هل يستطيع فيكتور غيوكيريس التألق في الدوري الإنجليزي؟

بلغ السابعة والعشرين من عمره ولم يلعب أي مباراة في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى

فيكتور غيوكيريس يحتضن كأس البرتغال بعد التغلب على بنفيكا (أ.ف.ب)
فيكتور غيوكيريس يحتضن كأس البرتغال بعد التغلب على بنفيكا (أ.ف.ب)
TT

هل يستطيع فيكتور غيوكيريس التألق في الدوري الإنجليزي؟

فيكتور غيوكيريس يحتضن كأس البرتغال بعد التغلب على بنفيكا (أ.ف.ب)
فيكتور غيوكيريس يحتضن كأس البرتغال بعد التغلب على بنفيكا (أ.ف.ب)

سجل غيوكيريس 97 هدفاً في 102 مباراة مع سبورتنغ لشبونة، كما قدم 26 تمريرة حاسمة مع النادي البرتغالي. وبلغ متوسط أهداف المهاجم السويدي أكثر من هدف في المباراة الواحدة خلال الموسم الماضي، حيث سجل 54 هدفاً في 52 مباراة. مع ذلك، لا يعتقد قائد مانشستر يونايتد السابق ريو فرديناند، أن غيوكيريس، الذي ارتبط اسمه بقوة بالانتقال إلى ملعب «أولد ترافورد»، مناسب لناديه القديم، حيث قال فرديناند: «لقد شاهدته عن كثب ثلاث مرات تقريباً، وفي المرات الثلاث قلت: لن يمكنه تقديم المستويات نفسها في الدوري الإنجليزي الممتاز».

ومع ذلك، تتنافس أندية كبرى على التعاقد مع لاعب برايتون السابق بعد الأداء الاستثنائي الذي قدمه خلال الموسمين الماضيين مع سبورتنغ لشبونة، حيث لعب تحت قيادة المدير الفني الحالي لمانشستر يونايتد روبن أموريم. وقال فريديريكو فارانداس، رئيس نادي سبورتنغ لشبونة، إن النادي البرتغالي لم يتلقَّ عرضاً لضم المهاجم السويدي، مؤكداً أن سبورتنغ لشبونة ليس مستعداً للتخلي عن خدمات اللاعب مقابل 59 مليون جنيه إسترليني، كما يقال.

وبالإضافة إلى أهدافه الـ39 في الدوري البرتغالي الممتاز بموسم 2024 - 2025، سجل غيوكيريس 6 أهداف أخرى في دوري أبطال أوروبا، بما في ذلك ثلاثية في مرمى مانشستر سيتي. ومع ذلك، لا تزال هناك شكوك حول قدرة غيوكيريس على تقديم المستويات القوية نفسها، وتسجيل المعدل التهديفي الرائع نفسه في الدوري الإنجليزي الممتاز. وتساءل فرديناند، الفائز بالدوري الإنجليزي الممتاز 6 مرات: «هل سيتمكن من إحراز هذا المعدل من الأهداف عندما يلعب في دوري قوي للغاية من الناحية البدنية؟». ولم يلعب غيوكيريس أي دقيقة في الدوري الإنجليزي الممتاز مع برايتون، لكنه أصبح الآن أحد أكثر الهدافين إحرازاً للأهداف في أوروبا، بعد أن لعب على سبيل الإعارة في دوري الدرجة الأولى بإنجلترا مع سوانزي سيتي وكوفنتري، ثم في ألمانيا مع سانت باولي. كما تشير تقارير إلى أن المهاجم السويدي أصبح محط أنظار نادي آرسنال، الذي يبحث عن هداف قادر على استغلال أنصاف الفرص لمساعدته في الفوز بلقب كبير لأول مرة منذ 5 سنوات، وحسب نيل جونستون على موقع «بي بي سي»، هناك اهتمام أيضاً بضم اللاعب من جانب يوفنتوس والهلال السعودي.

