أسلوب «استوديو غيبلي» يحظى بشعبية مفاجئة

تقنية ذكاء اصطناعي محسّنة لتوليد الصور تهدد النتاجات الإبداعية للفنانين

المخرج الياباني هاياو ميازاكي ورسوماته الإبداعية
المخرج الياباني هاياو ميازاكي ورسوماته الإبداعية
TT
20

أسلوب «استوديو غيبلي» يحظى بشعبية مفاجئة

المخرج الياباني هاياو ميازاكي ورسوماته الإبداعية
المخرج الياباني هاياو ميازاكي ورسوماته الإبداعية

أفلام الرسوم المتحركة، مثل أفلام المخرج الياباني الشهير هاياو ميازاكي، لا تُصنع بسرعة. فالرسومات اليدوية المعقدة والاهتمام بأدق التفاصيل قد يجعل العملية بطيئة، وقد تستغرق سنوات.

لكن يمكنك الآن ببساطة أن تطلب من «تشات جي بي تي» ChatGPT تحويل أي صورة قديمة إلى نسخة طبق الأصل من عمل ميازاكي في ثوانٍ معدودة، كما كتبت ماديسون مالون كيرشر(*).

تحديثات «جي بي تي» الفنية

فعل الكثيرون ذلك تحديداً هذا الأسبوع بعد أن أصدرت شركة «أوبن إيه آي» تحديثاً لبرنامج: «تشات جي بي تي» يوم الثلاثاء الماضي، الذي حسّن تقنية توليد الصور. والآن، يُمكن للمستخدم الذي يطلب من المنصة معالجة صورة بأسلوب استوديو غيبلي Studio Ghibli أن يُعرض عليه صورة لا تبدو غريبة في أفلام مثل «غاري توتورو» My Neighbor Totoro، أو «المخطوفة» Spirited Away

شعبية مفاجئة لتحسين الصور

على وسائل التواصل الاجتماعي، بدأ المستخدمون بسرعة في نشر صور بأسلوب غيبلي. تراوحت هذه الصور بين صور السيلفي والصور العائلية ت. استخدم البعض الميزة الجديدة لإنشاء صور عنيفة أو مظلمة، مثل سقوط برجي مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر (أيلول) ومقتل جورج فلويد.

وقام سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، بتغيير صورة ملفه الشخصي على منصة «إكس» الاجتماعية إلى صورة لنفسه مُعدّلة بتقنية «تعديل غليبي»، ونشر نكتة حول الشعبية المفاجئة للفلتر الجديد وكيف تجاوز عمله السابق.

الفن الاصطناعي- إهانة للحياة

قامت كوكا ويب، أخصائية التغذية المقيمة في تريبيكا، بتحويل صور زفافها إلى إطارات على غرار استوديو غيبلي. وقالت ويب، البالغة من العمر 28 عاماً والتي نشأت في اليابان، إن رؤية نفسها وزوجها مُصممين بهذه الطريقة كان مؤثراً بشكل مدهش. ونشرت الصور على «تيك توك»، حيث قالت إنها تلقت انتقادات من بعض المعلقين لاستخدامها الذكاء الاصطناعي بدلاً من تكليف فنان بشري.

وأعرب بعض المستخدمين عبر الإنترنت أيضاً عن مخاوفهم بشأن استخدام ميزة توليد الصور. في فيلم وثائقي عام 2016، وصف ميازاكي الذكاء الاصطناعي بأنه «إهانة للحياة نفسها». وقد انتشر مقطع من الفيلم على منصة «إكس» بعد الشعبية المفاجئة للفلتر.

وقد اشتهر فن الذكاء الاصطناعي المستوحى من استوديو غيبلي في الماضي، لكن أحدث عروض «أوبن إيه آي» ربما يكون التكرار الأكثر واقعية لأسلوب ميازاكي حتى الآن

إحباطات الفنانين والمبدعين

مع ازدياد قوة وشعبية منصات الذكاء الاصطناعي، أعرب عدد متزايد من العاملين في المجالات الإبداعية، بمن فيهم الكُتّاب والممثلون والموسيقيون والفنانون التشكيليون، عن إحباطات مماثلة.

