لليوم الثاني على التوالي، جدّد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، تأكيده على ضرورة تشكيل «حكومة موحدة جديدة» في البلاد، بينما دعت حكومة «الوحدة» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، إلى إجراء الانتخابات لإنهاء المراحل الانتقالية، تزامناً مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضدها بسبب «تهالك البنية التحتية» في بلدية صبراتة، غرب العاصمة طرابلس.
وقال صالح إن وفداً من الوجهاء والمجلس الاجتماعي «لسوق الجمعة والنواحي الأربع»، التقاه مساء الأحد بمدينة القبة، وأشاد بـ«دوره الوطني المشرف» من أجل تحقيق دولة المؤسسات والقانون، ودعم الوفد لمجلس النواب وأعضائه، في خطواته نحو تحقيق الانتخابات وإرساء دولة المؤسسات والقانون.
في المقابل، قالت حكومة «الوحدة»، إن وزيرها للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي بحث، الاثنين، مع ممثل الاتحاد الأوروبي في طرابلس، نيكولا أورلاندو، أهمية دعم وجود آلية صرف موحدة بهدف تعزيز الشفافية والرقابة وإنهاء الإنفاق الموازي، وتعزيز الشراكة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ضمن خطة عمل مكثفة للعام المقبل، مشيرة إلى أنهما استعرضا، نتائج الاجتماعات الأخيرة التي عقدها الاتحاد الأوروبي مع المجموعة الاقتصادية المشتركة واللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5) وتأثير الأوضاع الإقليمية على ليبيا، والملفات الإقليمية محلّ الاهتمام المشترك.
ووفق بيان حكومي، فقد جدّد اللافي، رؤية حكومته بضرورة الذهاب المباشر للانتخابات بهدف إنهاء المراحل الانتقالية كافة.
التقيت هذا الصباح أيضًا برئيس ديوان المحاسبة الليبي السيد خالد شكشك في مكتبه في طرابلس.وأكدت من جديد على دعم الاتحاد الأوروبي لنزاهة واستقلالية ديوان المحاسبة، وشددت على ضرورة احترام سيادة القانون في جميع التعيينات المؤسساتية pic.twitter.com/dH2rEILf8o
— Nicola Orlando (@nicolaorlando) December 30, 2024
بدوره، أكد أورلاندو مجدداً لدى لقائه مع رئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك بطرابلس، دعم الاتحاد الأوروبي لنزاهة واستقلالية ديوان المحاسبة، وشدّد على ضرورة احترام سيادة القانون في جميع التعيينات المؤسساتية.
وكان الدبيبة، أكد خلال اجتماعه مساء الأحد، مع السفير البريطاني مارتن لونغدن، والمجلس الثقافي البريطاني، بحضور وزير التربية والتعليم موسى المقريف، للاطلاع على المقترح التنفيذي لمبادرته لتجويد تعليم اللغة الإنجليزية، على أهمية التعاون بين الجهات الحكومية والسفارة البريطانية لتحقيق أهداف المبادرة، مشيراً إلى ضرورة تحسين المستوى اللغوي للطلاب لتأهيلهم لمتطلبات العصر الحديث.
كما أكد الدبيبة، لدى متابعته تنفيذ مشروع تطوير وتحديث وصيانة طريق مطار طرابلس الدولي، ضمن الاستعدادات لافتتاحه، على أهمية أن يكون تنفيذ المشروع وفق أعلى المعايير الفنية، مشدداً على أهميته بوصفه واجهة للعاصمة طرابلس.
من جهة أخرى، قال خالد المشري، المتنازع على رئاسة «المجلس الأعلى للدولة»، إنه شارك في «ملتقى المصالحة ولم الشمل» الذي أقيم مساء الأحد في بلدية جنزور غرب طرابلس، بحضور عضو «المجلس الرئاسي» عبد الله اللافي، ورئيس جهاز المخابرات حسين العائب، وذلك لمناقشة أهمية تعزيز الوحدة الوطنية بين أطياف الشعب كافة.
وأعلن محمد الباروني، رئيس «جهاز الدعم والإسناد الأمني»، الذى نظم المبادرة، أنها «أنهت الخلافات والمشاحنات، وستنعكس إيجاباً في تعزيز السلم الأهلي».
إلى ذلك، أعلن وزير النفط والغاز بحكومة «الوحدة» خليفة عبد الصادق، أنه استعرض مساء الأحد، مع نواب الجنوب بمجلس النواب، بعض المشاريع التنموية بالمنطقة الجنوبية، بما في ذلك تنفيذ مشروع مصفاة الجنوب، ووحدة غاز الطهي بحقل الشرارة، لافتاً إلى حرص الحكومة على تعزيز ودعم جهود التنمية المكانية بما يحقق التقدم والازدهار للمنطقة الجنوبية ولمناطق البلاد كافة.
في شأن آخر، تصاعدت الاحتجاجات الشعبية في بلدية صبراتة، الواقعة على بُعد 70 كيلومتراً غرب طرابلس، بعدما أغلق محتجون مقر مجلسها البلدي، بساتر ترابي، وسط ما وصفته وسائل إعلام محلية، بحالة احتقان كبيرة وتهديدات بغلق الطريق الساحلية، إذا لم يتم تنفيذ مطالبهم المتعلقة بمشاكل انهيار شبكة الصرف الصحي في منطقة الكابوط.
وكان عميد البلدية محمد الحسلوك، قد نفى سقوط ضحايا أو حدوث أعمال عنف أو فوضى من هذه الاحتجاجات، التي أكد دعمه لها، واتهم حكومة «الوحدة» بأنها «غير جادة» للوقوف معهم في مواجهة الأمطار الغزيرة، التي غمرت منطقتهم.