلى مواجهة منتخب ثالث في بوسطن، ثم لقاء محتمل مع فرنسا في دور الـ16.

أما وصافة المجموعة فستضعها أمام وصيف المجموعة التاسعة في تكساس — ربما السنغال أو النرويج — ثم مباراة مرعبة أمام البرازيل.

ديشان خلال وصوله مقر القرعة (أ.ف.ب)

فرنسا

المجموعة التاسعة وُصفت بـ«مجموعة الموت»، فالنرويج كانت أحد أقوى منتخبات المستوى الثالث، والسنغال صاحبة تاريخ خاص مع فرنسا منذ 2002.

قد تكون مواجهة دور الـ16 أقل صعوبة أمام منتخب ثالث في نيوجيرسي، قبل لقاء محتمل مع ألمانيا.

أما إذا تصدرت النرويج المجموعة، فقد تواجه فرنسا وصيف المجموعة الخامسة — ربما ساحل العاج — قبل مباراة محتملة أمام البرازيل.

مارتينيز مدرب البرتغال (د.ب.أ)

البرتغال

شهدت رحلة كريستيانو رونالدو نحو «وداع كأس العالم» جدلاً بعد البطاقة الحمراء في التصفيات، لكن القرعة جاءت رحيمة به.

وجود أوزبكستان والمتأهل من «فيفا 1» يمنح البرتغال فرصة قوية للصدارة.

تصدر المجموعة الحادية عشرة يعني مواجهة ثالث المجموعة في كانساس سيتي، ثم لقاء محتمل مع سويسرا في دور الـ16.

بعد ذلك؟ قد تكون المواجهة المنتظرة أمام الأرجنتين وميسي.

أما المركز الثاني فسيضع البرتغال مباشرة أمام إسبانيا في دور الـ32.


العرب بعد قرعة المونديال: تفاؤل مغربي... حماس أردني... وثقة قطرية

أونيل نجم السلة المعتزل لحظة عرضه بطاقة المغرب خلال مراسم القرعة (أ.ب)
أونيل نجم السلة المعتزل لحظة عرضه بطاقة المغرب خلال مراسم القرعة (أ.ب)
TT

العرب بعد قرعة المونديال: تفاؤل مغربي... حماس أردني... وثقة قطرية

أونيل نجم السلة المعتزل لحظة عرضه بطاقة المغرب خلال مراسم القرعة (أ.ب)
أونيل نجم السلة المعتزل لحظة عرضه بطاقة المغرب خلال مراسم القرعة (أ.ب)

أبدى وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي، ثقة بعد سحب قرعة نهائيات كأس العالم 2026 التي وضعت «أسود الأطلس» في المجموعة الثالثة مع البرازيل واسكتلندا وهايتي، قائلاً «لماذا لا نصنع التاريخ مرة أخرى؟».

وتابع عن مقارنة منتخبه اليوم بالذي خاض النهائيات عام 2022 «الوضع الآن مختلف تماما. المغرب يشارك لمرة ثالثة تواليا ولدينا خبرة أكبر ولكن لدينا احترام لكل المنافسين».

وعن مواجهة البرازيل واسكتلندا مجددا بعد لقائهما في مونديال 1998، قال «كل المغرب يفكر بنفس الأمر. يعتقدون أنه يمكننا الفوز على البرازيل أو اسكتنلدا لكن يجب أن نقدم أداء أفضل من 1998».

وقال كارلو أنشيلوتي مدرب البرازيل لقناة «سبورت تي في»: «قدّم المغرب أداء رائعاً في كأس العالم الأخيرة عام 2022 في قطر حيث بلغ نصف النهائي، في حين خرج السيليساو من ربع النهائي"، مضيفاً «اسكتلندا تملك فريقاً قوياً جداً، ستكون مواجهة صعبة للغاية».

وأضاف مدرب المنتخب المتوّج باللقب خمس مرات «يجب أن نحاول إنهاء دور المجموعات في الصدارة. يجب أن نفكر في الفوز بالمباريات الثلاث: ضد المغرب أولا، وهو الخصم الأصعب، وكذلك أمام المنافسين الآخرين. يجب أن نتمتع بالثقة».

بينما علّق المغربي جمال السلامي مدرب الأردن على القرعة قائلاً «مجموعتنا قوية لكن لدينا الحظوظ والقدرة لنكون منافسا قويا».

وأردف «أول تجربة في كأس العالم. كل الأمور يجب أن تكون إيجابية. كرة القدم الأردنية كانت بحاجة إلى هذه المشاركة. نتمنى أن نكون حاضرين وجاهزين».

وتابع السلامي «مواجهة بطل العالم (الأرجنتين) استثنائية، لكن كأس العالم والمباريات ليس فيها حواجز أمام اللاعبين. رأينا السعودية حين فازت على الأرجنتين (عام 2022). أهم شيء أن كرة القدم الأردنية ستحضر المحفل العالمي».

وقال مدرب المنتخب الأردني السابق عبد الله أبو زمع «النشامى هنا لإثبات الذات ونتمنى أن يكون حضورنا قوي. سنقابل (ليونيل) ميسي وبطل كأس العالم. نرى أن الأردن حضر بين الكبار كالأرجنتين والجزائر والنمسا».

وبدا سامي الطرابلسي مدرب تونس واقعيا فاعتبر أن المواجهات مع منافسيه في المجموعة السادسة لن تكون سهلة. قال «المنتخب الهولندي متألق في الفترة الأخيرة وخرج أمام الأرجنتين في ربع النهائي (النسخة الماضية)».

وأكمل «منتخب اليابان متطور بطريقة عجيبة. تواجد في النسخ الثمانية الأخيرة وهذا يدل على التطور الكروي في اليابان».

وصرّح جاسم بن راشد البوعينين رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم في بيان نشره موقع الاتحاد «نستعد بشكل مثالي لكأس العالم 2026 ونثق تماما في قدرات لاعبينا للمرحلة المقبلة».

وأضاف «كأس العالم هي البطولة الأكبر في عالم كرة القدم، ومشاركة منتخبنا فيها تُعد هدفا استراتيجيا مهما تم تحقيقه».

ورأى البوسني فلاديمير بيتكوفيتش مدرب الجزائر أنه «في المباراة الأولى (أمام الأرجنتين) لن ندخل كفريق خاسر. سوف نؤدي كل ما علينا ضد الأرجنتين و نتجهز للمباراتين المقبلتين الحاسمتين أمام النمسا والأردن».

وتابع «مجموعة شيقة للغاية، في مجموعتنا الارجنتين هي المرشحة (للصدارة) والنمسا منتخب متطور».