استراتيجية سعودية لخطف ريادة «الألعاب الإلكترونية» من كاليفورنيا

تشديد خلال «منتدى الاستثمار» على مواصلة تمكين المرأة وزيادة نسبة توظيفها في القطاع الرياضي

إحدى الإعلاميات في المنتدى تلتقط صورة مع وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي (تصوير: بشير صالح)
إحدى الإعلاميات في المنتدى تلتقط صورة مع وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي (تصوير: بشير صالح)
TT

استراتيجية سعودية لخطف ريادة «الألعاب الإلكترونية» من كاليفورنيا

إحدى الإعلاميات في المنتدى تلتقط صورة مع وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي (تصوير: بشير صالح)
إحدى الإعلاميات في المنتدى تلتقط صورة مع وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي (تصوير: بشير صالح)

سلط منتدى الاستثمار الرياضي، المنعقدة جلساته في الرياض بحضور نخبة عالمية في القطاعات الرياضية بشتى أنواعها، الضوء على الرياضات الإلكترونية ومستقبلها الواعد، على الأخص في المملكة.

وأكد الأمير فيصل بن بندر رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية أنه أصبح لديهم العديد من اللاعبين الموهوبين، مبيناً أنه توجد أكثر من 30 شركة لتطوير الأنظمة واللوائح.‬

وقال الأمير فيصل بن بندر: «في العديد من الصناعات تعد الأنظمة مهمة، لكن من دون تفعيلها لن ننجح، وعندما أسسنا الاتحاد هذا ما واجهناه، لم تكن هناك منهجية واضحة ولا بنية تحتية، والعديد من الألعاب تتعرض للقرصنة، لذلك قضينا وقتاً وجهداً مع مختلف الوزارات من أجل إنشاء لوائح وتوضيحها لحماية اللاعب».

وأضاف: «أصبح لدينا عدد كبير من اللاعبين، موهوبين وهواة، ولدينا أكثر من 30 شركة لتطوير الأنظمة واللوائح».

الأمير نواف بن محمد وأضواء العريفي خلال إحدى الجلسات (تصوير: بشير صالح)

وأوضح الأمير فيصل أن السعودية تعيش زخماً كبيراً في الرياضات الإلكترونية قائلاً: «السعودية تعيش زخماً كبيراً في الرياضات الإلكترونية، وهذا سؤال أجيب عنه بسهولة لأننا أصبحنا ننافس عالمياً، وأصبحنا رواداً في الرياضات الإلكترونية، ونريد أن نكون مركز تجمع عالمياً بالنسبة للرياضات الإلكترونية ودولة رائدة، ونحن قريبون من تحقيق ذلك».

وأضاف: «نريد أن يتوجه لاعبو الرياضات الإلكترونية إلى السعودية بدلاً من كاليفورنيا وغيرها من البلدان، ونهدف لإنشاء شركة ألعاب داخل السعودية، وأن تكون رائدة في المجال، بالإضافة إلى أننا نسعى لتحقيق الربح في الـ10 سنوات المقبلة، ونركز على الاستدامة وتغيير الصناعة على المدى الطويل».

واختتم الأمير فيصل حديثه قائلاً: «ما يثير اهتمامي أن الرياضات الإلكترونية لديها لغة فريدة من نوعها، وهي اللغة غير المنطوقة، التي تجمع لاعبي العالم بلغة واحدة، ومتحمس جداً ومتوتر قليلاً وفخور أيضاً باستضافة النسخة المقبلة من كأس العالم للرياضات الإلكترونية».

من جانبه، بيّن تركي الفوزان، الرئيس التنفيذي للاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، أن عدد اللاعبين كبير، وذلك يشير إلى أن القطاع هائل، حيث قال: «الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية كان أول جهة متخصصة في المجال، وشغوفة في المجال نحو تحقيق مستهدفات رؤية 2030».

وأضاف: «عدد اللاعبين كبير جداً، وذلك يشير إلى أنه قطاع هائل، والآن نريد سد الفجوات من خلال البنية التحتية والمواهب، ونحن بحاجة إلى القطاع الخاص».

وزاد: «تطوير المواهب للاعبين هو أساس كل شيء، نعم لدينا لاعبون، ولدينا الكثير من البرامج المتخصصة في كل لعبة في كيفية أخذ هذه المواهب لأعلى المستويات، ونعمل على كيف يكون لدينا الفريق الأمثل عالمياً، من حيث اللاعبين والمعلقين والحكام والمنظومة كاملة، وهذا أمر مهم بالنسبة لنا».

