الإنسان والحاسوب من التنافس إلى الشراكة

روبوت يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)
روبوت يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)
TT

الإنسان والحاسوب من التنافس إلى الشراكة

روبوت يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)
روبوت يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

يتغير العالم حولنا اليوم بتسارع لم يسبق له مثيل في التاريخ. وتتطور مستجدات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بحيث يصعب على المرء مجرد متابعتها.

لقد جاءت بدايات الثورة السيبرانية لتعزيز القدرة الفكرية المتوفرة للإنسان، من خلال تطبيقات الحاسوب المختلفة، حيث أصبح بالإمكان أن تقوم الآلة (الحاسوب) بكثير من المهام التي كانت حكراً على الدماغ البشري، وأدى ذلك إلى ما نراه اليوم من انتشار مجتمع المعلومات الرقمي بكل أبعاده وسماته.

كذلك تطورت بشكل متسارع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، وأصبح البعض يعتقد أن الذكاء الاصطناعي ربما يهدد الحضارة الإنسانية.

وفي العقدين الأخيرين، ومع تنامي علوم وتكنولوجيا الإدراك، تطورت بشكل ملحوظ الأجهزة والبرمجيات الذكية وآليات التواصل بينها وبين الدماغ البشري، وتمكنت من المشاركة في «سيطرته» على حواسنا وتفكيرنا وذاكرتنا، كما بدأنا نغوص داخل جسم الإنسان، وإلى حد ما داخل دماغه، لتعزيز هذا التواصل.

التقارب بين الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية يمكن أن يسرع الاكتشافات في مجالات مثل الأدوية والمناخ (أدوبي)

لقد بات في الأسواق اليوم أجهزة تعطي إحساس الرؤية لمن ولد أعمى بعينين مدمرتين بيولوجياً، وأخرى تعيد السمع لمن فقد هذا الحس، من خلال تواصل مباشر بين أجهزة تلتقط إشارات البيئة الخارجية مع دماغ الإنسان المعني.

ومن جهة أخرى، تتطور أجهزة الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته وآليات التواصل مع دماغ البشر بحيث يمكن بـ«مجرد التفكير» السيطرة على هذه الأجهزة واستخدامها في تحريك كل ما حولنا، ثم نقل تغذية ارتجاعية منها إلى دماغ الإنسان تبلغه بما قامت به وتتلقى منه التعليمات للخطوة التالية... تماماً مثل حواس الإنسان وشبكات الأعصاب داخل جسمه.

ميزات الجنس البشري

معظم القدرات والمهارات الغريزية التي يمتلكها الإنسان موجودة، وإن بدرجات متفاوتة، لدى العديد من الأجناس الحية الأخرى. لكن الإنسان نجح في تعظيمها وتضخيمها والجمع بينها في الاستخدامات اليومية حتى بدت وكأنها قدرات تختلف عن تلك التي تمتلكها الأجناس الأخرى، ومن ذلك الذكاء والتفكير والقدرة على إبداع أدوات لتسخير موارد الطبيعة لصالحه.

نجح الإنسان كذلك في تطوير مستجدات التكنولوجيا والارتقاء باستخداماتها على مرّ العصور ومراكمة الخبرات المكتسبة في استخداماتها ونقلها عبر المكان والزمان، بين الأجيال والتجمعات البشرية المختلفة.

جهاز يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل حركات الجسم أثناء أداء مهام إدراكية (جامعة ميسوري)

إن ما يميز الإنسان عن الحاسوب، على الأقل إلى اليوم، هو قدرته على الإبداع والابتكار، وقدرة الدماغ البشري على التفكير أبعد من البيئة المحيطة به، جغرافياً وزمنياً، ويمكن تفصيل بعض هذه الميزات كما يلي...

  • التفكير التجريدي وإسقاط الحاضر نحو المستقبل.
  • التواصل اللغوي، عبر الزمان والمكان، ما ساهم في تطوير الأفكار المجردة (وبلورة صيغ ونماذج فكرية، والتعامل المعقد معها)، وهو ما يتعلق باللغة الطبيعية في التواصل بين البشر.
  • وضع تصور ذهني لمشكلة ما، ثم التحليل والبحث عن حلول فكرية لها، ثم العمل على تنفيذ المناسب من الحلول المطروحة فكرياً (Problem solving approach).
  • الإدراك والوعي الذاتي بالذات وبما حولنا.

الصفات المتوارثة

إن هذه الصفات التي تعطي الإنسان ميزة على الحاسوب، إلى اليوم، هي صفات ومواهب غريزية هامة، ومهارات وقدرات مكتسبة. ومن المواهب الغريزية المتوارثة...

  • الفطرة والحس الغريزي السليم.
  • التقدير والتخمين؛ نتيجة الخبرة المتوارثة المتراكمة في الجينات على مر العصور.
  • الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي والنفسي.
  • التأقلم مع المتغيرات والمفاجآت، وفهمها، والسعي للتعامل معها.

مهارات إنسانية مكتسبة

بالإضافة إلى ما سبق، يمكننا الحديث عن إدماج الصفات الغريزية بمهارات تكتسب بالخبرة والتعلم لتشكل مهارات وقدرات فائقة في «إنسانيتها»، ما زلنا نعدّ أنها بمعظمها ليست بمتناول الحاسوب، إلى اليوم على الأقل، من ذلك...

