تركيا تدعو لمصالحة وطنية وتؤكد دعمها «سوريا الجديدة»

تعهدت بضمان عودة آمنة للسوريين وسط تدفق على الحدود

مئات السوريين يصطفون أمام بوابة على الحدود التركية السورية للعودة إلى بلادهم (أ.ف.ب)
مئات السوريين يصطفون أمام بوابة على الحدود التركية السورية للعودة إلى بلادهم (أ.ف.ب)
TT

تركيا تدعو لمصالحة وطنية وتؤكد دعمها «سوريا الجديدة»

مئات السوريين يصطفون أمام بوابة على الحدود التركية السورية للعودة إلى بلادهم (أ.ف.ب)
مئات السوريين يصطفون أمام بوابة على الحدود التركية السورية للعودة إلى بلادهم (أ.ف.ب)

في حين يتدفق مئات السوريين على الحدود بين تركيا وسوريا للعودة إلى بلادهم، أكدت أنقرة أنها ستعمل على ضمان عودتهم بأمان وعلى إعادة إعمار سوريا، داعية إلى مصالحة وطنية والحفاظ على وحدة سوريا وسلامتها وسيادتها.

وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أمام المؤتمر الـ15 لسفراء تركيا بالخارج الذي انطلق في أنقرة الاثنين، إن تركيا ترغب في رؤية سوريا جديدة تعيش في وئام مع جيرانها، ومستعدة لمساعدتها في تحقيق ذلك، وستقف إلى جانب السوريين في هذه المرحلة الجديدة.

وأضاف أن «تركيا، التي وقفت إلى جانب الشعب السوري في أصعب الأوقات ولا تزال ملتزمة بدعمه مع فتح فصل جديد في دمشق، تتابع التطورات التي شهدتها سوريا بالأمس، وهي بصيص أمل، وتم التأكيد منذ البداية على أن الحل الدائم في السلام والاستقرار في سوريا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال المصالحة الوطنية».

فيدان متحدثاً أمام المؤتمر الـ15 لسفراء تركيا بالخارج في أنقرة (الخارجية التركية)

ولفت إلى أنه رغم كل الجهود والفرص، فإن نظام بشار الأسد لم يصنع السلام مع شعبه، وقد بدأ عهد جديد في سوريا، والآن من الضروري التركيز على المستقبل.

وتابع: «في الفترة المقبلة، نريد سوريا حيث تعيش المجموعات العرقية والدينية المختلفة في سلام، وبفهم شامل للحكم، نريد أن نرى سوريا جديدة تتمتع بعلاقات جيدة مع جيرانها، وتضيف إلى السلام والتسامح والاستقرار في منطقتها، وتركيا مستعدة لتقديم الدعم اللازم لهذا الغرض».

وأكد فيدان أن تركيا ستواصل جهودها لضمان العودة الآمنة والطوعية للسوريين وإعادة إعمار البلاد، معرباً عن اعتقاده بأن الشعب السوري سيستفيد من هذه الفرصة الذهبية.

وقال إن منع «داعش» و«حزب العمال الكردستاني» من الاستفادة من الوضع الحالي سيمنع سوريا من أن تكون ملاذاً آمناً للإرهاب، وتركيا ستواصل جهودها بتصميم لتحقيق هذا الهدف.

تحذير للمعارضة

بدوره، أكد رئيس البرلمان التركي، نعمان كورتولموش، أن سلامة الأراضي السورية هي إحدى أولويات تركيا، وقد دخلنا مرحلة يجب أن تؤخذ فيها وحدة السلطة أساساً، ومن الآن فصاعداً، فإن بناء سوريا ديمقراطية يحق فيها لكل الشرائح أن تتكلم، وبناء سوريا لا يُقصى فيها أحد، من الأولويات المهمة، وستقوم تركيا بمسؤولياتها في توفير التوجيه الديمقراطي للشعب السوري.

وقال كورتولموش، في كلمة في مستهل مناقشة البرلمان التركي مشروع موازنة عام 2025 التي انطلقت الاثنين، إن تطهير سوريا من الإرهاب يصب في مصلحة تركيا، ولا ينبغي لجماعات المعارضة، التي تعمل بجد من أجل خلق بيئة سلمية، أن تنخرط في أنشطة من شأنها أن تعطل الوحدة، من خلال الادعاء بأنها استولت على السلطة بطريقة أو بأخرى، وإن من أهم الأولويات التالية هي ضمان السلام والهدوء.

رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش (حسابه في إكس)

وأضاف أن تركيا ستعمل في هذه المرحلة انطلاقاً من دعم وحدة سوريا واستقرارها بعيداً علن الانجراف إلى العواطف، كما ستعمل على تأمين عودة السوريين إلى بلادهم بشكل طوعي وآمن.

