10 نقاط بارزة في الجولة العشرين من الدوري الإنجليزي

مرونة أموريم التكتيكية تظهر... وأداء سافينيو يحرج غريليش... وإصابة نوانيري ضربة موجعة لأرتيتا

إيزاك نجم نيوكاسل يواصل مسيرته الرائعة ويهز شباك توتنهام (رويترز)
إيزاك نجم نيوكاسل يواصل مسيرته الرائعة ويهز شباك توتنهام (رويترز)
TT

10 نقاط بارزة في الجولة العشرين من الدوري الإنجليزي

إيزاك نجم نيوكاسل يواصل مسيرته الرائعة ويهز شباك توتنهام (رويترز)
إيزاك نجم نيوكاسل يواصل مسيرته الرائعة ويهز شباك توتنهام (رويترز)

فرض مانشستر يونايتد الجريح التعادل مع ليفربول في المرحلة العشرين من الدوري الإنجليزي، وحرمه من توسيع الفارق إلى ثماني نقاط عن ملاحقه المباشر آرسنال. وسحق مانشستر سيتي ضيفه وستهام ليحقق أول انتصارين متتاليين منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بفضل ثنائية من إرلينغ هالاند.

«الغارديان» تستعرض هنا 10 نقاط بارزة في هذه الجولة:

ألكسندر أرنولد لم يتلق المساعدة اللازمة

ظهر ترينت ألكسندر أرنولد بشكل مثير للحيرة خلال مباراة ليفربول أمام مانشستر يونايتد على ملعب أنفيلد يوم الأحد. ربما كان اللاعب الإنجليزي الشاب مشتتاً بسبب الحديث الدائر حالياً عن مستقبله واقترابه من الانتقال إلى ريال مدريد، لكن في بعض الأحيان كان الأمر يبدو وكأنه قد تُرك عن عمد ليعاني في الجهة اليمنى دون تقديم الحماية اللازمة له، حيث نادراً ما كان يعود محمد صلاح وريان غرافينبيرتش لمساعدته. وعندما أصبح من الواضح أنه ليس في يومه، لم يتم فعل أي شيء لمساعدته على العودة إلى أجواء المباراة. وعندما قطعت تمريرته السيئة في الهدف الأول لمانشستر يونايتد، وجد نفسه لفترة وجيزة أمام أربعة لاعبين من الفريق المنافس لكي يتعامل معهم بمفرده، وهو ما يشير إلى أن مشكلة ليفربول على الجهة اليمنى لم تكن مجرد مشكلة فردية، بل مشكلة جماعية من الفريق ككل. من المؤكد أن ألكسندر أرنولد لاعب جيد للغاية، لكن لا يمكنه أن يصنع المعجزات بمفرده! (ليفربول 2 - 2 مانشستر يونايتد).

أموريم يظهر خططه الناجحة

رغم أن برونو فرنانديز وديوغو دالوت هما من كانا يلعبان بشكل مباشر أمام ترينت ألكسندر أرنولد معظم فترات المباراة (فرنانديز على وجه الخصوص قدم أداءً ممتازاً)، فإن أحد الأسباب الرئيسية لمعاناة الظهير الأيمن الإنجليزي كان يتمثل في الحارس الكاميروني أندريه أونانا. تشير الأرقام والإحصائيات خلال الموسم الحالي إلى أن 26.2 في المائة فقط من تمريرات أونانا من اللعب المفتوح كانت تمريرات طويلة، لكن هذه النسبة وصلت إلى ذروتها عند 55.6 في المائة خلال المباراة التي فاز فيها مانشستر يونايتد على برينتفورد بهدفين مقابل هدف وحيد، لكن هذه النسبة ارتفعت بشكل مذهل إلى 80 في المائة أمام ليفربول. وفي الوقت نفسه، مرر أونانا الكرة مرتين فقط على يمينه طوال المباراة، وفي المرتين لعبها بشكل قصير نحو مركز الظهير الأيمن. لقد تعرض المدير الفني الجديد لمانشستر يونايتد، روبن أموريم، لانتقادات بسبب عدم مرونته التكتيكية، لكن الحقيقة أنه أظهر مرونة خططية كبيرة أمام ليفربول.

