في الذكرى الخمسين لتأسيسها... هل يتحوّل «كوبايلوت» إلى عقل «مايكروسوفت» الجديد؟

«كوبايلوت» هو محور الحدث المرتقب في الذكرى الـ50 لـ«مايكروسوفت» ويمثل انتقال الشركة من ريادة البرمجيات إلى قيادة الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)
«كوبايلوت» هو محور الحدث المرتقب في الذكرى الـ50 لـ«مايكروسوفت» ويمثل انتقال الشركة من ريادة البرمجيات إلى قيادة الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)
TT
20

في الذكرى الخمسين لتأسيسها... هل يتحوّل «كوبايلوت» إلى عقل «مايكروسوفت» الجديد؟

«كوبايلوت» هو محور الحدث المرتقب في الذكرى الـ50 لـ«مايكروسوفت» ويمثل انتقال الشركة من ريادة البرمجيات إلى قيادة الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)
«كوبايلوت» هو محور الحدث المرتقب في الذكرى الـ50 لـ«مايكروسوفت» ويمثل انتقال الشركة من ريادة البرمجيات إلى قيادة الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)

بينما تستعد شركة «مايكروسوفت» للاحتفال بمرور 50 عاماً على تأسيسها هذا الشهر، يترقّب عالم التقنية حدثاً ضخماً يتجاوز كونه مجرد احتفال. فالأنظار كلها تتجه نحو «كوبايلوت» (Copilot) المساعد الذكي الذي أصبح حجر الأساس في استراتيجية «مايكروسوفت» المستقبلية. ومع تواتر التوقعات والتسريبات، يبدو أن هذا الحدث سيكون نقطة تحول في مسيرة الشركة من ريادة البرمجيات إلى قيادة الذكاء الاصطناعي.

«كوبايلوت» في الصدارة

يتصدر المشهد مساعد «مايكروسوفت» الذكي «Copilot» الذي تم دمجه في «Microsoft 365» و«ويندوز» (Windows) و«إيدج» (Edge)، ويستعد للاندماج بشكل أعمق في منتجات وخدمات «مايكروسوفت». ومن المتوقع أن تكشف الشركة خلال الحدث عن تحسينات كبيرة في تجربة «كوبايلوت» تستهدف المستخدمين من الأفراد وحتى المؤسسات.

بدءاً من صياغة الرسائل في «أوت لوك» (Outlook) إلى تحليل البيانات في «إكسل» (Excel)، مروراً بدعم الأنظمة بشكل استباقي في «ويندوز» (Windows)، يهدف «كوبايلوت» إلى تقليل التعقيد وزيادة الإنتاجية وتعزيز اتخاذ القرار عبر أدوات «مايكروسوفت» المختلفة.

رغم التعاون القائم مع «OpenAI» تشير توقعات إلى عمل «مايكروسوفت» على نماذج ذكاء اصطناعي خاصة بها (شاترستوك)
رغم التعاون القائم مع «OpenAI» تشير توقعات إلى عمل «مايكروسوفت» على نماذج ذكاء اصطناعي خاصة بها (شاترستوك)

توسع الذكاء الاصطناعي

أحد أبرز التوقعات هو الدمج العميق لـ«كوبايلوت» في نظام «ويندوز» بحيث يتحول النظام إلى بيئة ذكية تعتمد على مساعد دائم قادر على التفاعل السياقي وتقديم اقتراحات ذكية وتنفيذ أوامر عبر اللغة الطبيعية.

كما ينتظر المستخدمون مزيداً من التكامل داخل برامج «Microsoft Office» مثل «وورد» (Word) و«تيمز» (Teams) و«باور بوينت» (PowerPoint) و«ون نوت» (OneNote)، وربما توسعة في مزايا «كوبايلوت برو» (Copilot Pro) أو إطلاق نموذج اشتراك جديد.

جانب آخر يحظى باهتمام خاص هو «Copilot with Vision»، وهي ميزة تتيح تفسير المعلومات المرئية باستخدام الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع توسيعها لتخدم أهداف الوصول والشمول الرقمي.

الذكاء الاصطناعي يصل إلى الألعاب

الحدث قد يشمل أيضاً أولى خطوات «مايكروسوفت» الجادة نحو دمج «كوبايلوت» في منصة «إكس بوكس» (Xbox). ورغم عدم وجود تأكيد رسمي، تشير التوقعات إلى إمكانية توفير مساعد ذكي داخل الألعاب، يقدم نصائح استراتيجية، أو يساعد في التنقل بين الإعدادات والقوائم عبر الأوامر الصوتية. هذا التكامل المحتمل يعكس رؤية «مايكروسوفت» لدمج الذكاء الاصطناعي ليس فقط في الإنتاجية، بل في الترفيه أيضاً.


مقالات ذات صلة

«مايكروسوفت» تتصدى لـ1.6 مليون محاولة اختراق أمني في الساعة

تكنولوجيا تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء متاجر إلكترونية وهمية في دقائق ما يزيد صعوبة التمييز بينها وبين الحقيقية (شاترستوك)

«مايكروسوفت» تتصدى لـ1.6 مليون محاولة اختراق أمني في الساعة

كشفت «مايكروسوفت» عن جهودها لمكافحة الاحتيال الإلكتروني محبطة محاولات احتيال بـ4 مليارات دولار عبر تقنيات ذكاء اصطناعي وحماية مدمجة في منتجاتها.

نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق الملياردير الأميركي بيل غيتس (أ.ب)

«أولاده أم الأشد احتياجًا»... كم سيوزع بيل غيتس تركته؟

يبدو أن الملياردير الأميركي بيل غيتس لن يترك لأبنائه ثروةً طائلة كما قد يتوقع البعض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا شعار شركة «مايكروسوفت» أمام مقرها الرئيسي في واشنطن (أ.ب)

«مايكروسوفت» تعرض مساعد ذكاء اصطناعي مخصصاً لـ«المصانع»

عرضت شركة «مايكروسوفت» مساعداً رقمياً يعمل بالذكاء الاصطناعي مصمماً لتحسين سير العمل في المصانع وغيرها من المنشآت الصناعية.

«الشرق الأوسط» (هانوفر (ألمانيا))
الولايات المتحدة​ تم اصطحاب المؤيدة للفلسطينيين ابتهال أبو سعد بعيداً من قبل أفراد الأمن أثناء مقاطعتها للرئيس التنفيذي لشركة «مايكروسوفت» للذكاء الاصطناعي مصطفى سليمان (أ.ب)

موظفة تقاطع كلمة مسؤول بـ«مايكروسوفت» بسبب غزة: أنت من تجار الحرب (فيديو)

قاطعت موظفة مؤيدة للفلسطينيين كلمة المدير التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي في شركة «مايكروسوفت» مصطفى سليمان احتجاجاً على علاقات الشركة مع إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الملياردير الأميركي بيل غيتس (أ.ف.ب)

بسبب الذكاء الاصطناعي... غيتس يرى أنه لن تكون هناك حاجة للبشر في «معظم الأشياء» بعد عقد

كشف الملياردير الأميركي بيل غيتس إنه خلال العقد المقبل، ستعني التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي أنه لن تكون هناك حاجة للبشر في «معظم الأمور» في العالم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«من فضلك» و«شكراً»... التعامل بلباقة مع «تشات جي بي» يُكلّف الشركة ملايين الدولارات

شعار تطبيق «تشات جي بي تي» يظهر على شاشة هاتف جوال (د.ب.أ)
شعار تطبيق «تشات جي بي تي» يظهر على شاشة هاتف جوال (د.ب.أ)
TT
20

«من فضلك» و«شكراً»... التعامل بلباقة مع «تشات جي بي» يُكلّف الشركة ملايين الدولارات

شعار تطبيق «تشات جي بي تي» يظهر على شاشة هاتف جوال (د.ب.أ)
شعار تطبيق «تشات جي بي تي» يظهر على شاشة هاتف جوال (د.ب.أ)

اعترف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، بأن المجاملات البسيطة، مثل قول «من فضلك» و«شكراً» لروبوت «تشات جي بي تي» التابع لشركته، مكلفة بشكل غير متوقع، والأمر مرتبط بالمبالغ الطائلة الخاصة بنفقات الكهرباء، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست».

كشف ألتمان عن ذلك عندما سأله مستخدم على منصة التواصل الاجتماعي «إكس» عن الأثر المالي الذي قد تُحدثه اللباقة تجاه الذكاء الاصطناعي على تكاليف تشغيل «أوبن إيه آي».

رد ألتمان مُشيراً إلى أن الخسارة «عشرات الملايين من الدولارات التي أُنفقت في محلها»، مُضيفاً بغموض: «لا أحد يعلم».

تعتمد برامج المحادثة الآلية مثل «تشات جي بي تي» على نماذج لغوية كبيرة (LLMs)، والتي تعتمد على البنية التحتية الحسابية الواسعة المستضافة في مراكز البيانات.

تتطلب هذه النماذج آلافاً من وحدات معالجة الرسومات عالية الأداء للعمل بكفاءة.

وتُجري وحدات معالجة الرسومات كميات هائلة من المعالجة المتوازية لتفسير المطالبات، وتوليد الاستجابات في الوقت الفعلي.

يتطلب تشغيل مراكز البيانات هذه كميات هائلة من الكهرباء.

تُشير التقديرات إلى أن توليد رد واحد مكتوب بالذكاء الاصطناعي، مثل رسالة بريد إلكتروني قصيرة أو فقرة، قد يستهلك ما يصل إلى 0.14 كيلوواط/ ساعة من الطاقة -وهو ما يُعادل تشغيل 14 مصباح LED لمدة ساعة واحدة.

عند قياسها عبر مليارات التفاعلات يومياً، يصبح استهلاك الطاقة التراكمي كبيراً.

على الصعيد العالمي، تُمثل مراكز البيانات بالفعل نحو 2 في المائة من إجمالي استهلاك الكهرباء.

مع التوسع السريع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتزايد الطلب على الخدمات المُولِّدة، مثل «تشات جي بي تي»، يُحذِّر الخبراء من أن هذا الرقم قد يرتفع بشكل حاد في السنوات القادمة.

في حين قد يرى البعض أن التفاعلات المهذبة مع روبوتات الدردشة غير ضرورية، يُجادل العديد من خبراء الذكاء الاصطناعي بأن اللباقة تُؤثر بشكل إيجابي على تفاعلات الذكاء الاصطناعي.

أوصى كورتيس بيفرز، مدير فريق التصميم في Microsoft Copilot، باستخدام أساليب توجيه مُحترمة، مُشيراً إلى أنها «تُساعد على توليد ردود مُحترمة وتعاونية».

وفقاً لبيفرز، فإن الصياغة المُهذبة لا تعكس حسن السلوك فحسب، بل تؤثر بشكل فعال على كيفية رد الذكاء الاصطناعي، مما يُرسي نبرة تفاعل أكثر احترافية.

وأصبح التعامل بلطف مع الذكاء الاصطناعي شائعاً بشكل متزايد. كشف استطلاع أُجري عام 2024 أن نحو 67 في المائة من الأميركيين يستخدمون لغة مهذبة بانتظام عند التفاعل مع روبوتات الدردشة.