واختتم الفوزان حديثه قائلاً: «القائمة تطول في الفرص التي يخلقها مجال الرياضات الإلكترونية، الطريق مليء بالتحديات ولكننا نترجمها إلى فرص، ونهدف إلى تحقيق المزيد، وهناك الكثير من الفجوات التي نسعى لملئها ليكون لدينا العديد من النجوم والأبطال والمزيد من خلق الفرص، لذلك توجد العديد من الفرص في هذا المجال».

وفي الجلسة ذاتها، تحدث فيصل بن حمران، الرئيس التنفيذي للرياضات الإلكترونية في مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، قائلاً: «كأس العالم للألعاب الإلكترونية حققت في نسختها الافتتاحية أثراً عالمياً ومحلياً كبيراً، وبعد نجاح 2024، التطلعات لنسخة هذا العام أكبر وأقوى من أي وقت مضى، والجوائز المالية للاعبين ستتجاوز 60 مليون دولار، والجماهير على موعد مع تجربة ترفيهية استثنائية تجعل نسخة 2025 الأضخم على الإطلاق».

الأمير فيصل بن بندر أكد أن السعودية في طريقها للريادة العالمية على صعيد الرياضات الإلكترونية (وزارة الرياضة)

وأضاف: «منذ 2020، اتحاد الألعاب السعودية ينظم دوريات سعودية للمجتمعات المختلفة طوال العام، ليمنح اللاعبين فرصة للمنافسة وتطوير مهاراتهم في الألعاب، لقد شهدنا نمو مواهب سعودية على منصات دولية، حيث فاز فريق السعودية في (روكيت ليغ) بكأس العالم، ما يعكس أهمية توفر منصات تدريب ودعم للاعبين المحليين».

واختتم حديثه قائلاً: «مبادرة (Festival Stars) تهدف لاكتشاف المواهب الأسبوعية في المجتمع، سواء من اللاعبين، أو المعلقين، أو مطوري الألعاب، وتوفير منصة لهم في كأس العالم للألعاب الإلكترونية هذا الصيف».

استراتيجية الرياضة السعودية وتمكين المرأة

أكدت أضواء العريفي، مساعد الوزير لشؤون الرياضة بوزارة الرياضة، أن المملكة لا تفرّق في دعمها بين الرياضيين والرياضيات، مشيرةً إلى أن التمكين الكامل للمرأة في القطاع الرياضي جزء رئيس من استراتيجية الرياضة السعودية.

وقالت العريفي خلال مشاركتها في الجلسة الحوارية بعنوان «الرياضة النسائية من الرؤية إلى التمكين»: «لا يوجد لدينا اختلاف بين الرجال والسيدات في الرياضة، فجميعهم يحظون بالدعم الكبير والمثالي من قبل قيادتنا، ونركّز على استراتيجيات داعمة تعزز هذا التوجه».

وأشادت العريفي بالمشاركة التاريخية للرياضية السعودية دنيا أبو طالب في أولمبياد باريس قائلة: «نبارك للبطلة دنيا أبو طالب تصدّرها التصنيف العالمي في التايكوندو، وتأهلها للأولمبياد، وهذا إنجاز نفخر به، ويدل على ما وصلت له الرياضة النسائية في المملكة».

وتابعت: «القطاع الخاص له دور حيوي في دعم الرياضة النسائية، وقد رأينا ذلك في رياضة التنس التي تشهد مشاركة متزايدة من اللاعبات السعوديات، وهناك فجوة واضحة بين اللاعبات المحترفات والطالبات، ويمكن للقطاع الخاص أن يتبنى هذا الجانب، ويسهم في تطوير مهارات الشابات».

وأوضحت: «نسبة توظيف الرجال تعتبر أضعاف نسبة وظائف السيدات في الجانب الرياضي، وهذا تحدٍّ كبير أمام السيدات، ويجب أن نتجاوزه بكل ما نستطيع، وأيضاً هذه فرصة للقطاع الخاص بالتوجه للوظائف النسائية، ودمج القطاعات، ونتعاون بشكل وثيق لتحقيق أهدافنا كسعوديين».

وختمت قائلة: «نفتخر بوجود عدد من السيدات في مناصب قيادية داخل الاتحادات الرياضية، وهذه واحدة من صور تحقيق (رؤية المملكة 2030). كذلك نجد في القطاع الخاص قيادات نسائية مؤثرة، ونحن ملتزمون بتقديم الأفضل دائماً».

التنس والغولف: مستقبل واعد في السعودية

في كلمته أوضح ماسيمو كالفيللي، الرئيس التنفيذي لرابطة محترفي التنس، أن السعودية تُعد فرصة استراتيجية مهمة للعبة التنس، مشيداً بالبيئة الداعمة للنمو الرياضي في المملكة.

