ترقب ليبي بعد إعلان صالح وخوري اتفاقهما على تشكيل «حكومة موحدة»

«الرئاسي» وسفير سويسرا يناقشان تطورات الأزمة السياسية

صورة وزعها مجلس النواب لاجتماع رئيسه صالح مع خوري في القبة
صورة وزعها مجلس النواب لاجتماع رئيسه صالح مع خوري في القبة
TT

ترقب ليبي بعد إعلان صالح وخوري اتفاقهما على تشكيل «حكومة موحدة»

صورة وزعها مجلس النواب لاجتماع رئيسه صالح مع خوري في القبة
صورة وزعها مجلس النواب لاجتماع رئيسه صالح مع خوري في القبة

بينما تترقب الأوساط السياسية في ليبيا إعلان عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، اتفاقه مع ستيفاني خوري، المبعوثة الأممية بالإنابة، على تشكيل حكومة «موحدة»، بحث رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، بالعاصمة طرابلس، تطورات الأزمة الليبية مع سفير سويسرا، جوزيف فيليب رينجلي.

وكان رئيس مجلس النواب قد أعلن، مساء الاثنين، اتفاقه مع خوري على «ضرورة توحيد السلطة التنفيذية، وتشكيل حكومة موحدة للمضي قدماً نحو تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب الآجال».

ولم يوضح صالح آلية تشكيل هذه الحكومة، في ظل الصراع الراهن على السلطة بين حكومة «الاستقرار»، الموالية للبرلمان برئاسة أسامة حماد، وحكومة «الوحدة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس، لكنه أكد في بيان لمركزه الإعلامي، عقب لقائه خوري في مدينة القبة، على ضرورة استمرار التعاون والتواصل مع البعثة الأممية والمجتمع الدولي، وعلى التزام مجلس النواب بالاتفاق السياسي، ومخرجات لجنة (6+6) المشتركة مع مجلس الدولة، وكل ما من شأنه إنهاء الانقسام السياسي.

كما نقل صالح عن خوري تأكيدها على ما وصفته بـ«سعيها المتواصل والجاد لإعادة بناء الثقة بين مختلف الأطراف، عبر تقريب وجهات النظر».

اجتماع المنفي بطرابلس مع سفير سويسرا (المجلس الرئاسي)

في غضون ذلك، قال المجلس الرئاسي إن المنفي استقبل، اليوم (الثلاثاء)، بمقر المجلس سفير الاتحاد السويسري لدى ليبيا، رينجلي، مشيراً إلى أن اللقاء تناول «عمق العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين الصديقين في شتى المجالات، بالإضافة للتطورات السياسية والاقتصادية التي تشهدها البلاد»، و«التقدم المُحرز في ملف المصالحة الوطنية، وملف حقوق الإنسان، الذي ترأسه سويسرا عن (مجموعة العمل)، المنبثقة عن مسار برلين حول القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان».

بدوره، قال القائم بأعمال السفارة الأميركية، جيريمي برنت، إنه ناقش، مساء الاثنين، في تونس، مع عادل جمعة، وزير الدولة بحكومة «الوحدة»، وإبراهيم الدبيبة، مستشار الدبيبة، سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية بين ليبيا والولايات المتحدة، وأهمية حماية استقلالية ونزاهة مصرف ليبيا المركزي، والمؤسسات التقنية الليبية الحيوية الأخرى بشكل كامل، لافتاً إلى التطرق إلى ما وصفه بالدور الحاسم الذي تلعبه البعثة الأممية.

وأكد برنت دعم بلاده للجهود الليبية الرامية إلى تجاوز الانقسامات وتوحيد المؤسسات، واعتبر أن نجاح المفوضية العليا للانتخابات في إدارة الجولة الأولى من الانتخابات البلدية في نوفمبر (تشرين الثاني) إنجاز يمكن أن يشكل أساساً إيجابياً لإجراء انتخابات بلدية إضافية في الأشهر المقبلة، وخلق مسار موثوق نحو انتخابات وطنية ناجحة.

