حيّ فلوريس ما زال يتذكر صدى خطى البابا فرنسيس في طفولتهhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7/5135087-%D8%AD%D9%8A%D9%91-%D9%81%D9%84%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%B3-%D9%85%D8%A7-%D8%B2%D8%A7%D9%84-%D9%8A%D8%AA%D8%B0%D9%83%D8%B1-%D8%B5%D8%AF%D9%89-%D8%AE%D8%B7%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7-%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%B3-%D9%81%D9%8A-%D8%B7%D9%81%D9%88%D9%84%D8%AA%D9%87
حيّ فلوريس ما زال يتذكر صدى خطى البابا فرنسيس في طفولته
الزهور خارج المنزل الذي وُلد فيه البابا فرنسيس في حيّ فلوريس ببوينس آيرس (أ.ف.ب)
بوينس آيرس:«الشرق الأوسط»
TT
بوينس آيرس:«الشرق الأوسط»
TT
حيّ فلوريس ما زال يتذكر صدى خطى البابا فرنسيس في طفولته
الزهور خارج المنزل الذي وُلد فيه البابا فرنسيس في حيّ فلوريس ببوينس آيرس (أ.ف.ب)
في حيّ فلوريس في غرب بوينس آيرس حيث نشأ البابا فرنسيس، أحيت وفاته سيلاً من الذكريات المجبولة بالحنان لمسار خورخي بيرغوليو منذ طفولته وحتى تعيينه رئيساً لأساقفة العاصمة الأرجنتينية.
تستذكر الراهبة تيريزا روفيرا، مديرة معهد سيّدة الرحمة، الذي ارتاده فرنسيس في طفولته على مقربة من منزل عائلته في حيّ للطبقة الوسطى كان أفضل حالاً في الماضي: «هنا دخل إلى الروضة، وفي الباحات الواسعة، كان يلعب كرة القدم مع رفاقه»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».
البابا فرنسيس (يسار) وشقيقه أوسكار في صورة التقطت في بوينس آيرس (أ.ب)
وتضيف: «يُقال إنه كان مشاكساً وطريفاً»، مستذكرة شهادات راهبات شهدن على مساره في الأربعينات، قبل أن تردف مبتسمة: «لا يولد المرء قدّيساً... بل يرتقي إلى مصافي القداسة».
الزهور خارج المنزل الذي وُلد فيه البابا فرنسيس في حيّ فلوريس ببوينس آيرس (أ.ف.ب)
وفي الكنيسة الصغيرة للمدرسة المشيّدة منذ أكثر من مائة سنة، احتفل خورخي بيرغوليو بالمناولة الأولى وسرّ التثبيت (سرّ الميرون) وسمي كاهناً معاوناً. وكان يحرص على إحياء القدّاس فيها في 8 أكتوبر (تشرين الأول) في ذكرى مناولته الأولى، محافظاً على علاقته الوثيقة بالمؤسسة؛ على ما تقول الأخت تيريزا.
البابا فرنسيس خلال سنواته الكهنوتيّة الأولى في الأرجنتين (موقع أخبار الفاتيكان)
وكان خورخي بيرغوليو يكنّ معزّة خاصة للأخت دولوريس التي درّسته التعليم الديني، وهو كان يناديها «معلمتي»، وبقي ممتنّاً لها طوال عمره.
رافقته الأخت دولوريس: «في فترة صعبة من حياته عندما تعرّض في الحادية والعشرين من العمر لمشكلة كبيرة في الجهاز التنفّسي استدعت استئصال جزء من رئته»، على ما تخبر الأخت تيريزا.
وتؤكّد الراهبة: «ظل على تواصل معنا... وعهد على الحضور لتناول المعكرونة معنا أيّام الأحد».
سيدة تحمل صورة للبابا فرنسيس في كاتدرائية سان خوسيه دي فلوريس في بوينس آيرس (إ.ب.أ)
وبعد تعيينه رئيساً لأساقفة بوينس آيرس، كان يأتي من «كاتدرائيته» في وسط المدينة، متسلّلاً من الباب الجانبي للمدرسة ومتوجّهاً مباشرة إلى المطبخ لاحتساء الشاي مع الطباخة.
