«هدنة غزة»: كيف يتجاوز الوسطاء رد «حماس» ورفض ويتكوف؟

وسط تصعيد إسرائيلي في رفح

دخان يتصاعد عقب غارة إسرائيلية بمدينة غزة يوم الأحد (أ.ب)
دخان يتصاعد عقب غارة إسرائيلية بمدينة غزة يوم الأحد (أ.ب)
TT

«هدنة غزة»: كيف يتجاوز الوسطاء رد «حماس» ورفض ويتكوف؟

دخان يتصاعد عقب غارة إسرائيلية بمدينة غزة يوم الأحد (أ.ب)
دخان يتصاعد عقب غارة إسرائيلية بمدينة غزة يوم الأحد (أ.ب)

أعاد رد «حماس» على مقترح واشنطن بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، المفاوضات إلى المربع صفر، بعد رفض المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، التعديلات التي أرسلتها الحركة واعتبارها «غير مقبولة»، فيما تتجه الأنظار إلى دور جديد للوسطاء لتقريب وجهات النظر بين طرفي الأزمة.

ذلك التباين يأتي وسط تصعيد إسرائيلي جنوب القطاع، وهو ما يراه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أنه يدفع نحو مزيد من الجهود للوسيطين مصر وقطر عبر اتصالات مع واشنطن و«حماس» للبحث عن مخرج خصوصاً مع اقتراب عيد الأضحى، متوقعين أن يكون هناك مقترح أميركي جديد يلبي مطلب الحركة بشأن ضمانات وقف الحرب، دون بقية التعديلات.

مصر وقطر تسعيان لتقريب وجهات النظر

وفي بيان مشترك، أعلنت مصر وقطر أنهما تواصلان جهودهما المكثفة لتقريب وجهات النظر والعمل على تذليل النقاط الخلافية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، ارتكازاً على مقترح المبعوث الأميركي ويتكوف، وبما يتيح استئناف المفاوضات غير المباشرة على أساس هذا المقترح. وشددت مصر وقطر في البيان على أنهما، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، يعتزمان تكثيف الجهود لتذليل العقبات التي تشهدها المفاوضات. كما دعا البلدان إلى ضرورة تحلي كل الأطراف بالمسؤولية ودعم جهود الوسطاء لإنهاء الأزمة بقطاع غزة وبما يعيد الاستقرار والهدوء للمنطقة.

الدخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة يوم الأحد (د.ب.أ)

ووفق الإفادة تتطلع الدولتان إلى «سرعة التوصل إلى هدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً تؤدي إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار بقطاع غزة، وبما يسمح بإنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة بالقطاع والسماح بفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بما يضمن التخفيف من المعاناة التي يواجهها الشعب الفلسطيني بغزة، وصولاً إلى إنهاء الحرب بشكل كامل والبدء في إعادة إعمار القطاع وفقاً للخطة التي اعتمدتها القمة العربية الطارئة بالقاهرة في مارس (آذار) الماضي».

مشاورات إسرائيلية

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قوله إن رد «حماس» «غير مقبول تماماً»، مضيفاً: «بينما وافقت إسرائيل على مقترح ويتكوف المُحدّث لإطلاق سراح الرهائن، لا تزال (حماس) متمسكة برفضها، وستواصل إسرائيل العمل لإعادة رهائننا إلى ديارهم وهزيمة (حماس)».

وأجرى نتنياهو مشاورات مع قيادات المؤسسة العسكرية وفريق التفاوض حول ما أسموه «رفض (حماس)» لمقترح ويتكوف، كما بحث هاتفياً مع ويتكوف رد الحركة لمقترح وقف إطلاق النار، بحسب ما ذكرته الصحيفة.

وكان ويتكوف انتقد مساء السبت عبر منصة «إكس» رد حركة «حماس» على المقترح الأميركي، ووصفه بأنه «غير مقبول تماماً»، وطالبها بقبول الإطار الزمني الموضوع أساساً لمحادثات غير مباشرة يمكن الشروع بها خلال أسبوع.

وتمسك ويتكوف بقبول الحركة للمقترح باعتباره السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً خلال الأيام المقبلة، وبمقتضاه تطلق «حماس» سراح نصف المحتجزين الأحياء لديها ونصف الجثث التي بحوزتها، لكن «حماس» في بيان أعلنت أنها ستطلق سراح 10 من المحتجزين الإسرائيليين الأحياء وتسلم 18 جثماناً مقابل وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي من قطاع غزة وعدد يُتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين.