المؤسسة الوطنية للنفط أعلنت تخطي إنتاج النفط مليوناً وأربعمائة ألف برميل (أ.ف.ب)

بدورها، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط تخطي إنتاج النفط مليوناً وأربعمائة ألف برميل، بمعدل زيادة بلغ 22262 برميلاً، فيما تصاعد إنتاج الغاز، مشيرة إلى السعي لرفع معدلات إنتاج النفط بما يحقق الاستقرار الاقتصادي للبلاد.

من جهته، قال الدبيبة إنه تابع، مساء الاثنين، مع السفير الصربي دراغون تودورفيتش، تفعيل الاتفاقيات السابقة بين البلدين، لافتاً إلى تلقيه إحاطة حول التعاون المشترك في مختلف المجالات، مشيداً بتوافد رجال الأعمال والسياح الصربيين إلى ليبيا.

وأوضح الدبيبة أنهما بحثا تسهيل منح التأشيرات لليبيين، وعودة الخطوط الجوية المباشرة، في إطار تعزيز التعاون بين البلدين.

وكان الدبيبة قد تابع إطلاق شركة طيران جديدة، تهدف إلى معالجة أوضاع شركات الطيران الحالية، في إطار رؤية استثمارية متطورة تهدف إلى تحسين القدرة التنافسية للقطاع على المستوى العالمي، بما يتماشى مع خطة الحكومة لتطوير المطارات في المدن المختلفة، وشدّد على ضرورة اتخاذ خطوات إضافية لتطوير قطاع الطيران المحلي.

لقاء الباعور مع سفير إيران (وزارة الخارجية بحكومة الوحدة)

من جانبه، قال الطاهر الباعور، وزير الخارجية المكلف بحكومة «الوحدة»، إن سفير إيران لدى ليبيا، عين الله سوري، أبلغه خلال لقائهما، مساء الاثنين، رغبة وزير خارجية بلاده في زيارة ليبيا، مؤكداً رغبة طهران في تطوير العلاقة مع ليبيا، وتعزيز التعاون في العديد من المجالات، مشيراً إلى اتفاقهما على أهمية التشاور السياسي، والعمل معاً لتنظيم زيارات لكبار المسؤولين من البلدين خلال الفترة المقبلة، وتفعيل اللجان المشتركة، والتنسيق لإقامة معرض للصناعات الإيرانية في ليبيا.


مقالات ذات صلة

ليبيون يتساءلون عن أهداف زيارة رئيس «النواب» إلى إيطاليا

شمال افريقيا رئيس مجلس النواب الإيطالي لورينزو فونتانا مستقبلاً عقيلة صالح (مكتب صالح)

ليبيون يتساءلون عن أهداف زيارة رئيس «النواب» إلى إيطاليا

انشغلت الأوساط السياسية في ليبيا بالزيارة الأخيرة التي أجراها رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، إلى العاصمة الإيطالية، الأسبوع الماضي.

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في لقاء سابق مع رئيس «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة (الوحدة)

«الرئاسي» الليبي يتحدى «النواب» بشأن «مفوضية الاستفتاء»

أعلن المجلس الرئاسي الليبي، الأربعاء، اعتزامه «تفعيل عمل (المفوضية الوطنية للاستفتاء والاستعلام الوطني) رغم اعتراضات مجلس النواب».

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا رئيس حكومة «الوحدة» خلال زيارة سابقة إلى تاورغاء وبجواره عميد البلدية عبد الرحمن الشكشاك (الوحدة)

ليبيا: عودة الاحتقان إلى تاورغاء بعد 6 أعوام من «المصالحة» مع مصراتة

وسط دعوات لوقفات احتجاجية يرفض سكان مدينة تاورغاء قراراً أصدره رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة بضمها بوصفها فرعاً بلدياً إلى جارتها مصراتة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا بلقاسم حفتر مستقبِلاً المبعوثة الأممية بالإنابة إلى ليبيا ستيفاني خوري (صندوق التنمية والإعمار)

خوري تناقش مع بلقاسم حفتر سبل ضمان التنمية العادلة لـ«جميع الليبيين»

قالت المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني خوري، إنها عقدت اجتماعاً مع مدير «صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا»، ناقشا فيه ضمان التنمية العادلة لجميع مناطق البلاد.

خالد محمود (القاهرة)
يوميات الشرق أبطال أحد العروض المسرحية ضمن فعاليات مهرجان المسرح الكوميدي في بنغازي (وال)

بنغازي الليبية تبحث عن الضحكة الغائبة منذ 12 عاماً

بعد انقطاع 12 عاماً، عادت مدينة بنغازي (شرق ليبيا) للبحث عن الضحكة، عبر احتضان دورة جديدة من مهرجان المسرح الكوميدي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

مسؤولون مصريون سابقون يدرسون تدشين «حزب جديد» استعداداً للانتخابات البرلمانية

الفعالية التي نظمها «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» في القاهرة (الاتحاد)
الفعالية التي نظمها «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» في القاهرة (الاتحاد)
TT

مسؤولون مصريون سابقون يدرسون تدشين «حزب جديد» استعداداً للانتخابات البرلمانية

الفعالية التي نظمها «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» في القاهرة (الاتحاد)
الفعالية التي نظمها «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» في القاهرة (الاتحاد)

من رَحِم «اتحاد القبائل والعائلات المصرية»، يدرس مسؤولون مصريون سابقون، وشخصيات عامة، تدشين حزب «سياسي جديد»، استعداداً للمنافسة في الانتخابات البرلمانية المقرر عقدها العام المقبل، ليكون الحزب الوليد «الصوت السياسي» للاتحاد الذي يرأسه رجل الأعمال السيناوي، إبراهيم العرجاني.

وأثار «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» جدلاً في الساحة السياسية المصرية منذ إعلان تأسيسه في مايو (أيار) الماضي، برئاسة العرجاني، الذي سبق أن استعانت به السلطات المصرية في حربها ضد «التنظيمات الإرهابية» بشمال سيناء.

وحسب مصدر برلماني تحدث لـ«الشرق الأوسط»، شريطة عدم ذكر اسمه، فإن «اتحاد القبائل الذي تشكّل في الأساس بوصفه جمعية أهلية يرغب في لعب دور سياسي». وقال: «يجري الآن الإعداد لتشكيل حزب جديد يكون الصوت السياسي للاتحاد ويشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة». لافتاً إلى أن «رئيس البرلمان السابق علي عبد العال، ووزير الإسكان السابق عاصم الجزار مرشحان لرئاسته».

ومن المقرر إجراء انتخابات مجلس النواب المصري (البرلمان) في نهاية عام 2025، قبل 60 يوماً من انتهاء مدة المجلس الحالي في يناير (كانون الثاني) 2026؛ وذلك تطبيقاً لنص المادة 106 من الدستور المصري.

وتحدث البرلماني المصري السابق، القيادي في حزب «المصريين الأحرار»، عاطف مخاليف، عن «عقد اجتماع أولي، لدراسة خطوة تأسيس حزب سياسي جديد، من رَحِم اتحاد القبائل المصرية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «شارك في الاجتماع العرجاني، و10وزراء سابقين، كان من بينهم وزير الإسكان السابق عاصم الجزار، ووزير الزراعة السابق السيد القصير، ووزيرة التضامن السابقة نيفين القباج»، إلى جانب «برلمانيين حاليين وسابقين، كان من بينهم رئيس مجلس النواب السابق، علي عبد العال».

وأوضح مخاليف، الذي حضر الاجتماع، أن «الحزب الجديد، يسعى للمنافسة في الانتخابات البرلمانية وفق برنامج يجري إعداده حالياً»، مشيراً إلى أنه «من المقرر عقد اجتماع آخر قريباً لمناقشة الصيغة القانونية لتأسيس الحزب، وجمع توكيلات من المؤسسين، والاتفاق على اسم الحزب، والهيئة التأسيسية له».

ويشترط قانون الأحزاب المصري، تقديم إخطار للجنة شؤون الأحزاب (لجنة قضائية)، مصحوباً بتوكيلات 5 آلاف عضو من المؤسسين على الأقل، على أن يكونوا من 10 محافظات على الأقل، بما لا يقل عن 300 عضو من كل محافظة، ويعدّ الحزب مقبولاً بمرور 30 يوماً على تقديم إخطار التأسيس دون اعتراض لجنة شؤون الأحزاب عليه.