جاكبو يتعادل لليفربول أمام مانشستر يونايتد (رويترز)

المستوى المميز لسافينيو يخرج غريليش من المنافسة

كان ظهور جاك غريليش بديلاً في الدقيقة 84 أمام وستهام هو الظهور الثالث والثلاثين له مع مانشستر سيتي منذ بداية عام 2024 دون أن ينجح في تسجيل أي هدف. وعندما سُئل المدير الفني لمانشستر سيتي، جوسيب غوارديولا، عن التنافس مع سافينيو، الذي صنع الهدفين اللذين أحرزهما إيرلينغ هالاند وأجبر فلاديمير كوفال على تسجيل هدف في مرماه، رد قائلاً: «سافينيو في حالة أفضل من جاك (الذي عانى من إصابات هذا الموسم)، ولهذا السبب أشركت سافينيو. أريد أن يعود جاك إلى تقديم المستويات التي قدمها عندما فزنا بالثلاثية التاريخية. تمريرات سافينيو داخل منطقة الجزاء أفضل من تمريرات الأجنحة الأخرى في هذا المركز. يتعين عليهم أن يقاتلوا من أجل حجز مكان لهم في التشكيلة الأساسية. يتعين عليهم أن يدخلوا في منافسة شرسة مع سافينيو لكي يستحقوا المشاركة في هذا المركز. لقد قاتلت كثيراً من أجل جاك، ومن أجل أن يستعيد مستواه العالي، وأعلم أنه قادر على فعل ذلك. هل هناك أي شخص في هذه الغرفة يعتقد أن سافينيو لا يستحق اللعب الآن؟ بالطبع لا. لهذا السبب أشركه في المباريات، لأنه ينتج». (مانشستر سيتي 4 - 1 وستهام).

إصابة نوانيري صدمة موجعة أخرى لآرسنال

هل سلبية آرسنال تعيق تقدم الفريق؟ لقد كانت البطاقة الصفراء التي حصل عليها إيثان نوانيري قبل نهاية الشوط الأول مباشرة في المباراة التي انتهت بالتعادل ضد برايتون بهدف لكل فريق يوم السبت هي تاسع بطاقة صفراء يحصل عليها لاعبو الفريق هذا الموسم بسبب إضاعة الوقت - أكثر ببطاقتين من أي فريق آخر. لم يخلق آرسنال الكثير في الفرص بعد الهدف الذي سجله نوانيري، البالغ من العمر 17 عاماً، في الشوط الأول، وكان من الممكن أن ينتهي به الأمر بالخسارة بعد ركلة الجزاء المثيرة للجدل التي سجلها جواو بيدرو. لقد أعرب المدير الفني للمدفعجية، ميكيل أرتيتا، عن عدم رضاه عن قرار الحكم أنتوني تايلور، لكن من المؤكد أنه يشعر أيضاً بقلق عميق بسبب فشل فريقه في إظهار ردة الفعل المناسبة بعد هدف التعادل، وكذلك بسبب الإصابة التي تعرض لها نوانيري، نظراً لغياب بوكايو ساكا لفترة طويلة. وقال المدير الفني الإسباني: «إنها أخبار سيئة حقاً، لأنني أعتقد أننا فقدناه. كان يتعين علينا استبداله في الشوط الأول بسبب بعض المشاكل العضلية». (برايتون 1 - 1 آرسنال).

