كان الصيف الماضي خامس أسوأ صيف منذ ما يقرب من نصف قرن بالنسبة للفراشات في بريطانيا، وفقاً لأكبر مسح علمي لأعداد الحشرات في العالم، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وللمرة الأولى منذ بدء التسجيل العلمي في عام 1976، فإن أكثر من نصف الأنواع المحلية في بريطانيا، البالغ عددها 59 نوعاً، في تراجع طويل الأمد.
فقد عانت 9 أنواع من أسوأ سنة مسجلة لها، بما في ذلك الفراشة ذات الصدفة السلحفائية الصغيرة، والفراشة النحاسية الصغيرة، والفراشة القافزة الصغيرة، والفراشة القافزة الكبيرة، والفراشة البيضاء ذات العروق الخضراء.
وقال الدكتور ريتشارد فوكس، رئيس قسم العلوم في منظمة الحفاظ على الفراشات، إن الانخفاض «المدمر» في أعداد الفراشات كان ناجماً عن الأعمال البشرية.
وأضاف قائلاً: «لقد دمرنا موائل الحياة البرية، ولوثنا البيئة، واستخدمنا المبيدات الحشرية على نطاق صناعي كبير، فضلاً عن تغيير المناخ. وهذا يعني أنه عندما يكون لدينا طقس سيئ، تصبح مجموعات الفراشات المستنزفة بالفعل ضعيفة للغاية ومعرضة لخطر شديد، ولا يمكنها أن تتعافى كما كانت تفعل من قبل. ومع تغير المناخ، أصبح هذا الطقس غير المعتاد أكثر شيوعاً عن ذي قبل».
وشهدت الفراشات الشائعة الموجودة في الحدائق والمتنزهات والريف العام ثاني أسوأ صيف لها منذ عام 1976، حيث انخفضت أعداد 51 نوعاً من أصل 59 نوعاً محلياً مقارنة بعام 2023.
تتذبذب أعداد الفراشات سنوياً بسبب المناخ البريطاني المتقلب، وكان صيف 2024 متميزاً بسبب ربيعه الرطب ودرجات الحرارة الباردة نسبياً. لكن البيانات الواردة من برنامج رصد الفراشات في المملكة المتحدة (UKBMS)، الذي يقوم فيه المتطوعون بإحصاء الفراشات علمياً في أكثر من 3000 موقع في جميع أنحاء البلاد، تكشف عن أن 31 نوعاً من الأنواع المحلية في حالة تناقص طويلة الأجل.