كما تألق غيوكيريس مع سبورتنغ لشبونة سطع نجمه مع منتخب السويد (غيتي)

إذن، كيف أصبح غيوكيريس أحد أكثر اللاعبين المطلوبين في سوق الانتقالات هذا الصيف بعد رحيله عن برايتون، دون أن يلعب أي مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز؟ أثبت برايتون مراراً وتكراراً أنه بارع للغاية فيما يتعلق بالتعاقد مع اللاعبين الشباب الموهوبين، ثم تطوير قدراتهم وإمكاناتهم وبيعهم في نهاية المطاف بمقابل مادي كبير. ففي يناير (كانون الثاني) 2019، تعاقد برايتون مع أليكسيس ماك أليستر من أرجنتينوس جونيورز مقابل مبلغ لم يتم الكشف عنه، لكن تقارير أشارت إلى أنه مبلغ بسيط. وبعد ذلك، تألق اللاعب بشدة وفاز بكأس العالم مع منتخب الأرجنتين في عام 2022، قبل أن ينضم إلى ليفربول مقابل 55 مليون جنيه إسترليني في عام 2023.

وتعاقد برايتون مع لاعب خط الوسط مويسيس كايسيدو من نادي إنديبندينتي ديل فالي الإكوادوري مقابل 4 ملايين جنيه إسترليني في عام 2021. وبعد عامين، انتقل اللاعب إلى تشيلسي في صفقة بلغت قيمتها 115 مليون جنيه إسترليني، وهو رقم قياسي في تاريخ كرة القدم البريطانية. لكن الأمر مختلف تماماً مع غيوكيريس. فبعدما فشل المهاجم السويدي في الوصول إلى المستوى المطلوب، سمح له برايتون بالانضمام إلى كوفنتري سيتي بمقابل مادي زهيد في يوليو (تموز) 2021، بعدما أحرز 3 أهداف فقط في 19 مباراة في دوري الدرجة الأولى خلال فترة إعارته إلى كوفنتري سيتي.

وبعد عامين، انتقل إلى سبورتنغ لشبونة مقابل 20.5 مليون جنيه إسترليني بعدما سجل 38 هدفاً في 91 مباراة بالدوري مع كوفنتري خلال موسمي 2021 - 22 و2022 - 23. وتألق غيوكيريس بشدة مع سبورتنغ لشبونة، ويقال إن بطل الدوري البرتغالي لن يسمح له بالرحيل بأقل من 67 مليون جنيه إسترليني. كما تألق على الصعيد الدولي ضمن خط هجوم مميز لمنتخب السويد، إلى جانب ألكسندر إيزاك لاعب نيوكاسل، وديان كولوسيفسكي لاعب توتنهام. وسجل غيوكيريس 9 أهداف في 6 مباريات مع منتخب بلاده، بما في ذلك 4 أهداف بمباراة واحدة في مرمى أذربيجان، بدوري الأمم الأوروبية 2024 - 2025.

لكن غيوكيريس لم يجذب الأنظار بفضل أهدافه فقط، حيث يتميز بتحركاته الذكية ونشاطه الكبير وقوته البدنية الهائلة ومهاراته الفذة ووعيه الخططي والتكتيكي، وهو ما جعله محط أنظار كثير من الأندية. وعلاوة على ذلك، فإنه لاعب مبدع وهداف في آن واحد، حيث يصنع لنفسه كثيراً من الفرص من خلال ركضه السريع والكرة بين قدميه. وقال بول باربر، الرئيس التنفيذي المخضرم لبرايتون، لصحيفة «ذا أثلتيك» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي: «يتطور اللاعبون بمعدلات مختلفة. في عام 2021، عندما انتقل فيكتور إلى كوفنتري سيتي، لم تكن مسيرته الكروية واضحة، ومع اقتراب عقده مع برايتون من نهايته، أراد الانتقال إلى نادٍ آخر بشكل دائم. كان يتعين علينا أن نتقبل قرار البيع في ذلك الوقت، لأن هذه الخطوة كانت مناسبة للاعب والنادي. لكن ما فعله فيكتور بعد ذلك يعدّ شيئاً رائعاً».

