مستندات عسكرية «حسّاسة» مُتناثرة في شارع بريطاني

الأمر «جنوني»... وقد تُشكل تهديداً «كبيراً» للأفراد المذكورين فيها

مشهد «جنوني» (مايك غيبارد)
مشهد «جنوني» (مايك غيبارد)
TT
20

مستندات عسكرية «حسّاسة» مُتناثرة في شارع بريطاني

مشهد «جنوني» (مايك غيبارد)
مشهد «جنوني» (مايك غيبارد)

فوجئ المارّون بأحد شوارع مدينة نيوكاسل البريطانية بأكوام متناثرة من الأوراق التي تحتوي على معلومات عسكرية سرّية؛ تضمَّنت تفاصيل عن رتب الجنود، وعناوين البريد الإلكتروني، وجداول الورديات، ومعلومات عن تسليم الأسلحة، بالإضافة إلى بيانات تبدو متعلّقة بإجراءات الوصول إلى مخازن الأسلحة ونظام كشف التسلُّل.

اكتشف أحد مشجّعي كرة القدم الوثائق وهي تتساقط من كيس قمامة أسود في منطقة سكوتسوود بمدينة نيوكاسل، شمال شرقي إنجلترا. ووفق مستشار أمن المعلومات، غاري هيبرد، فإنّ هذه الوثائق تُشكل تهديداً «كبيراً» للأفراد المذكورين فيها.

من جانبها، نقلت «بي بي سي» عن وزارة الدفاع البريطانية قولها إنها تُحقّق في الأمر «بشكل عاجل»، وستُجري تحقيقاً داخلياً.

تبدو الوثائق مرتبطة بوحدات الجيش البريطاني وثكنات في «قاعدة كاتريك العسكرية». إحداها كانت معنونة بـ«مفاتيح مستودع الأسلحة وأكواد نظام كشف التسلّل»؛ تتعلّق بالوصول إلى مستودع الأسلحة، وهو منطقة تخزين للأسلحة والذخيرة ونظام كشف المتسلّلين.

وثيقة أخرى ذُيِّلت بعبارة «رسمي - حسّاس»؛ وهو تصنيف حكومي قد يعني، في بعض الحالات، أنّ تسريب المعلومات قد يؤدّي إلى «تهديد للحياة».

احتوت المستندات المُلقاة على معلومات متنوّعة، بدءاً من نصائح طبّية عامة، وصولاً إلى قوائم طلب مكوّنات، إلى جانب أرقام تعريف الأشخاص وعناوين بريدهم الإلكتروني.

«رسمي - حسّاس» (مايك غيبارد)
«رسمي - حسّاس» (مايك غيبارد)

وعثر مايك غيبارد، من منطقة غيتسهيد، على الأوراق خلال ركن سيارته قبل التوجُّه إلى منطقة المشجّعين لمشاهدة فوز نيوكاسل يونايتد على ليفربول في نهائي كأس كاراباو في ويمبلي.

قال: «ألقيتُ نظرة إلى الأسفل، وبدأتُ أرى أسماء وأرقاماً على قصاصات الورق. قلتُ لنفسي: ما هذا؟».

كانت الأوراق مكدَّسة بجانب الحائط في كيس أسود، كما كانت «منتشرة على الطريق، أسفل السيارات، وعلى امتداد الشارع بالكامل». وأضاف: «وجدتُ مزيداً على الجانب الآخر من الطريق خارج الكيس».

سأل غيبارد زوجته: «لماذا هذه الأوراق هنا؟ لا يجب أن تكون هنا، يمكن لأي شخص التقاطها». ووصف الأمر بأنه «جنوني»، مشيراً إلى أنه رأى «تفاصيل عن المحيط الأمني، والدوريات، وتسجيل الأسلحة الصادرة والواردة، وطلبات الإجازات، وأرقام الهواتف المحمولة، ومعلومات عن ضباط رفيعي المستوى».

بدوره، قال مستشار أمن المعلومات غاري هيبرد، الذي يتمتّع بخبرة 35 عاماً، إنّ الوثائق تُشكل تهديداً «كبيراً» للأفراد المذكورين فيها، مضيفاً: «يمكن تحديد هويتهم بسهولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد يتعرَّضون للإكراه أو المضايقة».

