«المركزي الروسي» يعلن عزمه بيع العملات الأجنبية بدءاً من يناير 2025

لتعويض نقص الإيرادات النفطية

العلم الروسي فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
TT

«المركزي الروسي» يعلن عزمه بيع العملات الأجنبية بدءاً من يناير 2025

العلم الروسي فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

أعلن البنك المركزي الروسي عزمه بيع عملات أجنبية بقيمة 8.86 مليار روبل (ما يعادل 89.05 مليون دولار) يومياً خلال النصف الأول من العام المقبل، وذلك بالإضافة إلى التدخلات المنفصلة التي ينفذها نيابة عن وزارة المالية.

ووفقاً للبنك، ستبدأ خطة مبيعات النقد الأجنبي هذه في 9 يناير (كانون الثاني) 2025 وتستمر حتى 30 يونيو (حزيران) من العام نفسه، وفق «رويترز».

وتأتي هذه العمليات في إطار «قاعدة الموازنة» الروسية، التي تعتمد على بيع وزارة المالية للعملات الأجنبية من صندوق الثروة الوطني في الأوقات الصعبة لتعويض أي نقص في الإيرادات الناتجة عن صادرات النفط والغاز، أو شراء العملات الأجنبية في حال تحقيق فائض.

وفي السياق ذاته، يقوم البنك المركزي ببيع العملات الأجنبية لتعكس الإنفاق من صندوق الثروة الوطني لتمويل عجز الموازنة ومشاريع الاستثمار. كما يُشرف البنك المركزي على تنفيذ عملياته النقدية وأيضاً تلك الخاصة بوزارة المالية.

وكان البنك المركزي قد أرجأ تنفيذ عمليات وزارة المالية في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بهدف تقليل التقلبات في السوق، وذلك بعد أن شهد الروبل تراجعاً كبيراً إلى أدنى مستوى له منذ عامين ونصف العام. وأوضح البنك أن صافي مبيعاته من العملات الأجنبية سيبلغ 3.41 مليار روبل خلال الأسبوع الأول من استئناف العمليات بعد عطلة رأس السنة، وتحديداً من 9 إلى 14 يناير 2025.

ومع فرض العقوبات الغربية نتيجة غزو روسيا لأوكرانيا، التي منعت موسكو من استخدام الدولار واليورو في تعاملاتها، لجأت السلطات الروسية إلى التدخل في سوق الصرف الأجنبي باستخدام اليوان الصيني. ومن المتوقع أن تؤدي مبيعات اليوان إلى المزيد من الضغوط على العملة الروسية، رغم أنها شهدت تحسناً منذ 19 ديسمبر (كانون الأول).

تجدر الإشارة إلى أن البنك المركزي أوقف تدخلات وزارة المالية مرات عدة في السابق، كان أبرزها بين منتصف عام 2023 وعام 2024، عندما انخفضت قيمة الروبل إلى أقل من 100 مقابل الدولار في أغسطس (آب) 2023. كما سبق أن علّق البنك جميع تدخلاته النقدية في عام 2022 مع التقلبات الحادة التي ضربت سوق العملات الروسية عقب إرسال موسكو قواتها إلى أوكرانيا.

ويوم الأربعاء، استقر الروبل الروسي قرب مستوى 100 مقابل الدولار الأميركي، بعد أن شهد تحسناً ملحوظاً في 5 جلسات متتالية؛ حيث تكيفت الأسواق مع العقوبات المالية الأميركية الجديدة التي تم فرضها في نوفمبر الماضي.

وتوقّع محللون احتمال تراجع الروبل قبل عطلة رأس السنة الجديدة في روسيا؛ حيث بدأ بعض اللاعبين في جني الأرباح على مراكز الروبل وشراء العملات الأجنبية للاحتفاظ بها خلال فترة العطلة.

وأوضح محللون من شركة «بي سي إس» للسمسرة أن الروبل أكمل موجة التعزيز بينما هبطت العملات الأجنبية إلى المنطقة المستهدفة، مع انخفاض الدولار إلى ما دون 100، ما دفع المتداولين النشطين إلى جني الأرباح المضاربية.


مقالات ذات صلة

قطاع الحرف اليدوية في ألمانيا يأمل بقاء عامليه السوريين

أوروبا لاجئون يظهرون مهاراتهم في أعمال معالجة المعادن في أحد المعامل الصناعية الألمانية في برلين ألمانيا 2016 (رويترز)

قطاع الحرف اليدوية في ألمانيا يأمل بقاء عامليه السوريين

أعرب أرباب عمل قطاع الحرف اليدوية في ألمانيا عن أملهم في بقاء موظفيهم السوريين، وذلك في ضوء مطالبة سياسيين ألمان بإعادة سريعة للاجئين السوريين إلى بلادهم.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد جانب من اجتماع خلال منتدى حوكمة الإنترنت الذي عقد مؤخراً بالعاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