وتستذكر الأخت تيريزا بحنّية أنه كان يقول: «لا تخبري الراهبات بعد بوصولي. فلنشرب الشاي معاً، لكن دعيني أعده لك»، مؤكّدة أنه «كان يحرص على أن يكون قريباً من الناس».
روحه باقية
كان خورخي بيرغوليو يتسم أيضاً بطباع سكان العاصمة بوينس آيرس (بورتينيو) المعروفين بعنادهم، على ما تخبر الراهبة: «فرغم آلام الركبة، ومن أنه كان يعرج في بعض الأحيان، كان يرفض دوماً العودة بسيّارة أجرة»، مفضّلاً الحافلة أو المترو أو حتّى السير على قدميه.
حضر مئات آلاف المصلّين في فلوريس بعد إعلان وفاة البابا (أ.ف.ب)
بساطته وأسلوب عيشه الذي عنى «الوجود في الشارع والانفتاح على الجميع ولا سيما الفقراء» هما تركة البابا فرنسيس الذي يبقى عزيزاً على قلب فلوريس، كما يقول الأب مارتن بورديو الكاهن المسؤول عن بازيليك القدّيس يوسف.
الناس يتجمعون في كنيسة سان خوسيه دي فلوريس (رويترز)
وعندما كان البابا فرنسيس «في المستشفى في الفترة الأخيرة، قدّم لوحة للكنيسة»، على ما يخبر الأب بورديو، مؤكّداً: «كان يحبّ فلوريس كثيراً، فهو الحيّ الذي نشأ فيه، وحيث توجد رعيّته وجذوره، وبقي يفكّر فيه حتّى اللحظة الأخيرة من روما».
ويستذكر خوان فالكو (72 عاماً) الذي يملك كشكاً للصحف مطلّاً على ساحة قريبة: «عندما انتخب بابا، انفجر سكان فلوريس فرحاً، كأنما حدثت ثورة... كدنا لا نصدّق أن هذا الشخص البسيط الذي نعرفه جميعنا بات حبراً أعظم. فقد اختاروه من أقاصي المعمورة».
ومساء الاثنين، حضر مئات آلاف المصلّين، من عائلات وتلامذة مدارس ما زالوا يلبسون زيّهم الدراسي قدّاساً في بازيليك القدّيس يوسف، بعد صلاة أقيمت على راحة البابا نفسه في فترة بعد الظهر تخلّلتها تلاوة نصوص من توقيعه.
وما زالت الأخت تيريزا تتذكّر جيّداً أحد آخر القداديس الذي أحياه رئيس أساقفة بوينس آيرس في ذاك الوقت في كنيسة المعهد قبل سفره للمشاركة في مجمّع الكرادلة في روما في فبراير (شباط) 2013.
لوحة للبابا فرانسيس معروضة في كنيسة سان خوسيه دي فلوريس بعد أن أعلن الفاتيكان عن وفاته في بوينس آيرس (رويترز)
وهي تخبر: «غادر بحقيبة صغيرة، ببساطته المعهودة. وهو كان على قناعة بأنه سيعود إلى بوينس آيرس العزيزة على قلبه، لكنه لم يعد حينها».
وتمتم خوان فالكو: «برغوليو... لطالما عاد إلى فلوريس، بل الحق أنه لم يرحل عن الحيّ يوماً، ولن يفارقه أبداً».
زار البابا ليو الـ14 جامع السلطان أحمد في إسطنبول المعروف بـ«الجامع الأزرق» في أول زيارة لدار عبادة ومعلم إسلامي بارز منذ انتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية.
دشّن بابا الفاتيكان، ليو الرابع عشر، أولى زياراته الخارجية من تركيا، حيث وصل إلى العاصمة أنقرة، أمس (الخميس)، في زيارة تستمر 4 أيام، ينتقل بعدها إلى لبنان.
