وزير الخارجية اليمني: مشاورات جنيف في 15 الحالي

المخلافي يزور الإمارات ويناقش الأوضاع الإنسانية في اليمن

عبدالله بن زايد يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني (وام)
عبدالله بن زايد يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني (وام)
TT

وزير الخارجية اليمني: مشاورات جنيف في 15 الحالي

عبدالله بن زايد يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني (وام)
عبدالله بن زايد يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني (وام)

أعلن نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، أمس، أن مشاورات جنيف بين الأطراف اليمنية المتنازعة التي تسعى إلى عقدها الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ستعقد في منتصف الشهر الحالي.
وجاء الإعلان عن موعد المشاورات، بعد زيارة ولد الشيخ إلى عدن وإجرائه لمباحثات مع الرئيس عبد ربه منصور هادي بشأن الترتيبات النهائية لعقد المشاورات. وقال المخلافي، في منشور له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن «(جنيف2) للتشاور حول تنفيذ القرار 2216»، ستعقد في 15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وإنه يتمنى «من الله أن لا ترتكب أي حماقات تعطل ما بذلناه من جهد وما قدمناه من أجل السلام وتخفيف المعاناة عن شعبنا الصابر».
وتأتي إشارة الوزير المخلافي واضحة إلى تصعيد الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، الذي تشهده الساحة وجبهات القتال، على مختلف الصعد، وهو التصعيد الذي تمارسه الميليشيات كلما اقتربت المشاورات والمساعي التي تبذلها الأمم المتحدة للتوصل إلى حل للازمة اليمنية، كما حدث في الجولة الأولى من المشاورات التي عقدت في جنيف، في يونيو (حزيران) الماضي، بحسب المراقبين.
وبحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي مع عبد الملك عبد الجليل المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني، الذي يزور الإمارات، التحضيرات الجارية لمشاورات جنيف2 التي دعت لها الأمم المتحدة والمقرر عقدها منتصف الشهر الجاري، إضافة إلى الأحداث والتطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا على الساحة اليمنية، وبحث آخر المستجدات والأوضاع الإنسانية وتداعياتها على المتأثرين جراء أعمال العنف ضد المدنيين التي تنفذها ميليشيات الحوثي وصالح.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية استعرض الجانبان أيضا العلاقات التي تربط الإمارات باليمن، وما تشهده القضية اليمنية من تطورات والسبل الكفيلة بوضع حل لما يجري في اليمن، وأكدا الحرص على استقلال اليمن وسيادته والحفاظ على وحدته الوطنية وسلامته الإقليمية وهويته العربية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».