  • الفضول والرغبة في استكشاف المجهول.
  • الإبداع والابتكار والخيال والحلم النهاري (المثمر أو غير المثمر).
  • الحسّ بالمسؤولية والرغبة في اتخاذ القرار، وربطه بالتنفيذ.
  • التأثير على الآخرين فكرياً وعاطفياً ومجتمعياً.
  • العمل الجماعي كفريق، والقدرة على قيادة الفريق.
  • الاستفادة من التجربة وتكرارها، والتعلم منها بعد تحليلها وتقييمها.
  • المقاربات اللغوية والبلاغية المتنوعة، المباشرة وغير المباشرة (التشبيه والاستعارة... إلخ).
  • القدرة على الجمع والربط بين الأفكار المختلفة حتى المتناقضة (association of ideas).
  • التعرف على الأشخاص والصور والأشياء، بسرعة فائقة (Pattern recognition).
  • تصور السيناريوهات والبدائل المستقبلية، حتى البعيدة عن الواقع، والقدرة على مقارنتها.
  • التبصر واستكشاف المستقبل والنظرة إلى الأمام.

وإلى الآن على الأقل، لم تنجح برمجيات الذكاء الاصطناعي، إلا جزئياً، في اكتساب كل هذه المهارات بالسهولة والبداهة التي لدى الإنسان. لهذا فهي تعدّ مهارات فائقة الأنسنة.

التطورات التكنولوجية الثورية

لقد بدأ استخدام الحاسوب في أواسط القرن العشرين كآلة حاسبة ضخمة القدرات، فائقة السرعة وفائقة الدقة مقارنة بدماغ الإنسان، للقيام بالعمليات الحسابية الكبيرة والمعقدة أحياناً. لكن، سريعاً ما بدأ استخدام الحاسوب في عمليات منطقية معقدة ومتطورة. وأهم تطبيقات الحاسوب اليوم، ربما، هي في تكنولوجيا الاتصالات، في الإنترنت والهاتف الذكي المحمول ووسائط التواصل الاجتماعي. ونوجز في ما يلي بعض أهم مستجدات هذه الثورة في الاتصالات والمعلومات...

  • الذكاء الاصطناعي والآلة عميقة التعلم.
  • تطورات الإنترنت.
  • تطورات وسائط التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها وأبعادها.
  • الحوسبة السحابية (Cloud computing)، والحوسبة الضبابية (Fog computing).
  • معالجة المعطيات الضخمة (Big Data).
  • الحقيقة المزادة والحقيقة الافتراضية والحقيقة المختلطة.
  • الحوسبة الكمومية (Quantum computing).
  • الروبوت والروبوت المؤنسن.

ويتوفر لكل من هذه المستجدات أدبيات واسعة تشرح تأثيراتها وأبعادها.

الذكاء الاصطناعي

هو لوغاريتمات تبرمج للحاسوب ليشابه تفكير الدماغ البشري، حيث يتمكن الحاسوب من إنجاز مهمات كانت محتكرة من التفكير البشري، مثل حلّ المسائل المتشابكة والمعقدة، والتعلم والتعرف على الصور واتخاذ القرار.

وتشمل قدرات الذكاء الاصطناعي...

  • تعلم الآلة (Machine learning)

بما يمكن الحاسوب من اكتساب مزيد من المعلومات والمهارات بالممارسة والتعلم العملي.

  • التعلم العميق (Deep learning)

من خلال شبكة عصبونات حاسوبية تقلد العصبونات البشرية بطبقات متعددة، لاكتساب ذاكرة واسعة متعددة الطبقات

وللتعرف على الأنماط وما شابه.

  • معالجة اللغة الطبيعية مع كل ما يتطلبه ذلك من مهارات.
  • التعرف على الصور وترتيبها وتصنيفها.

وتأتي قوة الذكاء الاصطناعي من خلال لوغاريتمات متعددة الطبقات تقود الآلة للتصرف أبعد مما وضعه لها المبرمج (الإنسان)، حيث تكون قادرة على اتخاذ قرارات غير مبرمجة ترتكز على ما اكتسبته الآلة من خبرات ومعلومات.

الحاسوب الذكي

الحاسوب الذكي هو الحاسوب المبرمج للتعلم ذاتياً بالممارسة وباكتساب المعرفة من تحليل الحالات التي تمر به؛ ما يهمنا هنا هو بعض استخدامات الذكاء الاصطناعي في تطبيقات هامة ومباشرة، في الاقتصاد والصناعة والأمن والسياسة والإدارة والقضايا العسكرية.

تحديات تبني الذكاء الاصطناعي تشمل أمن البيانات وتكامل الأنظمة القديمة وتدريب الكوادر الطبية (شاترستوك)

القدرات الحاسوبية تتزايد ويجري ربطها في شبكات ضخمة على امتداد العالم، كما تجري مراكمة كل أنواع المعطيات في بنوك معلومات فائقة الضخامة (غوغل، وأمازون، ومايكروسوفت، وفيسبوك، على سبيل المثال، حتى لا نتحدث عن بنوك المعلومات لدى الحكومات ومخابرات العالم!!).