السوريون يغادرون بالمئات

وشكل ملف اللاجئين السوريين في تركيا أحد أكثر الملفات المطروحة للنقاش على الساحة السياسية، لا سيما مع استغلاله من جانب المعارضة قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي شهدتها البلاد في مايو (أيار) 2023.

وأدى التركيز على هذا الملف إلى زيادة مشاعر الغضب ورفض وجود اللاجئين في المجتمع التركي، حتى بين المحافظين من أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي بدأ تطبيق سياسات للحد من أعداد اللاجئين.

وتراجع عدد السوريين في تركيا، خلال الأشهر الأخيرة من نحو 3.7 مليون، إلى نحو مليونين و938 ألف لاجئ، بعد توجه أعداد منهم إلى أوروبا، فضلاً عن اختيار آخرين العودة إلى المناطق الآمنة في سوريا، مع تزايد العنصرية ضدهم، وكذلك سوء الوضع الاقتصادي، الذي حملته لهم أصوات رافضة لوجودهم.

زحام للسوريين أمام بوابة باب الهوى (جيلفاغوزو) انتظاراً لدخول بلادهم (إعلام تركي)

ومنذ انطلاق التحركات الأخيرة للمعارضة السورية لإسقاط نظام الأسد في سوريا بدأت عودة تدريجية من السوريين إلى حلب وحماة والمناطق التي دخلتها المعارضة قبل دمشق.

ومع إعلان سقوط نظام الأسد، بدأ السوريون في تركيا يتدفقون بالمئات على بوابة «باب الهوى» (جيلفاغوزو)، الواقعة في بلدية «ريحانلي» في ولاية هطاي جنوب تركيا التي تربطها مع شمال إدلب، للعودة إلى بلادهم.

واصطف مئات السوريين، منذ فجر الاثنين، عند البوابة الحدودية انتظاراً لإنهاء إجراءاتهم ودخول بلادهم.

تسهيل إجراءات العودة

ومن أجل تسهيل وتسريع إجراءات المغادرة، أنشأت فرق قوات الدرك التركية نقطة تفتيش منفصلة على بعد نحو 5 كيلومترات من البوابة الحدودية لمنع الازدحام أمامها.

وقامت إدارة الهجرة التركية بإنشاء نقطة خاصة بإنهاء إجراءات المغادرين وتسجيل خروجهم بعد أخذ بصماتهم، حيث كانت هذه الإجراءات تتم في العادة في إدارات الهجرة التي يقيم السوريون في محيطها، وذلك من أجل تسريع الإجراءات وتسهيل العودة.

وقامت ولايات تركية بتوفير خدمة النقل بالمجان للسوريين الراغبين في العودة إلى بوابة باب الهوى، وأعلن بعض بلديات ولاية العاصمة أنقرة عن توفير خدمة النقل لـ«إرسال أصدقائنا السوريين، الذين استضفناهم في مدينتنا لفترة طويلة، إلى وطنهم».

تدفق كبير للسوريين على بوابة باب الهوى (جيلفاغوزو) في هطاي للعودة إلى بلادهم (أ.ف.ب)

وقال هاكان بيلجين، والي كيليس، وهي إحدى الولايات الحدودية مع سوريا ويشكل السوريون نحو 43 في المائة من سكانها: «لقد تلقينا نبأ انتهاء نظام الأسد في سوريا، وشاهدنا بحماس كبير المظاهرات المبهجة لإخواننا السوريين، لا يمكننا أن نبقى غير مبالين. ضيوفنا الكرام، على الجانب التركي من بوابة أونجوبينار الحدودية نود أن نعلن أننا على استعداد لتقديم جميع أنواع الخدمات لإرسالكم إلى بلدكم في ظروف جيدة، وأتمنى لكم مستقبلاً آمناً في وطنكم».

أوزداغ يراقب وينتقد

في المقابل، تعهد رئيس حزب «النصر» القومي المعارض، أوميت أوزداغ، المعروف بموقفه المناهض بشدة لوجود السوريين في تركيا: «لقد تم القضاء على العذر القائل بعدم قدرتنا على إبعاد السوريين حتى رحيل الأسد، لقد رحل».

وأضاف أوزداغ، الذي أعيد انتخابه رئيساً للحزب في مؤتمره العام الثاني الذي عقد في أنقرة الأحد: «يقولون ماذا سيفعل حزب النصر؟ حزب النصر سيرسل السوريين الذين لم ترسلهم الحكومة وليست لديها النية لإرسالهم، وسنراقب ونعلن كم عدد السوريين الذين جاءوا، وكم عدد السوريين الذين غادروا كل يوم».

