من عالم القتال إلى سحر المستطيل الأخضر، خطا ألكسندر ميتروفيتش خطواته بثبات نحو المجد الكروي. مهاجم الهلال السعودي، الذي يستعد لمواجهة مرتقبة أمام ريال مدريد في الجولة الأولى من دور المجموعات لكأس العالم للأندية، لا يُعد مجرد مهاجم تقليدي؛ بل هو قناص يحمل في داخله روح المقاتلين.
ولد ميتروفيتش في بيئة رياضية وكان والده يراه مستقبلاً بارزاً في رياضة الكيك بوكسينغ، إلا أن المهاجم الصربي فضّل أن يحمل الكرة لا القفازات، ويبدو أن خياره كان في محله. بطول يناهز 1.89 متر وبنية جسدية قوية، بات من أبرز المهاجمين على الساحة الدولية، معروفاً بأسلوبه الصلب وقدرته على التفوق في الصراعات الهوائية والبدنية داخل منطقة الجزاء.
ووفقاً لما أوردته صحيفة «آس» الإسبانية، يمتلك ميتروفيتش حساً تهديفياً فطرياً، ويتقن اللعب بظهره للمرمى، حيث يُمكّن زملاءه من إعادة تنظيم الهجوم، ويمنح فريقه وقتاً للتنفس.
سلوكه الميداني لا يخلو من الحدة، فقد سبق أن تم إيقافه لثماني مباريات في إنجلترا بعد احتكاك عنيف مع حكم المباراة حين كان لاعباً في فولهام، وهو ما يعكس شخصيته النارية وانفعالاته الحادة التي ترافقه منذ نشأته في البلقان.
وأشارت الصحيفة إلى أن ميتروفيتش يُعد أبرز تهديد لريال مدريد في المواجهة المقبلة، نظراً لما يتمتع به من حضور بدني مرعب في منطقة الجزاء، وقدرة على قلب موازين أي مباراة بفضل أسلوبه الهجومي الكلاسيكي، إذ وصفته الصحيفة بـ«الملاكم الذي لم يخلع قفازاته فعلياً».
وذكرت الصحيفة أن اللاعب الصربي لفت الأنظار بشدة خلال مسيرته في إنجلترا، حيث سجل 111 هدفاً خلال 6 مواسم مع فولهام، ودوّن اسمه في تاريخ دوري الدرجة الأولى الإنجليزي بتحقيقه رقماً قياسياً بلغ 43 هدفاً في موسم واحد.
كما أثبت جدارته في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه اختار في النهاية الرحيل نحو الهلال، حيث وجد مكاناً مثالياً لاستكمال تألقه. وأضافت «آس» أن ميتروفيتش لا يكتفي بكونه هدافاً بارعاً مع الأندية؛ بل هو أيضاً الهداف التاريخي لمنتخب صربيا برصيد 63 هدفاً، متفوقاً على جميع المهاجمين الذين مثلوا بلاده عبر التاريخ، بما في ذلك دوسان فلاهوفيتش.
أما على صعيد الفريق، فيدخل الهلال بقيادة مدربه الجديد سيموني إنزاغي البطولة بطموحات كبيرة، مدعوماً بكوكبة من الأسماء اللامعة التي تملك تجارب قوية في الكرة الأوروبية؛ أمثال رينان لودي، وياسين بونو، وجواو كانسيلو، وسيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش، ومالكوم وكاليدو كوليبالي. وتشير التوقعات إلى أن الهلال، إلى جانب ريال مدريد، هما الأوفر حظاً للعبور إلى الدور التالي عن مجموعتهما التي تضم أيضاً باتشوكا وسالزبورغ.
ومع اقتراب صافرة البداية، تتجه الأنظار نحو المهاجم الذي اختار الكرة بدل الحلبة، وها هو اليوم يستعد لملاقاة الفريق الذي كتب تاريخه من ذهب... مواجهة القوة والمهارة تقترب.