وهذه البنوك تمتلك ذاكرة لا متناهية السعة ولا تمحى، تحركها آليات بحث متطورة فائقة القدرة للبحث في المعطيات الضخمة، والقادرة على تحليل المعلومات المراكمة وتصنيفها، ثم انتقاء المعلومات المفيدة المطمورة في بنوك المعلومات، واسترجاعها بسرعة مذهلة لتسهل عمل أصحاب اتخاذ القرار.

شراكة الإنسان والحاسوب

من الواضح أن الحاسوب يتطور بسرعة مذهلة ويكتسب قدرات تفوق قدرات الإنسان التقليدية، وإن كانت ظاهرياً على الأقل تستخدم كلياً لصالح الإنسان، ولتحسين حياته وتعزيز قدراته.

صحيح أن التحسن في قدرات الحاسوب يلغي كثيراً من المهن والوظائف التي كانت مقتصرة على الدماغ البشري. وبالتالي سيزيد مستوى البطالة، خاصة العمالة غير الماهرة من جهة، والشباب ذوي الشهادات الجامعية والخبرة العملية المحدودة من جهة أخرى، لكن الصحيح أيضاً أن «الإنسان» ليس بالضرورة في منافسة مباشرة مع «الحاسوب»، وقبل ذلك لم يكن عملياً في تنافس مباشر مع كل تقدم تكنولوجي مكتسب.

إن التفكير السليم هو في تطوير شراكة بين الإنسان والحاسوب، وتنظيمها بحيث يقدم كل طرف في الشراكة أفضل ما لديه من قدرات ومهارات لصالح الإنسان، وللتقدم والرقي بالحضارة الإنسانية بتكامل بين الطرفين.

محفزات الشراكة بين الإنسان والحاسوب

  • التطور المستمر في الحواسيب الذكية وتحسنها.
  • انتشار الحواسيب في كل مجال وترابطها وتشابكها على امتداد العالم.
  • زيادة التشابك والترابط بين كل نظم الشبكات العالمية.
  • تعقيدات متزايدة في كل النظم والمؤسسات والمنظمات في العالم، ورقمنتها، وتراكم المعلومات بشكل مرعب في كل هذه النظم، بشكل يعجز الإنسان الفرد وحده عن استيعاب ذلك والتعامل معه.

* مقتبس من كتاب للمؤلف بعنوان «تفكرات مستقبلية»


مقالات ذات صلة

الاقتصاد شعار شركة «مايكروسوفت» في مكاتبها بمدينة إيسي-ليه-مولينو قرب باريس (رويترز)

«مايكروسوفت» تضخ 5.4 مليار دولار في كندا لتعزيز الذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة «مايكروسوفت» يوم الثلاثاء، أنها ستستثمر أكثر من 7.5 مليار دولار كندي (ما يعادل 5.42 مليار دولار أميركي) في كندا خلال العامين المقبلين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا عند التقدُّم إلى وظيفة... تهيأ لمقابلة الذكاء الاصطناعي

عند التقدُّم إلى وظيفة... تهيأ لمقابلة الذكاء الاصطناعي

توظيف الأدوات الذكية للتدرب على محاورتها

الاقتصاد حاويات ومعدات بميناء كيلونغ في تايوان (رويترز)

صادرات تايوان تحقق في نوفمبر أسرع نمو لها منذ 15 عاماً ونصف العام

شهدت صادرات تايوان نمواً فاق التوقعات، مسجلة أسرع وتيرة نمو لها منذ 15 عاماً ونصف العام في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
علوم  حين تصبح المستشفيات شبكة واحدة... يقودها عقلٌ رقميّ واحد

الولايات المتحدة تُطلق أكبر استراتيجية حكومية للذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي

أداة تشغيلية للنظام الصحي تعيد تعريف معنى الرعاية الطبية وإدارتها وتوزيع أعمالها ومراقبتها

د. عميد خالد عبد الحميد (نيويورك)

«تيك توك» تحذف نحو 19 مليون فيديو مخالف لإرشادات المجتمع في عدة دول عربية

المنصّة توقف عالمياً أكثر من 36.7 مليون بث مباشر مخالف وحظرت 1.331.424 مضيف بث مباشر
المنصّة توقف عالمياً أكثر من 36.7 مليون بث مباشر مخالف وحظرت 1.331.424 مضيف بث مباشر
TT

«تيك توك» تحذف نحو 19 مليون فيديو مخالف لإرشادات المجتمع في عدة دول عربية

المنصّة توقف عالمياً أكثر من 36.7 مليون بث مباشر مخالف وحظرت 1.331.424 مضيف بث مباشر
المنصّة توقف عالمياً أكثر من 36.7 مليون بث مباشر مخالف وحظرت 1.331.424 مضيف بث مباشر

في خطوة تعكس التزامها المتواصل بتعزيز بيئة رقمية آمنة، كشفت منصة «تيك توك» عن تقرير إنفاذ إرشادات المجتمع للربع الثاني من عام 2025، مسلّطة الضوء على جهودها العالمية والإقليمية في الحد من المحتوى المخالف وحماية مستخدميها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وفقاً للتقرير، أزالت «تيك توك» 18.998.721 فيديو مخالفاً خلال الفترة الممتدة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران) 2025 في كل من مصر والعراق ولبنان والإمارات والمغرب، مؤكدة استمرارها في تحسين أنظمة الإشراف على المحتوى وقدراتها التقنية لضمان تجربة استخدام آمنة.

