كيري: من الصعب التعاون بين الحكومة السورية والمعارضة إن لم يكن هناك ثقة برحيل الأسد

وزير الخارجية الأميركي: منع إيران من اكتساب سلاح نووي أهم من أنشطتها النووية السابقة

كيري: من الصعب التعاون بين الحكومة السورية والمعارضة إن لم يكن هناك ثقة برحيل الأسد
TT

كيري: من الصعب التعاون بين الحكومة السورية والمعارضة إن لم يكن هناك ثقة برحيل الأسد

كيري: من الصعب التعاون بين الحكومة السورية والمعارضة إن لم يكن هناك ثقة برحيل الأسد

قال جون كيري وزير الخارجية الأميركي في مؤتمر صحافي أثناء زيارة لليونان اليوم (الجمعة)، إنّه قد يكون من الممكن أن تتعاون الحكومة السورية وقوات المعارضة في مكافحة تنظيم داعش من دون رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد أولا. لكنه أضاف أنّه سيكون «من الصعب للغاية»، ضمان حدوث هذا التعاون إذا لم يكن لدى قوات المعارضة التي تقاتل الأسد منذ أكثر من أربعة أعوام، بعض الثقة في أن الأسد سيرحل في نهاية المطاف.
وردًا على سؤال هل رحيل الأسد شرط مسبق لمقاتلي المعارضة المدعومين من الغرب للتعاون مع القوات الحكومية في قتال «داعش» قال: «فيما يتعلق بمسألة الأسد وتوقيت رحيله الإجابة هي... من غير الواضح أنه سيتعين أن يرحل إذا كان هناك وضوح فيما قد يكون عليه مستقبله أو لا يكون». وأضاف أنّ هذا الوضوح قد يأتي في صور كثيرة تمنح المعارضة شعورًا باليقين. ثمّ استدرك بقوله «لكن سيكون من الصعب للغاية التعاون دون مؤشر ما أو شعور باليقين من جانب هؤلاء الذين يقاتلونه بأن تسوية أو حلاً يلوح في الأفق».
وأضاف كيري أنّه إذا لم يكن الأمر كذلك فإنّ مقاتلي المعارضة سيشعرون أنّهم يساعدون على ترسيخ الأسد في السلطة وهو أمر غير مقبول على الإطلاق.
وكانت روسيا وإيران حليفتا سوريا قالتا إنّ الشعب السوري له أن يحدد دور الأسد في انتخابات رئاسية في المستقبل.
وأفاد مسؤول أميركي طلب ألا ينشر اسمه أنّ الرسالة التي يريد أن يبعث بها كيري هي أن «الأسد ليس من الضروري أن يرحل الآن»، شريطة أن يلوح في الأفق انتقال سياسي واضح وهو موقف تتبناه واشنطن منذ أشهر.
أمّا في الشأن النووي الإيراني فقال كيري اليوم إنّ منع إيران من اكتساب سلاح نووي في المستقبل أهم الآن من «مواطن الغموض» التي تحيط بجهودها العسكرية السابقة، مضيفًا أنّه سيكون من السابق لأوانه التعقيب على تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية سُرّب، يتضمن إشارة قوية إلى أنّ طهران كان لديها برنامج للأسلحة النووية على مدى سنوات حتى 2003. لأن المداولات في هذا الأمر لم تكتمل. واستدرك قائلا: «ما من أحد ساورته شكوك بشأن الأنشطة العسكرية السابقة لإيران. ومن البداية دأبنا على قول إنّنا نعلم أنّ إيران تتابع مشروعا نوويا».
واستطرد كيري أنّ ما يهم حقا الآن هو «التأكد من أنّه لا شيء مما حدث في الماضي قد يتكرر في المستقبل». وتابع أنّه لذلك من الضروري التنفيذ الكامل للاتفاق الذي جرى التوصل إليه في 14 يوليو (تموز)، بين إيران والقوى العالمية الست الكبرى، بشأن تقليص برنامجها النووي.
وتنفي إيران دومًا أن برنامجها النووي كانت له أي جوانب أو أغراض عسكرية.



ثلثهم على أيدي الجيش الإسرائيلي... مقتل 54 صحافياً في عام 2024

مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)
مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)
TT

ثلثهم على أيدي الجيش الإسرائيلي... مقتل 54 صحافياً في عام 2024

مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)
مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)

قُتل 54 صحافياً حول العالم أثناء قيامهم بعملهم أو بسبب مهنتهم في عام 2024، ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية، وفق ما أظهر تقرير سنوي لمنظمة «مراسلون بلا حدود» صدر اليوم (الخميس)، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وبحسب هذه المنظمة غير الحكومية المعنية بحرية الصحافة، كان الجيش الإسرائيلي مسؤولاً عن مقتل 18 صحافياً هذا العام، 16 في غزة واثنان في لبنان.

