برلمان كوريا الجنوبية يعزل الرئيس... ويون: سأتنحى ولن أستسلم

رئيس الوزراء سيخلفه في المنصب بالإنابة

TT

برلمان كوريا الجنوبية يعزل الرئيس... ويون: سأتنحى ولن أستسلم

رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ينحني بعد خطاب اعتذار بثه التلفزيون الرسمي في 7 ديسمبر (أ.ف.ب)
رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ينحني بعد خطاب اعتذار بثه التلفزيون الرسمي في 7 ديسمبر (أ.ف.ب)

صوّت البرلمان في كوريا الجنوبية، السبت، على عزل الرئيس يون سوك يول، بعد محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية وعرقلة عمل المؤسسة التشريعية عبر اللجوء إلى الجيش في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وقال يون سوك يول، عقب قرار عزله، إنه «لن يستسلم أبداً»، داعياً في الوقت ذاته إلى الاستقرار.

واحتشد عشرات آلاف المتظاهرين أمام الجمعية الوطنية في أثناء إجراء عملية التصويت، معبرين عن فرحتهم لدى إعلان رئيس البرلمان وو وون شيك نتيجة التصويت. وصوّت 204 نواب لصالح مذكرة العزل، في حين عارضها 85 نائباً، وامتنع ثلاثة نواب عن التصويت، وأُبطلت ثماني بطاقات تصويت. وكان ينبغي أن يوافق البرلمان على مذكرة العزل بأغلبية 200 صوت من أصل 300. ونجحت المعارضة، التي تضم 192 نائباً، في إقناع 12 من أصل 108 من أعضاء حزب السلطة للشعب الذي ينتمي إليه يون، بالانضمام إليها. وبذلك، عُلق عمل يون في انتظار قرار المحكمة الدستورية المصادقة على فصله في غضون 180 يوماً. ومن المقرر أن يتولّى رئيس الوزراء هان دوك سو مهام منصبه مؤقتاً.

«انتصار عظيم»

قال زعيم الحزب الديمقراطي الذي يمثّل قوى المعارضة الرئيسة في البرلمان، بارك تشان داي، بعد التصويت، إن «إجراءات العزل اليوم تمثّل انتصاراً عظيماً للشعب والديمقراطية»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وقبل التصويت، أكد بارك في كلمة أمام البرلمان، أن فرض الأحكام العرفية يشكّل «انتهاكاً واضحاً للدستور وخرقاً خطيراً للقانون»، مضيفاً أن «يون سوك يول هو العقل المدبر لهذا التمرد».

رئيس الجمعية الوطنية وو وون شيك يوقّع على قرار عزل رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول في 14 ديسمبر (أ.ف.ب)

وأضاف: «أحضكم على التصويت لصالح العزل من أجل ترك درس تاريخي مفاده بأن أولئك الذين يدمّرون النظام الدستوري سوف يُحاسبون»، لافتاً إلى أن «يون سوك يول هو الخطر الأكبر على جمهورية كوريا». وفي السابع من ديسمبر الحالي، فشلت محاولة أولى لعزل يون عندما غادر معظم نواب حزب السلطة للشعب الجلسة البرلمانية لمنع اكتمال النصاب القانوني.

مظاهرات واسعة

عند إعلان عزل يون، عبّر نحو 200 ألف متظاهر كانوا محتشدين أمام الجمعية الوطنية عن فرحهم، ورقصوا على أنغام موسيقى البوب الكورية الصاخبة، كما احتضنوا بعضهم فيما كانوا يبكون، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وقالت تشوي جانغ ها (52 عاماً): «أليس من المدهش أننا، الشعب، حققنا هذا معاً؟».

كوريون جنوبيون يحتفلون بعد عزل البرلمان الرئيس يون سوك يول في 14 ديسمبر (رويترز)

في المقابل، تجمّع آلاف من مناصري يون في وسط سيول، حيث حُملت أعلام كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. وقال يون للتلفزيون إنه «محبط للغاية»، مؤكداً أنه «سيتنحى جانباً لبعض الوقت». ودعا إلى إنهاء «سياسة الإفراط والمواجهة» لصالح «سياسة التروي والتفكير». وأمام المحكمة الدستورية ستة أشهر للمصادقة على قرار البرلمان أو نقضه. ومع تقاعد ثلاثة من قضاتها التسعة في أكتوبر (تشرين الأول) من دون أن يجري استبدالهم بسبب الجمود السياسي، سيتعيّن على الستة المتبقين اتخاذ قرارهم بالإجماع. وإذا تمّت الموافقة على العزل فستُجرى انتخابات رئاسية مبكرة خلال فترة ستين يوماً. وتعهّد رئيس المحكمة مون هيونغ باي باتخاذ «إجراء سريع وعادل»، في حين دعا بقية القضاة إلى أول اجتماع صباح الاثنين.

تحديات قانونية

ويون سوك يول (63 عاماً) هو ثالث رئيس في تاريخ كوريا الجنوبية يعزله البرلمان، بعد بارك جون هيي في عام 2017، وروه مو هيون في عام 2004، غير أن المحكمة العليا نقضت إجراءات عزل روه موه هيون، بعد شهرين على اتخاذ القرار بعزله من قبل البرلمان. وباتت الشبكة القضائية تضيق على يون سوك يول ومعاونيه المقربين، بعد إبعاده عن السلطة وخضوعه لتحقيق جنائي بتهمة «التمرد» ومنعه من مغادرة البلاد.

زعيم الحزب الديمقراطي لي جاي ميونغ يُدلي بصوته خلال جلسة عامة للتصويت على عزل الرئيس يون سوك يول في 14 ديسمبر (أ.ب)

وكانت النيابة العامة قد أعلنت، الجمعة، توقيف رئيس القيادة العسكرية في سيول، كما أصدرت محكمة مذكرات توقيف بحق قائدي الشرطة الوطنية وشرطة سيول، مشيرة إلى «خطر إتلاف أدلة». وكان وزير الدفاع السابق كيم هونغ هيون، الذي يُعدّ الشخص الذي دفع الرئيس إلى فرض الأحكام العرفية، أول من تم توقيفه واحتجازه في الثامن من ديسمبر الحالي.

وأحدث يون سوك يول صدمة في كوريا الجنوبية ليل الثالث إلى الرابع من ديسمبر، عندما أعلن الأحكام العرفية للمرة الأولى منذ أكثر من أربعة عقود في البلاد، وأرسل الجيش إلى البرلمان، في محاولة لمنع النواب من الاجتماع. مع ذلك، تمكّن النواب من عقد جلسة طارئة في قاعة محاطة بالقوات الخاصة، وصوّتوا على نص يطالب بإلغاء الأحكام العرفية، الأمر الذي كان الرئيس ملزماً دستورياً على الامتثال له. وكان يون سوك يول مدعياً عاماً في السابق، وقد دخل السياسة متأخراً وانتُخب رئيساً في عام 2022. وبرر انقلابه الأخير بأنه لـ«حماية كوريا الجنوبية الليبرالية من التهديدات التي تشكلها القوات الشيوعية الكورية الشمالية والقضاء على العناصر المعادية للدولة»، مُتهماً البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة بنسف كل مبادراته وتعطيل البلاد.



حادث إطلاق النار في أستراليا يبرز قدرة «داعش» التحريضية على العنف

ينقل المسعفون رجلاً مصاباً على نقالة من موقع حادث إطلاق النار الجماعي في سيدني يوم الأحد (نيويورك تايمز)
ينقل المسعفون رجلاً مصاباً على نقالة من موقع حادث إطلاق النار الجماعي في سيدني يوم الأحد (نيويورك تايمز)
TT

حادث إطلاق النار في أستراليا يبرز قدرة «داعش» التحريضية على العنف

ينقل المسعفون رجلاً مصاباً على نقالة من موقع حادث إطلاق النار الجماعي في سيدني يوم الأحد (نيويورك تايمز)
ينقل المسعفون رجلاً مصاباً على نقالة من موقع حادث إطلاق النار الجماعي في سيدني يوم الأحد (نيويورك تايمز)

في أستراليا، أطلق أب وابنه النار فقتلا 15 شخصاً كانوا يحتفلون بعيد يهودي على الشاطئ. وفي إنجلترا، دهس مواطن بريطاني من أصل سوري أشخاصاً بسيارته وهاجم آخرين بسكين خارج كنيس يهودي في «يوم الغفران». أما في بولندا، فقد اعتقلت السلطات، يوم الثلاثاء، طالب حقوق يُشتبه في تخطيطه لمهاجمة سوقٍ لعيد الميلاد. واتُّهم جميع هؤلاء بدعم تنظيم «داعش»، الجماعة الإرهابية التي لا تزال آيديولوجيتها الدموية تلهم أتباعها لارتكاب فظائع، بعد سنوات من تراجع بنيتها الأساسية بشكل كبير.

مرّت الشرطة أمام أكاليل الزهور التي وُضعت على ممشى شاطئ بونداي في سيدني... 18 ديسمبر (أ.ف.ب)

ويُظهر تكرار هذه الهجمات أن التنظيم تكيّف مع مرحلة ما بعد «الخلافة». فبعد أن كان قبل عقد من الزمن يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا، أصبح اليوم أضعف، لكنه يعوِّض ذلك بالاعتماد على الدعاية بوصفها أداته الأشد فتكاً في تحريض الهجمات القاتلة. وقال كولين بي كلارك، محلل شؤون مكافحة الإرهاب في «مجموعة سوفان»، وهي شركة استخبارات وأمن عالمية مقرها نيويورك: «الحديث عن عودة قوية قد يكون مبالغاً فيه، لكن جوهر الإرهاب، إلى جانب القتل، يكمن في الأثر النفسي، الذي يجعل تنظيماً مثل (داعش) يبدو أقوى وأكثر حضوراً مما هو عليه في الواقع».

وجاءت مذبحة شاطئ بونداي في سيدني بأستراليا بعد يوم واحد من مقتل جنديين من الجيش الأميركي ومترجم مدني أميركي على يد عنصر من قوات الأمن السورية في مدينة تدمر. وقد حمّل الرئيس الأميركي دونالد ترمب تنظيم «داعش» المسؤولية، بينما قال مسؤولون إن مطلق النار كان مقرّراً فصله بسبب آرائه المتطرفة. وأعرب خبراء في شؤون الإرهاب عن قلقهم من أن نجاح هجوم سيدني قد يشجّع مزيداً من المخططات المتطرفة مع اقتراب موسم الأعياد، في ظل جاذبية أسواق عيد الميلاد الأوروبية بوصفها أهدافاً محتملة. وتُعدّ هجمات «الذئاب المنفردة» من هذا النوع قليلة التكلفة وصعبة التنبؤ بها أو منعها، لأنها تستهدف أهدافاً ضعيفة مثل الحشود في الأماكن المفتوحة. وفي هذا السياق، كتبت ريتا كاتز، المديرة التنفيذية ومؤسسة مجموعة «SITE» للاستخبارات، التي تتابع أنشطة الإرهاب، في تحليل لها: «مرونة (داعش) تكمن في قدرته على التكيّف، إذ ينجو عبر إعادة صياغة نفسه بما يتلاءم مع واقعه الجديد». ومنذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، نجحت الولايات المتحدة وحلفاؤها، إلى حد كبير، في تقليص قدرة التنظيمات الإرهابية على تنفيذ مخططات معقدة، عبر نقل المعركة إلى معاقلها في دول مثل سوريا وأفغانستان وليبيا، واستخدام القوة النارية والتقنيات المتطورة.

تُشاهد أكاليل الزهور التي وضعها المشيعون على ممشى شاطئ بونداي في سيدني... 18 ديسمبر (أ.ف.ب)

وينحدر تنظيم «داعش»، وهو جماعة متمردة سنية، من العراق. وبعد أن هزمت الميليشيات المحلية والقوات الأميركية فرعاً من مقاتلي تنظيم «القاعدة»، أعاد التنظيم تقديم نفسه تحت مسمى « داعش». واستغل فوضى الحرب الأهلية السورية قبل أكثر من عقد ليستولي على مساحات واسعة في سوريا والعراق المجاور. واكتسب التنظيم سُمعةً سيئةً؛ بسبب عمليات الخطف والاستعباد الجنسي والإعدامات العلنية في الشرق الأوسط.

كما دبّر أو حرّض على هجمات إرهابية في أنحاء أوروبا، بينها الهجمات المنسقة في فرنسا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 التي أودت بحياة 130 شخصاً، والتفجيرات الانتحارية في بلجيكا بعد عام، التي قُتل فيها نحو 30 شخصاً، غير أن «الخلافة» التي أعلنها التنظيم جرى تفكيكها إلى حد كبير قبل نحو 7 سنوات على يد القوات الأميركية و«قوات سوريا الديمقراطية» بقيادة الأكراد في شمال شرقي سوريا.

وبما أنه لم يعد يسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي الآن، يعتمد «داعش» أكثر من أي وقت مضى على «دليل عمله» القديم في نشر آيديولوجيته المتطرفة عبر الإنترنت ومن خلال خلايا سرية وفروع إقليمية. وفي العام الماضي، أعلن فرع «ولاية خراسان» المتمركز في أفغانستان مسؤوليته عن هجمات كبيرة في إيران وروسيا وباكستان. وتشجّع دعاية التنظيم أتباعه على استهداف تجمعات غير المسلمين، وتقدّم إرشادات تفصيلية حول استخدام الأسلحة النارية والقنابل والمركبات والسكاكين، أو المزج بين هذه الوسائل لزيادة أعداد الضحايا. ويقول التنظيم لأتباعه إنه «من الضروري ترك دليل أو شارة تُعرّف الدافع والولاء».

وقال محققون بريطانيون إن منفذ الهجوم على الكنيس في «يوم الغفران» بتاريخ 2 أكتوبر (تشرين الأول) في مانشستر، أعلن ولاءه لتنظيم «داعش» خلال اتصال هاتفي بخدمات الطوارئ في أثناء تنفيذ الهجوم. وبعد هجوم بونداي، عثرت الشرطة الأسترالية على علمين مصنوعين يدوياً لـ«داعش» داخل السيارة التي قادها المهاجمان إلى موقع الحادث، ما عدّه الخبراء دليلاً على وصول رسائل التنظيم إلى أشخاص معرّضين للتطرف.

وحذّر رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني (إم آي 5)، كين مكالوم، في أكتوبر، قائلاً: «ينمو الإرهاب في زوايا قذرة من الإنترنت، حيث تلتقي الآيديولوجيات السامة، أياً كان نوعها، بحياة الأفراد المتقلبة والفوضوية في كثير من الأحيان». وأعلنت السلطات، يوم الأربعاء، توجيه اتهامات إلى المشتبه به الذي نجا من إطلاق النار في بونداي، شملت القتل وجرائم الإرهاب. وكانت الهجمات على المجتمعات اليهودية في إنجلترا وأستراليا جزءاً من زيادة ملحوظة في الاعتداءات المعادية للسامية منذ الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة رداً على هجمات حركة «حماس» في 7 أكتوبر 2023، التي أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 250 آخرين. ووفقاً لسلطات الصحة في غزة، أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 70 ألف شخص، من دون التمييز بين المدنيين والمقاتلين الفلسطينيين.

وقف المشيعون أمام جناح بونداي في سيدني... 18 ديسمبر (أ.ف.ب)

وفي تحليلها، كتبت كاتز أن تنظيم «داعش» أطلق حملة إعلامية بعد 7 أكتوبر، ما حفّز نشاط «الذئاب المنفردة» في الغرب. وأشارت إلى هجمات في بلجيكا وألمانيا وصربيا وسويسرا، من بين دول أخرى. كما أحبط المحققون مخططاً لاستهداف حفلٍ للمغنية تايلور سويفت في فيينا، والذي قالت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) إنه كان يمكن أن يسفر عن خسائر كبيرة في الأرواح. وجاء اعتقال الطالب في بولندا عقب إحباط محاولة هجوم محتملة أخرى في ألمانيا، حيث أُوقف 5 رجال بعد أن قالت السلطات إنها علمت بمخطط لدهس أشخاص بمركبة في سوق عيد الميلاد.

وفي الولايات المتحدة، لا يزال «داعش» يمثل تهديداً، غير أن عدد الأشخاص الذين وُجهت إليهم اتهامات على صلة بالتنظيم لا يزال منخفضاً مقارنة بالسنوات السابقة، وفق باحثين. وعلى الرغم من قدرات إنفاذ القانون الأميركية القوية، دهس رجل بشاحنة محتفلين في شارع بنيو أورليانز، فجر يوم رأس السنة؛ ما أدى إلى مقتل 14 شخصاً. وكان الرجل يحمل علماً لتنظيم «داعش» داخل شاحنته. وقال مسؤولون إن التنظيم ألهمه. وقال آرون واي زيلين، الزميل البارز في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، إن إنتاج «داعش» الدعائي الرسمي باللغة الإنجليزية تراجع منذ ذروة قوته، لكن منشوراته السابقة لا تزال متاحة على الإنترنت، كما يواصل أنصاره ترجمة أعماله الجارية باللغة العربية إلى لغات عدة. وأضاف زيلين: «إنهم ينشرون محتوى يومياً، ويواصلون الدعوة لشن هجمات ضد اليهود. تقريباً كل مخطط أو هجوم إسلاموي متطرف في الغرب ما زال مرتبطاً بـ(داعش). ولا يزال التنظيم متصدراً داخل العالم الجهادي العالمي». ومع إشارات زيلين إلى أن عدد هجمات تنظيم «داعش» قد تراجع عالمياً على مرّ السنين، أضاف قائلاً: «من يستهين بالأمر يفعل ذلك على مسؤوليته، فهم ما زالوا نشطين للغاية». وقال خبراء إن وضع «داعش» يعكس الديناميات المتغيرة لمكافحة الإرهاب. ففي سوريا، على سبيل المثال، تعاونت القوات الأميركية مع أجهزة الأمن التابعة للحكومة السورية الجديدة لإحباط أكثر من 10 مخططات يُشتبه في صلتها بالتنظيم منذ سقوط حكومة الرئيس السابق بشار الأسد قبل عام، بحسب مسؤولين أميركيين.

وقال كلارك: «أحد أكثر الجوانب تحدياً في مواجهة شبكة عالمية مثل (داعش) هو أنه حتى عندما تحقق سلطات مكافحة الإرهاب تقدماً كبيراً في إضعاف بعض فروع التنظيم، فإنه لا يُهزَم أبداً بشكل كامل، وتظل بقاياه الصغيرة قادرةً على التماسك بما يكفي للمساعدة على تسهيل هجمات إرهابية».

* خدمة «نيويورك تايمز»


منفّذا اعتداء سيدني مكثا في الفندق خلال معظم فترة زيارتهما للفلبين

تواصل الشرطة الأسترالية تحقيقاتها في الهجوم الذي استهدف شاطئ بونداي بسيدني (أ.ف.ب)
تواصل الشرطة الأسترالية تحقيقاتها في الهجوم الذي استهدف شاطئ بونداي بسيدني (أ.ف.ب)
TT

منفّذا اعتداء سيدني مكثا في الفندق خلال معظم فترة زيارتهما للفلبين

تواصل الشرطة الأسترالية تحقيقاتها في الهجوم الذي استهدف شاطئ بونداي بسيدني (أ.ف.ب)
تواصل الشرطة الأسترالية تحقيقاتها في الهجوم الذي استهدف شاطئ بونداي بسيدني (أ.ف.ب)

مكث المشتبه بهما في تنفيذ اعتداء سيدني الدموي، داخل فندق في الفلبين لأسابيع وتركا مبلغاً إضافياً لقاء الخدمة قبل مغادرتهما، وفق ما أفاد موظفون، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس.

تواصل الشرطة الأسترالية تحقيقاتها في الهجوم الذي استهدف شاطئ بونداي بسيدني (أ.ف.ب)

وتُحقق السلطات الأسترالية لتحديد ما إذا كان ساجد أكرم ونجله نافيد تدرّبا مع متطرفين، الشهر الماضي، أثناء رحلة قاما بها إلى منطقة مينداناو، التي طالما كانت معقلاً لحركات التمرد الإسلاموية.

وتفيد الفلبين بعدم وجود أدلة تشير إلى أن أراضيها تستخدم لتدريب إرهابيين.

دخل الرجلان الفلبين في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وكانت دافاو وجهتهما النهائية، وفق ما أكد مسؤولو الهجرة، هذا الأسبوع.

وحجزا الغرفة 315 في فندق «جي في» GV Hotel في اليوم نفسه، ودفعا 930 بيزو (نحو 16 دولاراً) لليلة لغرفة صغيرة بسريرين منفردين.

وقالت مديرة مكتب الاستقبال الليلي أنجيليكا يتانغ (20 عاماً)، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنهما كانا يغادران الغرفة عادةً لساعة تقريباً، كل يوم، وكانا متحفظين.

وأضافت: «لم يكونا ودودين كغيرهما من الأجانب. يتحدث الأجانب الآخرون عادةً معي، لكنهما لم يفعلا ذلك»، مضيفة أن نافيد هو من كان يتعامل معها، بينما كان والده «ينظر إلى الأرض».

ولم يكشف الرجلان إطلاقاً الغرض من زيارتهما، وكانا يغادران الفندق عادةً في الصباح، لكنهما «لا يبقيان مدة طويلة... المدة الأطول التي لاحظناها كانت نحو ساعة».

وفي إحدى المرات سألاها عن مكان العثور على فاكهة دوريان، التي تشتهر بها منطقة جنوب شرقي آسيا.

وقالت يتانغ: «سألاني: أين يمكننا شراء الدوريان؟»، مضيفة أنهما لم يعثرا عليها.

ولفتت يتانغ إلى أنها لم ترهما قط يلتقيان أحداً أو يستقلّان مركبة. وقالت: «كانا يمشيان في المكان، هذا كل ما فعلاه».

عبّر المشيّعون عن تأثرهم لدى نقل نعش تيبور ويتزن أحد ضحايا إطلاق النار بشاطئ بونداي من مركز شاباد بونداي خلال جنازته في سيدني بأستراليا 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)

وذكرت أن موظفي الفندق عرفاهما فوراً من التقارير الإخبارية عن مَجزرة سيدني. وأكد موظفان آخران في الفندق أنهما مكثا فيه.

وقال رام ليغود، الذي نظّف غرفتهما، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن نافيد كان يترك شعره طويلاً عندما كان في الفندق.

وذكرت ناطقة باسم الشرطة الإقليمية أن شرطة دافاو ستنشر بياناً، الخميس، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

ولفتت يتانغ إلى أن الأب وابنه تركا مبلغاً إضافياً مقابل الخدمة قبل مغادرتهما.

واستذكرت: «قلت: سيدي، لقد نسيت المبلغ الذي أودعته. فأخذه الابن لكن الوالد طلب منه إعطائي إياه».

وأضافت: «كانا لطيفين. ما زلت غير قادرة على التصديق بأنهما كذلك».


أستراليا تعد بقمع الكراهية خلال جنازة ماتيلدا أصغر قتلى هجوم بونداي

يقف الناس بالقرب من إكليل من الزهور خارج جناح بونداي في شاطئ بونداي في سيدني الخميس 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)
يقف الناس بالقرب من إكليل من الزهور خارج جناح بونداي في شاطئ بونداي في سيدني الخميس 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)
TT

أستراليا تعد بقمع الكراهية خلال جنازة ماتيلدا أصغر قتلى هجوم بونداي

يقف الناس بالقرب من إكليل من الزهور خارج جناح بونداي في شاطئ بونداي في سيدني الخميس 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)
يقف الناس بالقرب من إكليل من الزهور خارج جناح بونداي في شاطئ بونداي في سيدني الخميس 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)

وعد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الخميس بشن حملة على خطاب الكراهية في أعقاب الهجوم على فعالية احتفالية يهودية على شاطئ بونداي في سيدني.

جاء ذلك خلال حضوره جنازة أصغر القتلى وعددهم 15.

يراقب رجال الشرطة من جسر المشاة مع إعادة فتح حديقة آرتشر وجسر المشاة للجمهور في شاطئ بوندي بمدينة سيدني، أستراليا، في 18 ديسمبر 2025. وتعيش أستراليا حالة حداد في أعقاب الهجوم الذي استهدف احتفالات الجالية اليهودية بعيد حانوكا في 14 ديسمبر في شاطئ بوندي، والذي أسفر عن مقتل 16 شخصًا على الأقل، بينهم مسلح واحد (أ.ب.أ )

ووضعت دمى نحل صفراء على نعش ماتيلدا (10 سنوات)، والتي وُصفت بأنها كانت تشع دفئاً، وتحب الحيوانات، والرقص.

