القوات الخاصة في عصر الحروب الذكية: كيف تتحول من الظل إلى قلب المعركة؟

عناصر من قوات خاصة فرنسية خلال تدريب في مارس 2023 (أ.ف.ب)
عناصر من قوات خاصة فرنسية خلال تدريب في مارس 2023 (أ.ف.ب)
TT
20

القوات الخاصة في عصر الحروب الذكية: كيف تتحول من الظل إلى قلب المعركة؟

عناصر من قوات خاصة فرنسية خلال تدريب في مارس 2023 (أ.ف.ب)
عناصر من قوات خاصة فرنسية خلال تدريب في مارس 2023 (أ.ف.ب)

تتجه القوات الخاصة حول العالم إلى إعادة تعريف أدوارها في ظل تطور طبيعة الحروب الحديثة، خصوصاً مع التحول من عمليات مكافحة التمرد إلى مواجهات واسعة النطاق بين القوى العسكرية.

فبعد سنوات من التركيز على مهام مكافحة الإرهاب في مناطق مثل الساحل الأفريقي وأفغانستان، تواجه هذه الوحدات النخبوية الآن تحديات جديدة تتطلب عودة إلى أساسيات عملها: التخريب، واستهداف الشخصيات الحيوية، والحرب النفسية، حسب تقرير أمس الثلاثاء لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

يكشف أحد القادة السابقين في القوات الخاصة عن طبيعة عمل هذه الوحدات، ويقول إنها تعتمد على السرعة والمفاجأة ثم الاختفاء. لكن في ساحات القتال الجديدة، مثل أوكرانيا، أصبحت القوات الخاصة تلعب أدواراً أكثر تعقيداً، مثل تنظيم شبكات المقاومة وجمع المعلومات الاستخباراتية، بل وتنفيذ عمليات في عمق الأراضي المعادية.

التكنولوجيا أيضاً تغير قواعد اللعبة: الطائرات المسيّرة والحرب الإلكترونية جعلت ساحة المعركة أكثر «وضوحاً»، مما يفرض على هذه الوحدات تعزيز قدراتها على التخفي واعتماد «فقاعات الصمت» لتجنب الكشف.

والمقصود ﺑ«فقاعات الصمت» استراتيجية تُستخدم في العمليات الخاصة لقطع أي انبعاثات كهرومغناطيسية أو إلكترونية (مثل إشارات الراديو، الاتصالات، الأجهزة الذكية) التي قد تكشف موقع القوة الخاصة أثناء تنفيذ المهام السرية.

جنود من القوات الخاصة «آزوف» التابعة للحرس الوطني الأوكراني يطلقون مدفع هاوتزر باتجاه القوات الروسية في منطقة دونيتسك بأوكرانيا يوم 5 أبريل 2024 (رويترز)
جنود من القوات الخاصة «آزوف» التابعة للحرس الوطني الأوكراني يطلقون مدفع هاوتزر باتجاه القوات الروسية في منطقة دونيتسك بأوكرانيا يوم 5 أبريل 2024 (رويترز)

كما أصبحت العمليات المعلوماتية جزءاً أساسياً من التخطيط، سواء لحماية العناصر أو لخلق التباس حول هوية المنفذين.

الخبراء العسكريون يشيرون إلى أن المستقبل سيشهد مزيداً من اندماج القوات الخاصة في الحروب «الهجينة»، حيث تصبح العمليات السيبرانية وحرب التأثير أدوات مكملة للعمليات التقليدية. لكن التحدي الأكبر يبقى هو العمل في بيئات معادية دون دعم جوي سريع، وهو ما يتطلب إبداعاً تكتيكياً غير مسبوق.

القوات الخاصة اليوم لم تعد تعمل في الظل فقط، بل أصبحت جزءاً أساسياً من الحرب الحديثة. مهماتها الآن تشمل جمع المعلومات، ضرب الأهداف المهمة، وحتى العمليات الإلكترونية. كما يقول الخبراء: «لمواجهة الحرب الهجينة، يجب استخدام أساليب هجينة». لكن تبقى السرية والذكاء في التحرك هما سلاحها الأقوى في هذا العالم المتغير.


