تركيا تؤكد بقاء قواتها وتتحدث عن تعيين مستشارين عسكريين للجيش السوري

قالت إن خريطة انتشارها في شمال سوريا قد تتغير حسب الحاجة

قوات تركية في شمال سوريا (أرشيفية - الدفاع التركية)
قوات تركية في شمال سوريا (أرشيفية - الدفاع التركية)
TT
20

تركيا تؤكد بقاء قواتها وتتحدث عن تعيين مستشارين عسكريين للجيش السوري

قوات تركية في شمال سوريا (أرشيفية - الدفاع التركية)
قوات تركية في شمال سوريا (أرشيفية - الدفاع التركية)

قالت وزارة الدفاع التركية إن الفترة المقبلة قد تشهد تعيين مستشارين عسكريين للجيش السوري أو أفراد اتصال في وزارات الدفاع بشكل متبادل لتحديد الاحتياجات العاجلة في سوريا والعمل على تلبيتها وإيجاد حلول لها.

وأكد المتحدث الإعلامي باسم الوزارة، زكي أكتورك، استمرار الاتصالات مع الجانب السوري لتعزيز التعاون في المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية والإنسانية والصناعية، ودعم وتطوير القدرات الدفاعية لسوريا.

وقال المتحدث، خلال إفادة أسبوعية لوزارة الدفاع، الخميس، إن تركيا على استعداد لتقديم كل أشكال الدعم لتحقيق رفاهية الشعب السوري وتعزيز استقراره وأمنه.

استمرار أنشطة القوات التركية

وأضاف أكتورك أن أنشطة الجيش التركي في سوريا ستستمر، مع إمكانية حدوث تغييرات في أماكن انتشاره وفقاً للتطورات هناك.

وترددت أنباء، مؤخراً عن استعداد تركيا لإقامة قاعدة جوية مشتركة مع الجيش السوري في مطار منغ العسكري، وإقامة قواعد أخرى في حمص ومناطق في جنوب سوريا، لكن وزارة الدفاع التركية لم تعلق على هذه الأنباء بالتأكيد أو النفي.

وكان وفد تركي رفيع المستوى ضم كلاً من وزيري الخارجية التركيين، هاكان فيدان ويشار غولر، ورئيس المخابرات إبراهيم كالين، زار دمشق الأسبوع الماضي، بعد ساعات من توقيع الشرع الإعلان الدستوري للمرحلة الانتقالية.

المتحدث الإعلامي لوزارة الدفاع التركية زكي أكتورك (الدفاع التركية)
المتحدث الإعلامي لوزارة الدفاع التركية زكي أكتورك (الدفاع التركية)

وفيما يتعلق بالزيارة، قال المتحدث الإعلامي باسم وزارة الدفاع التركية، إن المحادثات خلالها تمحورت حول «الدعم الذي يمكن تقديمه لتحقيق الاستقرار والأمن في جميع أنحاء سوريا، إضافة إلى تناول آخر المستجدات المتعلقة بالأمن الإقليمي».

وأضاف أنه «جرى إبلاغ الجهات المعنية في سوريا توقعات تركيا ومخاوفها بشأن الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة السورية الجديدة مع (تنظيم وحدات حماية الشعب)/ الكردية الإرهابي»، في إشارة إلى الاتفاق الموقّع بين الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع وقائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مظلوم عبدي، وما يجب اتخاذه ميدانياً في هذا الصدد.

جانب من مباحثات الشرع والوفد التركي رفيع المستوى في دمشق الأسبوع الماضي (الخارجية التركية)
جانب من مباحثات الشرع والوفد التركي رفيع المستوى في دمشق الأسبوع الماضي (الخارجية التركية)

وكان الكاتب في صحيفة «حرييت» القريبة من الحكومة التركية، عبد القادر سيلفي، ذكر نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الوفد التركي الذي التقى الشرع، ركز خلال المباحثات على عدد من القضايا المهمة، شملت: الاتفاق بين الشرع وعبدي، والخطوات التي ستتبع الإعلان الدستوري، ومحاولة التمرد الفاشلة من جانب بقايا نظام بشار الأسد، المدعومة من إيران، في اللاذقية وطرطوس، وتصرفات المنظمات الدرزية (الإرهابية) المدعومة من إسرائيل.

