مقاتلة أميركية تنطلق من على متن حاملة طائرات لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)
نشر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مقطع فيديو على منصته «تروث سوشل» وعلى حسابه بموقع «إكس»، يظهر عشرات المقاتلين الحوثيين الذين قُتِلوا في ضربة أميركية في اليمن، مرفقاً إياه بعبارة «عفواً».
وتُظهر صور باللونين الأبيض والأسود التقِطت من الجو عشرات الأشخاص متجمعين في شكل شبه دائري قبل أن يتم قصفهم. ويلي ذلك تصاعد دخان كثيف، ثم لقطات للموقع الذي تعرض للقصف حيث لم يتبق شيء سوى بضع سيارات.
These Houthis gathered for instructions on an attack. Oops, there will be no attack by these Houthis!
وكتب ترمب في أسفل مقطع الفيديو: «هؤلاء الحوثيون تجمعوا للحصول على تعليمات بشأن هجوم». وأضاف «عفواً، لن تكون هناك هجمات من جانب هؤلاء الحوثيين. لن يُغرِقوا سفننا مرة أخرى».
والثلاثاء، أشادت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، بتنفيذ أكثر من «200 ضربة ناجحة» ضد الحوثيين، في وقت يتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والمتمردين اليمنيين.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أعلنت واشنطن أيضاً إرسال حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط.
وعقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس في قطاع غزة، شنّ الحوثيون هجمات صاروخية وبالطيران المسيّر على إسرائيل، واستهدفوا سفنا في بحر العرب والبحر الأحمر على خلفية اتهامهم لها بالارتباط بالدولة العبرية، مؤكدين أن عملياتهم تأتي دعما للفلسطينيين في القطاع المحاصر.
وسبق أن حذّر ترمب المتمرّدين الحوثيين في اليمن وكذلك الإيرانيين، من أنّ «الآتي أعظم» إذا لم تتوقف الهجمات على السفن.
قال جوردان بيلفورت، سمسار الأسهم المالية السابق، الذي جسَّد ليوناردو دي كابريو شخصيته في الفيلم الشهير «ذئب وول ستريت» إن الديمقراطيين الذين ينتقدون الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحاولون فقط «كسب نقاط إيجابية مع وسائل الإعلام وحزبهم».
وأضاف بيلفورت، لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية، أنه «من المستحيل» أن يكون ترمب مذنباً بالتلاعب بالسوق.
ويقول معارضو ترمب إن عليه الإجابة عن أسئلة بعد أن قال لمجموعة أشخاص، بحسب فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الوقت مناسب لشراء الأسهم، وذلك قبل 4 ساعات من ارتفاع سوق الأسهم يوم الأربعاء، عندما علق الرسوم الجمركية التي فرضها على شركاء بلاده التجاريين لمدة 90 يوماً.
ترمب وقائمة التعريفة الجمركية المفروضة على دول العالم (غيتي)
وقال بيلفورت إن تصريح ترمب يعني أنه كان علنياً، وليس مجرد تنبيه منه لبعض الأشخاص.
وأضاف: «شخصياً، لا أجد الأمر مثيراً للريبة بشكل مبالغ فيه، خصوصاً أنه أخبر الجميع به دفعةً واحدة، ولو لم يقل شيئاً وأخبر 5 من أقرب أصدقائه: (سأخفف من وطأة الرسوم الجمركية. عليكم الشراء)، لكان ذلك غير قانوني.»
وذكر بيلفورت أن حديث ترمب كان مجرد تكرار لما قاله سابقاً، وأن الشراء عند انخفاض أسعار الأسهم خطوة استثمارية معروفة.
وأضاف: «كان يردد هذا طوال الوقت، ولم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي قال فيها ذلك، وكذلك وزير الخزانة سكوت بيسنت يقول ذلك أيضاً. إنها نصيحة أساسية».
انخفضت أسواق الأسهم العالمية بشكل حاد، يوم الاثنين؛ بسبب بدء فرض ترمب تعريفات جمركية واسعة النطاق على الواردات من جميع أنحاء العالم، وتعرَّض الاقتصاد العالمي لصدمة جديدة بعد يومين فقط عندما أعلن تعليق جميع الضرائب تقريباً لمدة 90 يوماً.
ويقول سياسيون ديمقراطيون منافسون إن تشجيع ترمب على الشراء يثير «مخاوف أخلاقية خطيرة»، ويدعو البعض إلى تحقيق عاجل فيما إذا كان أي من أفراد عائلته أو مسؤولي إدارته قد استفادوا من التعامل في سوق الأسهم مسبقاً.
وقال البيت الأبيض إن حديث ترمب كان ببساطة يطمئن الأميركيين «بشأن أمنهم الاقتصادي في مواجهة التهويل الإعلامي المتواصل».
ويبدو أن موجة ارتفاع الأسعار واضطراب أسواق الأسهم لم تنتهِ بعد، ويعود ذلك أساساً إلى استمرار الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة؛ بسبب الرسوم الجمركية.
دونالد ترمب (رويترز)
وذكر بيلفورت أنه على الرغم من معارضته الرسوم الجمركية بشكل عام، فإن التدخل المفاجئ لترمب كان ضرورياً نظراً لاختلال الميزان التجاري «المذهل» للولايات المتحدة، حيث تستورد أكثر بكثير مما تُصدِّر، وقال: «لقد استُنزفت ثروات الولايات المتحدة، وحُرمت مصانعها».
وأضاف: «لن يكون الوضع جميلاً. سيكون هناك ألم، لكن المسار الذي كنا نسلكه سابقاً غير مستدام. كان لا بد من تغييره».
وقال إنه متشكك بشأن مخاوف من أن الرسوم الجمركية ستؤثر بشدة على المستهلكين الأميركيين، حيث يتوقع البعض ارتفاع أسعار السلع، بما في ذلك سلع رائجة مثل هواتف «آيفون» إذا تم تحميل التكاليف على الشركات.
وذكر أنه يعتقد أن الشركات ستنقل إنتاجها من الصين، الخاضعة لرسوم جمركية تزيد على 100 في المائة، إلى دول مثل الهند، وأنه سيتم الاتفاق على إعفاءات في نهاية المطاف.
الملياردير الأميركي إيلون ماسك يظهر خلف الرئيس دونالد ترمب في البيت الأبيض (رويترز)
كما أشاد بدور حليف ترمب، الملياردير إيلون ماسك، في إدارة كفاءة الحكومة، والذي أدى إلى تسريح آلاف الوظائف، وقال بيلفورت: «أنا معجب بما يتم القيام به، لأن حجم الإساءة والإهدار والاحتيال، أمرٌ جنونيٌّ تماماً».
وأضاف: «إنه لأمر رائع ما يحدث. تحدَّث أوباما عن القيام بذلك، وحاولته كلينتون؛ هذه ليست فكرة جديدة لمحاولة زيادة كفاءة الحكومة».