دخان وألسنة لهب تتصاعد من منزل قصفته غارة إسرائيلية في مدينة غزة يوم الأحد (رويترز)

وكان مصدر مقرب من «حماس» قد ذكر لـ«الشرق الأوسط»، السبت، أن «الحركة تسعى حالياً إلى تعديل هذا المقترح بما يجعله مقبولاً، خصوصاً فيما يتعلق بالنقاط الجوهرية التالية، في 3 بنود أساسية متعلقة بمسألة تسليم الرهائن والبروتوكول الإنساني وبند الانسحاب من مناطق محددة.

ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، عن مصدر مطلع على المفاوضات، القول إن رد «حماس» على مقترح ويتكوف يتضمن مطلباً يُصعّب على إسرائيل استئناف القتال إذا لم تكتمل المحادثات بشأن وقف دائم لإطلاق النار بنهاية الهدنة التي تستمر 60 يوماً.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد قال، أمس الجمعة، إن الأطراف قريبة من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وفقاً لمقترح ويتكوف، مشيراً إلى أنه سيتحدث عن هذا الأمر «اليوم أو غداً»، قبل أن ترد «حماس» بطلب تعديلات لم تلقَ قبولاً لدى واشنطن.

الأمر بات صعباً

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن «الأمر بات صعباً للغاية في ظل هذه التباينات بين (حماس) التي تطالب بضمانات لوقف دائم لإطلاق النار، وإسرائيل التي ترفض، وبالتالي فرصة النجاح والتوصل إلى الحلول مع تدخل الوسيطين مصر وقطر باتت ضئيلة».

ويؤكد فرج أن المشاورات بالتأكيد ستتواصل بين مصر وقطر مع واشنطن، إضافة إلى «حماس»، متوقعاً إن كانت هناك فرصة ضئيلة للنجاح فستكون في تقديم حلول وسط من الوسيطين أو تقديم واشنطن أفكاراً جديدة ترضي «حماس»، لا سيما في بند الوقف الدائم، وإن كان ذلك صعباً لرفضه المتوقع من إسرائيل.

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أن مقترح ويتكوف بات أقرب لإسرائيل من حل يمكن التوافق عليه، وهذا لن تقبل به «حماس»، متوقعاً أن يبذل الوسيطان المصري والقطري جهوداً أكبر للوصول إلى حلول وسط لتجاوز بعض الملفات بشكل أو آخر.

ووسط تضاؤل فرص التوصل إلى اتفاق، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) نقلاً عن مصادر محلية، الأحد، بأن قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل مباشر على المئات من المواطنين، في أثناء محاولتهم الوصول إلى نقطة توزيع مساعدات في مواصي رفح، ما أسفر عن مقتل 31 مواطناً على الأقل، وإصابة 115 آخرين.

فلسطينيون يجرون بحثاً عن ملاذ إثر هجوم إسرائيلي بمدينة غزة (أ.ب)

فيما توعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان الأحد، بأن «الجيش الإسرائيلي في غزة سيعمل بقوة هائلة»، لافتاً إلى أنه «أوعز بمواصلة التقدم ضد جميع الأهداف، بغض النظر عن أي مفاوضات، واستخدام كل الوسائل اللازمة، جواً وبراً وبحراً، لحماية جنود الجيش الإسرائيلي والقضاء على (حماس) وسحقها».

ويرى فرج أنه في ظل ذلك «التعثر المحتمل» تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في محاولة لزيادة الضغوط على «حماس»، لحين حدوث انفراجة في أي مفاوضات جديدة.

ويعتقد الرقب أن إسرائيل تريد تفجير أي محادثات بهذا التصعيد، ولكي يستمر نتنياهو في حربه وضمان مصالحه الشخصية والسياسية، متوقعاً أن التصعيد قد يتلاشى حال التوصل إلى هدنة جديدة التي تبدو فرصها قليلة مع الاختلافات الحالية.