وقال كالفيللي: «نعمل على دمج رابطتي المحترفين والمحترفات لتوحيد الجهود، رغم التحديات، ونستهدف سد الفجوات التنظيمية لتطوير الهيكل العام للتنس». وأردف: «بفضل اتفاقاتنا مع صندوق الاستثمارات العامة، ارتفع عدد الناشئين المهتمين بالتنس بشكل ملحوظ، مما يعكس بيئة مشجعة وواعدة».

وتابع: «الهيكلة الحالية للقيمة السوقية واعدة للغاية، ونتوقع تحقيق عائدات بمليارات الريالات خلال السنوات المقبلة، مع تضاعف متوقع للعائدات خلال خمس سنوات نتيجة الطلب المتزايد على الرياضة».

بينما كشف نوح علي رضا، الرئيس التنفيذي لـ«غولف السعودية»، خلال الجلسة نفسها، عن أن المملكة تسعى لتطوير بنية تحتية متميزة لرياضة الغولف بطابع سعودي خاص، مشيراً إلى أن هناك خطةً للانتقال من 6 إلى أكثر من 40 ملعب غولف في المستقبل القريب. وقال رضا: «نركز حالياً على الناشئين، ونطمح خلال السنوات الخمس المقبلة لصناعة بطل سعودي عالمي في رياضة الغولف».

نادي العلا على طريق التميز

أكد وليد معاذ، الرئيس التنفيذي لنادي العلا، أن ناديه سيكون الرقم الأميز في كرة القدم السعودية بحلول عام 2030، مبيناً أن جزءاً من استراتيجياتهم هو أن يكون لدى النادي لاعب في المنتخب السعودي، ويمثله بشكل جيد، مشدداً على أنهم في نادي العُلا حريصون على تمكين أكبر عدد من اللاعبين، وهذا ما يعملون عليه مع الاتحادات.

وأضاف معاذ في أثناء مشاركته في جلسة استقطاب ودعم المواهب الرياضية إلى التميز العالمي ضمن منتدى الاستثمار الرياضي: «نادي العُلا نجح في استقطاب المواهب الرياضية في منطقة المدينة المنورة، سواء في لعبة كرة القدم، أو الألعاب المختلفة، ومن دون وجود بنية تحتية قوية لا يمكن الوصول إلى النقطة التي نريدها، لكننا نعمل في النادي على تطويره، ولا بد من الاستثمار في البداية، وفي الأعوام المقبلة ستكون هناك عوائد على الأندية، وتطوير المواهب السعودية في الأندية السعودية أصبح في تصاعد، ومن الجميل أن نشاهد الاهتمام بالمواهب الرياضية، والأهم هو تطوير هذه المواهب، وهذا جزء من عملنا في نادي العُلا، حيث إننا نريد خلق بيئة مستدامة في هذا الجانب».

* 170 نادياً على أبواب الخصخصة

شددّ مدير عام الإدارة العامة للاستثمار المكلف بوزارة الرياضة، بدر الجريسي، على أن الوزارة لديها 170 نادياً جاهزاً للخصخصة، وقريباً سيتم إعلان دفعات جديدة للأندية التي ستُخصخص، مبيناً أن أي نادٍ يدخل في الخصخصة سيُسهم في تطوير شكل الدوري، والوزارة متحمّسة لتحقيق هذا التحول.

وأضاف الجريسي، في حديثه خلال جلسة «تنويع الاستثمارات وتخصيص الأصول في صناعة الرياضة» في «منتدى الاستثمار الرياضي»: «برامج دعم كرة القدم تُسهم في تعزيز تواصلنا مع المستثمرين المحليين والعالميين، مع التركيز على الاستدامة والجوانب الفنية أكثر من العروض المالية التي تقتصر على شراء الأندية، وقريباً سيتم إعلان الدفعة الثالثة من الأندية التي تمّ نقلها إلى القطاع الخاص ضمن برنامج خصخصة الأندية».


