«حرب مصرية - إسرائيلية»... «تسخين إعلامي» في تل أبيب و«تهوين» بالقاهرة

تقارير عبرية تطالب بالتأهب لمواجهة عسكرية محتملة

وزير الدفاع المصري يشارك قوات الجيش الثالث في تناول وجبة الغداء خلال المرحلة الرئيسية لمشروع تدريب قتالي (المتحدث العسكري)
وزير الدفاع المصري يشارك قوات الجيش الثالث في تناول وجبة الغداء خلال المرحلة الرئيسية لمشروع تدريب قتالي (المتحدث العسكري)
TT
20

«حرب مصرية - إسرائيلية»... «تسخين إعلامي» في تل أبيب و«تهوين» بالقاهرة

وزير الدفاع المصري يشارك قوات الجيش الثالث في تناول وجبة الغداء خلال المرحلة الرئيسية لمشروع تدريب قتالي (المتحدث العسكري)
وزير الدفاع المصري يشارك قوات الجيش الثالث في تناول وجبة الغداء خلال المرحلة الرئيسية لمشروع تدريب قتالي (المتحدث العسكري)

في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً متزايداً بسبب «حرب غزة»، تتحدث تقارير إعلامية إسرائيلية عن ضرورة التأهب لمواجهة عسكرية محتملة مع مصر، وسط «تهوين» مصري من قيمة تلك الأحاديث، وتأكيدات لخبراء على «قدرة الجيش المصري على الدفاع عن أراضيه، حال أراد أحد أن يختبر جاهزيته».

وقد تزايد توتر العلاقات بين مصر وإسرائيل، المرتبطتين باتفاق سلام منذ 1979، بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، مؤخراً مع الرفض المصري الصريح لمخطط تهجير الشعب الفلسطيني.

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، مؤخراً عن مسؤولين مصريين، قولهم إن «القاهرة أوضحت لإدارة الرئيس الأميركي ترمب وإسرائيل أنها ستقاوم أي اقتراح من هذا القبيل (التهجير)، وأن اتفاق السلام مع إسرائيل، الذي استمر لمدة نصف قرن تقريباً، معرض للخطر».

جنود مصريون يرفعون العلم على الضفة الشرقية من قناة السويس خلال معارك حرب أكتوبر 1973 (أرشيفية - أ.ب)
جنود مصريون يرفعون العلم على الضفة الشرقية من قناة السويس خلال معارك حرب أكتوبر 1973 (أرشيفية - أ.ب)

ووفق تقرير نشره موقع «nziv» الإخباري الإسرائيلي، تحت عنوان «الاستعداد العاجل مطلوب لمواجهة التهديد العسكري المصري»، فإنه «يتعين على إسرائيل أن تستعد لاحتمال اندلاع حرب أخرى مع مصر».

وأكد التقرير الإسرائيلي أنه على إسرائيل إعداد خطة سياسية وعسكرية لردع مصر تحت اسم «صحوة هارون»، من خلال شن هجوم استباقي واسع النطاق.

وسبق أن وصفت وسائل إعلام إسرائيلية مطالبة وزير الدفاع المصري عبد المجيد صقر لقوات الجيش الثالث الميداني بـ«الجاهزية القتالية»، بأنه «مسار تصادمي تنتهجه مصر ضد إسرائيل».

وطالب الوزير المصري، الثلاثاء الماضي، رجال الجيش الثالث الميداني بالحفاظ على أعلى درجات الجاهزية القتالية لتظل القوات المسلحة قادرة على الوفاء بالمهام والمسؤوليات المكلفة بها تحت مختلف الظروف، وذلك خلال حضوره تنفيذ المرحلة الرئيسية لمشروع مراكز القيادة التعبوية للجيش الثالث الميداني، وفق بيان للمتحدث العسكري.

ومهام الجيش الثالث الميداني تتمثل في تأمين مدن قناة السويس ومحافظة شمال سيناء وحدود مصر المتاخمة لقطاع غزة.

