حفتر: جميع المبادرات فشلت في حل الأزمة الليبية

قال إن «الظرف أصبح أكثر إلحاحاً لتتكاتف الجهود قبل فوات الأوان»

صورة وزعها مكتب حفتر لاجتماع مع مبعوث فرنسا الخاص فى بنغازي
صورة وزعها مكتب حفتر لاجتماع مع مبعوث فرنسا الخاص فى بنغازي
TT

حفتر: جميع المبادرات فشلت في حل الأزمة الليبية

صورة وزعها مكتب حفتر لاجتماع مع مبعوث فرنسا الخاص فى بنغازي
صورة وزعها مكتب حفتر لاجتماع مع مبعوث فرنسا الخاص فى بنغازي

قال المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، المتمركز في شرق البلاد وجنوبها، إنه «لا يمكن الاحتفال بذكرى استقلال البلاد في ظل تصدع أركان الدولة وأساساتها»، وعدّ «الاستقلال هو امتلاك الشعب الليبي لقراره في تقرير مصيره وإرادته، لكنه يفقد قيمته ومعناه، ويصبح مجرد ذكرى في سجلات التاريخ، إذا تفككت وحدة البلاد وانتهكت»، مشيراً إلى أن جميع المبادرات فشلت في إيجاد حل للأزمة الليبية.

وتحدث حفتر في كلمة مرئية، اليوم الثلاثاء، عن «يقظة قيادة الجيش في متابعة المتغيرات الخطيرة في المنطقة»، وعدّ «الظرف أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى لتتكاتف الجهود المحلية والدولية قبل فوات الأوان، والعمل على مشروع جاد، يتجنب تكرار التجارب الفاشلة».

حفتر خلال كلمته بمناسبة إعلان استقلال ليبيا الثلاثاء (القيادة العامة)

وأضاف حفتر متسائلاً: «هل حقاً قامت الدولة التي حلمنا بها لتهزم الفقر والجهل والتخلف، وتحتكر السلاح وترد المظالم وتجبر الضرر، وتضمن ديمومة الأمن والاستقرار؟»، مشيراً إلى أن الواقع يشهد على فشلها، وهو ما يعرض للخطر كل المكاسب والإنجازات التي تحققت، حسب قوله.

وكان حفتر قد أشاد خلال اجتماعه مساء الاثنين في بنغازي مع بول سولير، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي، بما وصفه بالدور المحوري لفرنسا في دعم الجهود الدولية لحل الأزمة الليبية، مؤكداً أهمية مواصلة التعاون لدعم مساعي البعثة الأممية لدفع العملية السياسية، وتحقيق الاستقرار في البلاد، ونقل عن سولير حرص بلاده على وحدة ليبيا واستقرارها، ودعمها لكل الجهود الرامية إلى الدفع بالعملية السياسية، واستعدادها للمساهمة في مشاريع الإعمار، وتطوير البنية التحتية، وإشادته بدور حفتر في تعزيز الأمن والاستقرار.

في غضون ذلك، تضاربت رسائل الأفرقاء الليبيين، بمناسبة حلول الذكرى الـ73 لاستقلال البلاد، التى استغلتها بعثة الأمم المتحدة، للإعراب عن أسفها على كونها باتت، منذ ثلاث سنوات، مناسبة للتذكير بـ«فشل» إجراء الانتخابات، وتأجيل تطلعات المواطنين للتعبير عن إرادتهم الحرة، واختيار قادتهم وتجديد شرعية مؤسساتهم.

وعدّت البعثة أنه من الأهمية بمكان أن يستلهم القادة الليبيون اليوم من إرث المؤسسين، وأن يجتمعوا على كلمة سواء، للحفاظ على سيادة ليبيا وسلامة أراضيها، وأن يعملوا لتحقيق مستقبل مستدام لجميع المواطنين، مشيرة إلى أن على عاتقهم تقع «مسؤولية حماية الأمة الليبية، التي بذل أسلافهم الغالي والنفيس من أجلها».

