أكد الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، على إقامة معرض يجمع بين الفن التشكيلي والسينما سيكون أحد الملامح المهمة للدورة الـ46 لمهرجان القاهرة السينمائي المقررة إقامتها في الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن السينما تأثرت كثيراً بالفن التشكيلي واستفادت منه بشكل كبير.
وأوضح أن «نقاط تشابه كثيرة تجمعهما، والفروق بينهما تظل محدودة، فبينما اللوحة التشكيلية ثابتة فإن الصورة السينمائية متحركة بكل ألوانها وأبعادها التي تأتي عبر كادرات متتابعة تؤثر في ذهن المشاهد وتجذبه»، ولفت فهمي إلى أنه كان يُدرّس «التكوين داخل الكادر السينمائي» خلال عمله أستاذاً للإخراج في معهد السينما، مشيراً إلى أن تكوين الكادر يعتمد على الخطوط والألوان على غرار الفن التشكيلي.
وشارك الفنان المصري في فعاليات الجلسة الحوارية لـ«المعرض العام» للفنون التشكيلية في نسخته الـ45 التي جاءت تحت عنوان «الفن التشكيلي في عيون السينما»، الأحد، وأكد خلالها أن الفن التشكيلي ليس مجرد خلفية جمالية داخل العمل السينمائي بل هو عنصر جوهري في صناعة الصورة البصرية وتشكيل إيقاع المشهد، معبراً عن تمنياته أن يشاهد عملاً سينمائياً يتناول حياة رموز الفن التشكيلي عالمياً وعربياً ومصرياً والغوص في أعماق هذه الشخصيات وتقديمها للمشاهد بصورة جذابة ومشوقة.
وكان وزير الثقافة المصري، أحمد فؤاد هنو، قد دعا في بداية الجلسة الحوارية لإقامة معرض تشكيلي يربط بين «الفن التشكيلي والسينما» ضمن فعاليات الدورة المقبلة لمهرجان القاهرة السينمائي، ليقام في قاعة «صلاح طاهر» بالأوبرا، من منطلق تأكيده بأن العلاقة بين الفن التشكيلي والسينما تُعد علاقة تكامل وإلهام متبادل، وأن الثقافة البصرية المتراكمة لدى الفنان التشكيلي تعد مورداً حيوياً لصانع الفيلم سواء على مستوى التكوين أو الإضاءة أو اختيار الألوان.
وأشار الوزير المصري الذي تخرج في كلية الفنون الجميلة عام 1992 إلى أن السينما المصرية شهدت نماذج رائدة جسّدت التلاقي بين الفن التشكيلي ومدارسه المتنوعة وبين التناول البصري في السينما، وأن أعمالاً سينمائية تأثرت بشكل واضح بمدارس فنية، من بينها الانطباعية والتجريدية والسريالية ونجحت في تحويل الأفكار التشكيلية إلى سرد بصري على الشاشة.

وشهدت الجلسة التي أدارتها الدكتورة إيمان أسامة، قوميسير المعرض العام، مشاهد لأفلام مختارة تناولت صورة الفنان التشكيلي في السينما، وقال الفنان طارق الكومي، نقيب التشكيليين، إن «ثمة تداخلاً بين الفن التشكيلي والسينما، يتوقف على رؤية المخرج وثقافته»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الصورة البصرية للفيلم ترتبط بمقاييس مثلها في ذلك مثل اللوحة أو التمثال، كما أن العمل الفني له حبكة درامية مثل الفيلم».
وأشار الكومي إلى مخرجين سينمائيين كبار جمعوا في أعمالهم بين التشكيل والسينما مثل المخرج شادي عبد السلام كونه فناناً تشكيلياً ومعمارياً، كما بدت مشاهد أفلام مخرجين كبار مثل لوحات فنية ومن بينهم صلاح أبو سيف، ويوسف شاهين، وهنري بركات، الذي يصف الكومي كادرات فيلمه «دعاء الكروان» بأنها «كانت كلها فنية».
ويُنظّم المعرض العام بمشاركة 420 عملاً لـ326 فناناً في مختلف مجالات الفن التشكيلي، كما يقام على هامشه برنامج ثقافي يتضمن ندوات ولقاءات عدّة تطرح قضايا تتعلق بالفنون.