وقبل أيام، قالت مواقع إخبارية عبرية إن هناك أدلة واضحة لا تقبل الشك من خلال صور الأقمار الصناعية، تظهر وجود مئات الدبابات المصرية في مدينة العريش المصرية (القريبة من غزة)، وإن هذه الدبابات لا ينبغي أن تكون في تلك المنطقة وفق بنود اتفاقية السلام.

وبينما لم تعلق مصر على تلك التقارير الإسرائيلية، خرج إعلاميون ومدونون مصريون للرد عليها، مقللين من أهمية الادعاءات الإسرائيلية.

وقال البرلماني والإعلامي المصري مصطفى بكري: «إذا اختار الصهاينة الحرب، فإنهم سيكونون في مواجهة 110 ملايين فدائي مصري»، مؤكداً أن «مصر لحمها مُر».

وأشار الإعلامي المصري عمرو أديب، عبر برنامجه «الحكاية»، على قناة «MBC MASR»، مساء الأحد، إلى أن «مصر ليست في حالة حرب مع إسرائيل، ولن تحارب، لكنها مستعدة للدفاع عن أمنها ومصالحها إذا اقتضت الضرورة».

بينما اعتبر بعض المدونين أن تخوف إعلام إسرائيل من تصريحات وزير الدفاع المصري يعني أن «الرسالة المصرية وصلتهم».

وشهدت «السوشيال ميديا» تصعيداً ومناوشات بين إسرائيل ومصر، خلال الأيام الماضية.

وأثار مقطع فيديو نشره مؤثر مصري، يدعى أحمد مبارك، يتضمن سيناريو افتراضياً مُعداً بالذكاء الاصطناعي حول استهداف مفاعل ديمونة النووي في إسرائيل، جدلاً في تل أبيب، وتفاعلاً في مصر.

وجاء ذلك المقطع رداً على سيناريو الذكاء الاصطناعي الذي نشره موقع «nziv» الإخباري منذ أيام حول تدمير السد العالي في مصر، وإغراقها بمياه نهر النيل.

وهي الخطوة التي ثمنتها حسابات مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، كونها ترد على الادعاءات الإسرائيلية.

ووصف الإعلامي المصري والمدون، لؤي الخطيب، التقارير الإسرائيلية التي تتحدث عن قصف السد العالي بأن هدفها استفزاز المصريين وتخويفهم، إلا أنها أبعد ما تكون عن التفكير الاستراتيجي الإسرائيلي والمصري.

كما قلل رواد من تلك التلميحات الإسرائيلية، واصفين إياها بـ«الجعجعة».

ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء سمير فرج، أن ما تروجه إسرائيل محاولة من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لكي يستميل الشارع الإسرائيلي وجيشه في صفه، مبيناً أن التصعيد الإعلامي الإسرائيلي سيتواصل ما دامت مصر تصرّ على موقفها الرافض لفكرة التهجير.

واعتبر الخبير المصري، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن ما يثيره البعض في إسرائيل، من مناوشات إلكترونية ضد مصر، هو «نوع من الحملات النفسية ضد مصر»، وأن «مصر لن تنجر إلى حرب أو أعمال قتالية»، مؤكداً أن «الجيش المصري جاهز، وأن توجيه وزير الدفاع المصري بالجاهزية القتالية يأتي لأن الحدود المصرية كافة على صفيح ساخن».


