إسرائيل تكثف الغارات على سوريا وتتهم تركيا بالسعي لفرض «وصايتها» عليها

آثار القصف الجوي الإسرائيلي جنوب سوريا (أ.ف.ب)
آثار القصف الجوي الإسرائيلي جنوب سوريا (أ.ف.ب)
TT
20

إسرائيل تكثف الغارات على سوريا وتتهم تركيا بالسعي لفرض «وصايتها» عليها

آثار القصف الجوي الإسرائيلي جنوب سوريا (أ.ف.ب)
آثار القصف الجوي الإسرائيلي جنوب سوريا (أ.ف.ب)

كثفت إسرائيل الغارات الجوية على سوريا خلال الليل، وأعلنت أن الهجمات هي تحذير للحكام الإسلاميين الجدد في دمشق، كما اتهمت أنقرة، اليوم الخميس، بمحاولة فرض وصايتها على سوريا.

ووفقاً لـ«رويترز»، أعادت الغارات، التي استهدفت قاعدتين جويتين وموقعاً قرب العاصمة دمشق وجنوب غربي البلاد، التركيز على المخاوف الإسرائيلية من الإسلاميين الذين أطاحوا ببشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول)؛ إذ يرى مسؤولون إسرائيليون أنهم يشكلون تهديداً متزايداً على الحدود.

وتعمل إسرائيل، التي تتخوف أيضاً من سطوة أنقرة على دمشق، على تحقيق أهدافها في سوريا منذ الإطاحة بالأسد.

واستولت على أراض في جنوب غربي البلاد، وأعلنت استعدادها لحماية الأقلية الدرزية، وضغطت على واشنطن كي تُبقي سوريا دولة ضعيفة، وفجرت الكثير من الأسلحة والعتاد العسكري السوري الثقيل في الأيام التي تلت سقوط الأسد.

وقال الجيش الإسرائيلي إن جنوداً في جنوب غربي سوريا قتلوا خلال الليل عدداً من المسلحين الذين أطلقوا النار عليهم في تلك المنطقة.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن القصف الإسرائيلي أسفر عن مقتل تسعة في المنطقة.

ونقلت الوكالة عن بيان صادر عن محافظة درعا قوله إن «هناك استنفاراً وغضباً شعبياً كبيراً بعد هذه المجزرة، وخصوصاً في ظل توغل قوات الاحتلال لأول مرة إلى هذا العمق».

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الغارات الجوية التي وقعت، مساء الأربعاء، «رسالة واضحة وتحذير للمستقبل، لن نسمح بالمساس بأمن دولة إسرائيل».

وذكر كاتس، في بيان، أن القوات المسلحة الإسرائيلية ستبقى في المناطق العازلة داخل سوريا، وستتحرك ضد التهديدات لأمنها، محذراً الحكومة السورية من أنها ستدفع ثمناً باهظاً إذا سمحت لقوات معادية لإسرائيل بالدخول.

ومما عكس مخاوف إسرائيلية من النفوذ التركي في سوريا، اتهم وزير الخارجية جدعون ساعر أنقرة بلعب «دور سلبي» هناك وفي لبنان ومناطق أخرى.

وقال في مؤتمر صحافي في باريس: «إنهم يبذلون قصارى جهدهم لفرض وصاية تركيا على سوريا. من الواضح أن هذه هي نيتهم».

وذكرت وزارة الخارجية السورية، في بيان، عن الضربات الإسرائيلية: «يمثل هذا التصعيد غير المبرر محاولة متعمدة لزعزعة استقرار سوريا وإطالة معاناة شعبها». ودعت المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل «لوقف عدوانها والالتزام بالقانون الدولي».

وشنت إسرائيل لسنوات غارات جوية متكررة على سوريا خلال حكم الأسد، مستهدفة ما وصفتها بمنشآت عسكرية مرتبطة بإيران وعمليات نقل أسلحة من طهران إلى جماعة «حزب الله» اللبنانية التي كانت تنشر مقاتلين في سوريا خلال الحرب الأهلية.

تدمير قاعدة جوية

الضربات التي شنتها إسرائيل في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، هي من أعنف الهجمات الإسرائيلية على سوريا منذ الإطاحة بالأسد.

وأعلنت وزارة الخارجية السورية أن إسرائيل شنت غارات على خمس مناطق مختلفة خلال 30 دقيقة، مما أسفر عن تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري، وإصابة عشرات المدنيين والعسكريين.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب ما تبقى من قدرات عسكرية في القاعدتين الجويتين بمحافظتي حماة وحمص، بالإضافة إلى ما تبقى من بنية تحتية عسكرية في منطقة دمشق، حيث قالت وسائل إعلام ومسؤولون سوريون إن محيط منشأة للأبحاث العلمية تعرض للقصف.

وفي حماة، قال مصدر عسكري سوري لـ«رويترز» إن أكثر من عشر هجمات دمرت مدارج طائرات وبرج مراقبة ومستودعات أسلحة وحظائر طائرات بالمطار العسكري.

وتابع المصدر بالقول: «دمرت إسرائيل قاعدة حماة الجوية بالكامل لضمان عدم استخدامها. هذا قصف ممنهج لتدمير القدرات العسكرية للقواعد الجوية الرئيسية في البلاد».

