ورغم أن هذه الخطوة وفَّرت قدراً أكبر من الوضوح بشأن مسار الأسواق، فإنها أثارت، في الوقت ذاته، مخاوف جدية من تباطؤ اقتصادي عالمي، وفق «رويترز».
وانخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.4 في المائة ليسجل 3.101.01 دولار للأوقية، بحلول الساعة 07:10 (بتوقيت غرينتش). ومع ذلك، يظل المعدن الأصفر على مسار تحقيق مكاسب أسبوعية للأسبوع الخامس على التوالي، مدعوماً بجاذبيته كملاذ آمن، وهي الجاذبية التي دفعته إلى تسجيل 3 مستويات قياسية مرتفعة خلال هذا الأسبوع.
في المقابل، ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.1 في المائة إلى 3123 دولاراً للأوقية.
وكان الذهب قد تكبّد، في الجلسة السابقة، خسائر تجاوزت 2 في المائة، بفعل موجة بيع واسعة في الأسواق، أشعلها قرار ترمب بفرض رسوم جمركية على الواردات، مما أثّر سلباً على تداولات المعدن النفيس.
جاء هذا التراجع الحاد بعد ساعات فقط من بلوغ الذهب أعلى مستوياته التاريخية عند 3.167.57 دولار للأوقية.
وقال إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في «تيست لايف»: «عادة ما يصعد الذهب، في ظل حالة عدم يقين يصعب تسعيرها (كاحتمال نشوب حرب) لكنه يفقد هذا الدعم بمجرد أن تتمكن الأسواق من استيعاب المخاطر وتسعيرها بشكل أوضح».
وأضاف: «يبدو أن إدارة ترمب قد حدّدت مسارها بوضوح، ورغم أن المزاج العام لا يرحب بهذا المسار، فإن الطريق بات أوضح وأقل مقاومة، ما خفّف من علاوة المخاطر المرتبطة بتقلبات الأسواق، التي كان الذهب يستفيد منها».
وكان ترمب قد أعلن فرض تعريفة جمركية أساسية بنسبة 10 في المائة على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، إلى جانب رسوم إضافية على بعض أكبر الشركاء التجاريين للبلاد.
وأثارت هذه القرارات ردود فعل سريعة من شركاء واشنطن التجاريين، الذين هددوا بتصعيد المواجهة التجارية، مما زاد من المخاوف من حدوث موجة ارتفاع حاد في الأسعار داخل أكبر سوق استهلاكية في العالم.
ويرى محللون أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، الذين يترقبون تفاصيل أوضح بشأن خطة ترمب التجارية، ربما تلقَّوا مؤشرات أكثر حدة مما كانوا يتوقعون، في ظل احتمال أن تُحدِث هذه الرسوم تحولاً كبيراً في التوقعات الاقتصادية الأميركية.
وينتظر المستثمرون الآن تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة، الذي من شأنه أن يُسهم في رسم ملامح مسار أسعار الفائدة التي قد يتبعها «الاحتياطي الفيدرالي» خلال الفترة المقبلة.
وعلى صعيد المعادن الأخرى، تراجعت الفضة الفورية بنسبة 1.5 في المائة لتسجل 31.4 دولار للأوقية، بينما انخفض البلاتين بنسبة 0.8 في المائة إلى 944.80 دولار، واستقر البلاديوم عند مستوى 928.33 دولار للأوقية.