وقال جوناثان لام، فنان لوحات القصص المصورة الذي يعمل في ألعاب الفيديو والرسوم المتحركة، لصحيفة «نيويورك تايمز» أواخر عام 2022، عند مناقشته منصة Lensa AI، وهي منصة أخرى لتوليد الصور: «بالنسبة للكثيرين من الناس، فإنهم لا يعتبرون سرقة أعمالنا الفنية أمراً شخصياً يخص الفنانين - كأن يقول هؤلاء الناس حسناً، كما تعلمون، إنه مجرد أسلوب؛ لا يمكنك تسجيل حقوق الطبع والنشر لأسلوب ما». وأضاف: «لكنني أزعم أن أسلوبنا هو هويتنا الحقيقية. إنه ما يميزنا عن بعضنا البعض. إنه ما يجعلنا مرغوبين لدى العملاء».

استخدام غير مرخص للإنتاجات الابداعية

في عام 2024، وقّعت مجموعة تضم أكثر من 10 آلاف ممثل وموسيقي، من بينهم الكاتب كازو إيشيغورو والممثلة جوليان مور والموسيقي توم يورك من فرقة راديوهيد، رسالة مفتوحة تنتقد «الاستخدام غير المرخص للأعمال الإبداعية» لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك «جي بي تي».

قيود حديثة على توليد الصور

صرحت إميلي بيرغانزا، وهي نحاتة تبلغ من العمر 32 عاماً وتقيم في لونغ آيلاند سيتي، بأنها استخدمت «جي بي تي» لتوليد الصور على غرار استوديو غيبلي. وقد أُعجبت بدقة وتفاصيل هذه التقنية، لكنها قالت إنها قلقة أيضاً بشأن تأثير صعود هذه التقنية على العمل الإبداعي، واعتبرتها «تهديداً».

ولكن بحلول يوم الخميس، صرحت بيرغانزا أنه يبدو أن «جي بي تي» قد شدد القيود على الصور المسموح للمستخدمين بتحميلها على غيبلي.

وصرحت تايا كريستيانسون، المتحدثة باسم «أوبن إيه آي»، في بيان عبر البريد الإلكتروني: «هدفنا هو منح المستخدمين أكبر قدر ممكن من الحرية الإبداعية». وأضافت: «نواصل منع توليد الصور على غرار صور الفنانين الأحياء الأفراد، لكننا نسمح بأنماط استوديو أوسع - التي استخدمها الناس لإنتاج ومشاركة بعض إبداعات المعجبين الأصلية الرائعة والملهمة حقاً».

وأشارت كريستيانسون أيضاً إلى وصف «أوبن إيه آي» لتحديثها الأخير، والذي جاء فيه أن المنصة «اختارت اتباع نهج محافظ» في آخر تحديث لها لتوليد الصور.

من جهتها، قالت بيرغانزا: «ما زلتُ أفكر في كيفية تأثير ذلك على مستقبل العديد من هؤلاء الفنانين والرسامين. ولكن من ناحية أخرى، عليّ أيضاً أن أكون منفتحة على مفهوم كيفية دمج هذا الآن في مجتمعنا». وقالت إنها لا تريد أن تتخلف عن الركب.

* خدمة «نيويورك تايمز».

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

تكنولوجيا شعار تطبيق «تشات جي بي تي» يظهر على شاشة هاتف جوال (د.ب.أ)

«من فضلك» و«شكراً»... التعامل بلباقة مع «تشات جي بي» يُكلّف الشركة ملايين الدولارات

اعترف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، بأن المجاملات البسيطة، مثل قول: «من فضلك» و«شكراً» لروبوت «تشات جي بي تي» التابع لشركته، مكلفة بشكل ضخم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا التطبيقات قد تستخدم صور الوجه في تقنيات التعرف البيومتري دون علم المستخدمين (كاسبرسكي)

احذر قبل المشاركة... تريندات «دُمَى الذكاء الاصطناعي» متعة أم تهديد للخصوصية؟

تحذِّر «كاسبرسكي» من مخاطر مشاركة الصور والمعلومات الشخصية عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي الترفيهي، لما قد تسببه من انتهاك للخصوصية وسرقة الهوية.

نسيم رمضان (سان فرنسيسكو - الولايات المتحدة)
تكنولوجيا رافق الروبوتات مدربون من البشر وكان على بعضهم دعم الآلات جسدياً أثناء السباق (رويترز) play-circle

عبر الروبوتات والمسيّرات... الذكاء الاصطناعي يعيد رسم ملامح الحياة اليومية في الصين

الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد خطوط برمجية غير مرئية، بل صار يتجسد في آلات تسير، تطهو، تراقب وتغني -مرحباً بمرحلة «الذكاء الاصطناعي المجسّد».