مقالات ذات صلة

زخم عالمي في «بوليفارد سيتي» مع افتتاح أسبوع نزال «ليلة الساموراي»

رياضة سعودية انطلقت اليوم الثلاثاء في المسرح العالمي بمنطقة بوليفارد سيتي فعاليات أسبوع النزال لليلة الساموراي (موسم الرياض)

زخم عالمي في «بوليفارد سيتي» مع افتتاح أسبوع نزال «ليلة الساموراي»

انطلقت اليوم (الثلاثاء) في المسرح العالمي بمنطقة بوليفارد سيتي فعاليات أسبوع النزال لليلة الساموراي، ضمن فعاليات موسم الرياض 2025.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية فعاليات مسابقة المزاين لفئة شوط شلفا ولي العهد «شعل» بعد استعراضها أمام لجنة التحكيم (نادي الإبل)

مهرجان الملك عبد العزيز: «شعل» القحطاني تتوَّج بشوط شلفا ولي العهد

أعلنت لجنة التحكيم النهائي بمهرجان الملك عبد العزيز للإبل في نسخته العاشرة، اليوم (الثلاثاء)، نتائج الفائزين في اليوم الثالث والعشرين.

«الشرق الأوسط» (الصياهد)
الخليج وزير الخارجية السعودي ونظيره الصيني خلال التوقيع على اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة بين البلدين (الخارجية السعودية)

السعودية والصين توقّعان اتفاقية إعفاء متبادل من التأشيرات

عقدت السعودية والصين الاجتماع الخامس للجنة السياسية، وبحثتا تعزيز الشراكة الاستراتيجية، ووقّعتا اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات الدبلوماسية والخاصة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تحتفي جوائز «جوي أواردز» بنجوم السينما والدراما والموسيقى والإخراج والرياضة والمؤثرين العرب (هيئة الترفيه)

انطلاق التصويت لجوائز «جوي أواردز 2026»

انطلق التصويت لجوائز صُنَّاع الترفيه «جوي أواردز 2026»، التي تُعدّ الأرقى والأضخم في المنطقة، بعد اكتمال مرحلة التسمية التي شهدت تفاعلاً واسعاً من الجمهور.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أحد المسارح الجديد لنسخة هذا العام من فعالية «ساوندستورم» في الرياض (الشرق الأوسط)

«ساوندستورم 2025» يُحوِّل «بنبان» الرياض إلى مدينة نابضة بالموسيقى

تحوَّلت منطقة بنبان شمال الرياض، الخميس، إلى وجهة موسيقية نابضة مع انطلاق «ساوندستورم 2025»، الذي يستمر حتى السبت، في نسخة تعدّ الأضخم منذ تأسيس المهرجان.

فاطمة القحطاني (الرياض)

الأميركي ليرنر تين لـ «الشرق الأوسط»: جدة محطة مفصلية في مسيرتي الاحترافية

ليرنر تين (رويترز)
ليرنر تين (رويترز)
TT

الأميركي ليرنر تين لـ «الشرق الأوسط»: جدة محطة مفصلية في مسيرتي الاحترافية

ليرنر تين (رويترز)
ليرنر تين (رويترز)

أكد الأميركي ليرنر تين أن مشاركته في نهائيات الجيل القادم بمدينة جدة كانت محطة مفصلية في مسيرته الاحترافية، مشيراً إلى أن التجربة التي خاضها في البطولة العام الماضي انعكست بشكل مباشر على تطوره السريع، ونتائجه اللافتة خلال موسمه الأول في جولة رابطة محترفي التنس لعام 2025، سواء على مستوى الأداء، أو النضج الذهني داخل الملعب.

وتوّج الأميركي ليرنر تين بلقب نهائيات الجيل القادم لعام 2025 السبت الماضي، بعدما عاد إلى جدة متجاوزاً خيبة خسارته نهائي نسخة 2024، التي شارك فيها للمرة الأولى، وكان حينها المرشح السابع للقب، قبل أن يخسر النهائي أمام البرازيلي جواو فونسيكا. ونجح تين هذا العام في حسم اللقب، ليكتب اسمه بين أبطال البطولة في آخر نسخة تستضيفها مدينة جدة.

وفي حديثٍ خاص لـ«الشرق الأوسط»، عبّر تين عن سعادته الكبيرة بهذا الإنجاز، قائلاً: «سعيد جداً برفع اللقب في العام الأخير الذي تستضيف فيه جدة نهائيات الجيل القادم. أن يكون اسمي مسطراً مع الفائزين في كتب تاريخ البطولة يعني لي الكثير، خصوصاً أن العديد ممن توجوا بها، مثل المصنف الأول كارلوس ألكاراس، والمصنف الثاني يانيك سينر، قدموا مسيرات مذهلة لاحقاً في جولة رابطة محترفي التنس».