أصبح غيوكيريس أحد أكثر اللاعبين المطلوبين في سوق الانتقالات هذا الصيف بعد رحيله عن برايتون (غيتي)

يتذكر زملاؤه ومدربوه السابقون أنه كان يبكي عندما يخسر وهو صغير، مشيرين إلى أنه كان «طفلاً عنيداً»، وكان «طموحاً، وعدوانياً للغاية»، وكان يتشاجر مع زملائه في بعض الأحيان. يقول ماغني فانبيرغ، الذي منح غيوكيريس فرصة أول مباراة له مع الفريق الأول لنادي برومابويكارنا السويدي عام 2015، لصحيفة «التايمز»: «أتذكر أن اللاعبين الأكبر سناً كانوا يطلبون منه في بعض الأحيان أن يتحلى بالهدوء، لأنه كان يبذل مجهوداً خرافياً».

وهناك قصص أخرى تعكس إصرار وتركيز وحماس غيوكيريس. يقول غوستاف ساندبيرغ ماغنوسون، الذي لعب مع غيوكيريس في برومابويكارنا: «في إحدى الحصص التدريبية، كنت أصرخ في وجهه وأطالبه بأن يمرر الكرة، لكنه لم ينظر إليّ حتى، وهو ما جعلني أشعر بإحباط شديد». ويقول ديفيد إكلوند، كشاف المواهب في النادي، لـ«بي بي سي»: «لم يكن يوماً نجماً خارقاً مثل ديان كولوسيفسكي (لاعب آخر من شباب برومابويكارنا)، لكنه كان يُسجل الأهداف. كان يتمتع بعقلية قوية، لكنه شخص لطيف حقاً. وكان يعمل بجدية كبيرة، وكان يسعى دائماً لأن يكون لاعباً من الطراز الأول، ويتدرب كل يوم. وكان يُريد أن يُثبت لمن قللوا من قدراته أنهم مخطئون». ويقول دينيس لورانس، الذي كان أحد عناصر الجهاز الفني لمارك روبينز في كوفنتري سيتي عندما كان غيوكيريس لاعباً بالفريق: «لقد ضحكتُ مؤخراً عندما رأيته يُسجل هدفاً من ركلة حرة لصالح سبورتنغ لشبونة. في كوفنتري سيتي، كان يُجرب تسديد الركلات الحرة أثناء التدريب، لكنني كنت أقول له إنه لا يجيد تسديد الركلات الحرة. لكنه لا يعرف الاستسلام، ويسعى للقيام بأي شيء. والآن، أصبح يُسجّل أهدافاً رائعة من الركلات الحرة. لديه القدرة على التركيز الشديد وتحقيق أي شيء يُريده».

لقد بدأ كل شيء من على الملاعب الرملية لناديه المحلي في استوكهولم، نادي أسبودن-تيلوس. كان غيوكيريس في الخامسة من عمره آنذاك، ولعب والده، ستيفان، دوراً كبيراً في تطوره. يقول غيوكيريس عن والده: «لقد ساعدني كثيراً في هذه الرحلة، فقد كنا نقضي اللحظات الجيدة والسيئة معاً». وفي الآونة الأخيرة، كان غيوكيريس نجم غلاف مجلة «فوغ سكاندينافيا»، التي وصفته بأنه «فخر ومجد» كرة القدم السويدية.

لكن السؤال الذي يطرحه كثيرون الآن هو: هل يستطيع غيوكيريس أن يتألق في دوري أقوى؟ إذا ألقينا نظرة على قائمة أفضل هدافي الدوريات الأوروبية الكبرى لموسم 2024 - 2025، سنجد أن كيليان مبابي، لاعب ريال مدريد، سجل 31 هدفاً في موسمه الأول بالدوري الإسباني الممتاز، في حين سجل محمد صلاح 29 هدفاً ليقود ليفربول للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وأنهى روبرت ليفاندوفسكي الموسم محرزاً 27 هدفاً ليقود برشلونة للفوز بلقب الدوري الإسباني الممتاز، متفوقاً بهدف واحد على إجمالي عدد الأهداف التي سجلها المهاجم الإنجليزي هاري كين مع بايرن ميونيخ.

