إيران تشكر العراق على استضافة زوارها وتتجاهل حادثة التدافع الحدودي

وزير الداخلية العراقي: ستكون لنا إجراءات

جانب من مراسم إحياء زيارة الأربعين في كربلاء أول من أمس (أ.ف.ب)
جانب من مراسم إحياء زيارة الأربعين في كربلاء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

إيران تشكر العراق على استضافة زوارها وتتجاهل حادثة التدافع الحدودي

جانب من مراسم إحياء زيارة الأربعين في كربلاء أول من أمس (أ.ف.ب)
جانب من مراسم إحياء زيارة الأربعين في كربلاء أول من أمس (أ.ف.ب)

في وقت جدد فيه وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان اتهامه للجانب الإيراني بعدم التعاون في قضية دخول أكثر من نصف مليون زائر إيراني من منفذ زرباطية الحدودي بين البلدين دون الحصول على تأشيرات دخول، فإن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قدم شكره لحكومة وشعب العراق على ما وصفه بحسن ضيافة المشاركين في إحياء زيارة الأربعين الأسبوع الماضي ضمنهم الزوار الإيرانيون دون أن يقدم اعتذارًا عن الخرق الذي حصل في منفذ زرباطية الحدودي والذي احتج عليه الجانب العراقي.
وكان وزير الداخلية العراقي محمد الغبان أعلن مساء أول من أمس في مؤتمر صحافي في مدينة كربلاء أن «وزارة الداخلية منحت سمات الدخول لأكثر من مليوني ونصف مليون زائر من خارج العراق خلال الأسبوعين الماضيين، من بينهم مليون ونصف مليون زائر إيراني».
وبشأن الملابسات التي حصلت خلال عملية التدافع في منفذ زرباطية الحدودي قال الغبان إن «الداخلية لديها عتب شديد على الجانب الإيراني وما حصل غير مقبول بالسماح للزوار الإيرانيين والأفغانيين بالعبور إلى المنافذ الحدود العراقية من دون الحصول على سمة الدخول، حيث إن البعض منهم لم يكن يحمل جوازًا أصلاً»، لافتًا إلى أنه «ما قبل الزيارة كان هناك تنسيق عال مع الجانب الإيراني، لتنظيم عملية دخول الزوار الإيرانيين وضرورة حصولهم على تأشيرة الدخول من خلال 15 مكتبًا تابعًا لوزارة الخارجية العراقية في الجمهورية الإيرانية». وأشار الغبان، إلى أن ما حصل «سببه الجانب الإيراني لكونه لم يكن متعاونًا ولم يف بالتزاماته بتنظيم عبور الزائرين ومنع من لم يحصل على سمة الدخول»، مؤكدًا: «ستكون لنا إجراءات مع الجانب الإيراني وفق القنوات الدبلوماسية بخصوص عبور الزائرين الإيرانيين دون تأشيرة».
من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «وزارة الخارجية كانت قد أنجزت منح نحو مليون ونصف المليون سمة دخول خلال فترة قياسية من خلال السفارة والقنصليات ونحو 15 مكتبًا تم فتحها لهذا الغرض داخل إيران». وأضاف أن «بعض المكاتب تم غلقها خلال الأيام الأربعة الأخيرة بعد أن لم يعد ثمة أحد يراجعها، مما يعني أن جميع الراغبين بأداء زيارة الأربعين كانوا قد حصلوا على سمات الدخول». وبشأن طبيعة الموقف من دخول نحو 150 ألف أفغاني من إيران، كثير منهم لا يحمل حتى جوازات سفر، قال جمال إن «دور الخارجية يقتصر على منح الفيزا، وقد قمنا بذلك، أما ما حصل عند منفذ زرباطية فهو من اختصاص وزارة الداخلية التي أعلنت من جانبها عن إجراءات بهذا الصدد وسحبت جوازات الآلاف منهم وسوف يتحملون غرامات الحصول على الفيزا»، مشيرًا إلى أن «الجانب الإيراني كان قد تعهد لنا بعدم دخول أي إيراني دون الحصول على الفيزا».
من جهتها، تجاهلت المرجعية الشيعية في كربلاء هي الأخرى ما حصل خلال منفذ زرباطية الحدودي بدخول مئات آلاف الإيرانيين والأفغانيين دون الحصول على سمات الدخول أو حمل أوراق ثبوتية، مكتفية بالإشادة بما سمته «النجاح الباهر» لزيارة الأربعين. وأشار مهدي الكربلائي ممثل المرجع الأعلى علي السيستاني في مدينة كربلاء إلى «عدم تسجيل خرق أمني يعتد به وتوفير مستوى مقبول أو جيد من الخدمات المقدمة خلال الزيارة»، عادًا ذلك «نجاحًا وطنيًا كبيرًا لجميع المؤسسات العراقية الحكومية والأهلية والمواطنين الذي ساهموا بروح الفريق الواحد في إنجاح هذه الزيارة في ظل الظروف المعقدة والاستثنائية التي يمر بها العراق».
وعد ممثل السيستاني، نجاح الزيارة «إثباتًا لقدرة العراقيين على التغلب على المشكلات لتوفر عوامل الإخلاص والتعاون والتنسيق والشعور بالمسؤولية والعمل الجمعي التضامني على الرغم من عدم توفر البنى التحتية الأساسية والإمكانات الضرورية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.