وفي سياق تعزيز سلامة البث المباشر، أعلنت المنصّة أنها أوقفت أكثر من 36.7 مليون بث مباشر مخالف على مستوى العالم خلال الربع الثاني، بزيادة بلغت 93 في المائة مقارنة بالربع الأول الذي شهد إيقاف 19 مليون جلسة بث مباشر. كما حظرت 1.331.424 من مضيفي البث المباشر عالمياً، ونفّذت إيقافاً استباقياً لأكثر من 2.999.268 بثاً مباشراً في مصر والإمارات والعراق ولبنان والمغرب، في مؤشر على تطور أدوات الكشف الآلي وتحسين سرعة الاستجابة دون المساس بدقة الإشراف.

نظام الاستئناف أعاد نشر مئات آلاف الفيديوهات بعد قبول الاعتراضات

السعودية

في المملكة العربية السعودية، أزالت تيك توك 4.911.695 فيديو في الربع الثاني من عام 2025 بسبب مخالفتها لإرشادات المجتمع. وقد سجّلت المملكة معدل إزالة استباقية بلغ 99.3 في المائة ما يضمن كشف الغالبية العظمى من المحتوى المخالف قبل أن يحتاج المستخدمون للإبلاغ عنه. بالإضافة إلى ذلك، تمت إزالة 89.3 في المائة من المقاطع المخالِفة خلال 24 ساعة، ما يعكس جهود المنصة المستمرة للاستجابة بسرعة للحفاظ على سلامة مجتمع تيك توك.

مصر

أزالت منصة «تيك توك» 2.930.606 فيديو خلال الفترة نفسها في مصر، لانتهاكها إرشادات المجتمع، وحققت معدل إزالة استباقي بنسبة 99.6 في المائة، حيث تم رصد المحتوى المخالف وحذفه قبل أن يبلغ عنه المستخدمون، كما أظهرت المنصة سرعة استجابة لافتة، حيث تمت إزالة 95.8 في المائة من المحتوى المخالف خلال 24 ساعة ما يعكس استجابة قوية. بالإضافة إلى إزالة مقاطع الفيديو القصيرة المخالفة، حظرت تيك توك أيضاً 524.168 مضيف بث مباشر وأوقفت 1.189.411 بثاً مباشراً لانتهاكهم إرشادات المجتمع.

الإمارات

وفي الإمارات، تمت إزالة 1.050.943 فيديو مخالفاً لإرشادات المجتمع خلال الربع الثاني من 2025، بمعدل إزالة استباقية بلغ 98.9 في المائة، بينما تمت إزالة 95.8 في المائة من المحتوى المخالف خلال 24 ساعة، ما يؤكد استمرار التزام المنصة بسلامة مجتمعها. علاوة على ذلك، حظرت «تيك توك» 105.985 مضيف بث مباشر وأوقفت 192.482 بثاً مباشراً كجزء من جهودها المستمرة لفرض سياسات السلامة والحفاظ على نزاهة المنصة.

المغرب

أما في المغرب، فقد قامت «تيك توك» بإزالة 721.029 فيديو مخالفاً خلال الربع الثاني من العام، وبلغ معدل الإزالة الاستباقية 99.2 في المائة من المحتوى المخالف، بينما تمت إزالة 96.2 في المائة من المحتوى المخالف خلال 24 ساعة، ما يعكس كفاءة فرق الإشراف المحلية. كما حظرت تيك توك 70.195 مضيف بث مباشر وأوقفت 134.652 بثاً مباشراً تماشياً مع التزامها بإنفاذ إرشادات المجتمع وحماية تجربة المنصة.

العراق

سجّل العراق أعلى رقم في المنطقة من حيث المحتوى المحذوف، وتمت إزالة 8.316.646 فيديو بسبب المخالفات خلال الفترة نفسها، وبلغ معدل الإزالة الاستباقية 99.5 في المائة، مع حذف 92.3 في المائة من المحتوى المخالف خلال 24 ساعة. وعلى صعيد البث المباشر، حظرت «تيك توك» 589.637 مضيف بث مباشر وأوقفت 1.391.264 بثاً مباشراً لمخالفتهم إرشادات مجتمع المنصة.

لبنان

وفي لبنان كذلك، أزالت «تيك توك» 1.064.802 فيديو في خلال الربع الثاني من عام 2025، بنسبة إزالة استباقية بلغت 99.4 في المائة. وتمت إزالة 97.5 في المائة من المحتوى المخالف خلال الـ24 ساعة الأولى وهي النسبة الأعلى في المنطقة ما يعكس سرعة الاستجابة للمخاطر المحتملة. كما حظرت المنصة 41.439 مضيف بث مباشر وأوقفت 91.459 بثاً مباشراً لانتهاك إرشادات المجتمع ما يعزز التزامها بالحفاظ على بيئة آمنة ومحترمة.