هز غيوكيريس شباك المنافسين 39 مرة في الدوري البرتغالي في موسم 2024 - 2025 (إ.ب.أ)

أما غيوكيريس، الذي يبلغ طوله 1.89 متر، فسجل 39 هدفاً، على الرغم من أن الدوري البرتغالي الممتاز لا يُعدّ واحداً من الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا. وبالتالي، فإن الأندية التي ترغب في التعاقد معه تتساءل عما إذا كان يستطيع إحراز العدد نفسه من الأهداف في دوري أقوى. لقد بلغ السابعة والعشرين من عمره ولم يلعب أي مباراة في الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا، ومن هنا جاءت تصريحات فرديناند. ومن الجدير بالذكر أيضاً أن 35 في المائة من أهدافه بموسم 2024 - 2025 جاءت من ركلات جزاء، حيث نجح في تسجيل جميع الركلات الـ19 التي سددها. وإذا انتقل إلى مانشستر يونايتد، فربما لن يسدد ركلات الجزاء، وسيعتمد بشكل أكبر على تسجيل الأهداف من اللعب المفتوح، لأنه من غير المرجح أن يحل محل برونو فرنانديز في تسديد ركلات الجزاء. ونادراً ما يهدر قائد مانشستر يونايتد أي ركلة جزاء، حيث سجل 38 من أصل 42 ركلة جزاء منذ انضمامه إلى ملعب «أولد ترافورد» (من دون احتساب ركلات الترجيح التي تُلعب بعد نهاية المباريات). لا يوجد أدنى شك في أن غيوكيريس هداف قدير، لكن، هل سيحقق النجاح نفسه أمام أندية النخبة ودفاعاتها القوية؟


مقالات ذات صلة

سندرلاند يعود بنا إلى أيام تألق الفرق الصاعدة

رياضة عالمية من المفترض أن تعاني الأندية الصاعدة وتجد صعوبة في البقاء لكن سندرلاند خالف هذا السيناريو تماماً (رويترز)

سندرلاند يعود بنا إلى أيام تألق الفرق الصاعدة

تبدو بداية سندرلاند هذا الموسم بمثابة عودة إلى حقبة كانت فيها الفرق الصغيرة قادرة على مفاجأة العمالقة.

رياضة عالمية فرحة هالاند بعد أن أصبح أسرع لاعب يصل إلى 100 هدف في تاريخ الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب)

آرسنال يخوض مواجهة محفوفة بالمخاطر ضد أستون فيلا

يدرك لاعبو آرسنال صعوبة المهمة التي تنتظرهم أمام أستون فيلا، الراغب في تحقيق فوزه الخامس على التوالي.

رياضة عالمية الإسباني أوناي إيمري مدرب أستون فيلا (د.ب.أ)

إيمري: مواجهة آرسنال هي «الاختبار الحقيقي»

رأى الإسباني أوناي إيمري، مدرب أستون فيلا، أن مواجهة آرسنال متصدر الدوري الإنجليزي لكرة القدم، السبت، ستكون «الاختبار الحقيقي» لطموحات فريقه.

«الشرق الأوسط» (برمنغهام)
رياضة عالمية التونسي حنبعل المجبري لاعب بيرنلي (رويترز)

«البريمرليغ»: إيقاف التونسي المجبري أربع مباريات

قال الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الجمعة إنه عاقب حنبعل المجبري لاعب بيرنلي بالإيقاف لأربع مباريات، بعد اعترافه بالبصق على مشجعي ليدز يونايتد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية يوان ويسا مهاجم نيوكاسل يونايتد (رويترز)

ويسا قريب من ظهوره الأول مع نيوكاسل

قال إيدي هاو، مدرب نيوكاسل يونايتد، الجمعة، إن المهاجم يوان ويسا عاد للتدريبات، ويقترب من المشاركة الأولى مع الفريق.

