الذهب يتراجع من ذروته التاريخية وسط مخاوف من ركود اقتصادي

بعد قرارات ترمب الجمركية

سبائك ذهبية مكدّسة داخل غرفة صناديق الأمانات في دار "برو أوروم" للذهب في ميونيخ (رويترز)
سبائك ذهبية مكدّسة داخل غرفة صناديق الأمانات في دار "برو أوروم" للذهب في ميونيخ (رويترز)
TT
20

الذهب يتراجع من ذروته التاريخية وسط مخاوف من ركود اقتصادي

سبائك ذهبية مكدّسة داخل غرفة صناديق الأمانات في دار "برو أوروم" للذهب في ميونيخ (رويترز)
سبائك ذهبية مكدّسة داخل غرفة صناديق الأمانات في دار "برو أوروم" للذهب في ميونيخ (رويترز)

ورغم أن هذه الخطوة وفَّرت قدراً أكبر من الوضوح بشأن مسار الأسواق، فإنها أثارت، في الوقت ذاته، مخاوف جدية من تباطؤ اقتصادي عالمي، وفق «رويترز».

وانخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.4 في المائة ليسجل 3.101.01 دولار للأوقية، بحلول الساعة 07:10 (بتوقيت غرينتش). ومع ذلك، يظل المعدن الأصفر على مسار تحقيق مكاسب أسبوعية للأسبوع الخامس على التوالي، مدعوماً بجاذبيته كملاذ آمن، وهي الجاذبية التي دفعته إلى تسجيل 3 مستويات قياسية مرتفعة خلال هذا الأسبوع.

في المقابل، ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.1 في المائة إلى 3123 دولاراً للأوقية.

وكان الذهب قد تكبّد، في الجلسة السابقة، خسائر تجاوزت 2 في المائة، بفعل موجة بيع واسعة في الأسواق، أشعلها قرار ترمب بفرض رسوم جمركية على الواردات، مما أثّر سلباً على تداولات المعدن النفيس.

جاء هذا التراجع الحاد بعد ساعات فقط من بلوغ الذهب أعلى مستوياته التاريخية عند 3.167.57 دولار للأوقية.

وقال إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في «تيست لايف»: «عادة ما يصعد الذهب، في ظل حالة عدم يقين يصعب تسعيرها (كاحتمال نشوب حرب) لكنه يفقد هذا الدعم بمجرد أن تتمكن الأسواق من استيعاب المخاطر وتسعيرها بشكل أوضح».

وأضاف: «يبدو أن إدارة ترمب قد حدّدت مسارها بوضوح، ورغم أن المزاج العام لا يرحب بهذا المسار، فإن الطريق بات أوضح وأقل مقاومة، ما خفّف من علاوة المخاطر المرتبطة بتقلبات الأسواق، التي كان الذهب يستفيد منها».

وكان ترمب قد أعلن فرض تعريفة جمركية أساسية بنسبة 10 في المائة على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، إلى جانب رسوم إضافية على بعض أكبر الشركاء التجاريين للبلاد.

وأثارت هذه القرارات ردود فعل سريعة من شركاء واشنطن التجاريين، الذين هددوا بتصعيد المواجهة التجارية، مما زاد من المخاوف من حدوث موجة ارتفاع حاد في الأسعار داخل أكبر سوق استهلاكية في العالم.

ويرى محللون أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، الذين يترقبون تفاصيل أوضح بشأن خطة ترمب التجارية، ربما تلقَّوا مؤشرات أكثر حدة مما كانوا يتوقعون، في ظل احتمال أن تُحدِث هذه الرسوم تحولاً كبيراً في التوقعات الاقتصادية الأميركية.

وينتظر المستثمرون الآن تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة، الذي من شأنه أن يُسهم في رسم ملامح مسار أسعار الفائدة التي قد يتبعها «الاحتياطي الفيدرالي» خلال الفترة المقبلة.

وعلى صعيد المعادن الأخرى، تراجعت الفضة الفورية بنسبة 1.5 في المائة لتسجل 31.4 دولار للأوقية، بينما انخفض البلاتين بنسبة 0.8 في المائة إلى 944.80 دولار، واستقر البلاديوم عند مستوى 928.33 دولار للأوقية.