مقالات ذات صلة

«حماس»: اتفاق غزة «في مهب الريح» بعد 813 خرقاً إسرائيلياً

المشرق العربي نازحون يمرون عبر برك المياه جراء الأمطار الغزيرة في مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)

«حماس»: اتفاق غزة «في مهب الريح» بعد 813 خرقاً إسرائيلياً

دعت حركة «حماس» الوسطاء في اتفاق غزة إلى التدخل لمنع انهياره في ظل الخروقات الإسرائيلية اليومية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون نازحون يدفعون سيارة عبر مياه الفيضانات عقب هطول أمطار غزيرة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

الشتاء القاسي يغرق غزة… ويعصف بخيام النازحين (صور)

شهد قطاع غزة، فجر الثلاثاء، كارثة جديدة تزيد من معاناة سكانه النازحين، حيث أغرقت الأمطار الغزيرة أكبر مستشفى في القطاع وآلاف خيام الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي يركض الناس بحثاً عن مأوى بينما يتصاعد عمود من الدخان فوق الخيام في مخيم للنازحين الفلسطينيين شمال خان يونس (أ.ف.ب) play-circle

غزة: خطة ترمب على المحك مع تعثر الانتقال إلى المرحلة الثانية

يوماً بعد يوم تزداد الشكوك في قدرة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن قطاع غزة على الصمود في وجه التحديات والعقبات التي يفرضها موقف كل من طرفي الصراع الرئيسين

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب) play-circle

ترمب: نبحث ما إذا كانت إسرائيل انتهكت وقف النار... و«قوة الاستقرار» تعمل بالفعل

قال الرئيس الأميركي، الاثنين، إن إدارته تبحث فيما إذا كانت إسرائيل انتهكت وقف إطلاق النار في قطاع غزة بقتلها، السبت، قيادياً في حركة «حماس» الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي حديث بين ترمب ونتنياهو في الكنيست الإسرائيلي 13 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)

تقرير: الولايات المتحدة تُبلغ نتنياهو بأن استهداف القيادي بـ«حماس» خرق لوقف إطلاق النار

قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن البيت الأبيض وجّه توبيخاً شديد اللهجة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خلفية الضربة التي استهدفت القائد البارز في «حماس».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

كيف سينعكس هجوم تدمر على علاقة حكومة الشرع بواشنطن؟

الأمن السوري نفذ عمليات في مدينة تدمر عقب الهجوم الإرهابي (الداخلية السورية)
الأمن السوري نفذ عمليات في مدينة تدمر عقب الهجوم الإرهابي (الداخلية السورية)
TT

كيف سينعكس هجوم تدمر على علاقة حكومة الشرع بواشنطن؟

الأمن السوري نفذ عمليات في مدينة تدمر عقب الهجوم الإرهابي (الداخلية السورية)
الأمن السوري نفذ عمليات في مدينة تدمر عقب الهجوم الإرهابي (الداخلية السورية)

جاء الهجوم الذي استهدف اجتماع مسؤولين من قيادة الأمن السوري مع وفد من قوات التحالف الدولي، السبت الماضي، في البادية السورية، في وقت بالغ الحساسية للحكم السوري، خصوصاً في ظل الأنباء عن انتماء المهاجم لتنظيم «داعش» برغم أنه من عناصر الأمن العام. وفيما اتجهت الأنظار إلى واشنطن لمتابعة تأثير الهجوم على موقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب من السلطة في سوريا، قالت مصادر في دمشق إن الحادث الذي تسبب في مقتل ثلاثة أميركيين، سيسهم على الأرجح في تعزيز الدعم الأميركي للقوات الحكومية السورية، وليس العكس.

واستهدف هجوم السبت اجتماعاً ضم مسؤولين من قيادة الأمن السوري في البادية مع وفد من قوات التحالف الدولي. وقالت وزارة الداخلية السورية إن الاجتماع كان مخصصاً لبحث آليات مكافحة تنظيم «داعش»، عندما تسلل شخص تابع للتنظيم وأطلق النار على القوات المشتركة السورية - الأميركية.

وتحدثت مصادر سورية قريبة من الحكومة السورية، لـ«الشرق الأوسط»، عن حالة استنفار داخل المؤسسات العسكرية والأمنية السورية، وصدور تعليمات وإجراءات جديدة بهدف منع الاختراقات وضبط الجهازين الأمني والعسكري.

من جهته، يقول الباحث عبد الوهاب عاصي: «رغم أنّ تنظيم (داعش) كثف من أنشطته بعد الحادثة؛ حيث نفذ هجمات جنوب معرة النعمان، ونصب حواجز خاطفة في مناطق مختلفة بشمال سوريا بهدف إظهار ضعف الحكومة السورية أمام الولايات المتحدة في مواجهة تهديده، فإن تصريحات المسؤولين الأميركيين تُشير بوضوح إلى أن واشنطن ماضية بالشراكة مع دمشق ضمن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم (داعش)».