«غوغل» تصدر تحذيراً عاجلاً بسبب هجوم سيبراني استهدف «جيميل»

شعار «غوغل كروم» وخلفه كلمة «تجسس» في صورة توضيحية (رويترز)
شعار «غوغل كروم» وخلفه كلمة «تجسس» في صورة توضيحية (رويترز)
TT
20

«غوغل» تصدر تحذيراً عاجلاً بسبب هجوم سيبراني استهدف «جيميل»

شعار «غوغل كروم» وخلفه كلمة «تجسس» في صورة توضيحية (رويترز)
شعار «غوغل كروم» وخلفه كلمة «تجسس» في صورة توضيحية (رويترز)

أكدت شركة غوغل تعرضها لهجوم سيبراني «متطور» على بيانات 1.8 مليار مستخدم لـ«جيميل»، مما دفع عملاق التكنولوجيا إلى إصدار تحذير عاجل.

وأبلغ نيك جونسون، مطوّر منصة العملات المشفرة «إيثريوم»، عن عملية التصيُّد الاحتيالي هذه، لأول مرة.

وكتب جونسون، على موقع «إكس»، الأربعاء الماضي: «تعرضتُ مؤخراً لهجوم تصيّد احتيالي متطور للغاية».

وأردف جونسون: «إن المخترقين يستغلّون ثغرة أمنية في البنية التحتية لـ(غوغل)، ونظراً لرفضهم إصلاحها، فمن المرجح أن نشهد تكرارها كثيراً». وتابع جونسون: «الدليل الوحيد على أنها عملية تصيد احتيالي هو أنها مستضافة على (sites.google.com) بدلاً من (accounts.google.com)».

وبالنقر على الرابط الاحتيالي في البريد الإلكتروني، انتقل إلى صفحة «بوابة دعم»، ثم انقر على «تحميل مستندات إضافية»، و«عرض الحالة»، ووجِّه كلا الرابطين إلى «نَسخ طِبق الأصل» من صفحات «غوغل» الرسمية، وفق جونسون. وأوضح أن هذه الصفحات طلبت من جونسون تسجيل الدخول إلى حسابه على «غوغل». وأردف: «ومِن هناك، على الأرجح، يجمعون بيانات اعتماد تسجيل الدخول الخاصة بك ويستخدمونها لاختراق حسابك؛ ولم أذهب إلى أبعد من ذلك للتحقق».

وأعلنت شركة غوغل أنها أوقفت الآلية التي سمحت لهذه الطريقة الهجومية بالعمل، ونشرت مؤخراً إرشادات حول اكتشاف عمليات الاحتيال عبر البريد الإلكتروني وتجنبها.

وقال المتحدث باسم «جيميل» في «غوغل»، روس ريتشندرفر، لمجلة «فوربس» الأميركية، إن عملاق التكنولوجيا «على دراية بهذا النوع من الهجمات الموجَّهة من هذا الفاعل التهديدي»، وقد «طرح حماية لإغلاق هذا الطريق للإساءة».

وقال ريتشندرفر إن «غوغل» لن تطلب أبداً أياً من بيانات اعتماد الحساب، بما في ذلك كلمات مرور حساب «جميل»، أو تأكيد إشعارات الدفع، بالإضافة إلى تحديث «جيميل» هذا، شاركت «غوغل» خطة استجابة من أربع خطوات لأي شخص يجد نفسه في مواجهة محتملة لأي هجوم.

وينصح المتحدث باسم خدمة الإيميل، التابعة لـ«غوغل»، بأربع خطوات لأي شخص يعتقد أنه وقع ضحية لهجوم على «جيميل» أو أي عملية احتيال مماثلة:

1. غيّر كلمات مرورك وتأكَّدْ من عدم تغيير معلومات حسابك على «غوغل».

2. تواصل مع مصرفك وأي حسابات مرتبطة به لمنع أي نشاط احتيالي آخر.

3. فعّل التحقق بخطوتين (2FA)، ومفتاح مرور، ووضع الحماية المُحسّن للتصفح الآمن في متصفح «كروم».

4. أبلغْ عن الجريمة إلى السلطات المحلية والهيئات الحكومية مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي».

وتهدف هجمات التصيد الاحتيالي، مثل هذه، إلى دفع المستخدمين إلى مشاركة معلوماتهم الشخصية مع المخترقين، والتي يمكنهم استخدامها لسرقة هوية الضحايا أو أموالهم. والهدف هو جعل الرسالة الملتوية تبدو شرعية قدر الإمكان لخداع المستخدمين وإيهامهم بأنهم يشاركون معلوماتهم مع جهة موثوقة.