ورغم اكتفائه بالمركز الثاني في نسخة 2024، أكد تين أن تلك الوصافة كان لها أثر بالغ على انطلاقته في موسم 2025، إذ بدأ العام مصنفاً في المركز 121 عالمياً، قبل أن يشارك في بطولة أستراليا المفتوحة، ويصل إلى الدور الرابع، محققاً فوزاً بارزاً على المصنف الخامس الروسي دانييل ميدفيديف، ليصبح ثاني أصغر لاعب بعد رافاييل نادال يبلغ هذا الدور بعمر 19 عاماً.

وتابع تين نتائجه اللافتة بفوز كبير على المصنف الثاني آنذاك الألماني ألكسندر زفيريف في بطولة المكسيك المفتوحة فئة 500 نقطة، ثم بلغ نهائي بطولة الماسترز في بكين أمام الإيطالي يانيك سينر، وهي المحطة التي أكد أنها منحته الثقة للتتويج لاحقاً بأول ألقابه في جولة الـATP عبر بطولة موسيلي 250 نقطة في فرنسا، ما ساعده على التقدم في التصنيف العالمي حتى المركز 28.

وقال تين عن تطوره الفني: «تحسنت في كل نواحي التنس بعد مشاركتي في جدة، وركزت كثيراً على تطوير مختلف الجوانب في أسلوبي، خصوصاً تعزيز نقاط قوتي، مثل مهارات حل المشكلات، وضربتي الخلفية».

أليكسندر بلوكس (رويترز)

وعن عودته إلى جدة للمرة الثانية على التوالي، أوضح: «كان من دواعي سروري العودة، والمشاركة مجدداً. البطولة أعدّتني للحصول على موسم مميز في أول موسم لي بجولة رابطة محترفي التنس، ونهائيات الجيل القادم تعني لي الكثير على المستوى الشخصي».

ورغم خسارته في مباراته الافتتاحية أمام الإسباني رافائيل خودار، والتي كانت متقاربة جداً، ووصلت إلى نقاط حاسمة عدة، فإن تين أظهر شخصية قوية، ونجح في الفوز بمباراتين في دور المجموعات أمام الإسباني مارتين لاندلواثي، والنرويجي نيكولاي بودكوف كيير، قبل أن يتأهل إلى نصف النهائي ويتغلب على مواطنه نيشش، ثم يحسم اللقب في النهائي أمام البلجيكي أليكسندر بلوكس بثلاث مجموعات نظيفة.

وعن أفضل مباراة له خلال البطولة، قال: «مباراتي أمام النرويجي نيكولاي بودكوف كيير في دور المجموعات كانت المفضلة بالنسبة لي، لأن الخسارة كانت ستعني خروجي من البطولة، وكان شعوراً رائعاً أن أفوز بتسعة أشواط متتالية بعد خسارتي المجموعة الأولى».

وحول الفارق بين مشاركته بوصف أنه مرشح سابع في 2024، ومرشح أول في 2025، أوضح: «الحرية في اللعب العام الماضي ساعدتني كثيراً، لأن الجميع كانوا أعلى مني تصنيفاً، أما هذا العام فالمباريات لم تكن أسهل إطلاقاً، بل أحياناً تكون أصعب، لكنني لا أشعر بالضغط، وأحاول دائماً الاستمتاع باللعب».

وعن مواجهته المرتقبة مع الصربي نوفاك ديوكوفيتش في بطولة أميركا المفتوحة، قال تين: «لطالما كان حلماً بالنسبة لي أن ألعب أمام ديوكوفيتش قبل اعتزاله. كنت أتابعه منذ الطفولة، والحضور معه على نفس الملعب في بطولة كبرى كان لحظة لا تُصدق».

كما عبّر عن إعجابه باستمرار ديوكوفيتش في المنافسة بعمر 38 عاماً، مؤكداً أن مسيرته الطويلة مليئة بالإنجازات التي تُلهم الأجيال الشابة.

وعن تجربته في جدة، قال: «أحببت اللعب هنا كثيراً. ربما لم أقدم أفضل مستوياتي في بعض المباريات هذا العام، لكن دعم الجمهور كان عاملاً حاسماً، وساعدني على الفوز، وأنا ممتن لهم جميعاً».

واختتم تين حديثه بالإشادة بالأيام الإعلامية التي تنظم على هامش البطولة، مؤكداً أن التجربة كانت فريدة من نوعها، وقال: «الأيام الإعلامية هنا مختلفة فعلاً، ولا نحصل على مثل هذه التجارب في أي مكان آخر في العالم، ونحن ممتنون للاتحاد السعودي للتنس على هذه التجارب الاستثنائية».