بيعت كاميرا من ماركة «لايكا» كانت للبابا فرنسيس، ضمن مزاد أُقيم في فيينا، السبت، مقابل 7.49 مليون دولار، على أن يعود ريع المزاد لجمعية البابا الراحل الخيرية.
أعلن الفاتيكان برنامج الزيارة التي ستجرى بين 27 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) إلى تركيا ولبنان، وتتضمّن زيارة موقع انفجار مرفأ بيروت للصلاة
ألمانيا: إحباط مخطط بـ«دوافع إسلاموية» لمهاجمة سوق لعيد الميلاد
زوار في سوق لعيد الميلاد ببرلين (أ.ف.ب)
أعلنت السلطات الألمانية، السبت، أنها ألقت القبض على 5 رجال للاشتباه بتورطهم في مخطط بـ«دوافع إسلاموية» لاقتحام سوق لعيد الميلاد بسيارة؛ بهدف قتل وإصابة روادها.
وأفاد بيان للشرطة ومكتب الادعاء العام، بأنه تم اعتقال مصري و3 مغاربة وسوري، الجمعة، على خلفية التخطيط لتنفيذ الهجوم في ولاية بافاريا في جنوب ألمانيا.
وذكر البيان أن المصري البالغ 56 عاماً دعا في أحد المساجد لتنفيذ هجوم على سوق في منطقة دينغولفينغ-لانداو «باستخدام سيارة بهدف قتل أو إصابة أكبر عدد ممكن من الناس»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضاف أن المغاربة الذين تراوحت أعمارهم بين 22 و30 عاماً، وافقوا على تنفيذ الهجوم، وشجَّعهم السوري البالغ 37 عاماً.
ويشتبه الادعاء حالياً في وجود «دافع إسلاموي» وراء الهجوم. ومثل جميع المشتبه بهم أمام قاضٍ، السبت، وهم لا يزالون قيد الاحتجاز.
كانت صحيفة «بيلد» واسعة الانتشار قد نشرت تقريراً عن القضية في وقت سابق.
ويُعتقد أن عمليات الاعتقال جرت، الجمعة، قبل أن يُعرض الرجال على قاضي التحقيق، السبت.
ورفعت السلطات الألمانية حالة التأهب تحسباً لهجمات على أسواق عيد الميلاد، بعد هجوم بسيارة العام الماضي على سوق في مدينة ماغديبورغ، أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة المئات.
كييف تتهم موسكو بقصف سفينة تركية في البحر الأسود بواسطة مسيّرةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7/5219157-%D9%83%D9%8A%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D8%AA%D9%87%D9%85-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%83%D9%88-%D8%A8%D9%82%D8%B5%D9%81-%D8%B3%D9%81%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%88%D8%AF-%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%B7%D8%A9-%D9%85%D8%B3%D9%8A%D9%91%D8%B1%D8%A9
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لندن (إ.ب.أ)
«الشرق الأوسط»
كييف:«الشرق الأوسط»
TT
«الشرق الأوسط»
كييف:«الشرق الأوسط»
TT
كييف تتهم موسكو بقصف سفينة تركية في البحر الأسود بواسطة مسيّرة
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لندن (إ.ب.أ)
اتهمت أوكرانيا روسيا بأنها قصفت، السبت، بواسطة مسيّرة سفينة شحن تركية في البحر الأسود على متنها 11 مواطناً تركياً، وذلك غداة ضربة جوية روسية قالت كييف إنها ألحقت أضراراً بسفينة نقل تركية أخرى قرب ميناء أوديسا.
وقالت البحرية الأوكرانية، في بيان، إن ضربة السبت لم تسفر عن جرحى وأصابت في البحر السفينة «فيفا» فيما كانت تنقل زيت دوار الشمس إلى مصر، موضحة أن السفينة واصلت طريقها إلى وجهتها المحددة.
وأضافت أن السفينة كانت في المنطقة الاقتصادية الخالصة لأوكرانيا، لكن خارج مدى الدفاعات الجوية الأوكرانية.
واتهمت البحرية روسيا بانتهاك القوانين البحرية «بشكل سافر».
وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالهجوم، متعهداً الرد عليه.
