11 أمراً لا تسأل عنها «تشات جي بي تي»

يظهر شعار «تشات جي بي تي» ولوحة المفاتيح وأيدي الروبوت (رويترز)
يظهر شعار «تشات جي بي تي» ولوحة المفاتيح وأيدي الروبوت (رويترز)
TT

11 أمراً لا تسأل عنها «تشات جي بي تي»

يظهر شعار «تشات جي بي تي» ولوحة المفاتيح وأيدي الروبوت (رويترز)
يظهر شعار «تشات جي بي تي» ولوحة المفاتيح وأيدي الروبوت (رويترز)

إذا كنت من مستخدمي أدوات الذكاء الاصطناعي، وخصوصاً برنامج «تشات جي بي تي» المملوك لشركة «أوبن إيه آي»، يُنصح بألا تسأله عن بعض الأمور، بحسب ما أفاد تقرير لموقع «سي نت» المتخصص في أخبار التكنولوجيا.

وينصح الصحافي نيلسون أغيلار بأن ما عليك أن تُدركه أنت أيضاً، سواء كنتَ مُبتدئاً أو خبيراً، أنّ له حدوداً. إنه مُمتع لتجربة وصفاتٍ جديدة، أو تعلّم لغةٍ أجنبية، أو التخطيط لعطلة، ولكن لا تُعطي «تشات جي بي تي» حريةً مطلقة. فهو ليس جيداً في كل شيء. في الواقع، قد يكون مُريباً في الكثير من الأمور.

أحياناً يُوهم «تشات جي بي تي» بالمعلومات ويُقدمها على أنها حقائق، وقد لا يحتوي دائماً على معلومات مُحدثة. إنه يتمتع بثقة عالية، حتى عندما يكون خاطئاً تماماً. وينطبق الأمر نفسه على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية الأخرى بالطبع.

يزداد هذا الأمر أهمية كلما زادت المخاطر، كما هو الحال عند دخول الضرائب أو الفواتير الطبية أو مواعيد المحاكم أو أرصدة البنوك إلى الدردشة. إذا كنت غير متأكد من أن استخدام «تشات جي بي تي» قد يكون محفوفاً بالمخاطر، فإليك 11 سيناريو يجب عليك فيها التخلي عن الذكاء الاصطناعي واختيار خيار آخر. فلا تستخدم «تشات جي بي تي» في أي مما يلي.

1. تشخيص مشاكل الصحة الجسدية

لقد استخدمتُ «تشات جي بي تي» لتشخيص أعراضي بدافع الفضول، لكن الإجابات التي تظهر قد تبدو أشبه بكابوس. فبينما تتعمق في التشخيصات المحتملة، قد تتأرجح إصابتك بين الجفاف والإنفلونزا وأنواع السرطان. لديّ كتلة في صدري، وأدخلتُ هذه المعلومات في «تشات جي بي تي». وفجأة، أخبرني أنني قد أكون مصاباً بالسرطان. وفي الواقع، لديّ ورم شحمي، وهو ليس سرطانياً ويصيب واحداً من كل ألف شخص. أخبرني طبيبي المرخص بذلك.

لا أقول إنه لا توجد استخدامات جيدة لـ«تشات جي بي تي» في مجال الصحة: ​​فهو يساعدك في صياغة أسئلة موعدك القادم، وترجمة المصطلحات الطبية، وتنظيم جدول زمني للأعراض حتى تتمكن من الحضور بتحضير أفضل. وهذا قد يساعد في جعل زيارات الطبيب أقل إرهاقاً. ومع ذلك، لا يستطيع الذكاء الاصطناعي طلب فحوصات المختبر أو فحصك، وهو بالتأكيد لا يشمل تأميناً ضد الأخطاء الطبية. اعرف حدوده.

2. العناية بصحتك النفسية

يُمكن لتطبيق «تشات جي بي تي» أن يُقدم تقنياتٍ مُهدئة، بالتأكيد، ولكنه لا يُمكنه الرد على الهاتف عندما تُعاني من مشاكل صحية نفسية حقيقية. أعلم أن بعض الأشخاص يستخدمون «تشات جي بي تي» كمعالج بديل. وقد وجدت كورين سيزاريك من موقع «سي نت» أنه مُفيدٌ بشكلٍ طفيف في التغلب على الحزن، ما دامت تُبقي حدوده نصب عينيها. ولكن بصفتي شخصاً تعامل مع مُعالج حقيقي وإنساني للغاية، يُمكنني أن أقول لكم إن «تشات جي بي تي» لا يزال في الواقع مُجرد تقليد باهت في أحسن الأحوال، وخطير للغاية في أسوأ الأحوال.