هدوء وحسم ومغامرة... كيف استعدت أندية الشرقية لعودة الدوري السعودي؟

ميشال غونزاليس (نادي القادسية)
ميشال غونزاليس (نادي القادسية)
TT

هدوء وحسم ومغامرة... كيف استعدت أندية الشرقية لعودة الدوري السعودي؟

ميشال غونزاليس (نادي القادسية)
ميشال غونزاليس (نادي القادسية)

استغلت أندية المنطقة الشرقية المشاركة في دوري المحترفين السعودي لكرة القدم فترة التوقف التي امتدت نحو 25 يوماً؛ بسبب مشاركة المنتخب السعودي الأول في بطولة كأس العرب، في إعادة ترتيب أوراقها والاستعداد للمرحلة المقبلة من منافسات الدوري، واضعة نصب أعينها تحقيق أهدافها في بطولة الدوري فقط، بعد أن ودّعت جميعها منافسات كأس الملك.

ورغم فترة التوقف، فإن الهدوء لم يكن هو السائد معسكرات الفرق الشرقية الأربعة؛ إذ شهدت تحركات فنية وإدارية متباينة، كان أبرزها في نادي القادسية، الذي استغل هذه الفترة لحسم موقفه من المدرب الإسباني ميشال غونزاليس، حيث قررت الإدارة إنهاء عقده فور عودة الفريق من معسكره الخارجي بمدينة دبي.

وخاض القادسية خلال معسكره مباراتين وديتين حقق فيهما الفوز، فتغلب على خورفكان الإماراتي بثلاثية نظيفة، ثم فاز على الظفرة، إلا إن تلك النتائج لم تشفع للمدرب الإسباني؛ إذ عادت بعثة الفريق إلى مدينة الخبر ليعلَن رسمياً عن إقالته والتعاقد مع المدرب الآيرلندي بريندان رودجرز لقيادة الفريق فيما تبقى من الموسم، سعياً لتحقيق هدف الوجود ضمن المراكز الأربعة الأولى في الدوري.

ولم تكن إقالة غونزاليس مفاجئة لمتابعي الشأن القدساوي، خصوصاً في ظل عدم قدرته الواضحة على توظيف العناصر المميزة التي يضمها الفريق من لاعبين محليين وأجانب جرى التعاقد معهم، كما شهدت فترته إبعاد عدد من الأسماء البارزة بحجة ضعف المردود الفني، من بينهم الغابوني أوباميانغ، والمحلي صالح أبو الشامات.

وعُرف المدرب الإسباني بتحفظه في المباريات الكبيرة والحاسمة، رغم تأكيداته المتكررة في المؤتمرات الصحافية على عدم الخوف من أي فريق في الدوري، إلا إن الواقع داخل الملعب كان مغايراً، حيث ظهر القادسية بأسلوب دفاعي مبالغ فيه في مواجهات مفصلية، كان آخرها أمام الأهلي في بطولة كأس الملك، حين تقدم القادسية بهدفين قبل أن يتراجع بشكل واضح؛ مما أتاح للأهلي العودة في النتيجة وجرِّ المباراة إلى ركلات الترجيح، التي خسرها القادسية، ليودّع البطولة من الدور ربع النهائي رغم أن التأهل كان في متناوله.

ومن المتوقع أن يظهر القادسية بشكل فني أعلى جرأة مع مدربه الجديد رودجرز، خصوصاً في مواجهة الفرق الكبرى، وسيكون أول اختباراته أمام النصر المتصدر، على ملعب «الأول بارك» في 8 يناير (كانون الثاني) المقبل، علماً بأن القادسية كان قد تفوق على النصر ذهاباً وإياباً في النسخة الماضية من الدوري.

وتمنح الإمكانات الفنية الكبيرة التي يمتلكها القادسية المدرب الجديد خيارات متعددة لتغيير النهج الفني وتنويع أساليب اللعب، بدلاً من الاعتماد على طريقة واحدة في جميع المباريات جعلت الفريق مكشوفاً للمنافسين هذا الموسم، حتى أمام الفرق التي تمتلك إمكانات مماثلة.

وكان من المقرر أن يظهر القادسية بثوبه الجديد تحت قيادة رودجرز في مواجهة الاتفاق بديربي المنطقة الشرقية، إلا إن المباراة تأجلت ضمن بقية مباريات الجولة الماضية، عقب تأهل المنتخب السعودي إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس العرب، ليكون الظهور الرسمي الأول للمدرب الآيرلندي السبت المقبل على ملعب «مدينة الأمير محمد بن فهد» بالدمام.

وفي المقابل، خالفت إدارة الاتفاق كل التوقعات التي أشارت إلى إمكانية إنهاء العلاقة بالمدرب السعودي سعد الشهري خلال فترة التوقف، حيث واصل الشهري قيادة الفريق وخاض مباراتين وديتين، حقق خلالهما نتائج إيجابية؛ بالفوز على الفتح بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ثم الفوز على ضمك بهدفين دون رد.