وأعلنت إسرائيل، أمس الأربعاء، أيضاً استهدافها لقاعدة «تي 4» الجوية في محافظة حمص، وهي قاعدة تعرضت لقصف إسرائيلي متكرر خلال الأسبوع الماضي.

وفي الواقعة في جنوب غربي سوريا، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته كانت تنفذ عملية في منطقة تسيل «بمصادرة أسلحة وتدمير بنية تحتية إرهابية» عندما أطلق مسلحون النار عليها.

وقال سكان من منطقة تسيل في تواصل عبر الهاتف إن مسلحين من سكان المنطقة قتلوا بعد مواجهة قوة من الجيش الإسرائيلي وصلت إلى المنطقة لتدمير معسكر سابق للجيش السوري.

وقال الجيش الإسرائيلي إن المواجهة لم تسفر عن سقوط قتلى ومصابين في صفوفه، وإن قواته «ردت بإطلاق النار وقضت على عدد من الإرهابيين المسلحين بضربات من البر والجو».

وأضاف: «وجود أسلحة في جنوب سوريا يشكل تهديداً لدولة إسرائيل... جيش الدفاع لن يسمح بوجود تهديد عسكري في سوريا وسيتحرك ضده».


مقالات ذات صلة

عناصر عربية تنشق من «قسد» إلى مناطق سيطرة الحكومة

المشرق العربي مقاتلون من «قسد» في عرض عسكري بحقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي (أرشيفية - الشرق الأوسط)

عناصر عربية تنشق من «قسد» إلى مناطق سيطرة الحكومة

أفادت مصادر سورية محلية بانشقاق عشرات العناصر من قوات «قسد» على محور تل تمر شمال الحسكة مع عتادهم الكامل، ودخولهم منطقة راس العين حيث يوجد الجيش السوري.

المشرق العربي فوزة يوسف القيادية الكردية التي عينت رئيسة لوفد الإدارة الذاتية في الحوار مع الحكومة السورية (الشرق الأوسط)

​قيادية كردية: اجتماع «قسد» والحكومة السورية «تمهيدي» لمزيد من التفاهمات المستقبلية

اتفاق على تحييد سد تشرين بريف حلب عن الأعمال القتالية

كمال شيخو (القامشلي)
الخليج الشيخ محمد بن زايد خلال لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة الإماراتية أبوظبي (رويترز)

الشرع يبدأ أول زيارة رسمية إلى الإمارات منذ توليه المنصب

استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الرئيس السوري أحمد الشرع والوفد المرافق، اليوم الأحد.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
المشرق العربي انتشار قوات الأمن العام في مدينة بصرى الشام شرق درعا (تجمع أحرار حوران)

«اللواء الثامن» بدرعا يحل نفسه... ويسلّم مقدراته لـ«الدفاع» السورية

قرر «اللواء الثامن» في محافظة درعا حل نفسه وتسليم مقدراته العسكرية والبشرية لوزارة الدفاع السورية.

«الشرق الأوسط» (درعا - دمشق)
المشرق العربي رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام خلال مشاركته في دقيقة صمت ببيروت بذكرى اندلاع الحرب الأهلية (أ.ب)

سلام يحمل ملف المفقودين اللبنانيين إلى دمشق الاثنين

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أن موضوع المخفيين اللبنانيين في السجون السورية سيكون من ضمن المباحثات خلال زيارته لسوريا، الاثنين.

نذير رضا (بيروت)

الحوثيون يعلنون مقتل 5 في غارات أميركية على صنعاء

عناصر مسلَّحة من جماعة الحوثي خلال تجمع في صنعاء أول من أمس (أ.ب)
عناصر مسلَّحة من جماعة الحوثي خلال تجمع في صنعاء أول من أمس (أ.ب)
TT
20

الحوثيون يعلنون مقتل 5 في غارات أميركية على صنعاء

عناصر مسلَّحة من جماعة الحوثي خلال تجمع في صنعاء أول من أمس (أ.ب)
عناصر مسلَّحة من جماعة الحوثي خلال تجمع في صنعاء أول من أمس (أ.ب)

أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لجماعة الحوثي أنيس الأصبحي، اليوم (الأحد)، ارتفاع عدد ضحايا القصف الأميركي على صنعاء إلى خمسة قتلى و13 مصاباً.

وقال الأصبحي في بيان إن غارات الطيران الأميركي استهدفت مصنع السواري بمنطقة متنة في بني مطر، مشيراً إلى أن حصيلة الضحايا «غير نهائية».

وقالت الجماعة، في وقت سابق اليوم، إنها أطلقت صاروخين باليستيين باتجاه مطار بن غوريون وهدف عسكري في إسرائيل، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضه صاروخاً أُطلق من اليمن.

وقالت الجماعة، في بيان، إنها نفّذت «عملية عسكرية نوعية، وذلك بصاروخينِ باليستيينِ؛ أحدُهما فرطُ صوتي نوعُ (فلسطين 2)، استهدفَ قاعدة سودت ميخا في منطقة شرق أسدود المحتلة، والصاروخُ الآخرُ نوع (ذو الفقار) استهدفَ مطارَ بن غوريون في منطقة يافا المحتلة».

كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، في وقت سابق، اليوم، أنه اعترض، «على ما يبدو»، مقذوفاً أُطلق من اليمن، بعدما انطلقت صافرات الإنذار على نطاق واسع في مدينتَي القدس وتل أبيب ومحيطهما.