وأشار عاصي إلى أنه وبخلاف المتوقع «قد تلجأ الولايات المتحدة لدعم الحكومة السورية لوجيستياً من أجل تنفيذ عمليات تمشيط في البادية وشمال سوريا، لملاحقة خلايا التنظيم، ويأتي ذلك في إطار توجه أميركي للاعتماد على الشركاء المحليين في منع عودة التنظيم».

من جانبه، استبعد السياسي والإعلامي أيمن عبد النور، حصول تداعيات سلبية لهجوم تدمر على العلاقات الأميركية - السورية، لأن الإدارة الأميركية «تدرك وجود صعوبات، وتعرف أن الجيش السوري ليس جاهزاً»، لا سيما وقد جرى ضم عشرات آلاف العناصر خلال فترة قياسية، دون توفر إمكانات لدراسة كل تلك العناصر وخلفياتها بدقة.

لذلك، يرى عبد النور أنه يمكن للإدارة الأميركية أن تتجه نحو «مساعدة الجيش السوري وتجهيزه بالإمكانات والتدريبات اللازمة، ليكون فاعلاً في التحالف الدولي». وأكد أن إدارة الرئيس ترمب «حريصة على أن يتم ذلك».

عناصر من الأمن السوري في تدمر (الداخلية السورية)

ويرى مروان عبد القادر، الباحث في مركز «عمران للدراسات الاستراتيجية»، أنه وبغض النظر عما إذا كان الاستهداف قد تم على يد عنصر لتنظيم «داعش»، أو أنه رد انتقامي فردي داخلي على التحولات الآيديولوجية التي أبدتها الحكومة السورية الجديدة، والتي قد لا تكون مقنعة لبعض المقاتلين ضمن قوى الجيش والأمن، فإن الحدث كشف عن التعقيدات التي نشأت في ظلها النواة الأولى لتلك القوات، في ظل الفراغين الأمني والعسكري اللذين خلفهما سقوط نظام بشار الأسد، وما تبعه من استقطابات مكثفة لمقاتلين لم يتسنَّ لقيادة الجيش والأمن أن تختبرهم، أو تتقصى خلفياتهم الآيديولوجية.

وفي كلتا الحالتين، يقول عبد القادر إن ذلك «يزيد من احتمالات وجود الخرق الأمني في صفوفهما بما يمكن التنظيم من امتلاك أوراق قوة تكمن في قدرته على تنفيذ عمليات نوعية ومن داخل الدولة نفسها، تستهدف مؤسساتها أو شخصياتها، ويزيد ذلك أيضاً من حالة الاضطراب وعدم اليقين بالاستقرار الأمني والمؤسساتي للدولة. وهذا يحتم على الدولة السورية في هذه المرحلة الحرجة، إعادة النظر والتقييم الموسع للكوادر البشرية المنتمية لوحدات الجيش وقوات الأمن، وأن تعيد رسم اتجاه البوصلة وتبني مؤسساتها العسكرية والأمنية بتراتبية خالية، مما قد ينخر جسدها، أو يتسبب في كارثة غير متنبئ بها تعيد الحالة السورية إلى الفوضى التي تفقد الإدارة تحكمها».

المشهد بعيون أميركية

توم برّاك مبعوث الولايات المتحدة إلى سوريا يلتقي بالرئيس السوري أحمد الشرع في تركيا يوم 24 مايو (إ.ب.أ)

يتحدث السياسي والإعلامي أيمن عبد النور عن تداعيات الهجوم الإرهابي على مستوى النقاش الداخلي ضمن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، مشيراً إلى «وجود كتلة تؤيد التحالف مع (قوات سوريا الديمقراطية)، وهي تقول إن هذا التحالف في محاربة (داعش) لم يتعرض خلال الفترة الماضية لأي حادث مثل هجوم تدمر، وإن التعامل مع الأكراد أفضل من التعامل مع حكومة الرئيس أحمد الشرع».

في المقابل، هناك كتلة أخرى مؤيدة للتحالف مع حكومة الشرع، ولضرورة أن يكون هناك رأس واحد في سوريا تتعامل معه إدارة الرئيس ترمب. ويرى الفريق الثاني أن حادثة تدمر تجربة يمكن تجاوزها والتوجه نحو تقوية الجيش السوري.