وعلق أوزداغ على التطورات الأخيرة في سوريا، قائلاً: «تقدمت هيئة تحرير الشام إلى دمشق بهجوم مفاجئ، دون قتال تقريباً، وسبق ذلك تعبير إردوغان عن تمنياته بوصولهم إلى دمشق دون أي مشاكل أو حوادث، هذه لم تكن حرباً، ولم يكن بإمكان أحد أن يشرح ذلك بشكل أفضل مما قاله إردوغان».

وأضاف: «إذا كان هجوم هيئة تحرير الشام دون علم من إردوغان وحزبه، فهذا يعني أنه لا يعرف ما يحدث تحت أنفه مباشرة، وإذا كان الهجوم تم بعلمه، فهذا يعني أنه قام بعملية مشتركة مع أميركا وإسرائيل، وأن علاقته مع نتنياهو ليست بهذا السوء».

وتابع: «لقد أوقعنا إردوغان في فخ جيوسياسي، وهو خطأ فادح في تاريخ جمهوريتنا سيخلق أزمة حيوية، وفي الفترة المقبلة، ستدفع بلادنا للأسف ثمن ما فعله إردوغان في سوريا، لكن الآن انتهى عذرهم بأنهم لا يمكنهم إبعاد السوريين قبل رحيل الأسد».

ماذا بعد منبج؟

وعلى صعيد التطورات في منبج، قال مصدر أمني تركي، الاثنين، إن فصائل الجيش الوطني السوري، الموالي لأنقرة، سيطرت تماماً على مدينة منبج في شرق حلب.

ومن جانبه، أكد قال المرصد السوري انسحاب قوات مجلس منبج العسكري، التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) من مدينة منبج، باستثناء بعض المواقع الخلفية، بعد سيطرة الفصائل الموالية لتركيا على المدينة والانتشار في أحيائها.

وأفاد المرصد بمقتل 50 على الأقل من عناصر الفصائل وقوات مجلس منبج العسكري في القتال بين الطرفين، الأحد.

ودفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية إلى منطقة «درع الفرات» في حلب، الاثنين، عبرت من بوابة أونجو بينار في ولاية كيليس جنوب البلاد.

الجيش التركي دفع بتعزيزات جديدة إلى حلب عبر بوابة أونجوبينار الحدودية مع سوريا في كيليس (أ.ب)

وجاءت سيطرة الفصائل على منبج في إطار عملية «فجر الحرية» التي أطلقها الجيش الوطني السوري، بالتزامن مع تقدم «هيئة تحرير الشام» في مناطق النظام السابق، وسيطرت خلالها على مدينة تل رفعت التي كان تسيطر عليها «قسد».

ونقلت وسائل إعلام تركية عن مقاتلين في الفصائل أنهم عثروا خلال العمليات داخل منبج على 12 نفقاً على الأقل تقود إلى مدينة الباب ضمن منطقة «درع الفرات» الخاضعة لسيطرتها مع القوات التركية، ومناطق أخرى في حلب.

وأكد المقاتلون أنهم لن يتوقفوا عند منبج وأن عملية «فجر الحرية» ستمتد إلى الرقة وعين العرب (كوباني) والحسكة، ومختلف مناطق سيطرة «قسد»، للقضاء على الإرهابيين من عناصر «وحدات حماية الشعب الكردية» (أكبر مكونات «قسد»).

ولفتوا إلى ترحيب سكان منبج بسيطرتهم عليها، قائلاً إن «هناك أعداداً كبيرة من مقاتلي الفصائل من أبناء منبج، كما أننا تعهدنا بعدم المساس بالمدنيين، وهم يرحبون بوجودنا في المدينة».

وقال أحد المقاتلين إنه خرج من حلب وعمره 12 عاماً، والآن عاد إليها وعمره 25 عاماً.

عناصر من الفصائل الموالية لتركيا تأسر مجموعة من مسلحي مجلس منبج العسكري التابع لـ«قسد» في منبج (إكس)

في الوقت ذاته، قتل 11 مدنياً، جميعهم من عائلة واحدة وبينهم أطفال ونساء، جراء استهداف مسيّرة تركية منزلاً في قرية المستريحة بريف عين عيسى شمال محافظة الرقة، ضمن مناطق سيطرة «قسد».

وأفاد المرصد السوري بأن الهجوم التركي جاء وسط حالة من الذعر والهلع التي تخيم على المنطقة نتيجة التصعيد العسكري الأخير من جانب الفصائل الموالية لتركيا.