وقال زيلينسكي في مداخلته المسائية: «كان ذلك اعتداء على الأمن الغذائي»، عادّاً «استهداف هذه السفن، التي لا علاقة لها بالحرب، تحدياً مباشراً من روسيا للعالم أجمع. وسنعمل مع شركائنا لتحديد كيفية الرد على ذلك. وسيكون هناك رد بالتأكيد».
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى نظيره الروسي في تركمانستان... 12 ديسمبر (الرئاسة التركية)
وفي وقت سابق السبت، حذّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من تحويل البحر الأسود إلى «منطقة مواجهة» بين روسيا وأوكرانيا، بعد سلسلة ضربات في الأسابيع الأخيرة.
والجمعة، ألحقت غارة جوية روسية أضراراً بسفينة تركية قرب أوديسا في منطقة البحر الأسود، على ما أعلنت كييف والشركة المشغلة للسفينة، الجمعة.
وجاء الهجوم بعد ساعات من طرح إردوغان القضية شخصياً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة في تركمانستان.
وخلال الأسابيع الماضية، استهدفت هجمات عدة ناقلات نفط مرتبطة بروسيا في البحر الأسود، بعضها نُفّذ بمسيّرات وأعلنت كييف المسؤولية عنها.
برلين تستضيف مفاوضات سلام متوترة على وقع تصعيد روسي كبيرhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7/5219089-%D8%A8%D8%B1%D9%84%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%B6%D9%8A%D9%81-%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%85%D8%AA%D9%88%D8%AA%D8%B1%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%88%D9%82%D8%B9-%D8%AA%D8%B5%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A-%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1
برلين تستضيف مفاوضات سلام متوترة على وقع تصعيد روسي كبير
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يتوسط جاريد كوشنر إلى يساره وستيف ويتكوف خلال لقائهم وفدا أوكرانيا في فلوريدا الأحد الماضي (أ.ب)
في مشهد يعكس التوتر المتصاعد في شرق أوروبا والتحديات المعقدة التي تواجه جهود إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، تتوجه الأنظار إلى العاصمة الألمانية برلين مع نهاية الأسبوع الحالي وبداية الأسبوع المقبل. يأتي ذلك في أعقاب إلغاء اجتماع باريس الذي كان مقرراً السبت.
ومن المقرر أن يلتقي المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي يقود المفاوضات بشأن خطة السلام الأميركية، بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزعماء أوروبيين رفيعي المستوى، بما في ذلك المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. هذه القمة تأتي في ظل ضغط أميركي متزايد لوضع حد للقتال قبل نهاية العام، الأمر الذي يضعه البيت الأبيض في مقدمة أولوياته.
الرئيسان ترمب وبوتين خلال «قمة ألاسكا» في 15 أغسطس (أ.ف.ب)
وقال مصدر بالحكومة الألمانية، السبت، إن بلاده ستستضيف وفوداً أميركية وأوكرانية خلال مطلع الأسبوع لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وذلك قبل قمة الاثنين في برلين. وقال المصدر، كما نقلت عنه «رويترز»، عندما سئل عن الاجتماعات: «تجري في برلين مطلع هذا الأسبوع محادثات بشأن وقف محتمل لإطلاق النار في أوكرانيا بين مستشاري السياسة الخارجية من الولايات المتحدة وأوكرانيا وغيرهما». ولم يدل المسؤول الحكومي بأي تفاصيل إضافية حول التوقيت الدقيق لمحادثات ويتكوف أو بشأن الصيغ التي ستجري على أساسها الاجتماعات أو المشاركين فيها.
الأوروبيون يطالبون بضمانات أمنية أميركية
وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، عملت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، أو ما يعرف بمجموعة الترويكا الأوروبية، على تنقيح المقترحات الأميركية التي دعت في مسودة تم الكشف عنها الشهر الماضي إلى تنازل كييف عن مزيد من الأراضي والتخلي عن طموحها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وفرض قيود على عدد أفراد الجيش الأوكراني.