وقالت «مراسلون بلا حدود»، في تقريرها السنوي الذي يغطي بيانات حتى الأول من ديسمبر (كانون الأول)، إن «فلسطين هي البلد الأكثر خطورة على الصحافيين، حيث سجّلت حصيلة قتلى أعلى من أي دولة أخرى خلال السنوات الخمس الماضية».

وأقامت المنظمة 4 شكاوى أمام المحكمة الجنائية الدولية تتعلق بـ«جرائم حرب ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد صحافيين».

وأضافت «مراسلون بلا حدود» أن «أكثر من 145» صحافياً قُتلوا على أيدي القوات الإسرائيلية في غزة منذ بدء الحرب في القطاع في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عقب هجوم «حماس» على إسرائيل، منهم 35 كانوا يعملون وقت مقتلهم.

ووصفت المنظمة عدد عمليات القتل بأنها «حمام دم لم يسبق له مثيل».

وفي تقرير منفصل نُشر الثلاثاء، أفاد الاتحاد الدولي للصحافيين بأن 104 صحافيين قتلوا في أنحاء العالم عام 2024، أكثر من نصفهم في غزة.

وتختلف الحصيلتان اللتان وفّرتهما المنظمتان بسبب اختلاف النهجين المستخدمين في تعداد الضحايا.

فالعدد الذي قدّمته «مراسلون بلا حدود» لا يشمل إلا الصحافيين الذين «ثبت أن مقتلهم مرتبط بشكل مباشر بنشاطهم المهني».

نفي إسرائيلي

وتنفي إسرائيل تعمّد إيذاء الصحافيين، لكنها تقر في الوقت نفسه بأن بعضهم قُتل بغارات جوية شُنّت على أهداف عسكرية.

وقال الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد منسر، في مؤتمر صحافي، الأربعاء: «نحن نرفض هذه الأرقام. لا نعتقد أنها صحيحة».

وأضاف: «نحن نعلم أن معظم الصحافيين في غزة يعملون على الأرجح تحت رعاية (حماس)، وأنه حتى يتم القضاء على الحركة، لن يُسمح لهم بنقل المعلومات بحرية».

من جهتها، قالت آن بوكاندي، مديرة تحرير «مراسلون بلا حدود» لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الصحافة مهددة بالانقراض في قطاع غزة».

وأشارت إلى «تعتيم ذي أبعاد متعددة». فبالإضافة إلى «الانتهاكات المرتكبة بشكل مباشر ضد الصحافيين»، ما زال «الوصول إلى غزة ممنوعاً منذ أكثر من عام»، كما أن «مناطق بكاملها أصبح الوصول إليها غير متاح» وبالتالي «لا يعرف ما يحدث هناك».

من جهته، ندّد أنتوني بيلانجر، الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافيين، بـ«المذبحة التي تحدث في فلسطين أمام أعين العالم». وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «العديد من الصحافيين يُستهدفون» عمداً.

وبعد غزة، كانت باكستان أكثر البلدان فتكاً بالصحافيين في عام 2024، حيث سُجل مقتل 7 صحافيين، تليها بنغلاديش والمكسيك بـ5 لكل منهما.

وفي عام 2023، بلغ عدد الصحافيين الذين قُتلوا في كل أنحاء العالم 45 صحافياً في الفترة نفسها من يناير (كانون الثاني) إلى ديسمبر.

وحتى الأول من ديسمبر، كان هناك 550 صحافياً مسجوناً في كل أنحاء العالم مقارنة بـ513 في العام الماضي، وفقاً لأرقام «مراسلون بلا حدود».

أمّا الدول الثلاث التي لديها أكبر عدد من الصحافيين المحتجزين فهي الصين (124 من بينهم 11 في هونغ كونغ) وبورما (61) وإسرائيل (41).

بالإضافة إلى ذلك، يوجد حالياً 55 صحافياً محتجزاً بوصفهم رهائن، اثنان منهم اختُطفا في عام 2024، نحو نصفهم (25) لدى تنظيم «داعش».

كذلك، تم الإبلاغ عن 95 صحافياً مفقوداً، من بينهم 4 تم الإبلاغ عنهم في عام 2024.