على غرار موسوعة «وصف مصر» التي أعدها علماء الحملة الفرنسية على مصر في بدايات القرن التاسع عشر، جاءت تلك النسخة النادرة من كتاب «مصر»، الذي يعدّ من أوائل الكتب المصورة التي وثّقت بالصور الفوتوغرافية معالم مصر وجغرافيتها وتراثها وملامحها الاجتماعية في عهد الملك فؤاد، لتكون ثمرة التعاون في مجال ترميم الكتب القديمة والنادرة المقرر أن يضمها معرض دائم في وزارة الخارجية المصرية.
فخلال لقاء بين وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، ووزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، بحثا سوياً سبل التعاون بين الوزارتين في مجال ترميم وحفظ الوثائق والمخطوطات والكتب النادرة التي تمتلكها وزارة الخارجية، تمهيداً لإقامة معرض دائم في مقر الوزارة، يضم عدداً من هذه الكنوز الوثائقية، من أطالس وكتب نادرة ووثائق تاريخية، وفق بيان لوزارة الثقافة.
وخلال الاجتماع تناول السفير ناجي غابة، مدير إدارة الحفظ والتوثيق بوزارة الخارجية، أوجه التعاون القائم مع الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الدكتور أسامة طلعت، وترميم نسخة نادرة من مجلد «مصر» الذي أُنجز على غرار موسوعة «وصف مصر».
وتسلمت دار الكتب والوثائق القومية المرحلة الأولى من الوثائق التي تشمل مجموعة من المعاهدات الدولية التي تعود للقرنين التاسع عشر والعشرين، بالإضافة إلى نسخة نادرة من «أطلس القطر المصري».

وعَدّ عبد العاطي «دعم البُعد الثقافي في العمل الدبلوماسي ركيزة أساسية في السياسة الخارجية المصرية، ووسيلة فعّالة لبناء الجسور الحضارية بين مصر والعالم»، وثمّن الدور الحيوي الذي تضطلع به دار الكتب والوثائق القومية في حفظ تراث وتاريخ مصر، بوصفها الذاكرة المؤسسية للدولة منذ إنشائها عام 1870م.
وأكد وزير الخارجية على تطلعه لتعزيز التعاون مع وزارة الثقافة في ترميم المعاهدات الدولية والكتب والمراجع والخرائط ذات القيمة التاريخية، إلى جانب دعم المشروعات المتعلقة برقمنة الوثائق وتيسير الوصول إليها.
فيما شدد وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو، على أهمية هذه الوثائق؛ كونها تؤرخ لحقب مهمة من تاريخ الدولة المصرية، مشيراً إلى «ضرورة تعزيز التعاون لعقد ندوات وفعاليات ثقافية وطباعة إصدارات تضم هذه المعاهدات لتعريف الأجيال الجديدة بها، وربطها بجذورها».
فيما أوضح رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، الدكتور أسامة طلعت، أن الوثائق المستلمة ستخضع لعمليات ترميم دقيقة عبر المعامل المتطورة بالهيئة، وتشمل مراحل متخصصة لإزالة الرواسب والأضرار الناتجة عن الزمن، وتعقيمها بما يضمن الحفاظ عليها وفقاً لأحدث المعايير العلمية والفنية.