تيك توك تتخذ إجراءات تتعلق بتحقيق الربح على 2.321.813 جلسة بث مباشر و1.040.356 من صناع المحتوى عالمياً لمخالفتهم إرشادات الربح

إرشادات تحقيق الربح من البث المباشر

وسعّت «تيك توك» نطاق الشفافية فيما يتعلق بسلامة البث المباشر وإرشادات تحقيق الربح. فقد اتخذت إجراءات تشمل التحذيرات وإلغاء تحقيق الأرباح على 2.321.813 جلسة بث مباشر، إلى جانب 1.040.356 من المبدعين عالمياً خلال الربع الثاني من 2025 بسبب مخالفة سياسات تحقيق الربح. وتهدف هذه التحذيرات إلى تنبيه صناع المحتوى الذين قد ينتهكون الإرشادات، مع منحهم فرصة لتعديل سلوكهم قبل اتخاذ إجراءات أشدّ.

الاستئناف واسترجاع المحتوى

أكدت «تيك توك» التزامها بالشفافية عبر نظام الاستئناف، حيث تمت إعادة نشر المحتوى في الحالات التي ثبت فيها أن الإزالة لم تكن مبررة. وجاء العراق في المرتبة الأولى من حيث الاسترجاع بـ189.037 فيديو، تليه السعودية بـ157.249، ثم مصر بـ136.171، المغرب بـ39.503، الإمارات بـ39.116، ولبنان بـ22.488. وأوضحت المنصة أن مهمتها تتمثل في إلهام الإبداع ونشر السعادة، مع وضع السلامة والنزاهة في مقدمة أولوياتها. وأشارت إلى أن آلاف المتخصصين يعملون جنباً إلى جنب مع تقنيات متطورة لضمان تطبيق الإرشادات بفاعلية، إضافة إلى مبادرات التوعية والشراكات الإعلامية التي تهدف إلى دعم الاستخدام الآمن والمسؤول للمنصة في المنطقة.


عودة تتجاوز التوقعات في لعبة «ميترويد برايم 4: بيوند»

مغامرة غامضة لاكتشاف أسرار حضارة فضائية قديمة
مغامرة غامضة لاكتشاف أسرار حضارة فضائية قديمة
TT

عودة تتجاوز التوقعات في لعبة «ميترويد برايم 4: بيوند»

مغامرة غامضة لاكتشاف أسرار حضارة فضائية قديمة
مغامرة غامضة لاكتشاف أسرار حضارة فضائية قديمة

بعد سنوات طويلة من الانتظار الذي كاد يمتد لعقدين من الزمن، تعود أسطورة شخصية «ساموس أران» في لعبة «ميترويد برايم 4: بيوند» Metroid Prime 4: Beyond في أبهى صورها على جهازي «نينتندو سويتش»، و«سويتش 2».

مغامرة ناجحة وممتعة

ويتجاوز هذا الإصدار التوقعات الهائلة، ليقدم مغامرة ناجحة، وممتعة تشكل فصلاً جديداً، ومثيراً في تاريخ السلسلة. ولطالما عُرفت سلسلة «برايم» بالاستكشاف المنفرد، والجو الغامض، وكان التحدي الأكبر أمام هذا الإصدار هو الحفاظ على ذلك الإرث، مع تقديم ابتكار يبرر الغياب الطويل. وتنجح اللعبة الجديدة في خلق توازن شبه مثالي، حيث سيشعر اللاعب بالثقل المألوف لسترة القوة مع انطلاقه عبر عالم مصقول وسلس بفضل القوة التقنية لجهاز «نينتندو سويتش 2». وتتبنى اللعبة منهجاً أكثر تركيزاً على السرد، والحوارات مقارنة بالعزلة التقليدية في الإصدارات السابقة، مع الحفاظ على روح الحركة، والاستكشاف. واختبرت «الشرق الأوسط» اللعبة، ونذكر ملخص التجربة.

بطلة اللعبة «ساموس أران»

أسرار حضارة «لامورن» المفقودة

تبدأ أحداث اللعبة بمقدمة عاصفة، حيث تتدخل «ساموس» لوقف خطط الشرير «سايلوكس»، وقراصنة الفضاء الذين يهدفون لسرقة قطعة أثرية قديمة من كوكب «تانامار» التابع للاتحاد الفيدرالي المجري. وفي أعقاب هذا الاشتباك، يتم نقل «ساموس» بشكل غامض إلى كوكب «فيوروس»، حيث يتم تجريدها من معظم ترسانتها المعتادة، كما جرت العادة في السلسلة. ولكن في هذه المرة، يتغير الهدف من مجرد البقاء على قيد الحياة إلى مهمة إنقاذ تاريخ بأكمله.

وسرعان ما تكتشف «ساموس» أنها مختارة من أرواح حضارة «لامورن» المنقرضة، والتي تركت خلفها كنوزاً من المعرفة على كوكب «فيوروس». ويركز جوهر القصة على كشف غموض سقوط هذه الحضارة المتقدمة التي اندثرت بسبب طاعون غامض، والحاجة الملحة للحفاظ على سجلاتها التاريخية قبل أن تضيع إلى الأبد. وتتجسد هذه القصة في قوى «ساموس» الجديدة التي تغلف سترتها بهالة بنفسجية، وتصبح مفتاحها لحل ألغاز المعبد المعقدة، وجمع بلورات الطاقة الخضراء اللازمة لإنجاز مهمتها الرئيسة. ولن نذكر المزيد من تفاصيل القصة، ونتركها للاعب ليكتشفها بنفسه.

