عراقجي: لم تُعقد مفاوضات مع أميركا حتى الآن

رفض تصريحات لسيناريو أميركي على غرار «النموذج الليبي»

عراقجي يتحدث أمام عدد من المسؤولين الإيرانيين بمقر عمله في يناير الماضي (الخارجية الإيرانية)
عراقجي يتحدث أمام عدد من المسؤولين الإيرانيين بمقر عمله في يناير الماضي (الخارجية الإيرانية)
TT
20

عراقجي: لم تُعقد مفاوضات مع أميركا حتى الآن

عراقجي يتحدث أمام عدد من المسؤولين الإيرانيين بمقر عمله في يناير الماضي (الخارجية الإيرانية)
عراقجي يتحدث أمام عدد من المسؤولين الإيرانيين بمقر عمله في يناير الماضي (الخارجية الإيرانية)

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لنواب البرلمان إن بلاده «لم تعقد أي جولة من المفاوضات مع الولايات المتحدة حتى الآن»، مجدداً عزم طهران على خوض مفاوضات غير مباشرة عبر الوسطاء.

وحضر عراقجي اجتماعاً للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، لمناقشة مستجدات السياسة الخارجية والتطورات المتعلقة بالملف النووي الإيراني، بما في ذلك مسار المفاوضات مع الولايات المتحدة.

وأفادت وكالة «إيسنا» الحكومية نقلاً عن عراقجي بأنه «لم تُجرَ أي جولة مفاوضات حتى الآن»، وقال: «لقد أعلنا وجهة نظرنا، ونحن مؤمنون بالدبلوماسية والمفاوضات، لكن بشكل غير مباشر».

ووضع الرئيس الأميركي دونالد ترمب إيران أمام خيارين: إما التوصل إلى اتفاق دبلوماسي بشأن برنامجها النووي، وإما مواجهة الحل العسكري.

وقال ترمب، الجمعة، إن إيران ستكون مستعدة لإجراء محادثات مباشرة بشأن برنامجها النووي، وأبلغ صحافيين يرافقونه: «تجاهلوا الرسائل. أعتقد أنهم يريدون محادثات مباشرة».

وأضاف ترمب أنه يفضل إجراء مفاوضات مباشرة مع إيران، مشيراً إلى أن ذلك قد يسهم في تسريع التوصل إلى اتفاق، وذلك بعدما ردت طهران على رسالة بعث بها ترمب، الشهر الماضي، برفض التفاوض المباشر، لكنها تركت الباب مفتوحاً أمام مفاوضات عبر الوسطاء.

وكتب السيناتور الجمهوري توم كوتون، الجمعة، أن «سياسات أوباما - بايدن في مداهنة آيات الله قد انتهت»، وأضاف: «حملة (الضغوط القصوى) التي يقودها الرئيس ترمب ستدمر صادرات إيران، وتغلق جميع السبل نحو الحصول على سلاح نووي».

وقال كوتون في مقابلة صحافية إن ترمب «يخطط لاتفاق مع إيران على غرار الاتفاق مع ليبيا في 2003»، محذراً من أنه سيقدم على قصف إيران في حال لم يتمكن من تحقيق ذلك.

وفي أبريل (نيسان) الماضي، رفض المرشد الإيراني علي خامنئي تقديم تنازلات نووية على غرار السيناريو الذي انتهجته ليبيا في 2003، عندما تخلت عن مشاريعها النووية السرية.

وقال خامنئي حينها إنه طالب الولايات المتحدة خلال المفاوضات النووية التي جرت قبل اتفاق 2015 «بأن يحددوا إلى أي مدى سيقتنعون بتراجع إيران في الملف النووي»، وقال: «إنهم لذلك يريدون المضي قدماً خطوة خطوة، لكي يجمعوا في نهاية المطاف جميع المعدات النووية للبلاد، مثل ما حدث بتلك الدولة الواقعة في شمال أفريقيا».

وأجاب عراقجي عن سؤال بشأن تصريحات كوتون، قائلاً: «في أحلامهم».

وفيما يخص الاجتماع الخاص الذي عقده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع مسؤولين عسكريين وأمنيين بشأن إيران، قال عراقجي: «لكل دولة الحق في تقييم الوضع، ولكن إذا اتخذوا أي خطوات ضدنا، فسنعتبرهم شركاء في أي عمل ضد بلادنا».

وفي وقت سابق اليوم، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن عراقجي قوله لدبلوماسيين أجانب ومسؤولين إيرانيين ليلة (السبت)، إن طهران ترفض إجراء مفاوضات مباشرة مع طرف يهدد باستخدام القوة ضد إيران، ويعبر مسؤولوه عن «مواقف متناقضة».