وكان الرئيس الأوكراني خطط للسفر إلى العاصمة الألمانية للقاء حلفائه الأوروبيين، في إطار الجهود المحيطة بالخطة الأميركية التي جرى الكشف عنها قبل شهر تقريباً.
ووفقاً لكييف، فإنّ المفاوضات عالقة بشكل خاص على القضايا المرتبطة بالأراضي، في ظل مطالبة الولايات المتحدة للأوكرانيين بتنازلات كبيرة بشأنها.
الرئيسان الأميركي والأوكراني خلال اجتماعهما في لاهاي على هامش قمة الحلف الأطلسي 25 يونيو الماضي (د.ب.أ)
ومساء الجمعة أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الأوروبيين والأوكرانيين يطالبون الأميركيين بأن يقدموا «ضمانات أمنية» قبل أي تفاوض حول الأراضي في شرق أوكرانيا المحتل من الروس. وقال مستشار للرئيس الفرنسي إن «المطلوب شفافية كاملة بشأن الضمانات الأمنية التي يمكن للأوروبيين والأميركيين تقديمها للأوكرانيين قبل أي تعديلات تطول قضايا الأراضي المتنازع عليها». وأوضح أن «ما ينتظره الأوروبيون من الأميركيين... قد يشبه ما نسميه +البند الخامس+ (في ميثاق حلف شمال الأطلسي)، أي ضمانة أميركية بالنسبة إلى من يشاركون في تحالف الراغبين»، مؤكداً أن هذا الضمان الأميركي يجب أن يبعث برسالة واضحة للروس بأنهم «إذا كانوا يخططون لمهاجمة أوكرانيا مرة أخرى، فسيتعين عليهم مواجهة ليس فقط الأوروبيين والأوكرانيين ولكن أيضاً الأميركيين».
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
كما نفى موافقة الأوكرانيين على أي تنازلات إقليمية في مناقشاتهم مع واشنطن، وذلك في أعقاب تقارير صحافية أشارت إلى أنهم منفتحون على نزع السلاح من الأراضي التي لا يزالون يسيطرون عليها ويطالب الروس بضمها. وقال: «لم يبرم الأوكرانيون أي صفقة بشأن الأراضي، ولا يفكرون في إبرام صفقة بشأن الأراضي اليوم، ولا يفكرون في إنشاء منطقة منزوعة السلاح».
أرضية مشتركة
لكن بدا أن ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي، يؤيد هذه الفكرة، إذ صرح لصحيفة «لوموند» الفرنسية بأنه «سيتعين وجود منطقة منزوعة السلاح على جانبي خط المواجهة»، وأن جزءاً من الأراضي «سيظل للأسف تحت الاحتلال الفعلي من جانب روسيا». وأقر المستشار الفرنسي بأن المحادثة التي جرت الأربعاء بين إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأميركي دونالد ترمب كانت «صعبة» من هذه الناحية، مشيراً إلى «اختلافات» مع الأميركيين حول «كيفية تنظيم تسلسل الأحداث في الأيام والأسابيع المقبلة».
الرئيس الأوكراني زيلينسكي مع المستشار الألماني ميرتس (أ.ف.ب)
وأكدت الرئاسة الفرنسية مجدداً ضرورة أن يتفق الأميركيون أولاً مع الأوروبيين والأوكرانيين على تقديم مقترحات سلام مشتركة قبل أي مفاوضات مع روسيا. وأشار المستشار الرئاسي إلى أن «هذه الأرضية المشتركة يجب أن تجمع الأوكرانيين والأميركيين والأوروبيين. ويجب أن تتيح لنا، معاً، تقديم عرض تفاوض، وعرض سلام متين ودائم، يحترم القانون الدولي ومصالح أوكرانيا السيادية». وأكدت الرئاسة الفرنسية أن «الأمر سيكون متروكاً للأميركيين لممارسة نفوذهم وموهبتهم لإقناع الروس بأن هذا الخيار الموحد، الأرضية الأوروبية الأوكرانية الأميركية المشتركة، هو الخيار الذي يُبنى عليه السلام». في هذا السياق، لم يقرر إيمانويل ماكرون بعد ما إذا كان سيحضر اجتماع القادة الأوروبيين المقرر عقده الاثنين في برلين. واكتفى قصر الإليزيه بالقول إنه «قد تُعقد اجتماعات الأسبوع المقبل في أوروبا، وبرلين خيار ممتاز. لكن رئيس الجمهورية لم يتخذ بعد قراراً».
