واجه الأسترالي أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام، بعض اللحظات الصعبة خلال موسمه الثاني مع الفريق، حيث خسر في نوفمبر (تشرين الثاني) أمام إبسويتش تاون الصاعد حديثاً، وخسر أمام ليفربول على ملعبه بـ6 أهداف مقابل 3، في ديسمبر (كانون الأول)، واحتاج إلى وقت إضافي للفوز على تامورث المغمور في كأس الاتحاد الإنجليزي في يناير (كانون الثاني).
لكن موسم توتنهام تراجع إلى مستويات جديدة من السوء يوم الأحد، بخسارته بهدفين مقابل هدف وحيد أمام ليستر سيتي المتعثر، والذي كان قد خسر 7 مباريات متتالية قبل وصوله إلى شمال لندن! لقد أصبحت الأجواء مشحونة داخل ملعب توتنهام هوتسبير، بل وسامة للغاية إن جاز التعبير، لكن بوستيكوغلو لم يكن الوحيد الذي تعرض لانتقادات لاذعة من المشجعين، الذين وجهوا غضبهم أيضاً تجاه رئيس النادي، دانييل ليفي، المتحفظ بشدة لدرجة البخل في تدعيم صفوف الفريق.
وبعد الهزيمة أمام ليستر سيتي، أصبح توتنهام يحتل المركز الخامس عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما فشل في تحقيق أي انتصار في 7 مباريات متتالية، ليعترف بوستيكوغلو بأنه غير متأكد من مستقبله مع سبيرز.
لكن لماذا يوجه الجمهور غضبه إلى أشخاص آخرين غير بوستيكوغلو؟ ولماذا وصل توتنهام إلى هذه المستويات السيئة؟ قال المدير الفني الأسترالي بعد الخسارة أمام ليستر سيتي: «أنا مدير فني لفريق لكرة القدم، ويتم الحكم علي بناءً على النتائج، وهذه هي الحياة». وإذا كان الأمر كذلك، فإن النتائج التي يحققها توتنهام لا تجعل بوستيكوغلو سعيداً.
وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أنه بعد الخسارة أمام ليستر سيتي، أصبح توتنهام في الجزء الأسفل لجدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث جمع 24 نقطة من 23 مباراة، ويبتعد عن المراكز المؤدية للهبوط بفارق 8 نقاط فقط. والفرق بين توتنهام وساوثهامبتون صاحب المركز الأخير وصل الآن إلى 18 نقطة، بينما يبتعد عن المتصدر ليفربول (بفارق 27 نقطة).
وفاز توتنهام بمباراة واحدة فقط من آخر 11 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وتعادل في مباراة وخسر 9 مرات، وهو ما يعني أنه حصل على 4 نقاط فقط من آخر 33 نقطة متاحة. ويعد فشل توتنهام في تحقيق الفوز في 7 مباريات متتالية بالدوري هو أطول سلسلة للفريق من دون فوز له في المسابقة منذ عام 2008، بينما كانت الهزيمة أمام ليستر سيتي هي المرة الأولى التي يخسر فيها توتنهام على ملعبه أمام فريق خسر مبارياته السبع السابقة على التوالي في الدوري، منذ الخسارة أمام نوتس كاونتي في عام 1912.
![بوستيكوغلو أكد انه لا يملك مستقبله بيده لكن واثق في قدرته على تصحيح المسار (أ ب ا)](https://static.srpcdigital.com/2025-01/937410.jpeg)
وعلى الرغم من الضغوط الكبيرة التي يواجهها ليفي لعدم الإنفاق على تدعيم الفريق، فإن بوستيكوغلو يتحمل جزءاً من المسؤولية أيضاً عن تراجع النتائج. لقد أعاد المدير الفني الأسترالي الفريق لتقديم كرة قدم هجومية سريعة عندما تولى القيادة في عام 2023، بدلاً من الإيطالي أنطونيو كونتي، وقاد توتنهام لتحقيق الفوز في 8 مباريات والتعادل في مباراتين في أول 10 مباريات له بالدوري.
وساعدت هذه النتائج القوية الفريق في إنهاء الموسم في المركز الخامس بالدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما حصد 1.74 نقطة في المباراة الواحدة في المتوسط. لكن هذا الرقم انخفض بشكل كبير هذا الموسم ليصل إلى 1.04 نقطة في المباراة الواحدة، حيث فاز توتنهام بـ7 مباريات، وتعادل في 3 وخسر 13 من مبارياته بالدوري الإنجليزي الممتاز.