وتكشف التوجيهات الحكومية بشأن المعلومات الحسّاسة أنّ مثل هذه الوثائق قد تؤدّي، إذا وقعت في الأيدي الخطأ، إلى «أضرار متوسّطة وقصيرة المدى» للعمليات العسكرية للقوات البريطانية أو الحليفة.

وأضافت التوجيهات: «مع ذلك، في بعض الحالات الاستثنائية، قد يؤدّي تسريب معلومات رسمية حسّاسة إلى تهديد للحياة. يجب التخلُّص من جميع هذه المستندات عبر أكياس الحرق أو تمزيقها في آلة معتمدة».

أبلغ غيبارد الشرطة في نورثمبريا عن اكتشافه، وأكد متحدّث باسمها أنّ «القوة تلقّت بلاغاً يفيد بالعثور على وثائق ربما تكون سرّية في شارع ريلواي بمنطقة سكوتسوود في نيوكاسل».

وأضاف: «الوثائق سُلّمت إلى وزارة الدفاع»، في حين قال متحدّث باسم هذه الوزارة: «نُحقّق في الأمر بشكل عاجل، والمسألة تخضع لتحقيق داخلي جارٍ حالياً».


مقالات ذات صلة

نفق جديد تحت النهر يربط شرق لندن بجنوبها

يوميات الشرق نفق «سيلفرتاون» الجديد بعد افتتاحه (أ.ب)

نفق جديد تحت النهر يربط شرق لندن بجنوبها

من اليوم، سيُفرض على السائقين الذين يستخدمون نفق «بلاكوول» في لندن دفع رسوم مرور. ويتم تطبيق هذه الرسوم في نفس اليوم الذي يُفتح فيه نفق «سيلفرتاون» الجديد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق طيور مهاجرة في جنوب سيناء (الشرق الأوسط)

إجراءات مصرية لحماية مليوني طائر مهاجر

تسعى مصر لاتخاذ إجراءات دقيقة تستند إلى الطرق العلمية لحماية ملايين الطيور المهاجرة سنوياً عبر المسارات التي توصف بـ«الخطيرة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق كانت القاذفة الهجومية في مهمة لرسم خريطة للساحل اليوناني عندما تحطمت (سلاح الجو الملكي الأسترالي)

لغز نازي أودى بحياة 3 بريطانيين يُحل أخيراً بعد 82 عاماً

عثر غواصون بريطانيون على قاذفة قنابل تعود لزمن الحرب العالمية الثانية كان قد أسقطها النازيون فوق البحر المتوسط، بعد 82 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق القط «ديلون» المحبوب في بلدة سانت أوستل (فيسبوك)

الآلاف يوقّعون عريضة لإعادة قط مُنع من دخول مقهى «كوستا»

تضامن الآلاف من سكان في منطقة كورنوال البريطانية مع قط محلي مُنع من دخول مقهى «كوستا» في منطقتهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الدب البني هاجم الرجل في غابة تبعد نحو 125 كيلومتراً عن موسكو (رويترز)

تظاهر بالموت... روسي ينجو من هجوم دب قرب موسكو

قالت وسائل إعلام وسكان في روسيا، إن دباً بنياً هاجم رجلاً في غابة تبعد نحو 125 كيلومتراً عن موسكو، فأصابه بجروح بالغة، في وقت ازدادت فيه رؤية الدببة بالمنطقة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

العمل الجماعي يحفز الطلاب على تعلم اللغات

بيئة العمل الجماعي تحفز الطلاب على تعلم اللغات بشكل أفضل (جامعة باث البريطانية)
بيئة العمل الجماعي تحفز الطلاب على تعلم اللغات بشكل أفضل (جامعة باث البريطانية)
TT
20

العمل الجماعي يحفز الطلاب على تعلم اللغات

بيئة العمل الجماعي تحفز الطلاب على تعلم اللغات بشكل أفضل (جامعة باث البريطانية)
بيئة العمل الجماعي تحفز الطلاب على تعلم اللغات بشكل أفضل (جامعة باث البريطانية)

توصلت دراسة يابانية إلى أن بيئة العمل الجماعي تؤدي دوراً محورياً في تحفيز الطلاب على التعلم في صفوف اللغة الإنجليزية كلغة ثانية، بينما لا يشكّل حجم المجموعة عاملاً مؤثراً في ذلك.