ولا يمتلك «تشات جي بي تي» خبرةً عملية، ولا يستطيع قراءة لغة جسدك أو نبرة صوتك، ولا يمتلك أي قدرة على التعاطف الحقيقي. إنه يُحاكيه فقط. لذلك ينصح بأن تدع العمل الأعمق - العمل الإنساني الشاق والمرهق - لشخص مُدرَّب على التعامل معه بكفاءة.

3. اتخاذ قرارات السلامة الفورية

لا تفتح «تشات جي بي تي» وتسأله إن كنت في خطر حقيقي؛ إذ ينصح بالخروج أولاً، ثم طرح الأسئلة لاحقاً. نماذج الذكاء الاصطناعي لا تستطيع شم رائحة الغاز أو كشف الدخان أو إرسال فريق طوارئ. وفي حالات الطوارئ، كل ثانية تقضيها في الكتابة هي ثانية لا تُخلى فيها أو تتصل برقم الطوارئ. ولا يعمل «تشات جي بي تي» إلا بالمعلومات المتفرقة التي تُغذيه بها، وفي حالات الطوارئ، قد تكون المعلومات قليلة جداً ومتأخرة جداً؛ لذا تعامل مع روبوت الدردشة الخاص بك كمُفسر بعد الحادث، وليس كمستجيب أول.

4. التخطيط المالي أو الضريبي المُخصّص

يستطيع «تشات جي بي تي» شرح ماهية صناديق الاستثمار المتداولة، ولكنه لا يعرف نسبة الدين إلى الدخل، أو الشريحة الضريبية في ولايتك، أو حالة الإيداع، أو الخصومات، أو أهداف التقاعد، أو شهيتك للمخاطرة.

وببساطة، لا يُمكن لروبوت الدردشة أن يحل محل المحاسب القانوني المعتمد الذي يستطيع اكتشاف خصم خفي بقيمة بضع مئات من الدولارات، أو الإبلاغ عن خطأ قد يُكلّفك آلاف الدولارات. عندما تكون الأموال الحقيقية، ومواعيد تقديم الإقرارات، وغرامات مصلحة الضرائب على المحك، فاتصل بخبير، وليس بالذكاء الاصطناعي. انتبه أيضاً إلى أن أي شيء تُشاركه مع روبوت الدردشة الذكي سيُصبح على الأرجح جزءاً من بيانات التدريب الخاصة به، وهذا يشمل دخلك، ورقم الضمان الاجتماعي الخاص بك، ومعلومات توجيه حسابك المصرفي.

5. التعامل مع البيانات السرية أو الخاضعة للرقابة

وينصح الصحافي المتخصص في التكنولوجيا بعدم إرسال أي بيانات سرية لنماذج الذكاء الاصطناعي. ينطبق الخطر نفسه على عقود العملاء، والسجلات الطبية، أو أي شيء مشمول بقانون خصوصية المستهلك، أو قانون التأمين الصحي والمساءلة في أميركا، أو اللائحة العامة لحماية البيانات أو قانون الأسرار التجارية. وينطبق هذا أيضاً على ضرائب الدخل، وشهادة الميلاد، ورخصة القيادة، وجواز السفر. بمجرد ظهور المعلومات الحساسة في نافذة المطالبة، لا يمكنك ضمان مكان تخزينها، أو من يمكنه مراجعتها داخلياً، أو ما إذا كان من الممكن استخدامها لتدريب النماذج المستقبلية. كما أن ChatGPT ليس محصناً ضد المتسللين والتهديدات الأمنية.

6. القيام بأي شيء غير قانوني

إن ارتكاب أي أفعال غير قانونية قد يؤدي إلى عواقب سيئة وفي هذا الأمر فإن استخدامك لـChatGPT لن يعفيك من المسائلة القانونية أو تحمل العقوبة.