مستوى تشيلسي يتراجع في وقت متأخر من المباريات

أصبح تشيلسي معتاداً على استقبال الأهداف في وقت متأخر من المباريات. فهل هي مشكلة ذهنية أم مشكلة تتعلق بتراجع اللياقة البدنية للاعبين، أم تتعلق بطريقة استخدام المدير الفني إنزو ماريسكا لمقاعد البدلاء؟ أياً كان السبب، فقد كان هناك إحباط شديد عندما لم ينجح تشيلسي في الحفاظ على تقدمه بهدف دون رد على كريستال بالاس، الذي نجح في الحصول على نقطة ثمينة بفضل هدف التعادل الذي أحرزه جان فيليب ماتيتا. كان يتعين على تشيلسي أن يضمن الفوز، لكنه استقبل هدفاً بعد الدقيقة 75 للمرة السادسة في تسع مباريات بالدوري هذا الموسم. لقد كان كريستال بالاس هو الفريق الأقوى في الشوط الثاني - تماماً كما كان فولهام عندما عاد بعد التأخر في النتيجة ليحقق الفوز على ملعب ستامفورد بريدج – ولم ينجح ماريسكا في التعامل مع الأمور بشكل إيجابي. ومن الغريب حقاً أنه كان متردداً في إجراء التغييرات في المباريات الأخيرة، حيث لم يجرِ أي تغيير حتى الدقيقة 81 أمام كريستال بالاس، كما انتظر حتى آخر 20 دقيقة قبل إجراء التغييرات أمام فولهام وإيفرتون وبرينتفورد، وهي الفرق التي كانت كلها أفضل من تشيلسي في نهاية المباريات في الأسابيع الأخيرة. (كريستال بالاس 1 - 1 تشيلسي).

هالاند يهز شباك وستهام برأسية رائعة (رويترز)

فترة الانتقالات الشتوية الحالية ستكون حاسمة لإيفرتون

عند مغادرة ملعب فيتاليتي يوم السبت، كان من السهل رؤية عدم الرضا من جانب مشجعي إيفرتون على ما يقدمه الفريق. يدافع إيفرتون بشكل جيد على الأقل، وقد فعل ذلك أمام بورنموث، رغم الخسارة أمام بورنموث بالهدف الذي سجله ديفيد بروكس في مرمى جوردان بيكفورد، لكن المشكلة الأساسية التي يواجهها الفريق تتمثل في عدم الفعالية الهجومية. ومع ذلك، هناك بعض الاستثناءات، مثل إيليمان ندياي الذي يقدم مستويات جيدة للغاية تحت قيادة المدير الفني شون دايك، وكان من الرائع مشاهدته وهو ينطلق بالكرة بعد تسلمها على بعد 25 ياردة من مرماه ويمر من اثنين من لاعبي الفريق المنافس ويبني هجمة مرتدة بشكل ذكي للغاية. في مثل هذه اللحظات، يمكنك أن ترى كيف يريد دايك أن يلعب فريقه وكيف يمكنه دمج اللاعبين الذين يمتلكون فنيات كبيرة. يقول دايك إن المشكلة تتمثل في اللمسة الأخيرة أمام المرمى، ويطالب ببعض الوقت لإيجاد حل لهذه المشكلة، لكن في ظل مواجهة إيفرتون لشبح الهبوط مرة أخرى، فربما لا يكون لديه الوقت الكافي. ويبدو الفريق بحاجة ماسة إلى تدعيمات قوية في فترة الانتقالات الشتوية الحالية. (بورنموث 1 - 0 إيفرتون).

جاكوب ميرفي مهم للغاية بالنسبة لنيوكاسل

عندما فاز نيوكاسل بصعوبة بهدفين مقابل هدف وحيد على وولفرهامبتون في سبتمبر (أيلول) الماضي، وهي المباراة الأخيرة من البداية الغريبة للموسم التي حصل فيها الفريق على 13 نقطة من خمس مباريات دون أن يلعب بشكل جيد على الإطلاق، تم تسليط الضوء على جاكوب ميرفي كمثال على كيفية فشل النادي في المضي قدماً. ومع ذلك، شارك ميرفي في التشكيلة الأساسية بشكل منتظم ولعب دوراً رئيسياً في تحقيق الفوز في خمسة انتصارات متتالية في الدوري، وهي النتائج التي رفعت نيوكاسل إلى المركز الخامس في جدول الترتيب. وقال المدير الفني لنيوكاسل، إيدي هاو: «إنه لاعب مهم للغاية، وربما أكثر مما يدركه الناس. إننا نطلب منه القيام بالكثير من الأشياء، ويلعب دوراً مهماً في الضغط على الفريق المنافس، وفي حال الاستحواذ على الكرة، بتمريراته الحاسمة وكراته العرضية الرائعة. إنه قادر على القيام بأدوار متعددة داخل الملعب، ويركز دائماً على مصلحة الفريق. إنه لا يحصل على التقدير الذي يستحقه». (توتنهام 1 - 2 نيوكاسل).