مقالات ذات صلة

الملاذ الآمن يلمع... الذهب يسجل مستوى غير مسبوق متجاوزاً الـ3400 دولار

الاقتصاد سبائك ذهبية مكدّسة في غرفة صناديق الأمانات في بيت الذهب «برو أوروم» بمدينة ميونيخ (رويترز)

الملاذ الآمن يلمع... الذهب يسجل مستوى غير مسبوق متجاوزاً الـ3400 دولار

سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً حاداً يوم الاثنين، متجاوزة حاجز 3400 دولار أميركي للأونصة، لتحقق مستوى قياسياً جديداً، مدفوعة بضعف الدولار الأميركي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عرض سبائك الذهب في متجر للمجوهرات الذهبية بمدينة شانديغار شمال الهند (رويترز)

الذهب يواصل تحليقه ويسجل رقماً قياسياً جديداً في مستهل الأسبوع

ارتفع الذهب إلى مستوى قياسي يوم الاثنين، مدفوعاً بالمخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي، في ظل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عرض سبائك الذهب في متجر للمجوهرات الذهبية في مدينة شانديغار بشمال الهند (رويترز)

الذهب يواصل صعوده القياسي في ظل الحرب التجارية... وتحذيرات باول

واصل الذهب ارتفاعه القياسي يوم الخميس مع لجوء المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن وسط تصاعد النزاع التجاري العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عرض قطعة ذهبية على أحد الزبائن بمتجر للمجوهرات داخل سوق الذهب في دبي (إ.ب.أ)

الذهب إلى أسعار قياسية على وقع حرب الرسوم

ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي، أمس (الأربعاء)، حيث تخطت 3300 دولار للأونصة، للمرة الأولى في تاريخها، ما يعكس بحث المستثمرين عن الأمان وسط حالة عميقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية مكدسة في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار الذهب «برو أوروم» في ميونيخ (رويترز)

الذهب يتجاوز مستوى 3300 دولار للمرة الأولى في تاريخه

واصل سعر الذهب تسجيل مستويات قياسية جديدة مع بداية الجلسة الأوروبية يوم الأربعاء، متجاوزاً مستوى 3300 دولار للمرة الأولى في تاريخه.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«شيفرون» تعلن عن أول إنتاج للنفط في مشروع «باليمور» في خليج المكسيك

شعار شركة «شيفرون» على شاشة في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
شعار شركة «شيفرون» على شاشة في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT
20

«شيفرون» تعلن عن أول إنتاج للنفط في مشروع «باليمور» في خليج المكسيك

شعار شركة «شيفرون» على شاشة في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
شعار شركة «شيفرون» على شاشة في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

أعلنت شركة «شيفرون»، عملاق النفط الأميركي، يوم الاثنين، أنها بدأت إنتاج النفط والغاز من مشروع في خليج المكسيك بالولايات المتحدة، مما يُقرّب الشركة خطوة نحو هدفها المتمثل في زيادة الإنتاج من حوض المحيط بنسبة 50 في المائة هذا العام.

يتألف مشروع «باليمور»، الذي تبلغ تكلفته 1.6 مليار دولار، والواقع على بُعد نحو 160 ميلاً جنوب شرقي نيو أورلينز، من 3 آبار من المتوقع أن تُنتج ما يصل إلى 75 ألف برميل من المكافئ النفطي يومياً.

وتهدف «شيفرون» إلى زيادة إنتاج النفط والغاز من الخليج إلى 300 ألف برميل من المكافئ النفطي يومياً بحلول عام 2026، وفي الوقت نفسه، تعمل على خفض التكاليف بما يصل إلى 3 مليارات دولار في جميع أنحاء أعمالها.

وبدلاً من بناء منصة إنتاج جديدة في «باليمور»، ستنقل الآبار النفط والغاز إلى منصة قائمة، وهو ما قالت الشركة إنه سيسمح لها بزيادة الإنتاج بتكلفة أقل.

وقال بروس نيماير، رئيس قسم الاستكشاف والإنتاج في الشركة للأميركتين، في مقابلة: «يتميز مشروع باليمور بربطه بمنشأة قائمة، مما سمح لنا بطرح الإنتاج في السوق بسرعة أكبر». وأضاف أن هذا المشروع هو الأول لشركة شيفرون في تكوين جيولوجي في الخليج يُسمى نورفليت؛ حيث شهدت صناعة النفط والغاز تاريخياً اكتشافات أقل مقارنة بأجزاء أخرى من حوض المحيط.

وأوضح نيماير أن التطورات التكنولوجية أساسية لتوسيع نطاق استكشاف الموارد، مثل استخدام عُقد قاع المحيط، ما يسمح لعلماء الجيوفيزياء بجمع بيانات أفضل تحت قاع المحيط.

تُشغل شركة «شيفرون» مشروع باليمور بحصة 60 في المائة، بينما تمتلك شركة «توتال إنرجيز»، المالكة المشاركة، حصة 40 في المائة. وتمتلك «باليمور» ما يُقدر بنحو 150 مليون برميل من المكافئ النفطي من الموارد القابلة للاستخراج. وتمتلك الشركة 370 عقد إيجار في خليج المكسيك، وتتوقع المشاركة في صفقة إيجار هذا العام من قِبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفقاً لنيماير.

يأتي إطلاق شركة «باليمور» الناشئة بعد إعلان شركة «شيفرون» عن أول إنتاج نفطي في أغسطس (آب) من مشروع أنكور في خليج المكسيك، الذي يُعدّ إنجازاً تكنولوجياً رائداً، إذ يُمكنه العمل في ضغوط مياه عميقة تصل إلى 20 ألف رطل لكل بوصة مربعة.