مقتل 9 أشخاص في الكونغو على يد متطرفين على صلة بـ«داعش»

هاجموا مدنيين في قرية تينامبو واختطفوا أشخاصاً عدة

قوات الأمن الكونغولية خلال حملة ضد المتمردين التابعين للقوات المتحالفة الديمقراطية (رويترز)
قوات الأمن الكونغولية خلال حملة ضد المتمردين التابعين للقوات المتحالفة الديمقراطية (رويترز)
TT

مقتل 9 أشخاص في الكونغو على يد متطرفين على صلة بـ«داعش»

قوات الأمن الكونغولية خلال حملة ضد المتمردين التابعين للقوات المتحالفة الديمقراطية (رويترز)
قوات الأمن الكونغولية خلال حملة ضد المتمردين التابعين للقوات المتحالفة الديمقراطية (رويترز)

أعلنت سلطات الكونغو، الأربعاء، أن متمردين متطرفين على صلة بتنظيم «داعش» المتشدد، قتلوا تسعة أشخاص على الأقل، من بينهم رضيع لا يتجاوز عمره ثمانية أشهر، وفتاة تبلغ من العمر 14 عاماً، في شرقي الكونغو الديمقراطية، كما اختطفوا آخرين، بحسب ما أورده تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.

وكان المتمردون التابعون للقوات المتحالفة الديمقراطية قد هاجموا المدنيين في قرية تينامبو، الواقعة في إقليم نورث كيفو، مساء الثلاثاء، حسبما قال الكولونيل ماك هازوكاي، المتحدث باسم جيش الكونغو في بيان، مطالباً السكان بتوخي الحذر وتجنب الأماكن المعزولة. من جهته، قال جان دي كامبالي كيبوانا، نائب عمدة بلدة أوشا، لوسائل الإعلام المحلية، إن المسلحين أضرموا النيران أيضاً في منازل بالقرية، واختطفوا ثلاثة أشخاص.

يشار إلى أن شرق الكونغو الديمقراطية يشهد عنفاً مسلحاً منذ عقود؛ حيث يتقاتل أكثر من 120 جماعة على السلطة والأرض والموارد المعدنية القيمة، في حين يحاول آخرون الدفاع عن مجتمعاتهم.

وعلى مدى عقود، تسود منطقة شرق الكونغو أعمال عنف دامية، بينما تحاول جماعات أخرى الدفاع عن مجتمعاتها، فيما واجهت بعض الجماعات المسلحة اتهامات بارتكاب عمليات قتل جماعي.

وفي السنوات الأخيرة، زادت هجمات «القوات الديمقراطية المتحالفة» ضراوة، وامتدت باتجاه غوما، المدينة الرئيسية في شرق الكونغو، فضلاً عن إقليم إيتوري المجاور.

واتهمت المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة «القوات الديمقراطية المتحالفة بقتل مئات الأشخاص واختطاف المزيد، من بينهم عدد كبير من الأطفال».

وفي أغسطس (آب) الماضي، ذكرت وسائل إعلام محلية أن «القوات الديمقراطية المتحالفة قتلت ما لا يقل عن 12 شخصاً في العديد من القرى في نورث كيفو».



بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)
وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)
TT

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)
وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب، كان إلى وقت قريب مجرد صحافي في التلفزيون الحكومي، في حين أسندت حقيبة الدفاع إلى قائد الجيش السابق.

وزير الدفاع الجديد يتسلم مهامه اليوم من سلفه (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

الوزير الأول الجديد، ريمتالبا جان إيمانويل ويدراوغ، يبلغ من العمر 40 عاماً، اشتهر خلال العامين الأخيرين بأنه من أبرز الوجوه الإعلامية والسياسية المدافعة عن الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو، والتحالف مع روسيا، والقطيعة مع المستعمر السابق؛ فرنسا.

وأدى ويدراوغ اليمين الدستورية، الاثنين، بعد أن شكّل حكومة من 24 وزيراً، حملت بعض التغييرات بالمقارنة مع الحكومة السابقة؛ إذ دخلها وزيران جديدان، ورحل ثلاثة آخرون.