هذا، ويتم وضع اللعبة عمداً باعتبارها نقطة انطلاق جديدة لقصة السلسلة، مما يعني أن اللاعبين الجدد لا يحتاجون للعب بالأجزاء السابقة.

آليات لعب مطورة

وتقدم اللعبة مجموعة متنوعة من آليات اللعب الممتعة، والمطورة، والتي تشمل:

* مرونة فائقة ونظام مراوغة مُحسّن: وتظل آليات اللعب متقاربة للإصدارات السابقة، مثل استخدام منظور الشخصية، ولكنها هنا أسرع، وأكثر مرونة من أي وقت مضى. وسيشعر اللاعب بالتحكم الدقيق، والمحكم بالشخصية، مع دمج نظام التصويب الآلي بخيار التصويب اليدوي الدقيق عبر استشعار تحرك أداة التحكم في الهواء، أو استخدام عصا التحكم. كما تم تحسين حركة شخصية «ساموس» بشكل كبير، حيث تملك مراوغة سريعة للأمام، والخلف، وتحسنت قدرتها على المناورة عند الخروج والدخول إلى نمط الكرة المتحركة. وتجعل هذه التحديثات المواجهات القتالية أسرع بكثير، خاصة عندما يواجه اللاعب موجات كبيرة من الأعداء الذين يتطلبون حركة مستمرة، ودائمة.

قتال ممتع لزعماء نهايات المراحل

* تصميم المعارك والزعماء: تم تصميم نظام القتال بحيث يكون مكملاً للاستكشاف، وليس بديلاً عنه، حيث تقدم اللعبة مجموعة كبيرة من الأعداء الجدد الذين يتطلبون استخدام أدوات وترقيات مختلفة لهزيمتهم، ما يدفع اللاعب إلى تبديل أنواع الأسلحة باستمرار. أما بالنسبة لمعارك الزعماء، فتمثل نقطة قوة حقيقية، وهي مزيج متقن من الوحوش الضخمة، والمعارك الفردية السريعة التي تتطلب حفظ أنماط الهجوم، وتوقيت المراوغات بدقة، ما يذكرنا بأفضل معارك إصدارات السلسلة. كما يضيف الاستخدام الفعّال للقوى النفسية طبقة استراتيجية جديدة لهذه المواجهات الحماسية.

نظام الألغاز المبتكر

* القوى النفسية ونظام الألغاز المبتكر: وتمثل القدرات النفسية جوهر الابتكار في الإصدار الجديد، حيث تسمح هذه القوى لـ«ساموس» بالتلاعب عن بُعد ببعض العناصر المصنوعة من تقنية حضارة «لامورن»، وتوجيه حزم الأشعة المشحونة لضرب أهداف متعددة، وحتى إنشاء منصات غير مرئية. ويتم استخدام هذه القوى لحل الألغاز المنتشرة في عالم اللعبة. ورغم أن العديد من هذه القدرات تبدو إصدارات مطورة من ترقيات قديمة (مثل القنبلة النفسية)، فإن طريقة توظيفها في ألغاز البيئة، وتحديات المنصات المعقدة يجعلان كل عملية حل لغز أو الحصول على ترقية أمراً مُرضياً، ومناسباً للتطور الطبيعي لترسانة «ساموس».

اكتشف بيئة كوكب «تانامار» الغريبة والخطرة

* الاستكشاف ومعاودة الاستكشاف: وتعتمد اللعبة بشكل كبير على نظام الاستكشاف المفتوح وغير الخطي المعتاد في ألعاب السلسلة، حيث يجب على اللاعب مسح كل شيء ضوئياً باستخدام القناع، لملء قاموس المصطلحات، والحصول على أدلة أساسية للتقدم. ورغم أن عملية المسح قد تصبح روتينية بعض الشيء، فإنها ضرورية للكشف عن تاريخ حضارة «لامورن» الغنية، وتفاصيل العالم. كما تتبع اللعبة خطى إصدار «دريد» Dread من خلال السماح للاعب بوضع علامات على الخريطة لتذكر الغرف التي تحتوي على ترقيات غير قابلة للوصول بعد، مما يبسط عملية العودة إليها لاحقاً بعد الحصول على القوى، أو الأدوات اللازمة للوصول إليها.

* التنقل بالدراجة النارية والزنزانات العملاقة: وتقدم إضافة «فيولا»، وهي دراجة «ساموس» النارية الجديدة، وسيلة لعب أساسية لعبور صحراء وادي «سول» الشاسعة التي تربط بين المناطق الرئيسة. وتسمح الدراجة لـ«ساموس» بالانزلاق بسرعة، ومهاجمة الأعداء، وهو الأمر الضروري لكسر رتابة التنقل لمسافات طويلة. أما المناطق الرئيسة التي تتجه إليها «ساموس»، فهي مصممة على هيئة زنزانات عملاقة، ومنفصلة، مما يمنح كل منطقة هوية فريدة، ويقلل من الإحساس بالضياع.