مجلس النواب دعا الشعب الليبي إلى استحضار قيم الوحدة والتلاحم لبناء مستقبل أفضل للبلاد (المجلس)

من جهته، قال مجلس النواب، اليوم الثلاثاء، إن الشعب الليبي في أمس الحاجة إلى استحضار قيم الوحدة والتلاحم، التي جمعت الليبيين في يوم الاستقلال أكثر من أي وقت مضى، لمواجهة التحديات الراهنة والعمل معاً لبناء مستقبل أفضل.

ومن جانبه، دعا محمد تكالة، المتنازع على رئاسة المجلس الأعلى للدولة، في كلمة متلفزة، إلى تجاوز الخلافات، وبدء تسوية سياسية شاملة، وطالب الجميع بالوقوف من أجل حماية مقدرات البلد، والحفاظ على إرثه الحضاري والتاريخي، والتسلح بالوعي الكامل لوضع حد للصراعات والتجاذبات، التي تهدد كيان الدولة والأمن والنظام العام بها.

وكان بعض أعضاء المجلس، برئاسة تكالة، قد أعلنوا خلال جلسة مغلقة، عقدوها مساء الاثنين فى العاصمة طرابلس، عن إطلاق مبادرة سياسية لحل الأزمة الليبية، بدعوة الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والنشطاء لمناقشتها مع اللجنة السياسية بالمجلس للتوافق عليها، وإحالتها لاعتمادها.

اجتماع المشري مع لجنة حزبية بطرابلس (صفحة المشري)

لكن خالد المشري، الرئيس المتنازع على المجلس، وصف غريمه تكالة بأنه «منتحل لصفة الرئاسة»، واتهمه بـ«نشر أخبار مضللة» بشأن عقد جلسة رسمية مكتملة النصاب، ورأى فى بيان أن هذه الخطوة «تعكس ضعف الحجة وقلة الحيلة، وتعبر عن حالة اليأس»، على حد تعبيره.

وتزامناً مع ذلك، أعرب مصطفى مهراج، سفير فرنسا لدى ليبيا، عن أمله خلال تهنئة ليبيا بعيد الاستقلال، في أن ينعم المواطنون بليبيا «موحدة وآمنة وديمقراطية وذات سيادة، وملتزمة بالكرامة الإنسانية والحريات الفردية».

إلى ذلك، أدرجت حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، اجتماع وكيل وزارتها للدفاع، عبد السلام الزوبي، مساء الاثنين، مع المستشار العسكري التركي، في إطار التعاون المستمر عسكرياً بين البلدين، بهدف تبادل الخبرات، وتعزيز الجهود المشتركة لضمان تحقيق الأمن والاستقرار، مشيرة إلى بحث برامج التدريب العسكري وسبل تطويرها.

كما بحث رئيس أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة»، محمد الحداد، مع رئيس أركان الدفاع الإيطالي، الفريق لوشيانو بورتولانو، آفاق التعاون المشترك، وتعزيز سبل الدعم في مجالات التدريب والاستشارات العسكرية والأمنية بين البلدين.


مقالات ذات صلة

ليبيا: الدبيبة يدعو إلى اعتماد دستور «ينهي المراحل الانتقالية»

شمال افريقيا الدبيبة خلال احتفال «عيد الاستقلال» بطرابلس (حكومة الوحدة)

ليبيا: الدبيبة يدعو إلى اعتماد دستور «ينهي المراحل الانتقالية»

هاجم رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة» عبد الحميد الدبيبة، مجدداً «خصومه السياسيين»، ودعا إلى اعتماد دستور ينهي المراحل الانتقالية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا صالح وحماد وبالقاسم حفتر خلال افتتاح عدد من المشروعات في درنة (الحكومة الليبية)

درنة الليبية لتجاوز أحزان «الإعصار» واستعادة بريقها

على مقربة من ساحل البحر المتوسط الذي ذابت فيه بعض أجساد غرقى المدينة الجبلية، شهدت درنة الليبية افتتاح عدد من المشروعات، في خطوة لاستعادة بريقها المفقود.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا من اجتماع سابق للدبيبة مع حمزة في طرابلس العام الماضي (حكومة الوحدة)