مقالات ذات صلة

غزة مقسمة 4 مناطق... و«جزر سكانية» محاصرة

المشرق العربي منظر عام اليوم الجمعة لمدرسة دار الأرقم في غزة غداة القصف الإسرائيلي الذي أوقع عشرات الضحايا (رويترز)

غزة مقسمة 4 مناطق... و«جزر سكانية» محاصرة

صعّدت إسرائيل من هجماتها على قطاع غزة، في ظل مؤشرات إلى نيتها تقسيمه إلى 4 مناطق منفصلة تتضمن «جزراً سكانية» محاصرة. يأتي ذلك في وقت كشفت مصادر سياسية.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون أمام أنقاض مبنى استهدفته غارة إسرائيلية أسفرت عن مقتل 17 شخصاً على الأقل في خان يونس (ا.ب)

الجيش الإسرائيلي ينسف بنايات سكنية غرب مدينة رفح

قالت الإذاعة الفلسطينية، اليوم (الجمعة)، إن الجيش الإسرائيلي نسف عدة بنايات سكنية في غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بودابست يوم الخميس (أ.ب)

تل أبيب تتوقع أن تُصدر «الجنائية الدولية» مذكرات توقيف ضد مسؤولين إسرائيليين

قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن تل أبيب تتوقع أن تُصدر المحكمة الجنائية الدولية المزيد من مذكرات التوقيف ضد مسؤولين إسرائيليين، وفقاً لمسؤول إسرائيلي.

«الشرق الأوسط» ( تل أبيب)
الخليج مدرسة دار الأرقم في غزة غداة القصف الإسرائيلي الذي أوقع عشرات الضحايا (رويترز)

السعودية تدين التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة

أدانت السعودية واستنكرت بأشد العبارات التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستمرار استهداف المدنيين العزّل ومناطق إيوائهم وقتل العشرات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي أبو عبيدة الناطق العسكري باسم «كتائب القسام» play-circle

«القسام»: نصف المحتجزين الأحياء في مناطق طلب الجيش الإسرائيلي إخلاءها

قال أبو عبيدة المتحدث باسم «كتائب عز الدين القسام» إن نصف المحتجزين الإسرائيليين الأحياء يوجدون في مناطق بقطاع غزة طلب الجيش الإسرائيلي إخلاءها مؤخراً.


تقديرات أميركية باستمرار حملة ترمب ضد الحوثيين 6 أشهر

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)
TT
20

تقديرات أميركية باستمرار حملة ترمب ضد الحوثيين 6 أشهر

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)

وسط تقديرات أميركية باستمرار الحملة التي أطلقها الرئيس دونالد ترمب ضد الحوثيين 6 أشهر، تواصلتْ الضربات في نهاية أسبوعها الثالث على معقل الجماعة الرئيسي في صعدة ضمن سعي واشنطن لإرغام الجماعة المدعومة من إيران على وقف تهديد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

ومع توقف الهجمات الحوثية باتجاه إسرائيل منذ الأحد الماضي، يتكهن مراقبون يمنيون بتعرض قدرات الجماعة العسكرية لضربات موجعة جراء الغارات التي استهدفت مخابئهم المحصنة في الجبال والكهوف ومراكز قيادتهم ومستودعات الأسلحة.

وأفاد الإعلام الحوثي بتلقي ضربات جديدة، فجر الجمعة، استهدفت منطقة العصايد بمديرية كتاف في صعدة، إلى جانب ضربات أخرى استهدفت منطقة كهلان شرق مدينة صعدة، وجميعها مواقع تعرضت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية للاستهداف أكثر من مرة.

ولم يتحدث إعلام الجماعة عن الخسائر جراء الضربات الجديدة، ولا عن عددها، إلا أن التقديرات تشير إلى بلوغ مجمل الغارات نحو 320 غارة منذ بدء الحملة في 15 مارس (آذار) الماضي.

منظر للأضرار في منطقة ضربتها غارة جوية أمريكية في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون (أ.ف.ب)
منظر للأضرار في منطقة ضربتها غارة جوية أمريكية في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون (أ.ف.ب)

ويقول القطاع الصحي الخاضع للحوثيين إن الضربات التي أمر بها ترمب أدت حتى الآن إلى مقتل 63 شخصاً وإصابة 140 آخرين، بينهم أطفال ونساء، في حين بلغ الإجمالي منذ بدء الضربات التي تلقتها الجماعة في عهد جو بايدن 250 قتيلاً و714 مصاباً.