«الشرق الأوسط» (نيوكاسل)

«كأس العالم 2026»: إنجلترا تفتتح مشوارها بكرواتيا... وأسكوتلندا تصطدم بالبرازيل

نجم كرة القدم الأميركية توم برادي عند سحبه اسم إنجلترا في قرعة المونديال (رويترز)
نجم كرة القدم الأميركية توم برادي عند سحبه اسم إنجلترا في قرعة المونديال (رويترز)
TT

«كأس العالم 2026»: إنجلترا تفتتح مشوارها بكرواتيا... وأسكوتلندا تصطدم بالبرازيل

نجم كرة القدم الأميركية توم برادي عند سحبه اسم إنجلترا في قرعة المونديال (رويترز)
نجم كرة القدم الأميركية توم برادي عند سحبه اسم إنجلترا في قرعة المونديال (رويترز)

أسفرت قرعة كأس العالم 2026 عن مواجهات مثيرة للمنتخبات البريطانية، حيث يبدأ منتخب إنجلترا البطولة بمواجهة قوية أمام كرواتيا، بينما وقع منتخب أسكوتلندا في مجموعة نارية، تضم البرازيل والمغرب.

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن منتخب توماس توخيل سيستهل مشواره يوم 17 يونيو (حزيران) في دالاس أو تورونتو بمواجهة كرواتيا، ضمن المجموعة «L» التي تضم أيضاً: غانا وبنما. ورغم أن إنجلترا حققت تأهلاً مثالياً بـ8 انتصارات من 8 مباريات، فإن مواجهة منافس بحجم كرواتيا في الجولة الأولى تضع اختباراً مبكراً أمام فريق يطمح للقب.

وبعد غياب 28 عاماً عن المونديال، تعود أسكوتلندا إلى النهائيات في مواجهة مباشرة مع كبار اللعبة؛ أول مباراة أمام هايتي يوم 13 يونيو (حزيران) في بوسطن أو نيويورك، ثم المغرب، والبرازيل. وتبدو مهمة أبناء التارتان صعبة، خاصة أمام خامس وثاني عشر العالم.

وأُدخل تعديل لأول مرة في القرعة بوضع إسبانيا، والأرجنتين، وفرنسا، وإنجلترا في مسارات منفصلة حتى لا يلتقوا قبل نصف النهائي (في حالة تصدرهم مجموعاتهم).


أسواق المراهنات: إسبانيا مرشحة أولى للفوز بكأس العالم 2026

إسبانيا ستلعب مع السعودية والرأس الأخضر والأوروغواي (أ.ف.ب)
إسبانيا ستلعب مع السعودية والرأس الأخضر والأوروغواي (أ.ف.ب)
TT

أسواق المراهنات: إسبانيا مرشحة أولى للفوز بكأس العالم 2026

إسبانيا ستلعب مع السعودية والرأس الأخضر والأوروغواي (أ.ف.ب)
إسبانيا ستلعب مع السعودية والرأس الأخضر والأوروغواي (أ.ف.ب)

لم تُغيّر قرعة كأس العالم 2026، التي أُجريت، اليوم الجمعة، من قائمة المرشحين في أسواق المراهنات العالمية؛ إذ ما زالت إسبانيا تتصدر قائمة الترشيحات في موقع «بيت إم جي إم» بنسبة «4 إلى 1» (400+).

ويأتي ذلك، بحسب شبكة «The Athletic»، بعد تتويج «لاروخا» بلقب كأس أوروبا 2024، وامتلاكها أحد أفضل اللاعبين في العالم حالياً: «لامين جمال» صاحب الـ18 عاماً، الذي يستعد للظهور في أول مونديال له، وسط توقعات بإمكانية أن يصبح أصغر لاعب في التاريخ يظفر بجائزة الحذاء الذهبي. وتلعب إسبانيا في المجموعة الثامنة إلى جانب أوروغواي والرأس الأخضر والسعودية.