اللاعبون المنسيون يظهرون قيمتهم لأستون فيلا

في ظل غياب العديد من اللاعبين بسبب الإصابة، يسعى أستون فيلا بقوة للوصول إلى المراكز الخمسة الأولى. لقد فاز الفريق بصعوبة على ليستر سيتي بهدفين مقابل هدف وحيد وسط أجواء شديدة البرودة. ومن دون اللاعبين الموقوفين مورغان روجرز وجون دوران، وخروج جون ماكجين بسبب إصابته في أوتار الركبة، كان يتعين على أستون فيلا أن يبذل قصارى جهده لتحقيق الفوز على ليستر سيتي المجتهد. وقد لعب إيمي بوينديا، ذلك الرجل المنسي بعد غيابه عن الملاعب لمدة عام بسبب الإصابة، وإيان ماتسن، الذي ضمه النادي بمبالغ مالية طائلة ولم يشارك في التشكيلة الأساسية سوى مرتين فقط في الدوري، دوراً كبيراً في هدف الفوز، الذي سجله ليون بايلي، الذي ابتعد كثيراً عن الأضواء في الآونة الأخيرة أيضاً. وسجل روس باركلي، الذي كان يجد صعوبة أيضاً في الدخول في التشكيلة الأساسية في السابق، الهدف الأول بشكل مذهل. وحتى لو لم يكن أستون فيلا يقدم نفس المستويات القوية التي كان يقدمها خلال الموسم الماضي، فإن قوة قائمته تعني أنه يمتلك اللاعبين القادرين على القيام بعمل جيد في حال غياب العناصر الأساسية لأي سبب من الأسباب. (أستون فيلا 2 - 1 ليستر سيتي).

مونوز لاعب بالاس يشارك ماتيتا فرحته بهز شباك تشيلسي (د.ب.أ)

ساوثهامبتون في طريقه إلى أسوأ موسم على الإطلاق

يبدو أن ساوثهامبتون في طريقه لتحطيم العديد من الأرقام القياسية السلبية. إن خسارة ساوثهامبتون على ملعبه بخماسية نظيفة من برينتفورد، الذي لم يحقق أي فوز خارج أرضه من قبل، تعني أن ساوثهامبتون أكمل 20 مباراة بأدنى مجموع من النقاط في تاريخ المسابقة، بعدما حصل على ست نقاط فقط! وكان الرقم القياسي السلبي السابق مسجلاً باسم ديربي كاونتي في موسم 2007 - 2008 عندما حصل على سبع نقاط بعد نهاية الجولة العشرين من الموسم. لقد وجد ساوثهامبتون أن اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم أكثر صعوبة حتى من الموسم السابق الذي هبط فيه. وكرر المدير الجديد، إيفان يوريتش، سجل ناثان جونز السيء بخسارة أول ثلاث مباريات له في قيادة الفريق، ولم ينجح بطريقته التي تعتمد على اللعب المباشر بشكل أكبر في تحسين النتائج. ولم ينجح بول أوناتشو، الذي قضى عامين مع ساوثهامبتون دون أن يسجل أي هدف في الدوري الإنجليزي الممتاز، في إثبات أنه يستحق أن يكون المهاجم الأساسي للفريق. وقال يوريتش: «كنت أتوقع المزيد، وأن أتمكن من فعل المزيد مع هذا الفريق. (ساوثهامبتون 5 - 0 برينتفورد).