وقال عراقجي: «إجراء مفاوضات مباشرة مع طرف يلوّح باستمرار باستخدام القوة، في خرقٍ واضح لميثاق الأمم المتحدة، ويعبّر مسؤولوه عن مواقف متناقضة، أمر لا معنى له».

وقال مسؤول إيراني رفيع لوكالة «رويترز»، شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه رغم رفض إيران دعوة ترمب لإجراء محادثات مباشرة، فإنها عبَّرت عن استعدادها لمواصلة المفاوضات غير المباشرة عبر الوساطة العمانية التي كانت قناة تواصُل بين البلدين في فترات سابقة.

وقال رئيس الأركان الإيراني محمد باقري إن «الرد الذي أصدره المرشد الإيراني ونقله وزير الخارجية ارتكز على أننا سنرد على التهديدات بكل قوة، لكننا لسنا طالبين للحرب، وليس لدينا أي نية لبدء حرب».


مقالات ذات صلة

بري: إيران لا تفاوض نيابة عن لبنان

المشرق العربي رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (رويترز) play-circle

بري: إيران لا تفاوض نيابة عن لبنان

قال رئيس مجلس النواب اللبناني، الاثنين، إن إيران لا تتفاوض نيابة عن لبنان، وعبّر عن أمله في توصل طهران وواشنطن إلى اتفاق يفضي إلى حل أزمة الملف النووي الإيراني.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية عراقجي يحضر اجتماعاً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)

وزير خارجية إيران يزور بكين الثلاثاء

سيزور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الصين الثلاثاء وذلك قبل الجولة الثالثة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن المقرر عقدها يوم السبت في عُمان.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
تحليل إخباري نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت في غرفة عمليات تحت الأرض يتابعان ضربة موجهة لإيران في أكتوبر 2024 (الدفاع الإسرائيلية)

تحليل إخباري انقسام في إسرائيل حول خيار الضربة العسكرية لإيران

منذ انطلاق المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، تعيش إسرائيل عاصفة من النقاشات، سواء في العلن أو خلف الأبواب المغلقة، حول توجيه ضربة استباقية لطهران.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية عنصرا أمن عمانيان يراقبان موكباً من السيارات يُعتقد أنه يُقلّ المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في مسقط 12 أبريل الحالي (أ.ب)

إيران: لا اتفاق دون نتائج ملموسة لرفع العقوبات وضمانات

قالت طهران إن المطلب الأساسي في المفاوضات مع واشنطن هو رفع العقوبات والحصول على ضمانات، وحذرت الأوروبيين من تفعيل آلية «سناب باك» التي تهدّد المسار التفاوضي.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال حفل توقيع اتفاقيات في موسكو بروسيا في 17 يناير 2025 (رويترز)

بوتين يقر رسمياً معاهدة الشراكة الاستراتيجية مع إيران

أفادت «وكالة الإعلام الروسية» الرسمية، الاثنين، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقَّع قانوناً للتصديق رسمياً على معاهدة الشراكة الاستراتيجية مع إيران.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

إيران تتهم إسرائيل بالسعي لإفشال المحادثات مع واشنطن


امرأة تنظر إلى متجر للمجوهرات في البازار الكبير في طهران الاثنين (إ.ب.أ)
امرأة تنظر إلى متجر للمجوهرات في البازار الكبير في طهران الاثنين (إ.ب.أ)
TT
20

إيران تتهم إسرائيل بالسعي لإفشال المحادثات مع واشنطن


امرأة تنظر إلى متجر للمجوهرات في البازار الكبير في طهران الاثنين (إ.ب.أ)
امرأة تنظر إلى متجر للمجوهرات في البازار الكبير في طهران الاثنين (إ.ب.أ)

اتهمت إيران، أمس، إسرائيل بمحاولة تقويض المحادثات النووية الجارية مع الولايات المتحدة، بوساطة عُمانية.

ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، المحادثات مع إيران بـ«الجيدة للغاية»، لكنه أقرَّ بالحاجة إلى مزيد من الوقت.

من جهته، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: «مستعدون لاتفاق من موقع متكافئ، ولسنا متفائلين أو متشائمين».

إلى ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن «تحالفاً بقيادة إسرائيل يسعى لعرقلة المسار الدبلوماسي بدعم من التيارات التحريضية في أميركا»، مشدداً على أن إيران لن توافق على اتفاق نووي دون نتائج ملموسة لرفع العقوبات وضمانات واضحة.

وتحتدم الخلافات داخل إسرائيل حول توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، وسط تقديرات بقرب فشل المفاوضات الإيرانية - الأميركية. وبينما تدعو أطراف إسرائيلية للتحرك الفوري، تُحذّر مؤسسات أمنية من تنفيذ عملية بدون تنسيق مع الولايات المتحدة.