دعا رئيس «المجلس الرئاسي الليبي»، محمد المنفي، المجتمع الدولي إلى دعم ليبيا في مساعيها «لإجراء إصلاحات هيكلية حقيقية، وتعزيز الشفافية والمساءلة، والمساهمة في إطلاق مشاريع التنمية المستدامة»، مؤكداً التزام مجلسه بـ«تطبيق معايير فعالة لاستخدام الأموال العامة، بالتعاون مع الشركاء الدوليين».
وعدّ المنفي في كلمته خلال افتتاح «المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية»، المنعقد في مدينة إشبيلية الإسبانية، أن «ليبيا تمر بمرحلة مفصلية من تاريخها»، لافتاً إلى «التحديات الكبيرة التي واجهتها البلاد في السنوات الأخيرة، من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية، إلى كارثة إعصار دانيال الذي ضربت مدينة درنة وما حولها».
وشدد على أن الشعب الليبي «لا يزال متمسكاً بالأمل، وعازماً على بناء مستقبل مزدهر ومستقر»، وقال إن ليبيا «رغم ما تمتلكه من موارد طبيعية هائلة وصندوق سيادي واعد وموقع استراتيجي، لا تزال بحاجة إلى شراكات دولية فعالة لتجاوز أزمتها».
وأكد على «أهمية دعم الاستقرار السياسي وتعزيز الاستثمار في بلاده وتوجيه التمويل نحو مشاريع مستدامة في التعليم، والرعاية الصحية، والطاقة المتجددة، وتنويع الاقتصاد الليبي».
في غضون ذلك، بحثت نائبة رئيسة بعثة الأمم المتحدة للشؤون السياسية، ستيفاني خوري، مع ممثلي الاتحادات والنقابات التجارية والصناعية، الإصلاحات والإنعاشات الاقتصادية، وحقوق العمال، وتعزيز القطاع الخاص.
وأدرجت خوري اللقاء، في إطار «المشاورات الجارية حول نتائج اللجنة الاستشارية التابعة للبعثة الأممية»، مشيرة إلى تبادل المشاركين وجهات النظر «حول أنجع السبل للمضي قدماً في خريطة الطريق السياسية بناءً على الخيارات التي اقترحتها اللجنة الاستشارية».
وشجعت خوري، جميع أعضاء النقابات على «المساهمة في الاستطلاع الإلكتروني للمساعدة في ضمان إيصال أصواتهم في تشكيل خريطة الطريق السياسية»، معربة عن تطلعها لمواصلة اللقاءات مع الاتحادات التجارية وممثلي القطاع، وتحدثت عن تشديد المشاركين على ضرورة «التوزيع العادل للموارد الاقتصادية، والتنمية الوطنية، وتأكيدهم على أهمية توحيد المؤسسات ومكافحة الفساد بوصفهما أولويات وطنية».
في شأن مختلف، أعلنت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، أن رئيسها أسامة حماد، بحث، الثلاثاء، في اجتماع موسع في العاصمة البيلاروسية مينسك، مع رئيس الوزراء البيلاروسي، فيكتور كارانكيفيتش، ورئيس لجنة الأمن القومي، وعدد من الوزراء من الجانبين، تفعيل مذكرات التفاهم الموقّعة في بنغازي بين البلدين في مارس (آذار) الماضي.
وكان حماد وصل مساء الاثنين إلى بيلاروسيا، على رأس وفد رفيع المستوى، في زيارة قال إنها تستهدف «تعزيز علاقات التعاون الثنائي وتوسيع آفاقه في مختلف المجالات بما يخدم مصالح البلدين، بالإضافة إلى تفعيل مجموعة الاتصال المشتركة لتنسيق التعاون ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بينهما».
وتشمل مذكرات التفاهم الموقعّة - بحسب الحكومة - عدداً من المجالات الحيوية، منها الزراعة والصناعة والتعليم، إلى جانب خدمات الاستكشاف الجيولوجي وصناعة التعدين، والرعاية الصحية بما في ذلك الأدوية والمعدات الطبية، وتدريب الأطباء والعاملين في القطاع الطبي، والتعاون في مجالات الوقاية من الكوارث الطبيعية، وغيرها من المجالات التي تعزز أوجه الشراكة بين البلدين.