إيبسويتش تاون يقدم مستويات مبهرة رغم هدف فولهام المتأخر

يُعد إيبسويتش تاون أكثر فرق الدوري حالياً افتقاداً للاعبيه بسبب الإصابات، وقد ازداد الأمر صعوبة بعد إصابة مهاجمه الموهوب عمري هاتشينسون في الفخذ وتأكد غيابه عن الملاعب لبضعة أسابيع. ويجب الإشادة بالمدير الفني للفريق، كيران ماكينا، الذي نجح في التغلب على كل هذه المشكلات والمتاعب. ولا يشكو المدير الفني أبداً، رغم أن الفريق يعتمد بشكل كبير على اللاعبين أنفسهم الذين كانوا يلعبون معه في دوري الدرجة الأولى الموسم الماضي. لقد قدم الفريق أداءً رائعاً أمام فولهام، ويبدو أنه في وضع جيد للظهور بشكل أفضل من الآن وحتى مايو (أيار) المقبل، خاصة عندما يستعيد خدمات العديد من لاعبيه المصابين. (فولهام 2 - 2 إيبسويتش تاون).

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

نيوكاسل يواصل التألق... وإيساك «جوهرة تاج» التشكيلة

رياضة عالمية إيساك (يسار) يسجل هدف نيوكاسل الاول في مرمى أرسنال بذهاب نصف نهائي كأس الرابطة  (رويترز)

نيوكاسل يواصل التألق... وإيساك «جوهرة تاج» التشكيلة

قبل عامين واصل نيوكاسل يونايتد تألقه منذ بداية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ووضع قدماً نحو التأهل لنهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة لكرة القدم بفوزه

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ألكسندر أرنولد بات في مرحلة فارقة لحسم موقفه للاستمرار مع ليفربول أو المغادرة الى ريال مدريد (ا ب ا)

كيف وصلت الأجواء المشحونة في أنفيلد تجاه ألكسندر آرنولد إلى ذروتها؟

جماهير ليفربول الغاضبة استهدفت ألكسندر آرنولد بصيحات الاستهجان والسخرية سجل تاريخ كرة القدم كثيراً من لحظات القوة الاستثنائية لجمهور ليفربول على ملعب أنفيلد

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بات لوبيتيغي خامس مدرب يُقال من منصبه هذا الموسم في الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب)

وست هام يقيل مدربه لوبيتيغي رسمياً… وبوتر مرشح لخلافته

أقال وست هام الإنجليزي مدربه الإسباني خولن لوبيتيغي من منصبه، بعد 22 مباراة على تعيينه، كما أعلن الأربعاء، في حين يبدو غراهام بوتر مدرب برايتون مرشحاً لخلافته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أرتيتا ممسكاً بالكرة التي قال إنها سبب خسارة فريقه (رويترز)

كأس الرابطة: المنظمون يسخرون من أرتيتا بسبب الكرات المستخدمة

سخر منظمو مسابقة كأس الرابطة الإنجليزية لكرة القدم من الإسباني ميكل أرتيتا، مدرب آرسنال، بعدما ألمح إلى أن الكرات المستخدمة بالمسابقة لعبت دوراً في خسارة فريقه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ميكيل أرتيتا (رويترز)

أرتيتا: «الكرة» التي لعبنا بها أمام نيوكاسل سبب خسارتنا

قال ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، إن خسارة فريقه أمام نيوكاسل صفر-2 في ذهاب الدور قبل النهائي بكأس رابطة الأندية الإنجليزية، لا تعكس أداء فريقه.

«الشرق الأوسط» (لندن)

نيوكاسل يواصل التألق... وإيساك «جوهرة تاج» التشكيلة

إيساك (يسار) يسجل هدف نيوكاسل الاول في مرمى أرسنال بذهاب نصف نهائي كأس الرابطة  (رويترز)
إيساك (يسار) يسجل هدف نيوكاسل الاول في مرمى أرسنال بذهاب نصف نهائي كأس الرابطة (رويترز)
TT