مقالات ذات صلة

وزيرا الطاقة السعودي والأميركي يناقشان فرص التعاون في بحوث الطاقة

الاقتصاد عبد العزيز بن سلمان ورايت في كابسارك (واس)

وزيرا الطاقة السعودي والأميركي يناقشان فرص التعاون في بحوث الطاقة

بحث الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي مع نظيره الأميركي كريس رايت، السبت، فرص التعاون في مجالات بحوث الطاقة وتبادل الخبرات وتعزيز العمل المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد يركز المؤتمر على تسخير الإمكانات لتنمية القدرات البشرية عبر أحدث الوسائل التقنية (واس)

مؤتمر «مبادرة القدرات البشرية» ينطلق في الرياض غداً

يؤكد المؤتمر ضرورة تكريس الجهود لتهيئة الشراكات، وتوفير الفرص التي تعزز من دور الأفراد في ابتكار حلول مستدامة، تسهم في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يتحدث في ميناء رودمان غرب بنما... 8 أبريل 2025 (أ.ب)

وزير الدفاع الأميركي: واشنطن «لن تسمح» بنفوذ صيني في قناة بنما

أكد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، الثلاثاء، في بنما أن حكومة الرئيس الأميركي دونالد ترمب «لن تسمح» بأن تعرّض الصين تشغيل القناة «للخطر».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الخليج الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي (الشرق الأوسط)

وزير الدفاع السعودي ونظيره العراقي يبحثان مستجدات المنطقة

بحث الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، مع نظيره العراقي ثابت العباسي، الثلاثاء، مستجدات الأحداث في المنطقة والجهود المبذولة تجاهها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى مدينة العريش المصرية الحدودية مع قطاع غزة 8 أبريل 2025 (أ.ف.ب) play-circle

ماكرون: أتمنى أن يعيد ترمب التفكير في قرار التعريفات الجمركية

أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أمله أن يتراجع الرئيس الأميركي ترمب عن قرار زيادة التعريفات الجمركية على الواردات، خصوصاً التي من الاتحاد الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (العريش (مصر))

الرئيس الصيني: «لا يوجد رابحون» في أي حرب تجارية

الرئيس الصيني شي جينبينغ  (أ.ف.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ (أ.ف.ب)
TT
20

الرئيس الصيني: «لا يوجد رابحون» في أي حرب تجارية

الرئيس الصيني شي جينبينغ  (أ.ف.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ (أ.ف.ب)

اعتبر شي جينبينغ أن الحمائية «لا تؤدي إلى أي نتيجة» وأنه «لن يكون هناك رابحون» في أي حرب تجارية، حسبما أفادت وسيلة إعلام رسمية الاثنين، في وقت يبدأ الرئيس الصيني زيارة لفيتنام.

ويبدأ الرئيس الصيني جولة في جنوب شرق آسيا لتعزيز العلاقات التجارية لبلاده وإظهارها على أنها شريك موثوق به على النقيض من الولايات المتحدة التي شنت هجوما تجاريا عالميا. ومن المقرر أن يزور شي كلا من فيتنام وماليزيا وكمبوديا، حيث سيلتقي نظراءه، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية الصينية. وستكون هذه أولى زياراته لهذا العام خارج الصين.

وكتب شي في صحيفة «نان دان» الفيتنامية «يجب على بلدينا أن يحافظا بحزم على النظام التجاري المتعدد الأطراف، وعلى استقرار سلاسل الصناعة والإمداد العالمية، وعلى بيئة انفتاح وتعاون دولية»، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الصينية الرسمية. وشدد على أن «حربا تجارية وحرب تعرفات جمركية لن تسفرا عن أي فائز، والحمائية لا تؤدي إلى أي نتيجة».

تأتي جولة الرئيس الصيني في وقت يحاول العملاق الآسيوي الظهور على أنه شريك مستقر على النقيض من الولايات المتحدة التي شن رئيسها دونالد ترمب هجوما تجاريا شاملا عبر فرض تعرفات جمركية جديدة. وقد أثار هذا الإجراء صدمة في الأسواق العالمية ودفع بكين إلى الرد بالمثل.

وسيزور شي فيتنام الاثنين والثلاثاء، في أول رحلة له إلى هذا البلد منذ ديسمبر (كانون الأول) 2023. ويقيم البلدان علاقات اقتصادية وثيقة لكنها تتأثر بالنزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي.

وأكد شي في مقاله الذي نُشر في الصحيفة الفيتنامية الاثنين أن بكين وهانوي قادرتان على حل هذه النزاعات بالحوار. وكتب «يجب علينا إدارة النزاعات بشكل مناسب وحماية السلام والاستقرار في منطقتنا»، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الصينية الرسمية.