وإذا استبعدنا سلسلة المباريات العشر الأولى التي لم يخسر فيها الفريق في بداية ولاية بوستيكوغلو، فسنجد أن متوسط عدد النقاط التي حصل عليها الفريق في المباراة الواحدة يصل إلى 1.25 نقطة في الدوري. وبحصوله على 24 نقطة من 23 مباراة، بات توتنهام يبتعد بـ8 نقاط فقط عن المراكز المؤدية للهبوط.
وسيُلقي بوستيكوغلو المدير الفني السابق لسلتيك الاسكوتلندي باللوم على الإصابات التي ضربت كثيراً من لاعبي الفريق، وليس هناك شك في أن الغيابات الطويلة لميكي فان دي فين وكريستيان روميرو وديستني أودوغي أسهمت في هذه النتائج السيئة. لقد رفض بوستيكوغلو إلى حد كبير تغيير طريقة اللعب وفقاً لذلك، وقرر الاستمرار بنفس خططه السابقة، حتى إن كان البدلاء لا يملكون نفس مميزات اللاعبين الأساسيين الغائبين للإصابة.
وقال بوستيكوغلو عن ذلك: «أنا هنا منذ فترة كافية تجعلني أعرف أن البعض سيحكمون علينا بناء على مركزنا الحالي في جدول الترتيب وبناء على بعض الأمور الأخرى، وهذا ليس جيداً. إذا كان الناس يريدون وضع ذلك في سياقه الصحيح، فبإمكانهم فعل ذلك، وإذا لم يكن الأمر كذلك فليس لدي أدنى مشكلة. من وجهة نظري، ما زلت متمسكاً بحقيقة أن اللاعبين يبذلون قصارى جهدهم. لقد فعلوا ذلك في مسابقة الدوري الأوروبي، ولم يقصروا أمام ليستر أيضاً».
وأضاف: «نأمل في أن نستعيد بعض اللاعبين المهمين خلال الأيام العشرة أو الأسبوعين المقبلين، وهو ما أعتقد أنه سيساعد هذه المجموعة كثيراً، وسيمنحها الحافز الذي نحتاج إليه. لا يزال لدينا بعض الفرص الرائعة هذا العام لتحقيق نتائج جيدة في النصف الثاني من الموسم، وأنا متأكد من أن هذا سيحدث».
توتنهام تراجع للنصف الأسفل للجدول وبات أقرب لمناطق الهبوط عن المربع الذهبي
وعندما سُئل عما إذا كان يثق في بقائه بمنصبه حتى يعود هؤلاء اللاعبون المصابون، أم لا، قال المدير الفني الأسترالي: «من يدري؟ أعتقد أن هناك على الأرجح عدداً لا بأس به من الأشخاص الذين سيقولون لا! عندما تكون مديراً فنياً لفريق لكرة القدم، يمكن أن تكون ضعيفاً ومنعزلاً للغاية، لكنني لا أشعر بذلك. وأشعر بأن هذه المجموعة من اللاعبين تبذل قصارى جهدها من أجل النادي، وليس من أجلي أنا. ولدي مجموعة من الموظفين الملتزمين حقاً، وأنا أركز على ذلك».
وكان بوستيكوغلو قد صرح في وقت سابق من هذا الموسم: «أفوز دائماً بالألقاب في موسمي الثاني مع أي فريق»، ولا يزال توتنهام ينافس على بعض الألقاب هذا الموسم، فقد وصل إلى الدور الرابع من كأس الاتحاد الإنجليزي، وعلى وشك التأهل لمراحل خروج المغلوب في الدوري الأوروبي، كما فاز بهدف دون رد على ليفربول في مباراة إياب نصف نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة. ويوضح بوستيكوغلو: «ما زلت أعتقد أنه خلال الأشهر الثلاثة المقبلة من الموسم يمكننا أن نفعل شيئاً مميزاً حقاً، وأعتقد أن هؤلاء اللاعبين يؤمنون بذلك».
وقال حارس مرمى نيوكاسل السابق، شاي غيفن، في برنامج «مباراة اليوم» على شاشة «بي بي سي»: «أود أن أعرف ما هو موقف دانييل ليفي! ولماذا لم يمنح أنجي بوستيكوغلو المال اللازم لتدعيم صفوف الفريق في بداية فترة الانتقالات الشتوية؟... أعتقد أنه يتعين عليه أن يدعمه، ويتعاقد مع لاعب أو اثنين في فترة الانتقالات الحالية وقبل إغلاق السوق نهاية يناير، كما لا بد أن يدعم مدربه بقوة ويمنحه الفرصة حتى نهاية الموسم».