نيوكاسل يواصل التألق... وإيساك «جوهرة تاج» التشكيلة

إيساك (يسار) يسجل هدف نيوكاسل الاول في مرمى أرسنال بذهاب نصف نهائي كأس الرابطة  (رويترز)
إيساك (يسار) يسجل هدف نيوكاسل الاول في مرمى أرسنال بذهاب نصف نهائي كأس الرابطة (رويترز)

قبل عامين واصل نيوكاسل يونايتد تألقه منذ بداية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ووضع قدماً نحو التأهل لنهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة لكرة القدم بفوزه 2-صفر على مضيفه آرسنال مساء أول من أمس، في وقت وصل فيه مهاجمه السويدي ألكسندر إيساك، إلى أعلى مستوى وبات يُنظَر إليه على أنه جوهرة التاج في تشكيلة المدرب إيدي هاو.

وسجل إيساك الهدف الأول قبل نهاية الشوط الأول لمباراة الذهاب على ملعب الإمارات ثم لعب دوراً كبيراً في الهدف الثاني لنيوكاسل الذي سجله أنتوني جوردون في الشوط الثاني. وسيكون نيوكاسل، الذي لم يفز بأي لقب كبير منذ 1955، الآن، المرشح الأبرز لاستكمال المهمة في مباراة الإياب الشهر المقبل علماً بأنه يعيش أياماً جيدة بعد فوزه 2-1 على توتنهام اللندني أيضاً قبل ثلاثة أيام، ليصبح أقرب إلى أول أربعة مراكز في الدوري الإنجليزي الممتاز.

لقد أُثيرت شكوك كثيرة في بداية الموسم حول نيوكاسل بسبب عدم ثبات المستوى وتراجع الفاعلية الهجومية، لكنَّ الفريق عاد بقوة وحقق سبعة انتصارات متتالية في جميع المسابقات، ويعود الفضل الأول في ذلك إلى المستويات الاستثنائية التي يقدمها المهاجم السويدي البالغ من العمر 25 عاماً.

لقد أحرز إيساك 10 أهداف مع نيوكاسل هذا الموسم ورفع رصيده إلى 50 هدفاً مع الفريق منذ قدومه قبل عامين.

دائماً ما واجه إيساك ضغوطاً هائلة بسبب التوقعات الكبيرة لما يمكن أن يقدمه. فعندما كان في السادسة عشرة من عمره أصبح أصغر هداف في تاريخ نادي أيك السويدي، وسرعان ما أثبت نفسه أحد أبرز المواهب في جميع أنحاء أوروبا، وهو الأمر الذي جعل كثيرين يشبِّهونه بمواطنه الأسطوري زلاتان إبراهيموفيتش، رغم الاختلاف الهائل بين الاثنين، فشخصية إيساك الهادئة والمتواضعة بعيدة كل البعد عن شخصية إبراهيموفيتش التي تتسم بالغرور الشديد.

وُلد إيساك لأبوين إريتريين في استوكهولم، ونشأ طفلاً متواضعاً ومنطوياً، وتطوَّر في نهاية المطاف حتى أصبح ذلك اللاعب والشخص الذي أراد نيوكاسل أن يبني مشروعه حوله.

وغالباً ما يجري تشبيهه بأسطورة آرسنال تييري هنري، بسبب قدرته الهائلة على التحكم بقدميه، وذكائه في التحرك في وسط الملعب وعلى الأطراف، ناهيك بأنه يفعل كل ذلك بسهولة كبيرة.

في عام 2017، انتقل إيساك إلى بوروسيا دورتموند، المعروف بأنه «أرض خصبة» لتطوير النجوم الصاعدين، لكن على عكس جادون سانشو وغود بيلينغهام وإيرلينغ هالاند، لم ينجح المهاجم السويدي في التأقلم مع الحياة في ألمانيا. لقد اعترف المديرون الفنيون الذين عملوا معه بأنه يمتلك فنيات وقدرات هائلة، لكنّ خجله منعه من إظهار هذه الإمكانات كما ينبغي.