وأوضح الباحثون من جامعة أوساكا متروبوليتان، في الدراسة التي نشرت نتائجها، الاثنين، في دورية «System»، أن النتائج تسلط الضوء على أهمية الاستثمار في بناء بيئة عمل جماعي داعمة، بدلاً من التركيز فقط على الجوانب الهيكلية مثل حجم المجموعة.

وفي ظل عالم يتجه نحو مزيد من التفاعل والتواصل العابر للحدود، أصبحت فرص تعلّم اللغات الأجنبية أكثر تنوعاً وتوفراً من أي وقت مضى. فمن الفصول الدراسية التقليدية إلى المنصات الرقمية والتطبيقات الذكية، بات بإمكان المتعلمين الوصول إلى أدوات وموارد تساعدهم على اكتساب لغة جديدة بطريقة مرنة وتفاعلية.

واعتمدت الدراسة على تحليل تجارب 154 طالباً جامعياً التحقوا بدروس لتعلم اللغة الإنجليزية تعتمد على أسلوب التعلم القائم على المشاريع، وهو من الأساليب التعليمية الحديثة التي تركز على إشراك الطلاب في مهام واقعية وتطبيقية تُحفّز التفكير النقدي والعمل الجماعي وحل المشكلات.

وبدلاً من الاكتفاء بحفظ المعلومات أو أداء اختبارات تقليدية، يُطلب من الطلاب تنفيذ مشاريع متكاملة ترتبط بمواضيع دراسية محددة؛ مما يساعدهم على فهم أعمق للمادة وتعزيز مهاراتهم العملية.

كما يتيح هذا النهج للمتعلمين فرصة التفاعل المباشر مع المحتوى من خلال البحث، والمناقشة، والعرض، مما يجعله أسلوباً فعّالاً، خصوصاً في فصول تعلّم اللغات، حيث يُمارس التواصل في سياقات قريبة من الحياة الواقعية.

وتم تقسيم المشاركين لـ50 مجموعة تضم كل منها من 3 إلى 5 طلاب. وعملت كل مجموعة على تنفيذ مشاريع قائمة على مواضيع محددة، وتقديم عروض تقديمية بنهاية الفصل الدراسي. وفي نهاية الفصل، وُزعت استبيانات لقياس تأثير عوامل متعددة مثل الجنس، وحجم المجموعة، وكفاءة المتعلم، على بيئة العمل الجماعي.

وأظهرت النتائج أن جودة بيئة العمل الجماعي، مثل التعاون الفعال، والدعم المتبادل بين أعضاء المجموعة، والتواصل الجيد، كان لها تأثير مباشر وإيجابي على مستوى الدافعية لدى الطلاب، فيما أثرت العوامل الفردية مثل مستوى الكفاءة اللغوية ومعتقدات الطلاب حول قدرتهم على التعلم بالفعل على دافعيتهم، لكن إذا كانت بيئة العمل الجماعي إيجابية، فإن هذه الفروقات تقل، ويزداد تحفيز الجميع بشكل عام. ووجد الفريق أنه كلما كانت العلاقات بين أعضاء المجموعة أكثر دعماً واحتراماً، ارتفعت مستويات مشاركة الطلاب وتفاعلهم مع المحتوى التعليمي؛ مما انعكس إيجابياً على أدائهم.

وفي الختام خلص الباحثون إلى أن الدراسة تقدم دليلاً عملياً للمعلمين والمربين على ضرورة التركيز على العلاقات بين الطلاب وتعزيز روح التعاون، وذلك عبر استراتيجيات مثل تدريب الطلاب على العمل الجماعي الفعّال، وتوزيع الأدوار بشكل عادل، وخلق جو من الثقة المتبادلة داخل المجموعات؛ مما يعزز اكتساب المهارات اللغوية بشكل طبيعي وتفاعلي.