ترمب برفقة قادة أوروبيين لبحث حرب أوكرانيا في البيت الأبيض 18 أغسطس (رويترز)
ضغوط أميركية وتحديات أوكرانية
يؤكد قرار واشنطن إرسال ويتكوف، ومعه صهر الرئيس جاريد كوشنر، ضرورة الإسراع في ردم الخلافات بين كييف وواشنطن. ورفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة تقديم تفاصيل بشأن بند رئيسي في اقتراح السلام الأميركي. ويدعو هذا البند إلى إنشاء منطقة اقتصادية حرة في إقليم دونباس بشرق أوكرانيا، الذي تريد موسكو أن تتخلى كييف عنه بالكامل. وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن فريق ترمب المفاوض كان غامضاً في تحديد تفاصيل من سيسيطر على الأمن بموجب اقتراح ترمب للمنطقة. وقال ترمب: «إنه وضع معقد للغاية، لكنه سينجح. ويريد الكثير من الناس أن يروا نجاحه».
بوتين ومستشاره للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف (يسار) والرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل دميترييف (يمين) (أ.ب)
كما كشف المسؤولون الأوكرانيون عن أن المقترح الأميركي يفرض سقفاً على حجم الجيش الأوكراني يبلغ نحو 800 ألف جندي، وهو حجمه الحالي تقريباً، ويزيل أي إشارة إلى رفض «الآيديولوجية النازية» من مسودة سابقة. وفي المقابل، قدمت كييف مقترحاً مضاداً من 20 نقطة، لا يتوقع أن تقبله روسيا، يطالب بضمانات أمنية قانونية صارمة ضد أي عدوان روسي مستقبلي، على أن تحافظ أوكرانيا على الأراضي التي تسيطر عليها حالياً، كما يصر على حق أوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وإزاء هذا التناقض في مواقف الطرفين، عبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن استيائه من المفاوضات، وتأكيده أنه لن يرسل مسؤولاً إلا «إذا شعر بأن من الممكن إحراز تقدم»، مع إشارته إلى أنه «سئم من الاجتماعات لمجرد عقدها». وفي مكالمة متوترة، طلب ترمب من قادة أوروبا الضغط على زيلينسكي لقبول الخطة الأميركية، قائلاً إن أوكرانيا «تخسر الحرب».
الشكوك الدبلوماسية
ماكرون وزيلينسكي يوقعان «رسالة النوايا» في قاعدة فيلاكوبيله الجوية جنوب باريس وبموجبها تحصل كييف على 100 طائرة من طراز رافال (إ.ب.أ)
على الرغم من التقييم القاتم الذي تتبناه الإدارة الأميركية حول خسارة أوكرانيا للحرب، نقلت صحف أميركية عدة عن رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، اللواء كيريلو بودانوف، قوله إنه يرى أن القوات الأوكرانية «تحافظ على الخط» وأن الجبهة «مستقرة نسبياً» وأن اختراقها «صعب للغاية»، مع إقراره بأن الجبهة «تتحرك بشكل ديناميكي ولكن يمكن السيطرة عليه»، وهي «ليست انهياراً».
وتواجه أوكرانيا تحديات جمة، أبرزها نقص القوات والأعتدة، خاصة مع تفوق روسيا في تجنيد الجنود (حيث سجلت أكثر من 400 ألف مجند هذا العام وفقاً لبودانوف) وحصولها على دعم كبير من القذائف المدفعية، حيث يسهم توريد كوريا الشمالية بنحو 40 في المائة من قذائف روسيا المدفعية. كما حققت روسيا تقدماً في حرب الطائرات المسيَّرة. ويبقى التحدي الأكبر لكييف هو الصمود وسط تراجع الدعم العسكري الغربي.