أسهم إيساك ارتفعت في سوق الإنتقالات بعد تسجيله 10 اهداف هذا الموسم (رويترز)cut out

ومع ذلك، أدى اجتماع واحد بين إيساك والمدير الفني للفريق الرديف بنادي بوروسيا دورتموند آنذاك، يان سيويرت، إلى تحويل مسيرته الكروية. ففي أثناء تناول القهوة، أظهر سيويرت للمهاجم السويدي الشاب صورتين جنباً إلى جنب -واحدة له وهو جالس على مقاعد البدلاء في بوروسيا دورتموند، وأخرى له وهو يبتسم بعد تسجيل هدف بقميص منتخب السويد. وسأله سيويرت عن الفارق بين الصورتين. اعترف إيساك بأن الفارق يتمثل في الثقة التي يفتقر إليها مع ناديه، وبدأ يشعر براحة أكبر بعد ذلك.

وعلى الرغم من نجاحه في تقديم مستويات جيدة في هولندا خلال الفترة التي لعب فيها لفيليم تيلبورغ على سبيل الإعارة في عام 2019 -سجل 13 هدفاً في 16 مباراة بالدوري الهولندي الممتاز- فإنه انضم إلى ريال سوسيداد لكي ينتقل إلى المستوى التالي.

أحرز إيساك 10 أهداف مع نيوكاسل هذا الموسم ورفع رصيده إلى 50 هدفاً منذ قدومه

لم يكن إيساك قد وصل إلى مرحلة النجومية آنذاك، لكنَّ موهبته لم تكن موضع شك أبداً. ولم ينسَ يوماً من أين أتى، وكان يتواصل بشكل دائم مع معلِّم اللغة الإسبانية في مدرسته في السويد ليشكره على مساعدته في فهم اللغة. وبمجرد استقراره في مدينة سان سيباستيان، سجَّل إيساك 17 هدفاً في موسمه الثاني، واستمر في إثارة الإعجاب في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2020 مع منتخب السويد. وعلى الرغم من أنه لم يسجل أي هدف في البطولة، فإنه قدم أداءً ساحراً في دور المجموعات، خصوصاً أمام سلوفاكيا عندما تلاعب بالمدافعين وساعد فريقه على الفوز بهدف دون رد.

ازدادت التكهنات حوله، لكنه لم يُحرز سوى ستة أهداف فقط في 32 مباراة في موسم 2021-2022، وهو ما عزز فكرة أنه لم يكن مستعداً للانضمام إلى نادٍ من أندية القمة مقابل الرسوم المطلوبة للاستغناء عنه، التي تجاوزت 60 مليون جنيه إسترليني. رفض نيوكاسل في البداية إبرام الصفقة بهذا السعر، لكنَّ إصابة كالوم ويلسون جعلت مسؤولي النادي يُغيِّرون رأيهم وتعاقدوا معه في صفقة قياسية في تاريخ النادي في أغسطس (آب) 2022.

أعطت هذه الخطوة انطباعاً كاذباً عن سياسة نيوكاسل في سوق الانتقالات، خصوصاً بعد أن انتقلت ملكية النادي إلى صندوق الاستثمار السعودي، وقيل إن النادي كان متهوراً إلى حدٍّ ما للتعاقد مع إيساك بهذا المقابل المادي الكبير -وهو أمر لن يفعله أي نادٍ آخر. لكن لم يكن الأمر كذلك أبداً، فقد تمت دراسة هذه الصفقة بعناية حتى لا يتم انتهاك قواعد الربح والاستدامة، كما كان مسؤولو النادي يتابعون اللاعب عن كثب منذ فترة ويعرفون قدراته وإمكاناته جيداً.

شكّلت شخصية إيساك المتواضعة عاملاً كبيراً أيضاً، حيث كانت إدارة نيوكاسل حريصة على أن يتناسب كل لاعب جديد مع أخلاقيات العمل الجماعي وروح الفريق، وبات من الواضح الآن أن انطواء اللاعب لم يعد عائقاً أمام تألقه، وأثبت أنه يستحق ذلك المبلغ تماماً، على الرغم من أن الإصابات تسببت في غيابه عن الملاعب لمدة خمسة أشهر من موسمه الأول.