وأضاف سيلفي، نقلاً عن المصادر، أنه تم الاتفاق على بقاء القوات التركية في مناطق عمليات «درع الفرات» و«غصن الزيتون» و«نبع السلام»، في شمال وشمال شرقي سوريا، وأن مفهوم تركيا لمكافحة الإرهاب، المتمثل في استهدافه بمنبعه، لم يتغير.

وأضافت المصادر، أن المدير العام للدفاع والأمن بوزارة الدفاع التركية، اللواء إلكاي ألتنداغ، كان ضمن الوفد التركي. ومن المقرر أن يزور وفد عسكري سوريا للمرة الثانية خلال الأيام المقبلة، وأنه في إطار التعاون العسكري مع سوريا، ستسهم تركيا في إعادة هيكلة الجيش السوري وتزويده بمنتجات صناعتها الدفاعية المتطورة لتعزيز قدراته، كما سيتم تعيين أحد الضباط الأتراك مستشاراً عسكرياً للجيش السوري، بعد أن بدأ الملحق العسكري أداء مهامه بالفعل في السفارة التركية في دمشق.

الشرع وعبدي عقب توقيع الاتفاق بين الإدارة السورية و«قسد» في دمشق 10 مارس (أ.ب)
الشرع وعبدي عقب توقيع الاتفاق بين الإدارة السورية و«قسد» في دمشق 10 مارس (أ.ب)

وتابعت أن الاتفاق بين الشرع وعبدي كان له أثر إيجابي على العملية الجارية في تركيا، والتي تتضمن قيام حزب «العمال الكردستاني» بإلقاء أسلحته وحلّ نفسه، كما أن انعقاد المؤتمر العام لحزب «العمال الكردستاني»، المتوقع في منتصف أبريل (نيسان) المقبل، استجابة لدعوة زعيمه السجين عبد الله أوجلان في 27 فبراير (شباط) الماضي، لإعلان حل الحزب، من شأنه أن يعطي زخماً إيجابياً لعملية اندماج «قسد» في مؤسسات الدولة في سوريا.

التصعيد في شرق حلب

في سياق متصل، قال المتحدث الإعلامي لوزارة الدفاع التركية، إن القوات التركية تمكنت من القضاء على 21 (إرهابياً) من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني في عمليات في شمالي سوريا والعراق خلال الأسبوع الأخير.

عناصر من الفصائل السورية الموالية لتركيا تواصل الاشتباكات مع «قسد» على محور سد تشرين (أ.ف.ب)
عناصر من الفصائل السورية الموالية لتركيا تواصل الاشتباكات مع «قسد» على محور سد تشرين (أ.ف.ب)

وأضاف أكتورك، أن إجمالي عدد «الإرهابيين»، الذين تم القضاء عليهم منذ مطلع العام الحالي في شمالي سوريا والعراق بلغ 523 من هذه العناصر.

وأكد أن القوات المسلحة التركية تواصل، بكل حزم، مكافحة أي تهديدات ضد وحدة البلاد وعلى رأسها الإرهاب.

وتستمر الاشتباكات والاستهدافات المتبادلة بين القوات التركية والفصائل السورية الموالية لأنقرة و«قسد»، على محاور شرق حلب، وبخاصة في سد تشرين وجسر قره قوزاق منذ 12 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وأعلنت «قسد»، الخميس، مقتل أحد عناصر الفصائل وإصابة 3 آخرين في اشتباكات وقعت على خلفية محاولة تسلل على محوري سد تشرين وتل سيرتيل بريف حلب الشرقي.

وأشارت إلى مقتل 4 عناصر من الفصائل وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، في معارك اندلعت، الأربعاء، على محور سد تشرين، في ظل التوتر المتصاعد في المنطقة.


مقالات ذات صلة

كيف احتوى السوريون خطاب العنف بعد أحداث الساحل في البلد المنكوب؟

المشرق العربي جمع قطع حياكة الكروشيه المتبرع بها ضمن مبادرة «الحرامات السورية» للأطفال (الشرق الأوسط)

كيف احتوى السوريون خطاب العنف بعد أحداث الساحل في البلد المنكوب؟

تشكّلت مبادرات أهلية تطوعية لتقديم الدعم الإغاثي الطارئ للمتضررين من موجة العنف التي اجتاحت مناطق الساحل السوري قبل أسبوعين.