تباين ليبي بشأن منح قائد تشكيل مسلح منصباً «استخباراتياً» بطرابلس

لا يتمتع مدير الاستخبارات العسكرية بطرابلس محمود حمزة، بخلفية عسكرية أكاديمية، لكن ظهوره الأول كان من بين مقاتلين ضد نظام الرئيس السابق معمر القذافي، عام 2011.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من دورية أمنية تابعة لوزارة الداخلية بطرابلس (المكتب الإعلامي للوزارة)

سلطات طرابلس تكثّف عمليات تأمين الشريط الحدودي مع تونس

قالت وزارة الداخلية بالعاصمة الليبية طرابلس إن الأجهزة الأمنية التابعة لها تكثف نشاطها لتأمين الشريط الحدودي مع تونس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جلسة مجلس النواب في درنة

«النواب» الليبي يستدعي حكومة حمّاد للمساءلة عن نشاطها

قال رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، إن الجلسة المقبلة ستستعرض أعمال حكومة حماد ومشاريعها وخططها خلال العامين الحالي والمقبل.

خالد محمود

وفاة 6 مهاجرين وإصابة 28 آخرين في غرق مركب قبالة سواحل موريتانيا

مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء على متن قارب قبالة سواحل موريتانيا (أ.ف.ب)
مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء على متن قارب قبالة سواحل موريتانيا (أ.ف.ب)
TT

وفاة 6 مهاجرين وإصابة 28 آخرين في غرق مركب قبالة سواحل موريتانيا

مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء على متن قارب قبالة سواحل موريتانيا (أ.ف.ب)
مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء على متن قارب قبالة سواحل موريتانيا (أ.ف.ب)

لقي 6 مهاجرين غير قانونيين من مالي حتفهم، وأصيب 28 آخرون بعد غرق مركبهم قبالة سواحل مدينة نواذيبو الموريتانية، المتاخمة لجزر الكناري الإسبانية، بحسب ما أورده تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، الأربعاء. وذكرت مصادر محلية، الأربعاء، أن المهاجرين غير النظاميين انطلقوا من سواحل المدينة الموريتانية، لكن بعد ساعات قليلة من انطلاق حلتهم وعرض قاربهم للغرق، ما أسفر عن وفاة 6 منهم وإصابة 28 آخرين. وشهدت سواحل موريتانيا موجات كبيرة من المهاجرين الأفارقة القاصدين جزر الكناري الإسبانية، في حين تقول إسبانيا إن نسبة 90 في المائة من زوارق المهاجرين غير النظاميين تنطلق من سواحل موريتانيا.

مهاجرون أفارقة في العاصمة الموريتانية (أ.ب)

وكانت الحكومة الموريتانية قد طلبت من الاتحاد الأوروبي الالتزام ببنود «إعلان مشترك» وقّع عليه الطرفان شهر مارس (آذار) الماضي، حول الوقاية من الهجرة غير النظامية، تتضمن تسهيل إجراءات التأشيرة لصالح الموريتانيين الراغبين في دخول الفضاء الأوروبي؛ حيث عقد الأمين العام لوزارة الداخلية الموريتانية اجتماعاً مع وفد من بعثة الاتحاد الأوروبي في نواكشوط، وطلب منهم «تطبيق الالتزامات المتعلقة بالتأشيرات»، قبل أن يؤكد أن الحكومة الموريتانية «مستعدة للتعاون التام في مجال الوقاية من الهجرة غير النظامية».

وفي الوقت الذي تراهنُ فيه دول الاتحاد الأوروبي، خاصة إسبانيا، على السلطات الموريتانية في الحد من تدفق المهاجرين عبر المحيط الأطلسي، تسعى السلطات الموريتانية إلى تحقيق بعض المكاسب، من أبرزها الحصول على استثمارات، وخلق فرص عمل وزيادة حصتها من تأشيرات دخول الفضاء الأوروبي.

وفي نهاية العام الماضي، عقد وفد من الحكومة الموريتانية اجتماعاً في العاصمة البلجيكية بروكسل، مع وفد من الاتحاد الأوروبي وإسبانيا وفرنسا وألمانيا، وتقدم الموريتانيون بطلب رسمي بزيادة حصة موريتانيا من التأشيرات، وإعفاء جوازات السفر الدبلوماسية، وجوازات العمل من التأشيرات في جميع دول الاتحاد الأوروبي.