* كسر جدار الصمت: ومن أبرز الإضافات التي منحت اللعبة هوية سردية فريدة، إدخال شخصيات ناطقة، ومرافقة تابعة للاتحاد الفيدرالي، وأبرزهم المهندس غريب الأطوار «مايلز ماكنزي». وجود هذه الشخصية يضخ دماء جديدة في السردية، مقدماً لحظات سينمائية، ومحادثات تضيف عمقاً إنسانياً للرحلة، مما يجعل «ساموس» أقل عزلة. ورغم كثرة تنبيهات «ماكنزي»، فإن اللعبة تدرك متى يجب أن تترك «ساموس» وحيدة، حيث تقضي البطلة أكثر من نصف وقتها في استكشاف سراديب الأبنية المعقدة في صمت مطبق، محافظة على الجو العام للسلسلة.

مواصفات تقنية

تقدم اللعبة مستوى فنياً وبصرياً مبهراً على جهاز «نينتندو سويتش 2»، وهي من الأجمل على الإطلاق بين ألعاب «نينتندو». وتتميز اللعبة بتقديم إضاءة مذهلة، وخلفيات خلابة، وتفاصيل بيئية متقنة، خاصة أن تصميم منشآت حضارة «لامورن» يمزج ببراعة بين العمارة الأنيقة والأسلوب الميكانيكي البيولوجي، ما يخلق عالماً فريداً ومقنعاً في تاريخ السلسلة.

ويُعد الأداء التقني للعبة على «نينتندو سويتش 2» بمثابة قفزة عملاقة، حيث إنها تعمل بسلاسة بالغة، وبدقة كبيرة تصل إلى 4K وبسرعة 60 صورة في الثانية، مع تقديم خيار لتقديم أداء أسرع يصل إلى 120 صورة في الثانية، ولكن مع خفض الدقة، إضافة إلى دعم ألوان المجال العالي الديناميكي High Dynamic Range في التلفزيونات التي تدعم هذه التقنية.

وبالنسبة لإصدار «نينتندو سويتش»، فالرسومات تظل رائعة، إلا أن هناك تنازلات بصرية ملحوظة مقارنة بنسخة «نينتندو سويتش 2». وتنجح اللعبة في الحفاظ على معدل رسومات سلس يبلغ 60 صورة في الثانية، مما يضمن استجابة فائقة للقتال، والحركة. ومع ذلك، تنخفض الدقة، وتبدو الصورة أقل حدة. كما أن نسيج البيئات، والتفاصيل البعيدة تبدو أقل وضوحاً. كما أن أوقات التحميل أطول بشكل ملحوظ مقارنة بالإصدار المُحسّن. ورغم ذلك، تبقى تجربة اللعب عملية، وممتعة للغاية، وتظهر مدى إتقان المطورين في دفع قدرات الجهاز إلى أقصى حدوده.

ويرافق هذا المستوى البصري المتقدم تصميم صوتي رائع، حيث تندمج الألحان الدرامية مع الإيقاعات الإلكترونية لتخلق جواً مميزاً وملحمياً يتناسب تماماً مع أجواء عالم اللعبة. كما أن الأداء الصوتي للشخصيات الداعمة متقن، ويمثل خطوة للأمام لتقديم قصة سينمائية.

هذا، وتتيح الشركة للاعبين الذين اقتنوا إصدار «نينتندو سويتش» الترقية لاحقاً إلى إصدار «نينتندو سويتش 2» المطوّر لقاء 10 دولارات أميركية، والحصول على التجربة البصرية والتقنية الكاملة دون الحاجة إلى شراء اللعبة مرة أخرى.

معلومات عن اللعبة

- الشركة المبرمجة: «ريترو ستوديوز» Retro Studios www. RetroStudios. com.

- الشركة الناشرة: «نينتندو» Nintendo www. Nintendo. com.

- نوع اللعبة: قتال من المنظور الأول First - person Shooter FPS.

- أجهزة اللعب: «نينتندو سويتش» و«نينتندو سويتش 2».

- تاريخ الإطلاق: 4 ديسمبر (كانون الأول) 2025.

- تصنيف مجلس البرامج الترفيهية ESRB: للمراهقين «T».

- دعم للعب الجماعي: لا.

 

 


عند التقدُّم إلى وظيفة... تهيأ لمقابلة الذكاء الاصطناعي

عند التقدُّم إلى وظيفة... تهيأ لمقابلة الذكاء الاصطناعي
TT

عند التقدُّم إلى وظيفة... تهيأ لمقابلة الذكاء الاصطناعي

عند التقدُّم إلى وظيفة... تهيأ لمقابلة الذكاء الاصطناعي

قبل 5 سنوات، كانت الخوارزمية تُحدد ما إذا كانت سيرتك الذاتية ستصل إلى مسؤول التوظيف، أما الآن، فقد تكون هي من يطرح عليك الأسئلة، كما كتبت سوروجيت تشاترجي*.

آلة ذكية تقيِّم الإنسان

قد يكون من المقلق تخيل آلة لا تُقيِّم ما تقوله فحسب؛ بل وأيضاً كيفية قوله: نبرة الصوت، والإيقاع، واختيار الكلمات، وحتى التعبيرات الدقيقة. وتُغذي هذه الأنماط نماذج تُعطي مقابلها درجة «ملائمة»، تُحدد ما إذا كنت ستصل إلى المرحلة المقبلة لمقابلة شخص حقيقي.