الجيش أولاً

التعديل الأبرز في هذه الحكومة الجديدة تمثّل في خروج وزير الدفاع السابق قاسم كوليبالي، وتعيين اللواء سيليستين سيمبوري خليفة له، وهو القادم من قيادة الأركان العامة للجيش.

ويرى مراقبون أن تعيين اللواء سيمبوري في منصب وزير الدفاع وقدماء المحاربين يحمل رسالة واضحة على أن الجيش هو مَن يقود الحرب على الإرهاب، في بلد عاش لسنوات طويلة حالةً من الصراع بين أجنحة المؤسسة العسكرية، خصوصاً حين كان الحرس الجمهوري يتصرّف بصفته فصيلاً مُسلّحاً هو الأقوى في البلاد.

الوزير الأول الجديد وهو يتسلم مهامه أمس (الوزارة الأولى بوركينا فاسو)

رئيس الدولة النقيب إبراهيم تراوري، منذ أن قاد انقلاباً عسكرياً قبل عامين، بدأ إعادة هيكلة الجيش والقوات المسلحة، هدفها المعلن هو تحسين القدرات لمواجهة خطر الإرهاب، ولكن الهدف الخفي ترميم المؤسسة العسكرية، وطي صفحة صراع الأجنحة فيها.

النصر قريب

وفي أول تصريح يدلي به وزير الدفاع الجديد، الثلاثاء، قال إن مهمته الأولى والوحيدة هي «تكثيف الحرب على الإرهاب»، وأضاف اللواء خلال حفل استلام مهمته الجديدة: «بالتعاون مع أصدقائنا في مجموعة دول الساحل (مالي والنيجر)، سنوّجه الضربات اللازمة للإرهاب، حتى يعود السلام الذي عرفناه من قبل، ويمضي بلدنا قدماً نحو التنمية لتحقيق سعادة شعبنا».

اللواء الذي كان يقود الأركان العامة للجيش، تحدّث عن انتصارات تحققت مؤخراً في مواجهة الجماعات الإرهابية، وقال إنها مؤشر واضح على «قرب هزيمة الإرهاب»، ثم أضاف: «أعتقد أننا نقترب من نهاية النفق، وهناك بصيص أمل يلوح في الأفق، وأنا واثق بأنها مسألة وقت فقط».

وتعهّد الوزير الجديد بالعمل على «إصلاحات عميقة داخل الجيش، لمواجهة التحديات الأمنية التي تعيشها البلاد منذ نحو عقد من الزمن»، وفق تعبيره.

تحديات كبيرة

بوركينا فاسو تواجه هجمات إرهابية متصاعدة منذ 2015، ولكن وتيرتها تصاعدت خلال السنوات الأخيرة حتى سيطرت جماعات مرتبطة بتنظيمي «داعش» و«القاعدة» على نحو 40 في المائة من مساحة البلاد، لتدخل بوركينا فاسو منذ مطلع 2022، حالة من عدم الاستقرار السياسي، وسط سلسلة من الانقلابات العسكرية.

وفيما يبدو أن الوضع الاقتصادي والأمني والسياسي يزداد تعقيداً، يواصل الحكام الجدد في بوركينا فاسو حربهم ضد الإرهاب، بالاعتماد على شراكة أمنية وعسكرية مع روسيا؛ اللاعب الجديد القوي في منطقة الساحل وغرب أفريقيا.

الوزير الأول الجديد في أول تصريح له، الاثنين، قال إن جميع سكان بوركينا فاسو «يرغبون في رؤية البلاد هادئة مرة أخرى، لمزاولة أنشطتهم بسلام؛ إنهم يريدون العيش في دولة ذات سيادة كاملة، يستعيد فيها الجيش السيطرة على جميع أراضيها».

ولكنّه في الوقت ذاته، تحدّث عن تحديات أخرى «ترتبط بالصحة والتعليم والاكتفاء الذاتي الغذائي والبنية التحتية»، وأضاف: «لذلك فإنني أتولّى منصبي في هذا السياق الصعب؛ إذ يتعيّن علينا أن نشنّ الحرب بينما ندير أدوات التنمية الاجتماعية والاقتصادية المتناغمة».