أما فيما يتعلق بتأثير التداعيات على الوضع الداخلي السوري، فيرى أيمن عبد النور أن هجوم تدمر سوف يقوي من موقف الرئيس السوري، لـ«الضرب بيد من حديد»، والتغيير في الإدارات والقيادات، ووضع قوانين جديدة صارمة «تضبط عمليه التطوع في الجيش».

عملية أمنية في تدمر بالبادية السورية عقب الهجوم الإرهابي على وفد سوري - أميركي مشترك (الداخلية السورية)

يتفق مع هذا الرأي الباحث عبد الوهاب عاصي، الذي يرى أن «تزايد الهجمات سيترتب عليه رفع جاهزية أمنية وعسكرية»، مع احتمال أن «يكون لهذه الهجمات خطر أكبر إذا ترافقت مع تصعيد إسرائيلي جنوب البلاد، وهو ما تحاول الحكومة السورية تلافيه بالتنسيق مع الولايات المتحدة التي لا تريد أي انهيار في السيطرة؛ بل تدعم فرض الاستقرار والاستمرار في تحقيق التسويات مع الأطراف المحلية مثل (قسد) والسويداء، والإقليمية مثل إسرائيل».

واستبعد عاصي أن يكون للحادث الأخير أي تأثير على تصويت مجلس الشيوخ، الأربعاء 19 ديسمبر (كانون الأول)، على مشروع قانون إلغاء عقوبات قيصر على سوريا، وقال: «لقد تم التوافق على النص بين أعضاء الحزبين قبل عرضه على مجلس النواب وتمريره لمجلس الشيوخ، وهو يتضمن أساساً التأكيد على دعم الحكومة في مواجهة الإرهاب و(داعش)، والحث على دمج (قسد) في منظومة الحكم».


«حماس»: اتفاق غزة «في مهب الريح» بعد 813 خرقاً إسرائيلياً

نازحون يمرون عبر برك المياه جراء الأمطار الغزيرة في مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)
نازحون يمرون عبر برك المياه جراء الأمطار الغزيرة في مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

«حماس»: اتفاق غزة «في مهب الريح» بعد 813 خرقاً إسرائيلياً

نازحون يمرون عبر برك المياه جراء الأمطار الغزيرة في مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)
نازحون يمرون عبر برك المياه جراء الأمطار الغزيرة في مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)

أكد القيادي في حركة «حماس» وعضو الوفد المفاوض، غازي حمد، اليوم (الثلاثاء)، أن «الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خروقات واسعة ومتعمَّدة لاتفاق وقف إطلاق النار، الموقَّع 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2025، مما يفرض على الوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين التدخل لمنع انهياره».

وقال حمد، في تصريحات صحافية، اليوم، أوردها المركز الفلسطيني للإعلام، إن الاتفاق مضى على دخوله حيز التنفيذ 66 يوماً، وشدد على أن نصوصه «واضحة ومفصَّلة ولا تحتمل أي لبس، غير أن الاحتلال يتلاعب ببنود الاتفاق ولم يترك بنداً واحداً إلا وخرقه أو التفَّ عليه».

وأوضح أن حركة «حماس» التزمت التزاماً كاملاً ببنود الاتفاق منذ اليوم الأول، مؤكداً أن الوسطاء الذين تابعوا التطورات الميدانية في قطاع غزة يشهدون بعدم تسجيل أي خرق من جانب الحركة طوال فترة سريان الاتفاق.

و اتهم حمد «حكومة الاحتلال وجيشه بارتكاب خروقات متكررة ومخططة»، معتبراً أن «تكرارها يدل على أنها صادرة بقرارات رسمية، وليست حوادث فردية»، لافتاً إلى أن «هذه الخروقات شملت عمليات قتل وإعدام ميداني، وإطلاق نار على المواطنين، وقصفاً واستهدافات واغتيالات داخل قطاع غزة».

وأشار إلى «تجاوز قوات الاحتلال الخط الأصفر بمسافات كبيرة، إضافةً إلى خروقات واسعة في ملف المساعدات الإنسانية، وإغلاق معبر رفح، ومنع إدخال المعدات اللازمة، مما فاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع».

وجدد حمد التأكيد أن «هذه الخروقات الفاضحة تشكل انتهاكاً صريحاً للاتفاق، وتضع الوسطاء والمجتمع الدولي أمام مسؤولياتهم في ضمان تنفيذه ومنع انهياره»، كاشفاً عن أن «عدد الخروقات منذ بدء الاتفاق تجاوز 813 خرقاً، بمعدل يقارب 25 خرقاً يومياً»، واصفاً ذلك بأنه «أمر خطير جداً» يهدد استمرارية الاتفاق.

وأضاف أن «الحركة تتابع هذه الخروقات بشكل دائم، وأعدت تقارير مفصلة جرى تسليمها للوسطاء بشكل يومي، كما وصلت إلى الغرفة المشتركة التي تضم الأطراف المعنية بمتابعة تنفيذ الاتفاق»، لافتاً إلى أن «الاحتلال ضرب بعرض الحائط كل الأدلة الدامغة التي تُثبت ارتكابه الخروقات، بل تعمَّد تصعيدها والإعلان صراحةً عن استمراره في تنفيذ عمليات اغتيال واعتقال

وقتل واستهداف في قطاع غزة، من دون أي رادع».

وحذر حمد من أن «هذه الخروقات المتعمَّدة والواضحة تهدد الاتفاق بشكل كبير وتجعله يترنح»، داعياً الوسطاء وجميع الأطراف المعنية باستمرار وقف إطلاق النار إلى التحرك العاجل لردع الاحتلال ومنع انهيار الاتفاق، الذي بات «في مهب الريح».

وأشار إلى «وجود اتفاق سابق بين الأطراف على تشكيل لجنة خاصة لمعالجة الخروقات، تقوم بإبلاغ الوسطاء بكل خرق فور وقوعه والعمل على معالجته، بما يضمن عدم لجوء أي طرف إلى إجراءات أحادية»، مؤكداً أن «تجاهل الاحتلال هذا المسار يزيد من تعقيد الوضع ويقوّض فرص استمرار وقف إطلاق النار».


«صحة غزة»: وفاة رضيع بعمر أسبوعين نتيجة البرد الشديد

طفل فلسطيني يقف بجانب والدته وهي تغسل الملابس بينما تُعلق المراتب لتجف فوق خيمتهم في مخيم مؤقت للنازحين أقيم على شاطئ مدينة غزة (أ.ب)
طفل فلسطيني يقف بجانب والدته وهي تغسل الملابس بينما تُعلق المراتب لتجف فوق خيمتهم في مخيم مؤقت للنازحين أقيم على شاطئ مدينة غزة (أ.ب)
TT

«صحة غزة»: وفاة رضيع بعمر أسبوعين نتيجة البرد الشديد

طفل فلسطيني يقف بجانب والدته وهي تغسل الملابس بينما تُعلق المراتب لتجف فوق خيمتهم في مخيم مؤقت للنازحين أقيم على شاطئ مدينة غزة (أ.ب)
طفل فلسطيني يقف بجانب والدته وهي تغسل الملابس بينما تُعلق المراتب لتجف فوق خيمتهم في مخيم مؤقت للنازحين أقيم على شاطئ مدينة غزة (أ.ب)

أعلنت وزارة الصحة بغزة، اليوم الثلاثاء، وفاة طفل رضيع نتيجة انخفاض حاد في درجة حرارة الجسم بسبب البرد الشديد، في ظل ظروف قاسية يعيشها أهالي القطاع من جراء المنخفض الجوي.

وقالت الصحة، في بيان صحافي، اليوم، أورده المركز الفلسطيني للإعلام، إن الطفل الرضيع محمد خليل أبو الخير (عمره أسبوعان) تُوفي نتيجة انخفاض حاد في درجة حرارة الجسم بسبب البرد الشديد.

وأضافت: «وصل الطفل أبو الخير إلى المستشفى قبل يومين، وأُدخل العناية المركزة، إلا أنه فارق الحياة يوم أمس».

وتسببت الأمطار الغزيرة بغرق عدد كبير من خيام النازحين في مناطق متفرقة من قطاع غزة، خاصة في المناطق المنخفضة، ما فاقم معاناة آلاف العائلات التي تعيش أوضاعاً إنسانية بالغة الصعوبة في ظل الظروف الجوية القاسية واستمرار تداعيات العدوان، طبقاً للمركز.

كان المدير العام لوزارة الصحة منير البرش قد حذر من وفاة أطفال وكبار سن ومرضى من جراء انخفاض درجات الحرارة داخل خيام النازحين التي غمرتها الأمطار.

وقال البرش، في وقت سابق، إن الرطوبة والمياه داخل الخيام تهيئ بيئة لانتشار أمراض الجهاز التنفسي بصفوف النازحين، في حين يعجز المرضى عن الحصول على أي رعاية صحية.