واسم ماتيلدا الأوسط هو (بي) «النحلة»، وهو ما ألهم الحضور لوضع ملصقات، وإحضار ألعاب وبالونات على شكل نحل، بينما ارتدى بعض الحضور اللون الأصفر. وطلبت أسرة ماتيلدا من وسائل الإعلام عدم استخدام لقب العائلة.

وقال الحاخام يهورام أولمان: «مقتل ماتيلدا الصغيرة المأساوي، والقاسي للغاية، والذي لا يمكن فهمه نشعر به جميعاً كما لو أن ابنتنا سلبت منا».

وأضاف: «كبرت ماتيلدا كأي طفل، أحبت ما يحبه الأطفال. كانت تحب (اللعب في) الهواء الطلق، والحيوانات. كانت تذهب إلى المدرسة، وكان لديها أصدقاء، وأحبها الجميع».

وفتح مسلحان أب وابنه النار بينما كان مئات الأشخاص يحتفلون بعيد الأنوار (الحانوكا) على شاطئ بونداي الشهير في سيدني يوم الأحد. وتقول السلطات إن الهجوم، الذي صدم الأمة وأدى إلى مخاوف من تصاعد معاداة السامية، يبدو أنه مستوحى من أسلوب هجمات تنظيم «داعش».

وعبر بعض الحضور عن غضبهم من الحكومة، قائلين إنها لم تفعل ما يكفي لمكافحة تصاعد معاداة السامية منذ بداية الحرب على غزة. وقال جاي جلوفر (25 عاماً) بينما كان يوزع ملصقات النحل «وكأن قلبك قد انتزع. إنه لأمر فظيع... لا أحد يريد ذلك... إنه شعور كان من الممكن تجنبه. فمعاداة السامية تتصاعد في أستراليا منذ أكثر من عامين».

وبينما كان نعش ماتيلدا الأبيض الصغير يحمل إلى عربة نقل الموتى في نهاية الجنازة، احتشد الناس حول النعش من أجل الوداع الأخير. وقالت تشانا فريدمان (37 عاماً): «بينما كان النعش يبتعد، كنت أهمس: أنا آسفة جداً يا صغيرتي. أنا آسفة للغاية يا صغيرتي، لأن لدي خمسة أطفال. لقد خذلنا هذه الطفلة».

يضيف الناس باقات من الزهور إلى إكليل الزهور الموجود خارج جناح بوندي في شاطئ بونداي في سيدني، الخميس 18 ديسمبر 2025 (اب)

الحكومة تتعهد بإجراءات بشأن خطاب الكراهية

وقال ألبانيزي إن الحكومة ستسعى إلى إدخال تشريع يسهل توجيه الاتهام إلى الأشخاص الذين يروجون لخطاب الكراهية، والعنف. وأضاف أنه سيجري تشديد العقوبات، وتسهيل إلغاء التأشيرات، أو رفضها، كما سيجري تطوير نظام لاستهداف المنظمات التي ينخرط قادتها في خطاب الكراهية. وأضاف رئيس الوزراء في مؤتمر صحافي أعلن فيه عن الإصلاحات: «الأستراليون مصدومون وغاضبون. أنا غاضب. من الواضح أننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لمكافحة هذه الآفة الشريرة بشكل أكبر بكثير».

وقالت حكومة ألبانيزي إنها نددت باستمرار بمعاداة السامية على مدار العامين الماضيين. وأقرت تشريعاً لتجريم خطاب الكراهية، وفي أغسطس (آب) طردت السفير الإيراني بعد اتهام طهران بالوقوف وراء هجومين معاديين للسامية في مدينتي سيدني، وملبورن.

ومع ذلك، تتصاعد الوقائع المعادية للسامية. فقد تم توجيه الاتهام إلى رجل يبلغ من العمر 19 عاماً من سيدني، وسيمثل أمام محكمة اليوم الخميس بعد أن اتهم بتهديد شخص يهودي بعنف على متن رحلة من بالي إلى سيدني أمس الأربعاء.

وقالت الشرطة الاتحادية الأسترالية الخميس: «ستدفع الشرطة بأن الرجل وجه تهديدات معادية للسامية، وإشارات باليد تشير إلى العنف تجاه الضحية، وهو شخص كان الرجل يعرف أنه ينتمي إلى الجالية اليهودية».