تحت عنوان «أيادٍ تصنع الخلود»، نظم المتحف القومي للحضارة المصرية معرضاً أثرياً مؤقتاً، يتضمن قطعاً أثرية من عصور مختلفة، تم ترميمها، لتصبح صالحة للعرض المتحفي، وتحكي جزءاً من تاريخ مصر الممتد عبر آلاف السنين.
المعرض الذي تم افتتاحه بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف في 18 مايو (أيار) الحالي، ويستمر لأسبوعين، جاء ليبرز دور المرممين الذي أطلق عليهم بيان للمتحف «أطباء الحضارة»، للتعريف بجهودهم وعملهم الذي يقترب من الوصول للصورة الأولى التي كانت عليها القطع الأثرية، وذلك من خلال عرض مراحل ترميم هذه القطع، وتوضيح شكلها قبل وفي أثناء وبعد الترميم.

وأوضحت نائبة الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية للشؤون الأثرية، الدكتورة نشوى جابر، أن المعرض يضم قطعاً نادرة تُعرض لأول مرة، تجسّد دقة الحرفة المصرية القديمة، وتبرز الدور الجوهري للمرممين في إعادة إحياء الكنوز الأثرية وصونها للأجيال القادمة.
وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «إن المعرض يحتفي بأعمال الخبراء المصريين الذين ساهموا في ترميم هذه الآثار وحمايتها من الاندثار، ويضم المعرض 21 قطعة أثرية إلى جانب 21 عملة معدنية تم ترميمها وتنظيفها بعد أن كانت مغطاة بتكتلات وتكيسات».

وأضافت: «المعرض كان مقرراً له 15 يوماً، لكن نظراً للإقبال الشديد عليه من الزوار نتوقع أن يمتد لأسبوعين إضافيين، وهو يضم قطعاً من عصور مختلفة، سواء المصري القديم أو القبطي أو العصر الإسلامي».
وحول محتويات المعرض الأثري، أوضحت أنه يضم مجموعة من الفاترينات: «تم تخصيص كل فاترينة عرض لمعدن أو خامة معينة، فهناك فاترينة تضم القطع الفخارية المتنوعة، وأخرى تحتوي على الآثار المصنوعة من الطوب اللبن، بينما تم تخصيص فاترينة للمعادن، وأخرى للأحجار، وفاترينة للأخشاب، وأخرى للبرديات والمخطوطات، وكذلك النصوص الدينية والكتب المقدسة».
وتابعت: «شارك في المعرض كل المرممين بالمتحف. والمعروضات الموجودة به هي نتاج عدة سنوات من العمل والصيانة الدورية التي تتم للمخازن وقاعات العرض».

يضم المعرض مجموعة مختارة من الكنوز الأثرية، من بينها قطعة فريدة تعرض لأول مرة، ويكشف المعرض عن الجانب الخفي من العمل المتحفي، ويسلط الضوء على حرفية ودقة المرممين في حماية تراث مصر الممتد عبر آلاف السنين، وفق بيان للمتحف.
ويضم المتحف القومي للحضارة المصرية 1600 قطعة معروضة بقاعته المركزية، تم اختيارها لإلقاء الضوء على التراث المادي واللامادي لمصر، وفق وزارة السياحة والآثار.