ومع تكتم الجماعة على الخسائر العسكرية، لم يتم التحقق من هذه الأرقام للضحايا المدنيين من مصادر مستقلة.

مليار دولار

مع تصاعد وتيرة الضربات الأميركية ضد الحوثيين، كشف مسؤولون لصحيفة «نيويورك تايمز» أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنفقت ما يقارب 200 مليون دولار على الذخائر خلال الأسابيع الثلاثة الأولى فقط من عملية «الفارس الخشن»، مع توقعات بأن تتجاوز التكلفة مليار دولار قريباً.

ونقلت الصحيفة أن الضربات الأميركية، التي أطلق عليها وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، اسم «عملية الفارس الخشن» نسبة إلى القوات التي قادها ثيودور روزفلت في كوبا خلال الحرب الإسبانية الأميركية، قد تستمر على الأرجح لمدة 6 أشهر.

آثار قصف أميركي استهدف موقعاً خاضعاً للحوثيين في الحديدة (أ.ف.ب)
آثار قصف أميركي استهدف موقعاً خاضعاً للحوثيين في الحديدة (أ.ف.ب)

وأقر المسؤولون، حسب الصحيفة، بأن الحملة الجوية لم تحقق سوى «نجاح محدود» في تقليص الترسانة العسكرية الضخمة للحوثيين، التي توجد إلى حد كبير تحت الأرض، وتشمل صواريخ وطائرات مسيرة وقاذفات، وذلك وفقاً لما أفاد به مساعدو الكونغرس وحلفاؤهم.

ويقول المسؤولون الأميركيون، الذين اطلعوا على تقييمات الأضرار السرية، إن القصف كان أكثر كثافة من الضربات التي نفذتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وأكبر بكثير مما أوردته وزارة الدفاع علناً.

وخلال الأيام الأخيرة كثّف الجيش الأميركي ضرباته على معقل الحوثيين في صعدة، وبدأ في تصيّد تحركات قادة الجماعة على الطرقات.

تراجع الهجمات

كان لافتاً توقف الهجمات الصاروخية الحوثية تجاه إسرائيل بعد إطلاق 10 صواريخ منذ 17 مارس (آذار) الماضي، إذ كان أحدث هجوم اعترضه الجيش الإسرائيلي، الأحد الماضي، وهو ما يؤشر على ضعف التهديد الحوثي من الناحية الاستراتيجية لإسرائيل ومحدودية قدرة الجماعة على تكثيف الهجمات.

الحوثيون تبنوا استهداف إسرائيل بـ10 صواريخ خلال 3 أسابيع دون تأثير هجومي (إعلام حوثي)
الحوثيون تبنوا استهداف إسرائيل بـ10 صواريخ خلال 3 أسابيع دون تأثير هجومي (إعلام حوثي)

وتضاف ضربات ترمب إلى حوالي ألف غارة وضربة بحرية تلقتها الجماعة في عهد إدارة جو بايدن على مدار عام ابتداءً من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، وحتى إبرام هدنة غزة بين حركة «حماس» وإسرائيل في 19 يناير الماضي.

وكانت إدارة بايدن توقفت عن ضرباتها ضد الحوثيين بعد سريان اتفاق الهدنة في غزة، كما توقفت الجماعة عن مهاجمة السفن وإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، قبل أن تعود مجدداً للتهديد بشن الهجمات تجاه السفن الإسرائيلية مع تعذر تنفيذ المرحلة الثانية من الهدنة في غزة.

ودخل الحوثيون على خط التصعيد الإقليمي بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، حيث أطلقوا نحو 200 صاروخ وطائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، دون تأثير عسكري يُذكر، باستثناء مقتل شخص واحد في تل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي.