تجمع أقارب فلسطينيين قتلوا في هجوم إسرائيلي على خان يونس، حول جثثهم الملفوفة بأكفان بيضاء لتشييعها إلى مثواها الأخير.
وأعلن الدفاع المدني في غزة، الأحد، مقتل 40 فلسطينياً على الأقل، بينهم ثلاثة من عناصره ومصور صحافي في قناة «الجزيرة»، في ضربات إسرائيلية على مناطق متفرقة في القطاع.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن قصفاً استهدف مدرسة تؤوي عائلات نازحة في المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إنه استهدف مسلحين من «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) كانوا يقومون بعمليات من مجمع كان في السابق مدرسة تديرها الأمم المتحدة. وأضاف أن المجمع كان يستخدم معسكر تدريب للتحضير والتخطيط لهجمات ضد القوات الإسرائيلية.
وانتحبت النساء، بينما حمل الرجال جثامين أقاربهم على نقالات طبية ووضعوها على الأرض لأداء صلاة الجنازة.
وقالت منال طافش، التي كان شقيقها وأبناؤه بين القتلى: «صارت الضربة وهما في المدرسة... في خان يونس. احنا نازحين، نازحين من رفح. جينا في مكان آمن لكن ما فيه مكان آمن».
ويتهم الجيش، «حماس»، باستخدام مواقع التجمعات المدنية مثل المستشفيات والمدارس والمساجد لأغراض مسلحة. وتنفي «حماس» هذه الاتهامات، وتعدها ذريعة إسرائيلية «لتبرير القتل العشوائي للمدنيين».
وتَواصل القصف الإسرائيلي، اليوم، وقال مسؤولو صحة إن غارات على أنحاء متفرقة من القطاع أودت بحياة 10 فلسطينيين على الأقل.
وقال مسعفون إن أربعة قتلوا في غارة جوية على بيت لاهيا بشمال غزة، إذ ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات منذ أكتوبر (تشرين الأول) في حين قتل ثلاثة في قصف مدفعي إسرائيلي وقع بالقرب من مقبرة بمخيم النصيرات بوسط القطاع، وثلاثة آخرون في رفح بالجنوب.
واشتعل فتيل الحرب بعد هجوم شنه مسلحون من «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، وأدى بحسب الإحصاءات الإسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واقتياد أكثر من 250 رهينة إلى غزة.
ورداً على ذلك أطلقت إسرائيل هجوماً جوياً وبرياً لا يزال متواصلاً على غزة، وتقول السلطات في القطاع الذي تديره «حماس» إنه أدى لمقتل نحو 45 ألفاً، غالبيتهم من المدنيين، ونزوح جميع السكان تقريباً، وتدمير مناطق شاسعة من القطاع الساحلي.
وتجددت قبل أسابيع مساعٍ من مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى هدنة، تتضمن كذلك صفقة بشأن الرهائن، لكن لم ترد أنباء عن حدوث انفراجة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه تحدث مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الذي سيعود إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني)، بشأن الجهود المبذولة لإطلاق سراح الرهائن.
وقال نتنياهو في بيان أمس الأحد: «ناقشنا الحاجة إلى إكمال انتصار إسرائيل وتحدثنا بإسهاب عن الجهود التي نبذلها لتحرير رهائننا».