تقرير دولي: منظومات ذكية ومجتمعات ممكّنة تشكل مستقبل الاقتصاد الرقمي

كشف تقرير دولي عن عدد من التحديات التي قد تواجه الاقتصاد الرقمي في العام المقبل 2025، والتي تتضمن الابتكار الأخلاقي، والوصول العادل إلى التكنولوجيا، والفجوة…

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نمو إيرادات القطاع غير الربحي بنسبة 33 % في عام 2023 (واس)

القطاع غير الربحي في السعودية يحقق نمواً ملحوظاً بإيرادات تتجاوز 14.5 مليار دولار

ارتفع إجمالي إيرادات منظمات القطاع غير الربحي في السعودية إلى 54.4 مليار ريال (14.5 مليار دولار) في عام 2023، بنمو نسبته 33 في المائة مقارنةً بعام 2022.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد سفينة حاويات تغادر ميناء قينغداو في شرق الصين (أ.ف.ب)

البنك الدولي يرفع توقعاته للنمو في الصين

رفع البنك الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين لعامي 2024 و2025، لكنه حذر من ضعف ثقة المستهلكين والشركات، إلى جانب التحديات في قطاع العقارات

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي التركي (رويترز)

«المركزي التركي» يخفض سعر الفائدة إلى 47.50 %

خفض «المركزي التركي» سعر فائدة «إعادة الشراء لمدة أسبوع (الريبو)»، المعتمد معياراً أساسياً لأسعار الفائدة، من 50 إلى 47.50 في المائة، متجاوزاً التوقعات السابقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الذهب يحافظ على مكاسبه وسط توترات جيوسياسية

سبائك ذهبية معروضة في متجر للمجوهرات بمدينة شانديغار شمال الهند (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في متجر للمجوهرات بمدينة شانديغار شمال الهند (رويترز)
TT

الذهب يحافظ على مكاسبه وسط توترات جيوسياسية

سبائك ذهبية معروضة في متجر للمجوهرات بمدينة شانديغار شمال الهند (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في متجر للمجوهرات بمدينة شانديغار شمال الهند (رويترز)

تراجعت أسعار الذهب يوم الجمعة، لكنها ما زالت تتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية، مع انجذاب المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن، في ظل حالة عدم اليقين السياسي المستمرة في الشرق الأوسط، وهو ما طغى على الضغوط الناجمة عن ارتفاع الدولار.

وانخفض سعر الذهب الفوري، بنسبة 0.2 في المائة، ليصل إلى 2629.49 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 08:22 (بتوقيت غرينتش)، بينما حقق الذهب مكاسب بنسبة 0.3 في المائة، حتى الآن، هذا الأسبوع. في حين انخفضت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.4 في المائة، لتسجل 2644.50 دولار، وفق «رويترز».

وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في «كيه سي إم تريد»، إن «هناك العديد من النقاط الساخنة الجيوسياسية حول العالم، مما يعزز الطلب على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً». وأضاف: «بينما تستمر التوترات بين روسيا وأوكرانيا والأحداث في غزة، يظل المستثمرون في حالة ترقب، مستمرين في الحفاظ على الذهب كتحَوُّط ضد تصعيد الأوضاع».

وفي الشرق الأوسط، شنَّت إسرائيل هجمات على أهداف مرتبطة بحركة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن، يوم الخميس، في وقت كانت فيه الطائرات الروسية من دون طيار قد استهدفت مبنى سكنياً في بلدة تشاسيف يار الواقعة على خط المواجهة بمنطقة دونيتسك في أوكرانيا.

ورغم هذه التطورات الجيوسياسية، ضغط مؤشر الدولار على أسعار الذهب؛ حيث يتجه لتحقيق رابع أسبوع على التوالي من المكاسب. ويجعل هذا الارتفاع في قيمة الدولار الذهب أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى.

وقد سجَّل الذهب ارتفاعاً بنسبة 28 في المائة، هذا العام، ليصل إلى أعلى مستوى قياسي له عند 2790.15 دولار في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، مدفوعاً بتخفيف أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي وتصاعد التوترات العالمية. ورغم تخفيضات أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول)، ونوفمبر (تشرين الثاني)، استمر «الفيدرالي» في سياسة التيسير النقدي في ديسمبر (كانون الأول)، لكن لَمَّح إلى إمكانية تقليص هذه التخفيضات في عام 2025.

وفيما يتعلق بالتطورات السياسية المستقبلية، مع اقتراب عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2025، تترقب الأسواق تحولات كبيرة قد تشمل فرض تعريفات جمركية جديدة، وإلغاء بعض القيود التنظيمية، وإجراء تعديلات ضريبية.

وعادة ما يحقق الذهب أداءً جيداً في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، ويميل إلى الازدهار في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.

على صعيد المعادن الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 29.75 دولار للأوقية، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.1 في المائة ليصل إلى 934.77 دولار. ومع ذلك، ما زال كلا المعدنين في طريقه لتحقيق مكاسب أسبوعية. كما تراجع البلاديوم بنسبة 0.2 في المائة ليصل إلى 923.04 دولار.