وتأتي إنجلترا وفرنسا في المرتبتين التاليتين؛ إذ تبلغ حظوظ إنجلترا «6 إلى 1» (600+)، فيما تُقدّر فرص فرنسا بـ«13 إلى 2» (650+).

ولم يسبق لإنجلترا أن فازت بالمونديال خارج أرضها؛ إذ جاء لقبها الوحيد عام 1966 عندما استضافت البطولة.

أما فرنسا، فبعد بلوغها النهائي في نسختي 2018 و2022 (وتتويجها بالأولى)، تدخل البطولة وهي تمتلك كيليان مبابي، وزميله المتوّج بـ«بالون دور 2025» عثمان ديمبيلي، إلى جانب جيل شاب يستمد زخمه من تتويج باريس سان جيرمان بدوري الأبطال. وقد بلغت فرنسا أربعة من آخر سبعة نهائيات للمونديال، وهو إنجاز لم يحققه سوى البرازيل وألمانيا.

وتحتل البرازيل، صاحبة الرقم القياسي في عدد ألقاب كأس العالم (خمسة)، المركز الرابع في قائمة الترشيحات بنسبة «15 إلى 2» (750+).

ويُعد هذا التراجع النسبي أمراً غير مألوف في سجلات البرازيل، التي لم تبلغ نصف النهائي منذ 2014، ولم تصل إلى المباراة النهائية منذ 2002، وهي فترات تُعد طويلة بمعايير «السيليساو».

ورغم أن الجيل الحالي لا يضم كثافة النجوم التي عرفتها منتخبات البرازيل سابقاً، فإن أسماء مثل «فينيسيوس جونيور» و«ريشارليسون» و«ماركينيوس» تمنح الفريق خبرة وجودة كافية لفرض حضوره.

أما الأرجنتين، بطلة العالم 2022، فتأتي خلفها مباشرة بنسبة «8 إلى 1» (800+). ويكاد المرء ينسى وسط موجة التتويجات أن ليونيل ميسي قضى سنوات طويلة بحثاً عن لقبه الأول مع المنتخب، قبل أن يحقق ثلاث بطولات متتالية: «كوبا أميركا 2021» و«مونديال 2022» و«كوبا أميركا 2024». ورغم تألقه في الدوري الأميركي، يبقى السؤال: هل يمكن لميسي، الذي سيبلغ التاسعة والثلاثين خلال المونديال، أن يواصل التأثير على أعلى مستوى؟

المشهد ذاته ينسحب على البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي سيبلغ 41 عاماً مع انطلاق البطولة. وتبلغ حظوظ البرتغال «11 إلى 1» (1100+)، وسط اعتقاد واسع أن هذا المونديال سيكون الأخير في مسيرة رونالدو الدولية، رغم أن الحديث ذاته تكرر قبل أربع سنوات.

أما المنتخبات المستضيفة، وهي الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، فهي تُصنّف ضمن الفرق ذات الحظوظ الضعيفة: الأميركيون والمكسيكيون بنسبة «66 إلى 1» (6600+)، بينما تصل حظوظ كندا إلى «150 إلى 1».

ورغم أن ستة منتخبات مضيفة فازت عبر التاريخ بالبطولة، فإن آخر من فعل ذلك كان فرنسا عام 1998. وفي المقابل، شهدت نسختان من آخر أربع بطولات خروج الدولة المضيفة من دور المجموعات (جنوب أفريقيا 2010 وقطر 2022).

وإذا كان المتابعون يبحثون عن «حصان أسود» قادر على مفاجأة الكبار، فإن النرويج تظهر تاسعاً في قائمة الترشيحات بنسبة «25 إلى 1» (2500+).

وقد حققت النرويج مساراً مثالياً في التصفيات، شمل الفوز على إيطاليا في المباراتين، وتعتمد على نجومية إيرلينغ هالاند ومارتن أوديغارد. ويُعد هذا الظهور الأول للنرويج في كأس العالم منذ 1998، وهو ما يفسّر حدّة التوقعات بشأن قدرتها على الذهاب بعيداً.