ولا يملك سعد الشهري، المدرب السعودي الوحيد في دوري المحترفين، خيارات واسعة لتعزيز صفوف الفريق، حتى في فترة التسجيل الشتوية المقبلة، بسبب ضعف الإمكانات المادية للنادي، إلا إنه استغل فترة التوقف للوقوف على جاهزية بعض اللاعبين، والعمل على استعادة مستويات آخرين، مثل المهاجم الفرنسي موسى ديمبلي، والمصري أحمد كوكا، في حين سيفتقد الاتفاق خدمات اللاعب الجنوب أفريقي الشاب موهاو نكوتا، الموجود مع منتخب بلاده في بطولة كأس الأمم الأفريقية.

وسيخوض الاتفاق مباراته اليوم أمام فريق الرياض على ملعب الأخير في العاصمة، وسط طموحات تقتصر على التحسين في جدول الترتيب، بعد الخروج المبكر من كأس الملك، في ظل محدودية الإمكانات التي تجعل المنافسة على المراكز الستة الأولى أمراً صعباً.

أما في نادي الخليج، فقد اختار المدرب اليوناني جورجوس دونيس مدينة العين الإماراتية لإقامة معسكر الفريق، حيث خاض مباراتين وديتين خسر الأولى أمام بني ياس، وتعادل في الثانية مع الشارقة بهدفين لكل فريق.

وحرص دونيس خلال المعسكر على استدعاء عدد من الأسماء الشابة، أبرزهم اللاعب عبد الله تركي آل زين الدين، الذي يُتوقع له مستقبل واعد، بعد أن لفت أنظار كشافي المواهب بإمكاناته المميزة التي أظهرها مع الفريق في «دوري الرديف».

وشهدت فترة التوقف غياب اللاعب مراد هوساوي عن الخليج، في ظل ازدياد الأحاديث بشأن مستقبله الاحترافي، واحتمالية انتقاله إلى أحد الأندية الكبيرة في صفقة تاريخية مرتقبة، سواء أفي فترة التسجيل الشتوية أم في الصيفية المقبلة.

ويسعى الخليج لمواصلة نتائجه الإيجابية في الدوري، مستفيداً من العودة المرتقبة للمهاجم النرويجي جوشوا كينغ، المنافس على لقب الهداف، بعد غيابه عن عدد من المباريات قبل التوقف، حيث ستكون عودته في مواجهة قوية أمام الهلال، الجمعة، على ملعب «المملكة أرينا».

أما في الأحساء، فيسود الهدوء أجواء فريق الفتح، رغم اقترابه من الدخول مجدداً في صراع البقاء، كما حدث في الموسم الماضي. واستقرت الإدارة على الإبقاء على المدرب البرتغالي جوزيه غوميز، رغم ضعف النتائج والحصاد النقطي في الجولات التسع الأخيرة، في ظل ثقة المدرب بقدرة الفريق على تجاوز المرحلة الصعبة.

ويستند غوميز في ثقته إلى تجربة الموسم الماضي، حين نجح في إنقاذ الفتح من الهبوط، رغم المؤشرات السلبية التي كانت تحيط بالفريق آنذاك. وخاض الفتح خلال فترة التوقف 3 مباريات ودية، فاز في الأولى على التضامن الكويتي، وخسر الثانية أمام الاتفاق بنتيجة 3 - 2، وتعادل في الثالثة مع النصر 2 - 2، قبل أن يستأنف مشواره في الدوري بمواجهة الأهلي الجمعة في الأحساء.


«نقاط التعويض» تشعل عودة الدوري السعودي للمحترفين

لاعبو الاتفاق خلال استعداداتهم لعودة منافسات الدوري السعودي (موقع النادي)
لاعبو الاتفاق خلال استعداداتهم لعودة منافسات الدوري السعودي (موقع النادي)
TT

«نقاط التعويض» تشعل عودة الدوري السعودي للمحترفين

لاعبو الاتفاق خلال استعداداتهم لعودة منافسات الدوري السعودي (موقع النادي)
لاعبو الاتفاق خلال استعداداتهم لعودة منافسات الدوري السعودي (موقع النادي)

تعود عجلة الدوري السعودي للمحترفين للدوران من جديد، بعد توقف طويل تزامن مع إقامة بطولة كأس العرب في قطر، حيث تنطلق الخميس مباريات الجولة الـ11 بعد تأجيل الجولة الـ10 حتى فبراير (شباط) المقبل على أثر بلوغ المنتخب السعودي الدور نصف النهائي للبطولة.