مقالات ذات صلة

برّاك يحاول إقناع نتنياهو بقبول تركيا في غزة

شؤون إقليمية جانب من اجتماع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم برّاك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين (الحكومة الإسرائيلية) play-circle

برّاك يحاول إقناع نتنياهو بقبول تركيا في غزة

تطابقت التقارير العبرية على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تلقى رسائل أميركية «حادة وخاصة» نقلها المبعوث الأميركي الخاص لسوريا توم برّاك.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي صورة أرشيفية لمقاتلين من «داعش» في الرقة بسوريا (رويترز)

«داعش» يتبنّى هجوماً أودى بحياة 4 عناصر أمن سوريين

تبنّى تنظيم «داعش» الهجوم الذي أودى الأحد بأربعة عناصر أمن في شمال غربي سوريا، وفق ما أورد موقع «سايت» المتخصص في رصد أخبار الجماعات المتطرّفة الاثنين.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي محادثات سورية عراقية لتسريع افتتاح منفذ التنف/ الوليد وبناء منفذ جديد في البوكمال شرق سوريا (سانا)

محادثات سورية عراقية لتسريع افتتاح منفذ التنف/ الوليد الحدودي

استضافت دمشق، الاثنين، اجتماعاً بين رئيس الهيئة العامة للمنافذ والجمارك قتيبة بدوي، ووفد عراقي برئاسة الفريق سامي عبد الحسين راضي مستشار رئيس الوزراء العراقي.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي مركبات مدرعة تابعة للجيش الإسرائيلي تغلق طريقاً يؤدي إلى بلدة القنيطرة بسوريا في 5 يناير 2025 (أ.ب)

توتر متصاعد في سوريا مع زيادة التوسع الإسرائيلي

يزداد التوتر على الحدود السورية - الإسرائيلية مع تصاعد الغارات والعمليات العسكرية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية؛ ما يزيد تعقيد المشهد الإقليمي.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي الأسد وزوجته وأبناؤهما حافظ وكريم وزين في حلب عام 2022 (أ.ف.ب) play-circle

تقرير: بشار الأسد يعود لطب العيون... وحياة مترفة ومعزولة لعائلته في موسكو

بعد مرور عام على سقوط نظامه في سوريا، يعيش الرئيس السوري السابق بشار الأسد وأسرته حياةً هادئةً مترفةً في موسكو، بحسب ما كشفه تقرير جديد.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

تقرير: الولايات المتحدة تُبلغ نتنياهو بأن استهداف القيادي بـ«حماس» خرق لوقف إطلاق النار

حديث بين ترمب ونتنياهو في الكنيست الإسرائيلي 13 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)
حديث بين ترمب ونتنياهو في الكنيست الإسرائيلي 13 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

تقرير: الولايات المتحدة تُبلغ نتنياهو بأن استهداف القيادي بـ«حماس» خرق لوقف إطلاق النار

حديث بين ترمب ونتنياهو في الكنيست الإسرائيلي 13 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)
حديث بين ترمب ونتنياهو في الكنيست الإسرائيلي 13 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)

قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن البيت الأبيض وجّه توبيخاً شديد اللهجة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خلفية الضربة التي استهدفت القائد البارز في «حماس»، رائد سعد، وفقاً لما أفاد مسؤولان أميركيان لموقع «أكسيوس».

وقال أحد المسؤولين الأميركيين: «كانت رسالة البيت الأبيض إلى نتنياهو: إذا كنت ترغب في تشويه سمعتك وإظهار عدم التزامك بالاتفاقيات، فمرحباً بك، لكننا لن نسمح لك بتشويه سمعة الرئيس ترمب بعد أن توسط في اتفاق غزة».

وأفاد التقرير بأن الولايات المتحدة أبلغت نتنياهو بأن إسرائيل انتهكت وقف إطلاق النار بهذه الضربة.

وأبلغ المسؤولان الموقع الأميركي أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، ومستشار الشرق الأوسط جاريد كوشنر، مستاؤون من نتنياهو: «يشعر ستيف وجاريد بالغضب إزاء تعنّت إسرائيل في العديد من القضايا المتعلقة بغزة».

ويأتي هذا قبل أسبوعين من الموعد المقرر لاجتماع نتنياهو وترمب في منتجع مارالاغو في فلوريدا.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

ويقول مسؤول إسرائيلي لموقع «أكسيوس» إن البيت الأبيض مستاء بالفعل، لكنه وجّه رسالة متحفظة نسبياً مفادها أن «بعض الدول العربية» تعتبر الاغتيال انتهاكاً لوقف إطلاق النار.