المكسيك تواجه جنوب أفريقيا في افتتاح مونديال 2026

قرعة كأس العالم أسفرت عن مباراة افتتاح بين المكسيك وجنوب أفريقيا (إ.ب.أ)
قرعة كأس العالم أسفرت عن مباراة افتتاح بين المكسيك وجنوب أفريقيا (إ.ب.أ)
TT

المكسيك تواجه جنوب أفريقيا في افتتاح مونديال 2026

قرعة كأس العالم أسفرت عن مباراة افتتاح بين المكسيك وجنوب أفريقيا (إ.ب.أ)
قرعة كأس العالم أسفرت عن مباراة افتتاح بين المكسيك وجنوب أفريقيا (إ.ب.أ)

ستنطلق نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقررة العام المقبل في 11 يونيو (حزيران) بمواجهة المكسيك، إحدى ثلاث دول تستضيف البطولة، أمام جنوب أفريقيا في استاد أزتيكا الذي استضاف نهائيات 1970 و1986، تليها مباراة كوريا الجنوبية ضد أحد الفائزين من الملحق بعد سحب قرعة البطولة، الجمعة.

وتشارك جنوب أفريقيا في النهائيات لأول مرة منذ عام 2010، عندما تعادلت مع المكسيك في المباراة الافتتاحية، لكنها أخفقت في الوصول إلى مرحلة خروج المغلوب.

وتستهل أميركا، البلد المضيف الآخر، مشوارها في البطولة في اليوم التالي أمام باراغواي، بينما تلعب كندا التي تشارك أيضاً في استضافة البطولة أمام الفائز من الملحق، ربما إيطاليا في اليوم التالي.

وقعت الأرجنتين، حاملة اللقب، في المجموعة التي تضم الجزائر والنمسا والأردن، فيما تلعب البرازيل، الفائزة باللقب خمس مرات، ضد المغرب، الذي بلغ قبل النهائي في 2022، وهايتي واسكوتلندا.

ويشارك المنتخب الاسكوتلندي في النهائيات للمرة الأولى منذ عام 1998، عندما خسر أمام البرازيل في المباراة الافتتاحية.

وستكون المباراة الأولى لفرنسا أمام السنغال التي تسعى لتكرار واحدة من أكبر مفاجآت البطولة، عندما فاجأت حامل اللقب آنذاك في مباراتهما الأولى في بطولة 2002.

وستبدأ إنجلترا مشوارها في البطولة بمواجهة كرواتيا، التي تغلبت عليها في قبل نهائي 2018، كما ستواجه بنما، التي تغلبت عليها 6 - 1 في دور المجموعات في البطولة نفسها.

وسيتعين على المنتخبات الضيفة الانتظار حتى غد السبت، لمعرفة الملاعب وأوقات انطلاق مبارياتها؛ إذ سيعمل الفيفا على توزيع الملاعب ومواعيد انطلاق المباريات بما يتناسب مع الأسواق التلفزيونية العالمية.

ويضمن نظام التصنيف الجديد أن المنتخبات الأربعة الأولى في العالم حالياً وهي: إسبانيا، والأرجنتين حاملة اللقب، وفرنسا وصيفتها في 2022، وإنجلترا، لن تتواجه حتى الدور قبل النهائي إذا تصدرت مجموعاتها.

وقُسمت الفرق الـ48 المشاركة في البطولة، بما في ذلك ستة فرق ستتحدد عبر الملحق، إلى 12 مجموعة من أربعة فرق لإنتاج جدول منافسات ضخم يضم 104 مباريات في 16 مدينة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

ويسدل الستار على البطولة في 19 يوليو (تموز) المقبل عندما يقام النهائي في نيوجيرزي.

ويعلن الفيفا عن الملاعب ومواعيد المباريات في حدث عالمي آخر، السبت، لكن حتى ذلك سيكون عرضة للتعديل في مارس (آذار)، بعد اكتمال المقاعد الستة عبر الملحق.