في موسمه الأول سجَّل أكثر من 10 أهداف، وقاد نيوكاسل إلى التأهل لدوري أبطال أوروبا، وفي موسم 2023-2024، أصبح إيساك أول لاعب في نيوكاسل منذ آلن شيرار، قبل عقدين من الزمان، يسجل 20 هدفاً في الدوري خلال موسم واحد.

وقال شيرار عنه لبرنامج «مباراة اليوم» على قناة «بي بي سي» العام الماضي: «إنه يشكل تهديداً مستمراً على مرمى المنافسين طوال الوقت. إنه يُنهي الهجمات بشكل ممتاز، ويتميز بالثقة والهدوء، ويؤمن بكل ما يفعله. إنه يفعل كل شيء بأعلى مستوى ممكن من الجودة».

بدأ نيوكاسل هذا الموسم بصعوبة، ولم يكن يلعب بالهوية التي يريدها المدير الفني إيدي هاو، وكان الفريق يفتقر إلى الطاقة والحيوية في منتصف الملعب، لذا بدا إيساك معزولاً بمفرده في الخط الأمامي.

لقد كان أحد أسباب معاناته في نهاية مسيرته مع ريال سوسيداد يتمثل في تغيير طريقة اللعب بعد رحيل مارتن أوديغارد إلى آرسنال، حيث لم يعد إيساك يتواصل مع خط الوسط كما كان الأمر من قبل. لكن المستويات الاستثنائية التي يقدمها إيساك حالياً مع نيوكاسل تأتي في الوقت الذي يلعب فيه ساندرو تونالي دوراً دفاعياً أكبر في خط الوسط، مع تقدم برونو غيماريش إلى الأمام، وهو الأمر الذي أعطى الفريق مزيداً من التحكم والتوازن.

وقال هاو بعد أن سجل المهاجم السويدي أول ثلاثية له مع نيوكاسل في المباراة التي فاز فيها على إيبسويتش تاون برباعية نظيفة في ديسمبر: «ألكسندر موهبة عالمية. الطريقة التي يسجل بها الأهداف تُظهر أنه يمتلك الهدوء والاتزان اللذين لا يمتلكهما سوى عدد قليل جداً من اللاعبين. وعندما تضيف مهاراته الفنية إلى هذا المزيج، فهذا يجعلك تؤمن بأنه يمتلك كل شيء».

لكنْ ما الخطوة القادمة لإيساك؟ سيكون نيوكاسل حريصاً على الاحتفاظ بخدمات نجمه السويدي، وفي ظل بقاء ثلاث سنوات ونصف على نهاية عقده، فإن موقف النادي قوي للغاية. تشير تقارير إلى أن هناك اهتماماً من جانب آرسنال لضمه، ربما بسبب تشابهه مع هنري، لكن سيتعين على آرسنال أن يدفع مبلغاً باهظاً من أجل التعاقد معه. وفي ظل قواعد الربح والاستدامة، فإن أندية قليلة فقط هي التي تستطيع تحمل قيمة هذه الصفقة، التي قد تتخطى 100 مليون جنيه إسترليني.

عندما اضطر نيوكاسل إلى بيع بعض لاعبيه من أجل الالتزام بقواعد الربح والاستدامة الصيف الماضي، جرت محادثات مع ليفربول بشأن بيع أنتوني غوردون، وكان هناك حديث عن إمكانية تفعيل الشرط الجزائي الموجود في عقد غيماريش والبالغ 100 مليون جنيه إسترليني، لكن جرى إغلاق الحديث عن إمكانية رحيل إيساك، فهو اللاعب الذي لا يريد النادي خسارته تحت أي ظرف من الظروف والفتى المدلل للفريق، كما أن إمكاناته الفريدة تجعل من المستحيل تقريباً تعويضه.

وتعلّق جماهير نيوكاسل آمالها على مهاجمها السويدي لفك عقدة التتويج بالبطولات خصوصاً بعد أن اقترب الفريق كثيراً من التأهل لنهائي كأس الرابطة.