وتعدّ هذه الجولة مصيرية للأندية الباحثة عن تأمين نفسها من مواطن خطر الهبوط، خصوصاً أن المنافسة ستمتد دون توقف لتدخل المنعطف الثاني الذي سيلعب دوراً كبيراً في الترتيب مع ختام الدوري.

في مدينة المجمعة، يستضيف الفيحاء نظيره الحزم، وكلاهما يبحث عن تحسين مركزه. أما الرياض الباحث عن الهروب من شبح الهبوط، فسيكون على موعد مع الاتفاق الباحث عن الاستمرار في التوازن، فيما يستقبل نيوم ضيفه الجريح النجمة في لقاء سيكون مغايراً؛ إما بصفحة جديدة لنجمة عنيزة، وإما الدخول في مرحلة صعبة وحرجة.

الفيحاء، الذي تلقى خسارة بثلاثية مقابل هدفين قبل فترة التوقف على أرضه أمام الاتفاق، سيكون في مواجهة الحزم الذي عاد إلى نغمة الانتصارات في الجولة ذاتها بفوز ثمين خطفه من الغريم التقليدي الخلود في ديربي الرس.

يملك الفيحاء في رصيده 11 نقطة ويحتل المركز الـ10 في لائحة الترتيب، ويتطلع إلى الظفر بالنقاط الـ3 من أجل تحسين موقعه والتقدم خطوة نحو الأمام، خصوصاً مع التقارب النقطي الكبير بين الفرق التي تقترب منه في سلم الترتيب.

وكان الفيحاء استغل فترة التوقف بإقامة معسكر خارجي قصير في مدينة العين الإماراتية لعب خلاله مباريات ودية؛ وذلك للوقوف على مستويات اللاعبين.

أما الحزم، الذي ظفر بـ3 نقاط ثمينة قادته لبلوغ النقطة الـ9 والتقدم نحو المركز الـ12؛ فيتطلع إلى إكمال انتصاراته ومواصلة التقدم خطوة أخرى للهروب من شبح الهبوط.

وكان الحزم استثمر فترة التوقف بمعسكر خارجي أقيم في مدينة الشارقة الإماراتية.

حجازي مدافع نيوم خلال التدريبات (موقع النادي)

وفي تبوك، يستقبل نيوم نظيره النجمة وسط رغبة هائلة من الطرفين في التعويض.

نيوم، الذي تعادل أمام التعاون قبل فترة التوقف، يتطلع إلى استعادة توازنه قبل اللقاء المهم أمام الاتحاد في الجولة المقبلة.

ويحتل نيوم المركز الـ8 برصيد 14 نقطة، وقد استثمر فترة التوقف بمعسكر داخلي، لعب خلاله كثيراً من الوديات، وشهدت الفترة الماضية عودة القائد سلمان الفرج للمشاركة بعد غيابه الطويل بداعي الإصابة، وكذلك الدولي المصري أحمد حجازي، في وقت سيفتقد فيه الفريق عدداً من اللاعبين بداعي الإصابة.

أما النجمة الذي حقق النقطة الأولى له في منافسات الدوري السعودي للمحترفين خلال الجولة التي سبقت فترة التوقف، فإنه يبدو أحد أقرب الفرق من منطقة الخطر في وقت مبكر؛ فهو يملك نقطة واحدة في رصيده، وحتماً فإن الخسارة أمام نيوم ستعني استمرار المرحلة الحرجة التي يعيشها.

وفي العاصمة الرياض، يستقبل صاحب الأرض «الرياض» نظيره الاتفاق في لقاء تنافسي ومثير بهدف خطف النقاط وتحسين كليهما مركزه.

الرياض، الذي يبتعد عن الفوز منذ 3 جولات بتعادلين وخسارة، يطمح إلى العودة لنغمة الانتصارات، لكنه يصطدم بالاتفاق الذي يتطلع لتجنب أي تعثر قد يُدخل الفريق في مرحلة معنوية سلبية. ويملك الفريق العاصمي 8 نقاط في رصيده ويحتل المركز الـ14.

أما الاتفاق، الذي يتولى قيادته الوطني سعد الشهري، فقد تنفس الصعداء بفوزه قبل فترة التوقف على الفيحاء وبلوغه النقطة رقم 12 في المركز الـ9 بلائحة الترتيب، لكنه يدرك أن أي تعثر سيعيده إلى نقطة البداية مجدداً وإلى الجدل الجماهيري بشأن الفريق.