7. الغش في الواجبات المدرسية

مع الذكاء الاصطناعي، يبدو نطاق الغش الحديث سهلاً للغاية. ويُعدّ الإيقاف عن الدراسة والفصل وسحب رخصتك مخاطر حقيقية. من الأفضل استخدام «تشات جي بي تي» كرفيق دراسة، وليس ككاتب لك. كما أنك تحرم نفسك من التعليم إذا جعلت «تشات جي بي تي» يقوم بالعمل نيابةً عنك.

8. مراقبة المعلومات والأخبار العاجلة

منذ أن أطلقت «أوبن إيه آي» بحث «تشات جي بي تي» في أواخر عام 2024 (وأتاحته للجميع في فبراير «شباط» 2025)، أصبح بإمكان روبوت الدردشة جلب صفحات ويب جديدة، وأسعار أسهم، وأسعار وقود، ونتائج مباريات رياضية، وأرقام أخرى آنية فور طلبها، مع إمكانية النقر على الاستشهادات للتحقق من المصدر. مع ذلك، لن يبثّ التحديثات المستمرة تلقائياً. فكل تحديث يتطلب إشعاراً جديداً؛ لذا عندما تكون السرعة ضرورية، فإنّ بثّ البيانات المباشرة، والبيانات الصحافية الرسمية، ومواقع الأخبار، والتنبيهات الفورية، وتغطية البث المباشر لا يزال الخيار الأمثل.

9. المراهنة

يُقدم «تشات جي بي تي» معلومات غير صحيحة عن إحصائيات اللاعبين، والإصابات المُبلغ عنها بشكل خاطئ في المقامرة، وسجلات الفوز والخسارة. لا يستطيع «تشات جي بي تي» رؤية نتيجة مباراة الغد؛ لذا لا تعتمد عليه فقط لتحقيق الفوز.

10. صياغة وصية أو أي عقد مُلزم قانوناً

يُعد «تشات جي بي تي» رائعاً لتحليل المفاهيم الأساسية. إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن الوصية الحية القابلة للإلغاء، فاسأل. ومع ذلك، بمجرد أن تطلب منه صياغة نص قانوني فعلي، فأنت تُخاطر. تختلف قواعد قانون التركات والأسرة باختلاف الولاية، وأحياناً حتى باختلاف المقاطعة، لذا فإن تجاهل توقيع شاهد أو حذف بند التصديق قد يُؤدي إلى إلغاء مستندك بالكامل. دع «تشات جي بي تي» يساعدك في إنشاء قائمة مرجعية بالأسئلة لمحاميك، ثم ادفع لهذا المحامي لتحويل هذه القائمة إلى مستند يقف في المحكمة.

11. الإبداع الفني

ويرى الصحافي أغيلار أنه لا ينبغي استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء أعمال فنية. ويقول: «استخدم «تشات جي بي تي» بكل تأكيد، ولكن من فضلك لا تستخدمه لإنشاء أعمال فنية ثم تدّعي أنها من صنعك. إنه أمر مقزز نوعاً ما».


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

تكنولوجيا نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

ذكرت دراسة «كاسبرسكي» أن نصف موظفي السعودية تلقوا تدريباً سيبرانياً ما يجعل الأخطاء البشرية مدخلاً رئيسياً للهجمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك في سباق الفضاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار شركة «إس كيه هاينكس» ولوحة أم للكمبيوتر تظهر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

رئيس «إس كيه» الكورية: صناعة الذكاء الاصطناعي ليست في فقاعة

قال رئيس مجموعة «إس كيه» الكورية الجنوبية، المالكة لشركة «إس كيه هاينكس» الرائدة في تصنيع رقائق الذاكرة، إن أسهم الذكاء الاصطناعي قد تتعرض لضغوط.

«الشرق الأوسط» (سيول)
تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد هاتف ذكي وشاشة كمبيوتر يعرضان شعارَي «واتساب» والشركة الأم «ميتا» في غرب فرنسا (أ.ف.ب)

تحقيق أوروبي في قيود «ميتا» على منافسي الذكاء الاصطناعي عبر «واتساب»

خضعَت شركة «ميتا بلاتفورمز» لتحقيق جديد من جانب الاتحاد الأوروبي لمكافحة الاحتكار، على خلفية خطتها لإطلاق ميزات ذكاء اصطناعي داخل تطبيق «واتساب».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».