جانب من حضور فعالية «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» بالقاهرة ويظهر في الصورة علي عبد العال وعاصم الجزار (الاتحاد)

ولم يعلن «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» رسمياً حتى الآن عن رغبته في تأسيس الحزب، وأشار في بيان نشره عبر صفحته على «فيسبوك»، إلى «تنظيم فعالية كبرى» في القاهرة، مساء الثلاثاء، «في إطار دوره الوطني والمجتمعي، جمعت تحت مظلتها نخبة من القيادات الشعبية وقيادات الاتحاد، إلى جانب ممثلي القبائل والعائلات من مختلف المحافظات؛ بهدف تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ القيم المجتمعية»، ظهر من بينهم الجزار، والقصير، والقباج، وعبد العال.

وقال الاتحاد، إن اللقاء شهد «تسليط الضوء على الجهود الرامية للاتحاد، بما يشمل مجالات سياسية والمساهمة في دعم المشروعات التنموية الكبرى».

وبحسب نائب رئيس «اتحاد القبائل والعائلات المصرية»، أحمد رسلان، فإن «الاجتماع الذي عُقد في القاهرة أخيراً، كان اجتماعاً تنظيمياً للاتحاد، ولم يناقش أمر تأسيس حزب سياسي»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الاجتماع ناقش ترتيبات الاتحاد خلال الفترة المقبلة».

وأثارت الأنباء المتعلقة بعزم «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» تأسيس حزب سياسي، تساؤلات بشأن طبيعة الحزب، ودوره في المرحلة المقبلة، لا سيما أن «رؤية الحزب الجديد وبرنامجه لم يتحددا بعد»، وفق مخاليف الذي أشار إلى أن «الحزب سيتبنى فكراً قومياً وسطياً، ولن ينحاز إلى آيديولوجيا سياسية معينة».

وكان «اتحاد القبائل والعائلات المصرية»، أعلن، عند تأسيسه، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيساً شرفياً له، وقال إنه يستهدف «دعم عملية البناء والتنمية» في البلاد. وشهد السيسي، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، احتفالية نظمها الاتحاد بمناسبة الذكرى الـ51 لـ«انتصارات أكتوبر» 1973.

تلسكوب برج القاهرة يمنحك رؤية بانورامية للقاهرة (الهيئة العامة للاستعلامات)

ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور مصطفى كامل السيد، أن «فكرة تأسيس الحزب، تخالف القانون المصري، الذي يحظر إقامة أحزاب على أساس طائفي أو طبقي أو ديني»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «الحزب لن يشكل إضافة؛ كون فلسفته قائمة على دعم الرئيس، وهي فكرة تجسدها أحزاب أخرى قائمة بالفعل».

وبينما أكد مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر، الدكتور عمرو الشوبكي، «مشروعية الفكرة من حيث المبدأ»، تساءل في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، عن «مدى الحاجة إلى حزب جديد مؤيد للرئيس، في ظل وجود أحزاب شبيهة»، مشيراً إلى أن «صيغة إنشاء الأحزاب في مصر تحتاج إلى مراجعة حتى تتمكن من إفراز كوادر سياسية حقيقية لها أرضية شعبية».

ويبلغ عدد الأحزاب المشهرة قانوناً في مصر نحو 87 حزباً سياسياً، وفق الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهوري» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

من جانبه، أكد رئيس حزب «المصريين الأحرار»، عصام خليل، لـ«الشرق الأوسط» أن التحدي الأساسي أمام الحزب الجديد، يكمن في «قدرته على التأثير في الشارع»، راهناً نجاح الحزب الوليد بـ«عدد المقاعد التي سيحصدها في البرلمان المقبل».

وعدّ المتحدث باسم حزب «حماة الوطن»، عمرو سليمان، الحزب الجديد «إثراءً للتنافس السياسي». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «ظهور أحزاب جديدة، أمر طبيعي مع قرب الاستحقاق البرلماني».