وكيل للشركات من دون حدس بشري

يتيح الذكاء الاصطناعي الوكيل ما يبدو كأنه محادثة حقيقية ثنائية الاتجاه؛ حيث يُحاكي مقابلة الجولة الأولى، بشكل أكثر واقعية من مُطالبات الفيديو أحادية الاتجاه في الماضي. تنجذب الشركات إليه لأسباب واضحة: السرعة، والمواظبة الدؤوبة، والنطاق؛ أي مدى عمله الواسع.

لكن هذه الكفاءة تأتي مع مقايضات، فبينما يعتمد الأشخاص الذين يجرون المقابلات على الحدس، تُبنى أنظمة الذكاء الاصطناعي على الهيكلية. وهي تكتشف الوضوح والثقة والتنظيم، وهي سمات قيِّمة، ولكنها تفتقد أحياناً الإبداع والتعاطف والتوافق الثقافي. ويكمن التحدي الذي يواجه المرشحين في إبراز هذه السمات في صيغة رقمية.

كيف تتكيف؟

الخبر السار هو أنه مع قليل من التحضير، يمكن أن تكون مقابلات الذكاء الاصطناعي أقل إثارة للقلق من مقابلة الجولة الأولى العادية. إليك كيفية التكيف:

- اشعُر بالراحة في التحدث مع الآلات: أفضل تحضير هو التدرب على الذكاء الاصطناعي نفسه؛ إذ يتعثر كثير من المرشحين للوظيفة لأن التجربة تبدو غير طبيعية. لذا تدرَّب على أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل: «تشات جي بي تي» أو «كلود»، لتعتاد على التحدث دون ملاحظات بصرية. والهدف ليس خداع النظام؛ بل أن تبدو واثقاً ومتحدثاً عند الرد على سؤال لا يتضمن إيماءة أو ابتسامة أو عبارة.

- توافَق مع لغة الوظيفة: غالباً ما يقارن مُقابلو الذكاء الاصطناعي إجاباتك بوصف الوظيفة. ادرسها بعناية، واعكس في الإجابة صياغة الشركة وقيمها، تماماً مثلما تصمم سيرتك الذاتية بما يتناسب معها.

- استخدم نتائج قابلة للقياس لدعم ادعاءاتك: إذ يُحقق السرد القصصي المُهيكل، مثل صيغة «STAR» (الوضعية، المهمة، الفعل، النتيجة)، أداءً ممتازاً مع نماذج الذكاء الاصطناعي.

حسِّن الإلقاء وتحكَّم في بيئتك

- حسِّن أسلوبك في الإلقاء: يُقيِّم الذكاء الاصطناعي الإيقاع، وتوقفات الكلام، والثقة، لذا فإن تدريب أسلوبك في الإلقاء يُمكن أن يُحسِّن نتيجتك بقدر تحسين المحتوى. أبطئ، وحافظ على ثبات طاقتك، ونوِّع نبرة صوتك. من المُغري القراءة من الشاشة، ولكن حتى الخوارزميات يُمكنها اكتشاف متى يبدو الكلام مُكرراً. وتُساعدك الاختلافات الطفيفة في النبرة ودرجة الصوت على الظهور بمظهر طبيعي.

- تحكَّم في بيئتك: يُمكن للإضاءة، والخلفية، وزاوية الكاميرا أن تُؤثر على مقاييس التعرُّف على الوجه. اختر مكاناً مُضاءً جيداً ومحايداً، وانظر مُباشرة إلى الكاميرا. «وازن» طاقتك وابتسم قليلاً عند اللزوم. تُساعد هذه الإشارات الصغيرة النظام على إدراكك كشخص مُنتبه ومُنخرط.

- استخدم الذكاء الاصطناعي كمُدرِّب لك: يُمكنك استخدام تقنية إجراء المقابلات نفسها لمساعدتك في الاستعداد. حمِّل وصفاً وظيفياً إلى مُساعد الذكاء الاصطناعي، وحاكِ مُقابلة، واطلب مُلاحظات حول وضوحك وإلقائك. يميل المرشحون الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي إلى تحسين ثقتهم بأنفسهم ووتيرة عملهم بشكل ملحوظ.

مستقبل التوظيف

إن المقابلات التي يقودها الذكاء الاصطناعي لا تحل محل البشر؛ بل تُغيِّر عملية التوظيف. بالنسبة للشركات، تُنشئ هذه المقابلات هيكلاً وقابلية للتوسع، أما بالنسبة للمرشحين، فيمكنها أن تُحقق تكافؤ الفرص إذا استُخدمت بعناية.

لا تُقلل من شأن شركة لمجرد استخدامها للذكاء الاصطناعي في هذه العملية؛ إذ تجمع أفضل المؤسسات بين الحكم البشري ودقة تحليل الذكاء الاصطناعي. وسيعتمد مستقبل التوظيف على كليهما.

إذا كان مُقابلك التالي من الذكاء الاصطناعي، فتعامل معه كنوع جديد من الجمهور، فالتحضير والوضوح والمصداقية هي ما يُميزه. والمرشحون الناجحون هم أولئك الذين يستطيعون ربط كلا العالَمين، مُظهرين؛ ليس فقط ما يعرفونه؛ بل مَن هم أيضاً.

* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».