زيلينسكي وستارمر خلال لقاء «تحالف الراغبين» في لندن يوم 24 أكتوبر (إ.ب.أ)
في خضم هذا المشهد الميداني المعقد، تسيطر الشكوك على الشارع الأوكراني بشأن نجاح المفاوضات. فبعد سنوات من القتال، أصبح الأوكرانيون يركزون أكثر على كيفية العيش في ظل انقطاعات الكهرباء المنتظمة نتيجة القصف الروسي، أكثر من اهتمامهم بـ«نقاط» خطة السلام. وبحسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» يقول العديد من الأوكرانيين إنهم يرون في «الازدحام الدبلوماسي» الأميركي مجرد «رقصة» يؤديها قادتهم لتجنب تخلي إدارة ترمب عنهم كلياً، مع قناعتهم بأن روسيا لا تهتم باتفاق.
ونقلت الصحيفة عن محللين سياسيين أوكرانيين أن استراتيجية كييف حالياً هي «ألا تقول لا مباشرة لترمب أو ممثليه، مع الاستمرار في الدفاع عن مصالح أوكرانيا نقطة تلو الأخرى». ويواجه زيلينسكي مهمة شبه مستحيلة: إظهار استعداده للتفاوض، على الرغم من يقينه باستحالة إبرام صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يسعى إلى «إخضاع أوكرانيا بالكامل».
تصعيد روسي ورد أوكراني
تتزامن هذه التحركات الدبلوماسية المضغوطة مع تصعيد عسكري روسي كبير على الأرض. فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تنفيذ «ضربة واسعة النطاق» على منشآت الطاقة والصناعة العسكرية الأوكرانية باستخدام أسلحة، من بينها صواريخ «كينجال» فرط صوتية. زعمت موسكو أن الهجوم يأتي رداً على «هجمات إرهابية أوكرانية على أهداف مدنية».
وقد ألحقت الضربات الليلية الروسية أضراراً بأكثر من 10 مرافق مدنية، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن آلاف الأشخاص في سبع مناطق، لا سيما في مدينة أوديسا الساحلية. وندد زيلينسكي بالهجمات، مؤكداً أنها لا تدل بأي شكل على «سعي لإنهاء الحرب»، بل تهدف إلى «تدمير دولتنا وإلحاق أقصى قدر من المعاناة بشعبنا»، مجدداً الدعوة لتكثيف الضغط على روسيا وتعزيز الدفاعات الجوية والقوات على الجبهات.
رفع عقوبات عن بيلاروسيا
أعلنت الولايات المتحدة، السبت، أنها تعتزم رفع العقوبات المفروضة على البوتاس من بيلاروسيا، في أحدث مؤشر على حدوث انفراجة في العلاقات بين واشنطن ومينسك، التي تسعى إلى تحسين علاقاتها مع الغرب. والتقى المبعوث الأميركي الخاص إلى بيلاروس، جون كول، رئيس البلاد ألكسندر لوكاشينكو، لإجراء محادثات في العاصمة مينسك، يومي الجمعة والسبت. يشار إلى أن مينسك حليف وثيق لروسيا، وقد واجهت عزلة غربية وعقوبات على مدار سنوات. ولطالما فرضت دول غربية عقوبات على بيلاروس بسبب قمع مينسك لحقوق الإنسان، وأيضاً لأنها سمحت لموسكو باستخدام أراضيها في غزو أراضي أوكرانيا عام 2022.
ومن جانب آخر، اتفق الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، على تجميد أصول البنك المركزي الروسي المودعة في أوروبا إلى أجل غير مسمى، في خطوة تزيل عقبة كبرى أمام استخدام هذه الأموال لدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا. وتتمثل الخطوة الأولى، التي وافقت عليها دول الاتحاد الأوروبي، الجمعة، في تجميد 210 مليارات يورو (246 مليار دولار) من الأصول السيادية الروسية كلما اقتضت الحاجة، بدلاً من التصويت كل ستة أشهر على تمديد التجميد.