ويضيف المسؤول أن «حماس» هي التي انتهكت وقف إطلاق النار من خلال شنّ هجمات على الجنود ومحاولة تهريب أسلحة إلى غزة. وتابع: «تبذل إدارة ترمب جهوداً حثيثة لإصلاح الوضع. ولكن إذا لم يرغب نتنياهو في اتخاذ الخطوات اللازمة لخفض التصعيد، فلن نضيّع وقتنا في محاولة توسيع نطاق اتفاقيات أبراهام».

كما أعرب البيت الأبيض عن استيائه من عنف المستوطنين في الضفة الغربية، ووفقاً لمسؤول أميركي رفيع المستوى: «لا تطلب الولايات المتحدة من نتنياهو المساس بأمن إسرائيل، بل نطلب منه عدم اتخاذ خطوات تُعتبر في العالم العربي استفزازية».


المحكمة الجنائية الدولية ترفض طلب إسرائيل وقف تحقيق في حرب غزة

إزالة حطام المباني والمنازل المدمرة في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
إزالة حطام المباني والمنازل المدمرة في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

المحكمة الجنائية الدولية ترفض طلب إسرائيل وقف تحقيق في حرب غزة

إزالة حطام المباني والمنازل المدمرة في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
إزالة حطام المباني والمنازل المدمرة في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

رفض قضاة الاستئناف في المحكمة الجنائية الدولية، اليوم (الاثنين)، طعناً آخر قدمته إسرائيل لوقف تحقيق المحكمة في طريقة إدارتها الحرب على قطاع غزة.

وفي الاستئناف، رفض القضاة إلغاء قرار محكمة أدنى درجة بشأن تحقيق الادعاء في جرائم مزعومة تندرج تحت اختصاصها القضائي قد يشمل الأحداث التي أعقبت هجوم حركة «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ويعني هذا القرار أن التحقيق مستمر، وأن مذكرات الاعتقال، التي صدرت العام الماضي بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لا تزال قائمة.

فلسطينيون يسيرون بين أنقاض المباني المُدمَّرة بسبب الحرب في مدينة غزة (رويترز)

وترفض إسرائيل اختصاص المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، وتنفي ارتكابها جرائم حرب في غزة، حيث تشن حملة عسكرية تقول إنها تهدف إلى القضاء على «حماس» في أعقاب هجمات 7 أكتوبر.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في البداية مذكرة اعتقال بحق القيادي في «حماس» محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف باسم محمد الضيف، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لكنها سحبت ذلك لاحقاً بعد ورود تقارير موثوقة عن وفاته.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في الصراع حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، إلا أن الحرب دمرت كثيراً من البنية التحتية في قطاع غزة، بالإضافة إلى تردي الظروف المعيشية في غزة.

ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن إسرائيل قتلت نحو 67 ألف فلسطيني في غزة. وكثيراً ما تستشهد الأمم المتحدة ببياناتهم.

ويركز هذا الحكم على طعن واحد فقط من طعون قانونية عدة قدمتها إسرائيل لوقف تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية ومذكرات الاعتقال الصادرة بحق مسؤوليها.

ولا يوجد جدول زمني للمحكمة للبت في مختلف الطعون الأخرى على اختصاصها في هذه القضية.


«داعش» يتبنّى هجوماً أودى بحياة 4 عناصر أمن سوريين

صورة أرشيفية لمقاتلين من «داعش» في الرقة بسوريا (رويترز)
صورة أرشيفية لمقاتلين من «داعش» في الرقة بسوريا (رويترز)
TT

«داعش» يتبنّى هجوماً أودى بحياة 4 عناصر أمن سوريين

صورة أرشيفية لمقاتلين من «داعش» في الرقة بسوريا (رويترز)
صورة أرشيفية لمقاتلين من «داعش» في الرقة بسوريا (رويترز)

تبنّى تنظيم «داعش» الهجوم الذي أودى الأحد بأربعة عناصر أمن في شمال غربي سوريا، وفق ما أورد موقع «سايت» المتخصص في رصد أخبار الجماعات المتطرّفة الاثنين.

ونقل الموقع بياناً للتنظيم جاء فيه: «هاجم جنود الخلافة دورية للحكومة السورية المرتدة على طريق معرة النعمان أمس (الأحد) بالأسلحة الرشاشة»، مضيفاً: «عاد المجاهدون إلى مواقعهم سالمين»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت وزارة الداخلية السورية كشفت في بيان عن «استشهاد أربعة من عناصر إدارة أمن الطرق في وزارة الداخلية»، وإصابة عنصر خامس «إثر استهداف تعرّضت له إحدى الدوريات أثناء تنفيذ مهامها»، من دون أن تحدد هوية المهاجمين.