سعاد جرَوس (دمشق)
المشرق العربي دبابة إسرائيلية تدخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا قرب بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل في 17 مارس 2025 (إ.ب.أ)

سوريا «الهشة» تحت ضغط العقوبات والاعتداءات الإسرائيلية

تواصل إسرائيل توغلاتها وغاراتها على سوريا، فيما تتحدث واشنطن عن إمكان تخفيف العقوبات عن دمشق.

سعاد جروس (دمشق)
المشرق العربي جنود عراقيون ينتشرون عند سياج خرساني ممتد على أجزاء من الحدود مع سوريا (إعلام أمني)

«خلية أزمة» عراقية للتنسيق مع سوريا... برئاسة السوداني

شكّل العراق «خلية أزمة» أمنية تنسق مع الإدارة الجديدة في سوريا، في حين نفى الجيش العراقي حصول اشتباكات في مناطق الشريط الحدودي.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي الشرع مستقبلاً الوفد الألماني في قصر الشعب (سانا) play-circle 00:48

الشرع يستقبل بيربوك... وافتتاح سفارة ألمانيا في دمشق

استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، اليوم (الخميس)، وفداً من ألمانيا على رأسه وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي سجن رومية في لبنان (متداولة)

بيروت مستعدّة لتسليم أكثر من 700 سجين سوري إلى دمشق

أفاد مسؤول قضائي لبناني بأن بيروت مستعدّة لتسليم أكثر من 700 سجين سوري، من أصل أكثر من ألفين يقبعون داخل السجون اللبنانية المكتظة، في ملفّ شائك بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

خمسة قتلى في قصف إسرائيلي على جنوب سوريا

دمار أحدثته غارة إسرائيلية على مدينة درعا السورية في 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
دمار أحدثته غارة إسرائيلية على مدينة درعا السورية في 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
TT
20

خمسة قتلى في قصف إسرائيلي على جنوب سوريا

دمار أحدثته غارة إسرائيلية على مدينة درعا السورية في 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
دمار أحدثته غارة إسرائيلية على مدينة درعا السورية في 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)

قُتل خمسة أشخاص على الأقلّ بقصف إسرائيلي على بلدة في محافظة درعا في جنوب سوريا، على ما أفادت سلطات المنطقة، مشيرة إلى توغّل اسرائيلي في المنطقة ونزوح للأهالي منها.

وأعلنت المحافظة في بيان على صفحتها الرسمية عبر تلغرام عن مقتل خمسة أشخاص «بالقصف الإسرائيلي على بلدة كويا بمنطقة حوض اليرموك غرب درعا في حصيلة غير نهائية، تبعه حالات «نزوح من أهالي المنطقة».

وأشارت إلى «توغل لقوات الاحتلال الإسرائيلي» في البلدة «تبعه قصف بعدة قذائف دبابات».

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه تبادل إطلاق النار مع عدد من المسلحين في جنوب سوريا، مضيفاً أنه هاجم المسلحين باستخدام الطائرات.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنّه قصف قاعدتين عسكريتين في وسط سوريا، إحداهما قرب تدمر، وذلك بعيد أيام من شنّه غارات جوية مماثلة استهدفت الموقعين نفسيهما، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال الجيش في بيان على تطبيق «تلغرام»: «قبل قليل، قصف جيش الدفاع الإسرائيلي قدرات عسكرية متبقية في قاعدتي تدمر والتيفور العسكريّتين السوريتين»، علماً بأن قاعدة «التيفور» المشتقّ اسمها من «T4» بالإنجليزية وتدعى أيضاً «قاعدة التياس الجوية العسكرية» هي مطار عسكري يبعد 50 كيلومتراً غرب تدمر بمحافظة حمص.

وأضاف البيان أنّ «الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل على إزالة أي تهديد لمواطني دولة إسرائيل».

كانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، حذرت خلال زيارة إلى القدس، الاثنين، من أنّ الضربات الإسرائيلية على سوريا ولبنان تنذر «بتصعيد جديد» في المنطقة.